ما بين حمدوك ومهاتير !!
مزمل عليم
18 March, 2023
18 March, 2023
💢 كما يحلو لي 💢
mozaart87@gmail.com
- تنهض الشعوب والأمم بجهود ابنائها الأوفياء فالمثابرة وإنكار الذات وتغليب المصلحة العامة والعقل الجمعي علي الفكر الشخصي والإنتهازي هي أولي لبنات التقدم الحضاري ،، سنأخذ مقتطفات بسيطة من مسيرة وإنجازات رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد وإرتقائه بدولة مثل ماليزيا الي مصافي الدول الصناعية ذات الإقتصاد القوي وكان لزاماً علينا في السودان الإقتداء بمثل هذه التجارب الناجحة لما نملكه من كل مقومات النجاح والتقدم ولكن كما جرت العادة نحب إستنساخ ومحاكاة التجارب الفاشلة والمدمرة .
- إستطاع مهاتير محمد ان يحول ماليزيا من دولة تعتمد بصورة مباشرة علي الإنتاج الزراعي الي بلد صناعي بإمتياز ،، ومن الأشياء التي لاحظها مهاتير ان الإعتماد الكلي علي الزراعة فقط لن يصنع من الإقتصاد الماليزي قوة ضاربة ويجب التحول الكلي الي التطور الصناعي والتجاري والتكنولوجي مع الإبقاء علي إنتاج الموارد الطبيعية للإكتفاء الذاتي والتصدير .. لا أريد ان أضع عبد الله حمدوك في أوجه مقارنات مع مهاتير محمد لأنه من الظلم والإجحاف فعل ذلك لفارق الخبرات السياسية الكبير بين الرجلين فحمدوك علي المستوي الشخصي لا يختلف إثنان حول ادبه الجم وتهذيبه وهدوئه الشديد وعلي المستوي الثقافي والأكاديمي فهو يمتلك أرفع الشهادات العلمية لكن هذا كله لا يكفي لقيادة دولة .. شخصية القائد وجرأة إتخاذ القرار في الأوقات الحرجة كلها صفات غائبة تماماً عن شخصية حمدوك الذي وجد دولة منهارة من كل النواحي بعد الإطاحة بنظام الإنقاذ وإزداد الوضع سوءاً في وجوده .. فبدل حل مشاكل الإنتاج الزراعي والحيواني ومن ثم الإنتقال والتحول الي المجال الصناعي .. انهارت المنظومة الزراعية وترك صغار المزارعين العمل الزراعي بسبب إرتفاع أسعار مدخلات الإنتاج وسوء قرارات الدولة الإقتصادية وتطبيق سياسات صندوق النقد الدولي المجحفة في حق الشعوب النامية .
- حكم مهاتير كرئيس للوزراء لفترة 22 سنة و إمتدت مدة عمله السياسي متنقلاً عبر الوزارت المختلفة لأكثر من 40 عام بما فيها فترته وهو رئيس للوزراء وأول ما قام به مهاتير محمد بعد ان وجد دولة منهارة الإقتصاد ومفككة إجتماعياً وسياسياً هو محاربة القوة التقليدية المتمثلة في الملوك والسلاطين ،، فمن أجل الصعود للأعلي بأي دولة يجب التخلص من العوائق والأثقال التي تعيق هذا الصعود والتقدم وبنسبة كبيرة نجح مهاتير في ذلك بفرض قوانين قلصت بصورة كبيرة نفوذ السلاطين في وضع القوانين والمساهمة في الإدارة التنفيذية .. وعلي النقيض تماماً فشل حمدوك في محاربة نفوذ القوي القديمة متمثلة في فلول النظام السابق والأحزاب القديمة عديمة الجدوي بالإضافة لتدخلات العسكر ليصبح تائهاً ما بين عراقيل الفلول ومشاكسات الأحزاب الفاشلة التي لا هم لها سوي إستلام مقاليد السلطة .
- عرف مهاتير ان نهوض الدول العظمي يبدأ بالتقدم الإقتصادي حتي قبل العسكري .. لذلك قام بتركيز جل إهتمامه بخصخصة الشركات وجذب الإستثمارات الأجنبية ولكن بشروط واضحة تضمن إستفادة خزينة الدولة من هذه الإستثمارات سواء كانت وطنية أو أجنبية ومن أهم الشروط كذلك هو ضمان التوظيف والعمالة للمواطن الماليزي في كل المشاريع الصناعية داخل البلد .. ليصطاد مهاتير عصفورين بحجر واحد .. إنعاش خزينة الدولة وإستمرار نشاط الشركات المخصخصة لحل معضلة البطالة .. لم يجد عبد الله حمدوك شركات أصلاً ليقوم بخصخصتها وهو معذور في ذلك واتجه للأسف بصورة كاملة نحو تنفيذ سياسات صندوق النقد الدولي المدمرة .
