الجنرالان الحالمان زاحفان إلى سدة هاويتهم الرئاسية .. بقلم / عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
27 February, 2023

 

كبسولة : رقم (1)
ياسر عرمان والمركزي: محمد حمدان دقلو ليس هو جون قرنق دي مبيور ومسار قضية هذا ليست مسار ذاك وسلاح هذا ليس سلاح ذاك وجند هذا ليس جند ذاك هم دون قضية
فالبعد بينهما بعد السماء الأولى عن الأرض .
ياسر عرمان والمركزي: حمدان دقلو الزعيم الداعي (ليَحَكُم ) دولة السودان بلا قضية بل بالنازوية الهتلرية
جون قرنق الزعيم دي مبيور الداعي(لتُحْكَم) دولة السودان الجديد السلمية بأدعى قضية لا بالنازوية الهتلرية
فالبعد بينهما بعد السماء الأولى عن الأرض .
كبسولة : رقم (2)
الخديوي توفيق عكاشة : بالأمس كان يلعلع في فضائيته الخاصة أن السودان ليس دولة إنما هو جزء لا ينفصل وتابع لأرض مصر ظلت عمرها توفر له الإستقرار والأمن ..!! .
الخديوي توفيق عكاشة : واليوم يلعلع مدعياً أن دولة السودان تريد خنق مصر وأن دولة السودان بعد تراجعه المهين يطالب السيسي بتقديم شكوى ضدها لمجلس الأمن ..!! .
***
الجنرالان الحالمان زاحفان إلى سدة هاويتهم الرئاسية .
سوف أستعين على كتابة هذا المقال ، بمقال قديم تم نشره في هذا الموقع ومواقع أخرى بتاريخ 4 مايو ٢٠٢٢ وكان بعنوان طويل ومختصره هو (مستقيمان متوازيان .. لا يلتقيان) سوف ألجأ إليه لأنه يعتبر مكملاً ومفصلاً له ، إجتزئ بعض منه هنا ، ليساعد على لملمة الفكرة التي أنا بصددها هنا ، والتي تتركز منذ ذلك الوقت ، فيما هي خطط مسار الجنرالين عبد الفتاح البرهان والجنرال المليشياوي محمد حمدان دقلو" حميدتي" للوصول لحكم السودان ..؟؟ !! ، ولازالت ترتيباتهم تتواصل بنفس الوتيرة المصممة والمرتجاة نتائجها لصالح أسرعهم في سباق مارثون الرئاسة ، فالإثنان لم يخطر ببالهما ، "لو لا ثورة ديسمبر المجيدة" ، أن يحلما بأن يكونا في هذا الموقع المجاني العجائبي ، برغم أنهما شريكان فاعلان أصيلان ، في جرائم الإبادات الجماعية المستمرة ، وما تلاها وما جاء بعدها من جرائم ، وعجائبيتها أن ينازع أحدهما الآخر لرئاسة دولة السودان ، الأول إنتزع حلم أبيه وأقلق منامه بعد أن صدقه وجعل منه حلم حياته ، وأظن أنه من سميعة الست أم كلثوم ..!! ، والآخر تحول من التسمية الوحيدة المسجلة حكومياً في شهادته الميلادية ، إن وجدت- حميدتي- ورضي بطيب خاطر ، أن يعيد تسميته ، من قِبل ولي أمره -بحمايتي- دون حتى أوراق ثبوتية .
وحتى لحظتها فإن ذاك الفتى الهُمام الطموح ، لم يكن حلم حكم السودان قد رسخ بذهنه بعد ، كحلم أبيه للآخر الذي أدمن حلمه الأبوي ، وهكذا إنتهى بهما الأمر إلى المنافسة على رئاسة دولة السودان صدفة وفجاءة ، هذه الدولة ، الهاملة الما عندها وجيع في نظرهما ، كيف حدث هذا ، إليكم ما جاء في ذلك المقال .
((.. ونعود إلى المستقيمين المتوازيين واللذين في عالم الرياضيات لا يلتقيان ، ولكن مع الفوضى اللا أخلاقية التآمرية وهم صانعوها ، وفاعلوها ، ومبرمجوها ، فقد التقيا عنوةً واقتداراً . وإن كانا في خططهم السرية ، والمستقبلية ، سوف لن يلتقيا أبداً ، وسنكشف عن هذا حالاً)) .

