بيان من مبادرة القضارف للخلاص حول اغتيال الشهيد ابراهيم مجذوب

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن جريمة اغتيال الصبي اليافع الشهيد ابراهيم مجذوب إبراهيم، رحمه الله، التي وقعت البارحة (28/2/2023) بشرق النيل، إن دلت على شيء انما تدل على ان الانقلابيين لا يزالون يتعطشون للدماء ويسترخصون حياة الشباب. وانهم من اجل بقائهم في السلطة والإمساك بمفاصل البلاد لن يتورعوا في إراقة المزيد وإن سالت الدماء أنهارا .
تقتضي العدالة أن يطال القصاص كل المتورطين في الجريمة ابتداء من الملازم نصر الدين طه الذي اطلق الرصاص، والقائد الميداني للقوة التي يتبع لها ، ومدير عام الشرطة، ورئيس مجلس السيادة الانقلابي عبد الفتاح البرهان .
لكن واقع الحال يقول ألا عدالة في وجود الانقلابيين، حتى لو حكمت عليهم المحاكم، وخير دليل على ذلك المحكوم عليهم بالاعدام في قضيه الشهيد احمد الخير.
إن هذه الجريمة والجرائم السابقة تؤكد أن ما يجب ان نفعله تجاه هؤلاء الانقلابين، هو أن نسقطهم، لا أن نفاوضهم او نتشارك معهم او نعطيهم شرعية.
إن دعوة الاتحاد الأوربي إلى ِ(إجراء تحقيق مستقل في هذه القضية وفي الوفيات الأخرى منذ 25 أكتوبر 2021، وتقديم الجناة إلى العدالة) تبدو في ظاهرها مناصرة للمظلومين ودعوه للعدالة، ولكنها تستبطن تناسي مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، التي هي جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان، وموثقة، وتدين بصورة مباشرة: البرهان، وحميدتي، وكباشي، وياسر العطا، وإبراهيم جابر، وغيرهم. ولا يجوز العفو فيها حسب القانون الدولي . إن تناسي هذه المجزرة يندرج في باب التآمر على الثورة السودانية ويفتح المجال لمواصلة الافلات من العقاب.

لقد دعونا نحن في مبادرة الخلاص، في وقت مبكر، وفي عز الشراكة بين المدنيين في الحرية والتغيير والمكون العسكري، دعونا الى اسقاط المكون العسكري جهرة، لاننا نعلم علم اليقين ان لجنة البشير الامنية لا علاقة لها بالثورة من قريب او بعيد، وإنما هي امتداد لنظام الإنقاذ البائد وامتداد لأطماع الدول الخارجية.
إننا في المبادرة نرى أن قضية العدالة هي الركن الركين في ثورة ديسمبر المجيدة، وان هذه الثورة هي نقطة البداية لايقاف استرخاص دم السودانيين وإيقاف نزيف الدم الذي بدا منذ بواكير الاستقلال..
ان تحقيق العدالة وتحقيق اهداف ثورة ديسمبر المجيدة يتطلب من القوى الثورية ابتداء من لجان المقاومة والنقابات والمجموعات المهنية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وكل القوى الثورية، ان تتكاتف الان لتتصدى للأخطار المحدقة بالبلاد في ظل سيطرة الانقلابيين، واحتمالات نشوب صراع مسلح بين البرهان وحميدتي تلبية لنزواتهم السلطوية، وعمالتهم للخارج التي تفضي إلى التفريط في السيادة الوطنية والأراضي السودانية.
استلهاما لبسالة وتضحية الشهيد ابراهيم مجذوب ورفاقه الشهداء، يجب علينا جميعا أن نعلي من شأن الوطن، ونتسامى على دوافعنا الحزبية أو الشخصية الضيقة، وأن تتراص صفوفنا من أجل تحقيق أهداف الثورة وملاحقة القتلة المجرمين .

مبادرة القضارف للخلاص
1 مارس 2023

 

آراء