- من أهم أسباب نجاح فترة رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد هو إهتمامه الجاد بالتعليم فالمفتاح ألأول لتقدم الشعوب هو محاربة الجهل وعدم المعرفة لذلك قام بتسهيل التعليم والدراسة في ماليزيا ودعم المدارس والجامعات والبحث العلمي وتقوية المناهج الدراسية لكل الفئات فالشعوب المثقفة والمتحضرة هي من تقود نفسها ولا خوف عليها .. عند إستلام حمدوك رئاسة مجلس الوزراء سمعنا بتصريحات من مسؤولين تفيد بالعودة مجدداً لدعم التعليم ومجانيته وإسترجاع السلم الدراسي القديم وتقوية المناهج الدراسية لمواكبة العالم ولكن ما حدث كان يتناقض مع هذا الكلام فتم تجفيف المدارس والجامعات الحكومية وأصبح حق التعليم مكفول فقط لمن يمتلك المال بصورة اسوأ بعشرات المرات من عهد حكومة الإنقاذ .. في الوقت الذي وجه مهاتير كل إمكانات دولته نحو التعليم رفعت حكومة حمدوك يدها تماماً عن التعليم ليصبح لمن إستطاع اليه سبيلا .. ويسود التعليم الخاص لنرجع لعهد الأغنياء الأغبياء في قاعات وفصول الدراسة والفقراء الأذكياء متشردين للعمل في الأسواق والتفكير في الهروب والهجرة .
- وضع مهاتير خطة طويلة المدي للدولة الماليزية وكانت رؤيته واضحة جداً بأن تصل البلاد لمصافي الدول المتقدمة إقتصادياً بحلول العام 2020 وعلي الرغم من عدم الوصول لهذا الهدف المنشود إلا ان مهاتير محمد حقق طفرات كبيرة في الإقتصاد الماليزي واضعاً إيهاه في خانة ما يعرف بدول أشبال النمور الأسيوية بجانب اندونيسيا والفلبين وتايلاند وفيتنام .. محاولاً اللحاق بالنمور الكبيرة كوريا الجنوبية وتايوان وهونغ كونغ وسنغافورة ..
فتميز العقلية الإقتصادية الفذة للسيد مهاتير ساعدته في تفادي الأزمة الإقتصادية الأسيوية التي بدأت بدولة تايلاند التي كانت مهدد حقيقي للإقتصاد الماليزي في العام 1997 قام صندوق النقد في ذلك الوقت بتقديم عدة نصائح وإجراءات إقتصادية للحد من الأزمة المالية ولكن مهاتير برؤيته الفاحصة والدقيقة أكتشف ان تنفيذ قرارات صندوق النقد الدولي هو إرتهان للغرب وسجن لإرادة الدولة الماليزية ودخولها في مستنقع الديون وربط العملة المحلية بصورة كاملة مع الدولار الأمريكي .. فقام مهاتير برفض كل نصائح صندوق النقد الدولي بل قام بالعمل عكسها تقريباً لتحدث المفاجأة وتتخطي ماليزيا الأزمة الأسيوية بصورة لا تصدق بعد فرض سياسات إنضباطية إقتصادية داخلية مرتبطة بالإنتاج والصناعة والتحكم التام في الصادر والوارد وعدم فتح أي نوافذ مع صندوق النقد الدولي مدمر الشعوب والبلدان النامية .. ونلخص ما قام به حمدوك ووزير ماليته البدوي بالإرتهان التام لكل سياسات صندوق النقد الدولي لنصل لكارثة تعويم الجنيه ورفع الدعم عن كل شيء له علاقة بالمواطن كالسلع الأساسية الإستراتجية مثل الدقيق وإنهيار القطاعين الصحي والتعليمي بصورة شبه كاملة ..
