الأمن ما بين جدلية الحرية والرعب من القصاص

 


 

 

لست ساخر من جهد وطني نقول فيه الكثير من سلامة النوايا من أجل استعادة مسار الانتقال الديمقراطي وبمشاركة أصدقاء السودان في كل اركان المعمورة للخروج من أزمتنا السياسية الحالية ,ولكني غاضب بقدر رهيب من الكتلة الديمقراطية ,وكذلك ضبابية موقف البرهان وعسكر الجيش الكيزان وكل الذين يظنون أن لهم وزن في المعادلة السياسية, وما اريد قوله أن اللصوص بلغوا من الجاسرة والتطاول علينا مبلغا بعيد , وظنوا ان ما نالوا من جانب الرقي الرحمة منا هو الانكسار , لو سألنا أنفسنا من هم أن كانوا أمرأ حرب أو مليشيات, وما قيمتهم العسكرية أو السياسية لكي نظل نرهن القرار السياسي لأسباب نعلمها منها العامر بالذاتية والانانية وجنون السلطة, ولأجندة معروفة أولها الرغبة في البقاء بالمناصب لأطول فترة ممكنة ,والتي لن يستطيعوا القدوم لها عبر انتخابات حرة ,وكانوا ولن يجروا علي المطالبة بها أبان العهد البائد وهم من حمل السلاح اكثر ربع قرن من الزمان كعصاة الزينة في يد فتاة لعوب وهي ما بين جذب الأنظار لوجها الصبوح وقيمة العصا الي بيدها , والمضحك يقولون أن كل الخيارات مفتوحة واي خيار يا هؤلاء أن الطامع في نعيم السلطان لا يملك شجاعة أتخاذ قرار المصادمة والموت من أجل تحقيق هدفه أنما يكون لسان لهوج بالباطل وطبل بلا جدوي ,واعلموا نحن لها حتي لو يفني أخر رجل منا ,لا تهددوا الفارسان بالطعان فجروح السيوف عامر بها جسومنا أيها الأراذل وتعرفون أن صمتنا ليس ضعف ولكن الوطن أبقي من هذه الشاكلة لبسي عباءة البطولة والرجولة وهم طلاب السلطة وسارقي ثروات الشعب
أن الأمن ضرورة في كل مجتمع ولكن متى يكون الأمن عندما تغيب الأخطار نحن الان نعيش في مهددات الأمن لا حصر لها أولها الانفجار السكاني من حولنا والأمر الأهم هو عدم قدرة الأجهزة الامنية علي حسم الفوضى بالرغم من ما تملك من معلومات وعتاد وإعداد ولكن قرار السلطة الانقلابية الذي ينفذ مشروع الاخوان والاسلام السياسي بدقة هو خلق حالة من الفوضى الأمنية خاصة في المدن وأمكنة التوتر القبلي وهي رؤية الاستخبارات العسكرية من خلال تتبع كيفية حدوث الانفلات الأمني ومن هم الداعمين إلى ظهوره في الإعلام كمهدد للدولة كلها أجندة معلومة ونعرف كيف تم تحريكها وصناعة الظروف لتكون ,لكنها لن تخلق الشرعية او الحكم الطويلة لهؤلاء العسكر , ولا تظنوا انكم بالقتل والقهر والمنع قادرين علينا ,هذه الفعال لن تفضي لخير بل هي العوامل الدافعة لنا لاختراق جدار الأمن وتوسيع ثقوبه ,أن الكثير من الاضطرابات الاقتصادية الاجتماعية والسياسية هي من جرأ الأساليب والإجراءات الأمنية حيث القتل و القمع والقهر والعسف وكلها تحت مبرر حماية السلطة ولكنها تفاقم تقمه الناس عليكم
في البداية أن نوضح معني العدالة السياسية التي نريدها بعيدا من المضاربات الفكرية والصراع، فأنا اريد تكافؤ الفرص على كل المستويات وسيادة القانون وانسحاب الجيش من الحياة السياسية بالإضافة سحب سلاح الحركات والجنجويد لو تم سحب سلاح الحركات والدعم السريع هنا تكون الدولة بمؤسساتها وإمكانياتها دولة الجميع دون تمييز ارجو التنويه لشيء مهم السلاح يعطي نفوذ بقدر خطورته على حامله
الاستبداد السياسي قاد البلد لهذه الوضعية السياسية الخربة والانغلاق على الذات والقبلية والجهوية، هما أساس المشكلة والأمر الأهم هو السلاح خارج الشريعة الرسمية للدولة، ونحن لا نملك امام هذا الواقع الا اصلاح أنفسنا واوضاعنا مع امتلاك إرادة حقيقية لحل الازمة، لابد من العودة لشعارات الثورة الحرية والديمقراطية هما اللتان تقودنا الى الاستقرار لذلك نحن بجاجة إلى إعادة صياغة مفهوم الأمن القومي للسودان
وأخير أقول لشباب المقاومة خاصة ورسالتي لكل أهل السودان أن التحكم في الوضع الراهن والمستقبل مرهون بقدرتنا على التحول الديمقراطي والالتزام بها ونحن حقيقة في حاجة إلى وعي أخلاقي وسياسي جديد يعيد تنظيم العلاقة بين الأمن والحرية وبحيث ضرورات الأمن لا تضحي بالحريات والحريات لا تهزم الأمن, نعلم مدى رعبكم من القصاص ولكن من الأفضل لكم الإذعان للعدالة
والدولة المدنية هي التي تحترم الإنسان وتصون كرامته وتمنحه الحريات، في دولة الإكراه تجهض الحرية وتسحق المواطنة، واخير علينا أن نقول لكل الساسة أن أن حياتنا مليئة بالانقسامات وتكريس لمفاهيم التخلف والانحطاط الاجتماعي وتفتح الباب أمام العمالة والارتزاق من كل شيء على حساب قضايانا الكبرى تعالوا نصحح كل مفهوم غاب عن الشباب لبناء دولة تعرف حدود الأمن القومي وتخضع لمتطلبات الحريات.

zuhairosman9@gmail.com

 

آراء