ونواصل مع السابق ((..في البداية نوضح كيف التقى المستقيمان المستحيلان ، وكيف سيعودان لا .. يلتقيان ، حسب النظرية الأصل علمية . فهما خططا معاً منذ ، إنقلابهم الأول الذي إستعانوا فيه بفقه الضرورة وأصحاب الضرورة ، والذي كيفّوه مع ما يتناسب ومؤامراتهم ، بأنه انحيازاً للثورة . في 11 /4/ 2019 ، وهو لم يكن كذلك ،فقد كان إنقلاباً عسكرياً صرفاً لا غير . وحين تعذرت خُطَى الخُطة الأولى ، بفض الإعتصام لإجهاض الثورة وفشلت ، بل واصلت الثورة فعلها الثوري وهديرها الجبار دون توقف ، وبنشاطهما الجم تآمري ، تداومت وتواصلت ، ولم تتوقف من جانبهم ، المثابرة لوقف وتعويق المرحلة الإنتقالية ، والغرض من التقاء المستطيلين المستحيل ، فقط هو إجتياز مرحلة الفترة الإنتقالية بصعوباتها التي هم منشطوها ، أو الوصول إلي نهايتها ، بكل ما استطاعا إليه سبيلاً ، ليس بشق الأنفس فقط ، إنما بشق الصف والقتل والتعذيب والإغتصاب والخطف ، والإبادة الجماعية ، وليست آخرها مجزرة كرينك ، كل ذلك حتى تمر فترة الإنتقال ، وخيوط اللعبة تظل تحت تصرفهما وإمرتهما ، لا بيد عمرو آخر ، أيا كان عمرو هذا ، وليكن في يدهما وتحت نظرتهما الطامعة في الوصول إلى الإنتخابات ، التي ظلا يرددان بأنها المخرج الوحيد للأزمة السودانية ، وإن بشرط أن يكون إجراءها تحت إشرافهما ، حسبما يرتبان ، والحشاش فيهما يملأ شبكته التآمرية ، ليأتي رئيساً للجمهورية ، وقطعاً هو “حلم إبليس في الجنة” !! ، ومن هنا لحظة المنافسة الحُلم بينهما ، حيث يبدأ الغريمان المستقيمان رحلة العودة إلى طبيعتهما في علم الرياضيات ، ويفترقان ، كمستقيمين لا يلتقيان ، كل يريد الرئاسة لصالحه )) .

ولازلنا مع مقالنا السابق ((.. فالبرهان منذ إستلامه السلطة ، لم تكن الخطة أساساً ، هي خطته ، وإنما كانت خطة تنظيمه الذي ينتمي إليه أو الأصح المحتمي به ، من جرائمه السابقة ، ومن عقابه الذي ينتظره ، وهو التنظيم النازيوإسلاموي الكيزاني )) .