- وضع مهاتير محمد الدول الأسيوية التي سبقته إقتصادياً مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة معياراً أسياسياً لكي يحذو حذوها ولم يفكر ابداً في محاكاة النماذج الغربية المعاصرة فدول جنوب شرق اسيا تختلف جيوسياسياً عن دول اوروبا والولايات المتحدة وكندا .. ومن أبرز تصريحات مهاتير محمد هي ان الشعب الأميركي جاهل للغاية ولا يعرف شيئاً عن بقية العالم ومع ذلك هم الأشخاص الذين يحددون مصير الأخرين .. فماهتير محمد لم يعادي الغرب ولكنه في نفس الوقت لم يقدم له فروض الولاء والطاعة العمياء كما فعل عبد الله حمدوك الذي فاقم الأزمة الإقتصادية التي تركها (الإسلاميين) برفع كل الدعومات عن شعب يقبع أغلبه تحت خط الفقر ..
- ختاماً :
- إستطاع مهاتير محمد وهو خريج كلية الطب من إكتشاف قدراته القيادية والسياسية منذ صغره ليقوم بتسخير هذه الإمكانات الفذة في جميع مناصب الدولة التي عمل بها وصولاً لرئاسة الوزراء ليرتقي بالدولة الماليزية إقتصادياً : (برفع دخل الفرد ومحاربة معدلات الفقر والبطالة بنحو غير مسبوق) ،وسياسياً : (بتوحيد ماليزيا سياسياً بتحقيق إتفاقات بعيدة عن الروح العقائدية والعرقية) ، وتكنلوجياً : (بالإستثمار في مجال الصناعات التكنلوجية) وتعليمياً : ( بتحقيق طفرة كبري في مجال التعليم كماً ونوعاً ودعم مجانية التعليم لأفراد الشعب ليصبح متاحاً للجميع دون صعوبة أو حصر علي فئات معينة ) ..
- كنا نريد لحمدوك أن يستلهم تجربة ماليزيا ليصنع نموذجاً أفضل وأكمل من مهاتير محمد ونصبح مرجعاً أساسياً في تعليم الجميع عن كيفية التقدم وإستنهاض الهمم من أجل الحصول علي الرخاء والنماء والوصول لمصافي الدول العالمية القوية .. ولكن كما ذكرت سابقاً نحن أقوام نعشق إستنساخ التجارب الفاشلة والتلذذ بآلامها وتصديرها لمن حولنا بكل فخر ..
mozaart87@gmail.com
- تنهض الشعوب والأمم بجهود ابنائها الأوفياء فالمثابرة وإنكار الذات وتغليب المصلحة العامة والعقل الجمعي علي الفكر الشخصي والإنتهازي هي أولي لبنات التقدم الحضاري ،، سنأخذ مقتطفات بسيطة من مسيرة وإنجازات رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد وإرتقائه بدولة مثل ماليزيا الي مصافي الدول الصناعية ذات الإقتصاد القوي وكان لزاماً علينا في السودان الإقتداء بمثل هذه التجارب الناجحة لما نملكه من كل مقومات النجاح والتقدم ولكن كما جرت العادة نحب إستنساخ ومحاكاة التجارب الفاشلة والمدمرة .
- إستطاع مهاتير محمد ان يحول ماليزيا من دولة تعتمد بصورة مباشرة علي الإنتاج الزراعي الي بلد صناعي بإمتياز ،، ومن الأشياء التي لاحظها مهاتير ان الإعتماد الكلي علي الزراعة فقط لن يصنع من الإقتصاد الماليزي قوة ضاربة ويجب التحول الكلي الي التطور الصناعي والتجاري والتكنولوجي مع الإبقاء علي إنتاج الموارد الطبيعية للإكتفاء الذاتي والتصدير .. لا أريد ان أضع عبد الله حمدوك في أوجه مقارنات مع مهاتير محمد لأنه من الظلم والإجحاف فعل ذلك لفارق الخبرات السياسية الكبير بين الرجلين فحمدوك علي المستوي الشخصي لا يختلف إثنان حول ادبه الجم وتهذيبه وهدوئه الشديد وعلي المستوي الثقافي والأكاديمي فهو يمتلك أرفع الشهادات العلمية لكن هذا كله لا يكفي لقيادة دولة .. شخصية القائد وجرأة إتخاذ القرار في الأوقات الحرجة كلها صفات غائبة تماماً عن شخصية حمدوك الذي وجد دولة منهارة من كل النواحي بعد الإطاحة بنظام الإنقاذ وإزداد الوضع سوءاً في وجوده .. فبدل حل مشاكل الإنتاج الزراعي والحيواني ومن ثم الإنتقال والتحول الي المجال الصناعي .. انهارت المنظومة الزراعية وترك صغار المزارعين العمل الزراعي بسبب إرتفاع أسعار مدخلات الإنتاج وسوء قرارات الدولة الإقتصادية وتطبيق سياسات صندوق النقد الدولي المجحفة في حق الشعوب النامية .
