البعض يعمل ليعيش وآخرون يعيشون ليعملوا
شوقي بدري
4 April, 2023
4 April, 2023
صدمنا تماما بعد حضورنا الى المعسكر الاشتراكي ، السبب هو ان الصورة الرائعة عن المجتمعات،، الشيوعية ،، لم يكن هنالك ما يشبهها في الواقع . اكثر ما يلاحظه الانسان التسيب وعدم الاهتمام بالعمل . اذا لم يكن هنالك رئيسا يراقب رئيسا لتوقف العمل . القانون كان يحكم بالسجن على من لم يعمل لاكثر من ستة اشهر . النتيجة أن المهمة التي يمكن ان يقوم بها عامل او عاملة يتقاسمها شخصان او ثلاثة اشخاص .هذا يعرف بالعطالة المقنعة .
انتقاداتي للنظام الشيوعي بجانب الدكتاتورية هو ضعفه فساده وتفشي الرشوة جعلت اقرب اصدقائي الشيوعيين يغضبون . أردت مشاهدة غرب اوربا .... ،،الشاف ما زي السمع ،،. مدينة فينا الجميلة عاصمة النمسا لا تبعد كثيرا عن براتسلافا عاصمة اسلوفاكيا . قديما كان هنالك ترام يربط المدينتين عندما كانت تشكيا اسلوفاكيا المجر اسلوفينيا كرواتيا يتبعون لامبراطورية الهابسبيرق النمساوية . عدت من النمسا وحكيت عن الحياة المعقولة هنالك . سخر ،، مني الرفاق ،، وقالوا ... النمسا احد دول الحياد عليك ان تشاهد وحشية وسوء الرأسمالية في المانيا والدول الغربية. بعدها بسنة ذهبت الى اسكندنافية ومررت على المانيا . بالمناسبة ..... المانيا تحتفظ باحترام وتقدير للسودانيين غريب . ربما لأن الالمان يحبون العسكرية الضبط والربط . اصطدموا بالجنود السودانيين في الحرب العالميةالثانية في شمال افريقيا. انسحب دكتور امين الالماني في نهاية التركية من السودان اخذ جيشه من السودانيين الى كينيا كما كانوا نواة الجيش ومن دربوهم في تنجانيقا . وهذا هو الجيش الذي تكون من 2 الف جندي وهزم الجيش الغازي البريطاني المكون من 6 الف مقاتل في ما عرف بمعركو ،،باطل اوف ذي تانق ،،. كما استعان الامبراطور الالماني ماكسميليان بالجنود السودانيين في منتصف القرن التاسع عشر وقضى على العصابات المكسيكية التي لم يستطع جيشه من الانتصار عليها . سارت الركبان بسيرة شجاعة قوة الجندي السوداني .؟ اليوم تشتعل النيران في منطقة كابيرا في نيروبي التي يسكنها احفاد الجنود السودانيين اللذي يفتخرون بأنهم نوبا وسودانيين .
. قديما كان في امكان السوداني الدخول لالمانيا بالجواز السوداني . الالمان هم من قدم لنا الكثير من المساعدات منها التلفزيون الذي توفر لنا في الخمسينات عندما كانت اغلبية الدول الافريقية تبحث عن الاستقلال . اعطونا التدريب المهني والكثير مثل البعثات . كانوا على استعداد أن يدعموا ويستثمروا في السودان لولا عفن الانقلاب الاخير .
عندما كنا نبحث عن عمل في المانيا في اجازة الجامعة التشيكية . كان الالمان ينظرون الينا بريبة ويقولون لنا انتم الاجانب ،، اوسلاندر ،، تعملون لكي تعيشوا. نحن الالمان نعيش لكي نعمل . اربعة دول معروف عنها عالميا بانها تقديس العمل وهم دول شبه عسكرية ،، بارا مليتاري ،، وهم اليابان الكوريون السويديون والالمان ، ولهذا يتقدمون .