بالواضح فيما يخص البرهان فهو قد ظل يتكئ على حيطة مائلة ، رغم متانتها الظاهرية ، لأنها مسنودة بفلول نظام ، جرده شعبه من صدقيته وأخلاقيته الدينية والدنيوية ، ولم يجد منفذاً لإجهاض الثورة "العالمقرنية" العملاقة وفشله لا يزال قائماً وسنده الآخر مخابراتي ، إحتار به الأمر ، كيف يفشل هو الآخر هذه المرة ، وقد ظل منذ إستقلال هذه البلاد الطيب أهلها ، وهو يختار من تشاء له إرادته ورغبته ومصلحته لحاكم السودان وحكمه ، دون أن يعترضه عارض أو معارض ، كما وقفت له شوكة سمكة نيلية في حلقه ، ثورة ديسمبر المجيدة ، التي يقودها الجيل الراكب رأس ، عَصِّياً على الخضوع والخنوع ، والسياقة بلفة الأعلى مكانة ، ولغة التعالي مع السمع والطاعة .
ونعود إلى السابق ((..أما حميدتي فخطته تبدأ لحظة تقترب الإنتخابات من خط البداية ، وتصبح وتمسى على التآمر ، تلك الفترة الانتقالية لصالح الإنقلابيين كما خططا ، فسنجد طريق حميدتي في إتجاه آخر للوصول إلى السلطة ، يختلف ويتعارض مع خطة الكيزان والمخابرات التي فاتها القطار إلا من جعفر الصادق وهو رميم ، وغيره من الذين يراهنون على البرهان ، ممثلاً لهم على رأس السلطة ، أما الآخر حميدتي فهو يُجهِز ويعبئ ويخبئ تحت جيوب معطفه ، سلاحه وذهبه وماله المنهوب تهرباً وتهريباً ، وعلاقاته الخارجية المشبوهة ، لتطبيق ذلك الحلم المخيف لنا وليس له ، ولكل من يمشي على أرض بلاد السودان . ففي نيته ، إخلاء هذه البلاد من ساكنيها الأصليين وغير الأصليين إن أمكن وأستطاع الإ من شائعه ، وأستكان ، وأنحنى صاغراً لمخططه المدعوم خارجياً ، وداخلياً ، وأولهم من يريده حصان طروادة لإنجاح إطاريه مقطوع طاريه ، وبعض من رجالات الادارة الأهلية ، والمدفوع لهم أجرهم مقدماً ، ووعداً بالزيادة لاحقاً ، أكثر مما جنوه من تلك الثلاثينية الخرقاء البغيضة ، وغيرهم من قصيري النظر والبال والإنتباه ، فنراه ومنذ قبوله إزاحة الكيزان من السلطة ، وهو يخطط أو من خلفه يخططون له ، سواءاً من الخارج أو الداخل ، أن يصل إلى السلطة بغير إستعجال ولهفة ، دون إستخدام سلاحه إلا مضطراً لإخماد الثورة ، وليس من خطته الدخول في حرب السلاح مع الآخرين اياً كانوا ، إنما يريد أو يريدون له الوصول إلى السلطة بانتخابات حرة ونزيهة يسمونها !! ، وحتماً ولازماً الفوز بها حين تهل ، خَجاً أو تزويراً ، كانت او إغراءاً جزرة، أو حتى عصاً كانت عنفاً وإرهاباً ، كماثلة تسعة طويلة ، بإعادة تدويرها، أو إختراع أخرى . فهو هنا يختلف عن الكيزان ، الذين لا يتورعون إذا فشل إنقلابهم وتواصل إنتصار الثورة ، وتيقنوا من ذلك ، لن يتوانوا عن حرق روما مثلهم ، ومافعله نيرون فيها ، وبما فيها ، ليتحول السودان إلى أرض معركة حربية كاسحة ، لا تَبغي ولا تَذر )) .
ونعود معاً إلى الراهن السياسي ، فمن الواضح أن الجنرالين سارا كل في مساره ، بخطاً حثيثة ،فحتى الآن يسير الجنرال الأول البرهان ، في مساره الخائب والخاسر هو وفلوله ومخابريه ومخبريه ، وهو المحاصر من كل إتجاهاته بكافة مآزقه التي والاها وتابعها وتبعها بغير حكمة وروية يفتقدها ، ومصيره إلى زوال ، هو وأحلام أبيه الذي ظلمه ، بظلمه للآخرين من أبناء شعبه ، بسبب ظلامه وظلاميته .