- حكم مهاتير كرئيس للوزراء لفترة 22 سنة و إمتدت مدة عمله السياسي متنقلاً عبر الوزارت المختلفة لأكثر من 40 عام بما فيها فترته وهو رئيس للوزراء وأول ما قام به مهاتير محمد بعد ان وجد دولة منهارة الإقتصاد ومفككة إجتماعياً وسياسياً هو محاربة القوة التقليدية المتمثلة في الملوك والسلاطين ،، فمن أجل الصعود للأعلي بأي دولة يجب التخلص من العوائق والأثقال التي تعيق هذا الصعود والتقدم وبنسبة كبيرة نجح مهاتير في ذلك بفرض قوانين قلصت بصورة كبيرة نفوذ السلاطين في وضع القوانين والمساهمة في الإدارة التنفيذية .. وعلي النقيض تماماً فشل حمدوك في محاربة نفوذ القوي القديمة متمثلة في فلول النظام السابق والأحزاب القديمة عديمة الجدوي بالإضافة لتدخلات العسكر ليصبح تائهاً ما بين عراقيل الفلول ومشاكسات الأحزاب الفاشلة التي لا هم لها سوي إستلام مقاليد السلطة .
- عرف مهاتير ان نهوض الدول العظمي يبدأ بالتقدم الإقتصادي حتي قبل العسكري .. لذلك قام بتركيز جل إهتمامه بخصخصة الشركات وجذب الإستثمارات الأجنبية ولكن بشروط واضحة تضمن إستفادة خزينة الدولة من هذه الإستثمارات سواء كانت وطنية أو أجنبية ومن أهم الشروط كذلك هو ضمان التوظيف والعمالة للمواطن الماليزي في كل المشاريع الصناعية داخل البلد .. ليصطاد مهاتير عصفورين بحجر واحد .. إنعاش خزينة الدولة وإستمرار نشاط الشركات المخصخصة لحل معضلة البطالة .. لم يجد عبد الله حمدوك شركات أصلاً ليقوم بخصخصتها وهو معذور في ذلك واتجه للأسف بصورة كاملة نحو تنفيذ سياسات صندوق النقد الدولي المدمرة .
- من أهم أسباب نجاح فترة رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد هو إهتمامه الجاد بالتعليم فالمفتاح ألأول لتقدم الشعوب هو محاربة الجهل وعدم المعرفة لذلك قام بتسهيل التعليم والدراسة في ماليزيا ودعم المدارس والجامعات والبحث العلمي وتقوية المناهج الدراسية لكل الفئات فالشعوب المثقفة والمتحضرة هي من تقود نفسها ولا خوف عليها .. عند إستلام حمدوك رئاسة مجلس الوزراء سمعنا بتصريحات من مسؤولين تفيد بالعودة مجدداً لدعم التعليم ومجانيته وإسترجاع السلم الدراسي القديم وتقوية المناهج الدراسية لمواكبة العالم ولكن ما حدث كان يتناقض مع هذا الكلام فتم تجفيف المدارس والجامعات الحكومية وأصبح حق التعليم مكفول فقط لمن يمتلك المال بصورة اسوأ بعشرات المرات من عهد حكومة الإنقاذ .. في الوقت الذي وجه مهاتير كل إمكانات دولته نحو التعليم رفعت حكومة حمدوك يدها تماماً عن التعليم ليصبح لمن إستطاع اليه سبيلا .. ويسود التعليم الخاص لنرجع لعهد الأغنياء الأغبياء في قاعات وفصول الدراسة والفقراء الأذكياء متشردين للعمل في الأسواق والتفكير في الهروب والهجرة .
- وضع مهاتير خطة طويلة المدي للدولة الماليزية وكانت رؤيته واضحة جداً بأن تصل البلاد لمصافي الدول المتقدمة إقتصادياً بحلول العام 2020 وعلي الرغم من عدم الوصول لهذا الهدف المنشود إلا ان مهاتير محمد حقق طفرات كبيرة في الإقتصاد الماليزي واضعاً إيهاه في خانة ما يعرف بدول أشبال النمور الأسيوية بجانب اندونيسيا والفلبين وتايلاند وفيتنام .. محاولاً اللحاق بالنمور الكبيرة كوريا الجنوبية وتايوان وهونغ كونغ وسنغافورة ..
