رداً على خطاب ياسر العطا

 


 

الطيب الزين
27 February, 2023

 

لا أدرى ما هي الظروف والحوافز والأهداف الحقيقية التي جعلت ياسر العطا، يطالب الآن بدمج قوات الدعم السريع في الجيش في هذا التوقيت بالذات؟ ما الذي إستجد؟
وما هي النوايا والأهداف الخفية على المدى القصير والطويل؟
أم هو كلام ساكت، خالي من القيمة والمعنى والمضمون؟؟؟؟

ياسر العطا قال: مافي دولة ديمقراطية فيها جيشين!
هنا يتساءل محمد أحمد الأغبش المفترى عليه بأسم الوطن والدين والجيش .. أين هي الدولة؟
وأين هي الديمقراطية؟
وأين هو الجيش؟
أتمنى أن يتسع صدر ياسر ويفكر لبرهة من الوقت عله يكون له تمرين فكري مريح يمكنه من الإجابة على هذه الأسئلة ما دام أعطى نفسه الحق في الحديث في الهواء الطلق عن الديمقراطية وضرورة دمج قوات الدعم السريع وجيوش الحركات المسلحة في الجيش!
هل الجيش ذات نفسه خاضع لإرادة الشعب حتى تطالب الآخرين بدمج جيوشهم فيه؟
سؤال أخر يُصر على أن يلقي بنفسه على قارعة الطريق .. منذ أن وقع إنقلاب الإنقاذ على النظام الديمقراطي في 1989/6/30، وتكرر الأمر مرة أخرى في إنقلاب 2021/10/25 ، على حكومة الثورة هل هذا النمط من التفكير والسلوك يعبر عن وجود دولة بحق وحقيقة؟ أم هو مجرد شعارات وتضليل؟
للتغطية على الجرائم التي ترتكب بحق الوطن والشعب؟
وهل ما قام به الطاغية عمر البشير طوال ثلاث عقود مظلمة من إنتهاكات لحقوق الإنسان، وما قام به الطاغية الجديد البرهان الساعي لسرقة الثورة في وضح النهار من تجاوزات يعبر عن وجود جيش وطني حقيقي هدفه الأساسي هو حماية تراب الوطن وحدوده وطاعة شعبه وإحترام إرادته؟
أخي ياسر العطا، قبل أن تلقي علينا مثل هذا من النوع الخطب، حمالة الحطب!
الأجدر بك أن تسأل نفسك، هل ما حدث ويحدث في السودان منذ عام 1989، وحتى الآن صحيح وسليم ؟ وهل ما قيل عن الوطن، وما جرى من ممارسات على أرض الواقع، يشبه كان فيه تطابق بين الأقوال والأفعال؟
أم هو تلاعب مجرد الكلام للتحايل على الناس البسطاء لسرقة حقوقهم ومصادرة حرياتهم بأسم الوطن والدين؟
حسب ما أعرف أن قادة الجيوش المهنية النظامية، ليست من واجباتهم إلقاء الخطب على الشعب، بل مهمتم هي حماية الوطن، براً بحراً وجواً، وقبل هذا وذاك طاعة إرادة الشعب.
كما أذكرك أن الدين الإسلامي يقول كلكم راع، أي كل إنسان مسؤول عن أفعاله في الدنيا والإنسان يحاسب في الآخرة على ما جنت يداه، ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) سورة الزلزلة.
الإسلام الحقيقي الذي شوهه الحكام الطغاة وعاونهم في ذلك فقهاء السلطان، يطرح منظوراً مختلفاً تماماً عن منظور الحكام اللصوص الذين يتاجرون بأسم الدين.
إن الحياة بعد الموت، ليست تعويضاً مما خسره الناس في هذه الحياة. لأن الجنة ليست للفقراء الذين يقبلون بالظلم ولا للحكام الظالمين الذين يصادرون حرية الشعب ولا لفقهاء السلطان الذين يخدرون عقول الناس بالدجل والنفاق كما كان فعل عبد الحي يوسف وجوز للطاغية أن يقتل ثلث الشعب من أجل أن يبقى هو في الحكم! وإنما للصحالين الذين يسعون لتحقيق العدل بين الناس وهذا لن يحدث إلا في ظل حكومة مدنية ديمقراطية تكون خاضعة لإرادة الشعب كما كان يفعل د. عبدالله حمدوك الذي عمل بصدق لوضع لبنات دولة حديثة فيها قضاء مستقل وإعلام حر ومنظمات مجتمع مدني فاعلة في إطار إيمانه بشعارات وأهداف الثورة.
بينما أنتم كأحد مخلفات النظام السابق، كنتم تخططون في الغرف المغلقة إلى أعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتحويل الشعب إلى مجرد رعاة خرفان.. أو بالأحرى إلى قطيع!
لا دور له في تقرير مصيره وبناء مستقبله على النحو الذي يحقق له تطلعاته في حياة حرة كريمة أساسها الحرية والتدوال السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة لضمان الأمن والإستقرار.
بالمناسبة، أنا لست شيوعياً، لكن إحترم نضالات عمك هاشم العطا، الذي ضحى بحياته من أجل مبادئه والدفاع عن الفقراء.
رسالة إخيرة لك يا أخي ياسر العطا، قبل المطالبة بدمج قوات الدعم السريع في الجيش، يجب أولاً مطالبة البرهان بإخضاع الجيش ذات نفسه لإرادة الشعب عندها تنفرج الأزمة وينطلق السودان ويتحقق الإستقرار والتنمية والإزدهار والرفاه.
عاشت الثورة منارة للشعب.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
////////////////////////

 

 

آراء