أما الجنرال الآخر ، فقد سار ومستشاريه ، وأستطيع أن أقول بخبث الذكاء الذي لديه ولديهم ، في كسب شعبية ظل يبنيها ومستشاريه طوبة طوبة ، وسبيكة من الذهب خلف سبيكة ، وسلاحاً منوعاً ونوعياً ، فاق فيه جيشه الذي أليه ينتمي كما يريدونه له ، وينوي هو أن يحوله جيشاً منتمياً إليه ، لا خيار للآخر في دمجه إليه كما يشاع ويشتهون .
فها هو ينجح في خطوته الجبارة نحو مجده الشخصي ، حين رمى طعم إدانته لإنقلابه ، الذي ساهم في صنعه ، هكذا مجاناً ، دون دفع خسائر ذلك الانقلاب ، من مالنا وعزنا ، ودماء ضحاياه من الشباب والشابات ، والذين يسألونه ، هل ضاعت منا هذه الدماء ياترى وقُتِلنا سنبلة ؟؟!! .
ونجاحه نحو مجده الذي زينوه وأذانوه ، بل جملوه له ، يظهر في نقطة قف وراجع موقفك من الدعم السريع ومن حميدتي ، الفتى الهمام ، تلك التى رفعها الكثيرين ، من عارفي فضله الإنتهاكي الجرائمي ، ورغم أنف الجميع يصفقون ويدعمون . ومستعدون لتحقيق حلمه في الرئاسة ، وهم يعلمون التاريخ الإنساني ، فكم طاغية أتي بتأييد شعبه له ، وأنقلب جباراً مستبداً وقاتلاً عظيماً ، وأَّمثلهم وفي مقدمتهم أدولف هتلر الذي وصل الحكم بدعمه الشعبي ، ومن بعدها تفرغ لهم ولغيرهم في معارك الإبادات الجماعية في بلده والعالم من حوله ، وهكذا الضغاة يصنعهم ، المستشارون ، والمتحلقون حوله ، يتبعهم الغاوون إلى السلطة والتسلط ، ويشكلون له معالم مسيرته الإستبدادية .
وأخيراً أهمس للجنرال ، في أذنه وأتمنى أن يسمعني ، وأقول له قولتي هذه النصوحة ، أنت رجل ، بدوياً كنت صحراوياً أتيت خلوياً على نياتك حلقت ، نقي السريرة ولكنك سئ السيرة . أقول لك إذا كنت لازلت راغباً في حكم هذا البلد الهامل ، عليك بدفع ثمن الخسائر التي سببتها لشعب السودان .
أولها : الإعتراف كما إعترفت ثم اعتذرت عن إنقلاب 25 أكتوبر ، عليك ايضاً بتكملة هذا الإعتراف الصريح ، بدورك في مجزرة فض الإعتصام ، وما تلاها من جرائم
ثانيها : أن تعيد لهذا الشعب الذي شبع فقراً ومسغبة إلى خزاينه ، كل ما إكتنزته من أموال جنيتها من ذهب البلاد ، وهواملها من مواردها الغنية ، المستباحة والمتاحة مفتوحة ، دائماً للنهب والتهريب والسلب .
ثالثها : أن تُسَّرِح جندك وعسكرك أو تهذب عقيدتهم ( المستعصية ومستحيلة ) ، لأن الذين رأيناهم يقتلون الشباب ويغتصبون الشابات أمام القيادة العامة ، والذين يحاصرون الفتيات وهم بالمجموعات في الأركان منفردات ، مدججين بالعصي والخناجر والسلاح ، يستبيحون منهن ما يريدون ويرغبون ، هؤلاء ليسوا بشراً أسوياء ، وما يلينا وما عندنا من دليل غير زيهم العسكري الذي إخترته وصممته لهم ليتزئوا به عنواناً لدعمك السريع .
رابعها : أن تقدم نفسك إلى العدالة براءتك أو عقوبتك وعاقبتك أنت وشأنك فيها . أما شأن شعبك ، فهو حر أن يدعمك إذا حدث ما حدث أعلاه ، وحينها لأ شأن له بمهنتك السابقة ، فقبلك الرئيس سلفا دا لولا ، كان ماسحاً للأحذية وفاز في إنتخابات البرازيل وكانت حرة ونزيهة وأصبح رئيساً لبلده عادلاً نزيهاً ، كما تحلم وتشتهي وترغب ، ولكن .. بالحق والصدق وحدهما ، لا شريك لهما فيه .

omeralhiwaig441@gmail.com
///////////////////////

 

آراء