فتميز العقلية الإقتصادية الفذة للسيد مهاتير ساعدته في تفادي الأزمة الإقتصادية الأسيوية التي بدأت بدولة تايلاند التي كانت مهدد حقيقي للإقتصاد الماليزي في العام 1997 قام صندوق النقد في ذلك الوقت بتقديم عدة نصائح وإجراءات إقتصادية للحد من الأزمة المالية ولكن مهاتير برؤيته الفاحصة والدقيقة أكتشف ان تنفيذ قرارات صندوق النقد الدولي هو إرتهان للغرب وسجن لإرادة الدولة الماليزية ودخولها في مستنقع الديون وربط العملة المحلية بصورة كاملة مع الدولار الأمريكي .. فقام مهاتير برفض كل نصائح صندوق النقد الدولي بل قام بالعمل عكسها تقريباً لتحدث المفاجأة وتتخطي ماليزيا الأزمة الأسيوية بصورة لا تصدق بعد فرض سياسات إنضباطية إقتصادية داخلية مرتبطة بالإنتاج والصناعة والتحكم التام في الصادر والوارد وعدم فتح أي نوافذ مع صندوق النقد الدولي مدمر الشعوب والبلدان النامية .. ونلخص ما قام به حمدوك ووزير ماليته البدوي بالإرتهان التام لكل سياسات صندوق النقد الدولي لنصل لكارثة تعويم الجنيه ورفع الدعم عن كل شيء له علاقة بالمواطن كالسلع الأساسية الإستراتجية مثل الدقيق وإنهيار القطاعين الصحي والتعليمي بصورة شبه كاملة ..
- وضع مهاتير محمد الدول الأسيوية التي سبقته إقتصادياً مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة معياراً أسياسياً لكي يحذو حذوها ولم يفكر ابداً في محاكاة النماذج الغربية المعاصرة فدول جنوب شرق اسيا تختلف جيوسياسياً عن دول اوروبا والولايات المتحدة وكندا .. ومن أبرز تصريحات مهاتير محمد هي ان الشعب الأميركي جاهل للغاية ولا يعرف شيئاً عن بقية العالم ومع ذلك هم الأشخاص الذين يحددون مصير الأخرين .. فماهتير محمد لم يعادي الغرب ولكنه في نفس الوقت لم يقدم له فروض الولاء والطاعة العمياء كما فعل عبد الله حمدوك الذي فاقم الأزمة الإقتصادية التي تركها (الإسلاميين) برفع كل الدعومات عن شعب يقبع أغلبه تحت خط الفقر ..
- ختاماً :
- إستطاع مهاتير محمد وهو خريج كلية الطب من إكتشاف قدراته القيادية والسياسية منذ صغره ليقوم بتسخير هذه الإمكانات الفذة في جميع مناصب الدولة التي عمل بها وصولاً لرئاسة الوزراء ليرتقي بالدولة الماليزية إقتصادياً : (برفع دخل الفرد ومحاربة معدلات الفقر والبطالة بنحو غير مسبوق) ،وسياسياً : (بتوحيد ماليزيا سياسياً بتحقيق إتفاقات بعيدة عن الروح العقائدية والعرقية) ، وتكنلوجياً : (بالإستثمار في مجال الصناعات التكنلوجية) وتعليمياً : ( بتحقيق طفرة كبري في مجال التعليم كماً ونوعاً ودعم مجانية التعليم لأفراد الشعب ليصبح متاحاً للجميع دون صعوبة أو حصر علي فئات معينة ) ..
- كنا نريد لحمدوك أن يستلهم تجربة ماليزيا ليصنع نموذجاً أفضل وأكمل من مهاتير محمد ونصبح مرجعاً أساسياً في تعليم الجميع عن كيفية التقدم وإستنهاض الهمم من أجل الحصول علي الرخاء والنماء والوصول لمصافي الدول العالمية القوية .. ولكن كما ذكرت سابقاً نحن أقوام نعشق إستنساخ التجارب الفاشلة والتلذذ بآلامها وتصديرها لمن حولنا بكل فخر ..