السويد تعتبر عنوانا للنظافة والانضباط. البارحة يوم الاحد 2 ابريل 2023 ارادت السيدة باربرو هولم استريم أن تغسل سيارتها ، ولكي لاى نضيع شمس الربيع والنزهة في الغابة حاولت وابنتها نفيسة بدري اقناعها بأن سيارتها لا تحتاج لغسل . ردها كان انها بعد حضورها من اليابان قبل اسبوعين تخجل لانه لا توجد سيارة في اليالبان متسخة . اذكر ان الليبيون قديما كانوا لا يهتمون بغسل سياراتهم ويقولون للسودانيين من ينتقدهم ... ،، مش بتولع ،،. العمل عبادة يتجاهلها الكثير من المسلمين .
اسلوفينيا بلد زوجة الرئيس ترامب كانت جزءا من يوغوسلافيا . كانوا اكثر تقدما من الجمهوريات الخمسة الباقية . الكروات احسن من الصرب المكدونيين واهل الجبل الاسود بوسنيا وكوسوفا . السب هو أن الالسوفونيين والكروات متأثرين بالالمان لانهم جيرانهم المباشرين .
هذه الايان تشتعل فرنسا لأن الحكومة تريد أن تزيد سن المعاش الى 64 سنة بدلا من 62 سنة .... تصور . السويديون احتجوا بشدة وطالبوا زيادة سن المعاش من 65 الى 67 سنة . تم تنفيذ طلبهم . طالبوا ان يستمر الناس في العمل الى 69 سنة . سمح لهم . طالبوا بالسماح لهم بالعمل بعد التاسعة والستين . وافقت الحكومة ،، اذا وافق ،، اصحاب العمل والمخدم ،، . تصور .
ليس هنالك دولة يسيطر عليها المجتمع المدني والتطوعي مثل السويد . كثيرا ما لا يحس الانسان او يهتم بالحكومة . البدليات المنتخبة تسير العمل بجانب المتطوعين واغلبهم في سن المعاش .
اخي الزين البلولة من الرجال الذين ابلوا جيدا في العمل كان معلما في السودان . لانه فارس ابن فارس لم يقبل ابدا حتى أن يكون عاطلا في بعض الاحيان ويستلم حقه في فلوس العطالة كما يقوم به الكثيرون . قال لي صديقنا ابوجمعة التونسي وهو شاب قوي طويل القامة عمل في مناجم الفوسفات حيث يدفعون عربات النقل باتافهم وظهورهم في بلدة ام العرائس في تونس . قال انه ذهب ليعمل مع صديقة الزين البلولة .... يا ولدي العمل كان حرب وموت . ما قدرت وتركت العمل ،الزين لا يتعب . كان العمال والرؤساء يحترمونه . بعد أن تعدي الزيبن سن المعاش يواصل العمل. يقول .... يعني اعمل شنو ؟ مش احسن من القعاد في البيت ؟ الاخ الزين البلولة ابن حى العرب امدرمان مثال سوداني مشرف ، لم يتوقف ابدا عن العمل .له اثنين من الأولاد وبنتين احداهن طبيبة .
الحقيقة أن الانسان كما يحدث في السودان عندما يحال الى المعاش تنهار صحته لانه يلزم كرسي القماش بيوت العزاء العقد والمناسبات . اول شئ ينهار في الانسان هو ساقيه لان اصحاب المعاشات لا يستخدمونها .وكل عضو لا يستخدم يتعطل. بدلا عن تشجيع اصحاب المعاشات على التحرك والمشي تبدأ كل الاسرة في منع الشايب من الخروج ويحسبون أن الراحة والانبطاع وعدم الحركة اكبر خدمة يمكن أن تقدمها الاسرة للشايب كنوع من رد الجميل والعكس هو الصحيح !!!
عندما يعشق الانسان عمله يرتاح لرفاق العمل يصير العمل مقدسا وفي داخل النخاع والعقل الباطني . الخال عبد العظيم الحاج حمد من سكان بيت المال فريق السيد المجوب جنوب سوق الشدرة . عمل كل حياته في جريدة الرأي العام . كان يقصد للمساعدة او الاستشارة من الكثير من اهل الحي .
تقاعد اخيرا ولزم داره . خرج فجأة بعد ان تقدم في السن وبحثوا عنه في كل الحى ولم يجدوه . سأل احد العقلاء اين كان يعمل ؟ لأن الانسان الكبير في العمر يحن الى المكان الذي كان يحبه اكثر . ذهبوا الى الرأى العام ووجدوه هناك.
البروفسر مالك بدري كان في زيارة لبريطانيا اثناء دراساته عن المخرفين كبروفسر في علم النفس . سمع عن بريطاني اسمه ،،كوك ،، يسكن في بيت للمتقدمين في السن . كان يلبس ملابسه ويقول ان عليه ان يذهب بسرعة بدراجته من مدرسة الاحفاد ليلحق بالحصة في مدرسة المؤتمرامدرمان . ذهب مالك بدري لزيارته ووجده يتكلم عن عمله كمدرسي في السودان . ذكر المحاضر في الاحفاد الطيب ميرغني شكاك في مذكراته انه تأثر بمدرسه كوك الذي كان في الشتاء يرتدي جاكتة من الجلد ،، شموا ،، جلد الخراف المقلوب. وعندما ذهب الى اوربا قام بشراء ذلك النوع من الجكتات . يقولون أن ما يفرق الانسان من الحيوان هم أن الانسان هو من يعمل ويجمع بين العمل العقلاني والجسماني .
حكى لي احد الشباب السودانيين أن صديقه العربي قد اخطر الفورمان بأنه يحتاج لأن يترك العمل قبل ساعتين في الغد . السبب.... انه سيذهب لمعاينة شقة معروضة للايجار ويحتاج ان يعود الى المنزل مبكرأ ليستحم ويرتدي بذلة جميلة . رفض الفورمان لأن تلك غلطة فظيعة وستضيع عليه فرصة الحصول على الشقة . السويديون يعشقون العمل ويحبون بلدهم جدا . حضور العربي بملابس العمل ستعطي اصحاب الشركة احساسا جميلا . السويديون يحترمون ،، الاوفرول ،، والعمال .لايسمح للجيش بالتواجد في المدينة بزيهم العسكري ولا يشاهد الانسان المركبات العسكرية . رجل البوليس عندما يأتي الى المحكمة يجب أن يرتدي فقط ملابسه المدنية ولا يسمح له بزيه العسكري . يشاعد الانسان العمال في افخم المطاعم وفي كل مكان بالافرول او ملابس العمل التي هى من العادة نظيفة جميلة مرتبة ومن خامات جيدة .
من القصص التي اوردتها في كتاب حكاوي امدرمان ...... أن الدكتور على بدري شاهد مزارعا متقدما في العمر ماسك موية بطورية في مشروع وهى يدوبي بسعادة. لاحظ أن الرجل نحيف وبنيته ليست بالقوية . اخدة وقام بالكشف عليه وحوله الى المستشفى . قضى الرجل نحبه في المستشفى . اهله قالوا .... كتلتوا الاسبتالا . وافق الدكتور على بدري وقال .... الراجل كان خليتو في حالو شغال ومتحرك كان يمكن يكون عائش .
اخي هيرمان هندرسون تعرفت به في جامعة لوند سنة 71 كان قد اكمل دراسة القانون في جامعة بيركلى كاليفورنيا . اراد ان يسافر ويتعرف على العالم، وصل افغانستان امريكا اللاتينية الجزائر الخ . كان متعودا أن يعمل في الاجازات الجامعية في هيوستن تكساس مسقط رأسه وكاليفورنيا مكان دراسته . اراد أن يعمل عندما كان زائرا لجامعة هايدلبيرق في المانيا . بعد ثلاثة ايام توقف عن العمل . واراد ان يتلقى اجر الثلاثة ايام وعندما عرف ان عليه الانتظار لان المحاسب وليس الفورمان من يصرف الفلوس . بسب طوله الذي يقارب المترين واصراره وغضبه البادي . ذهب الفورمان واحضر له فلوسه وهو يهز رأسه متعجبا مستخفا بالعملاق الذي لا يقدر على العمل .
هيرمان كان يقول لي أن الفورمان يحدد العمل ويذهب لمهمة اخرى ، الا أن الالمان ،،المجانين ،، عندما ينقلون الحجارة لا يمشون بل يهرولون بها. كنت اتردد على شقة الاخ محمد محجوب عثمان طيب الله ثراه في السويد . كان هنالك سويدي وحيد يقوم بكساء سقف عمارة مواجهة طولها حوالي الأربعين مترا . لم يكن يتوقف لحظة واحدة الا لفترات الاكل والاسترخاء المسوح بها ولم يكن هنالك من يراقبه . بعد اقل من اسبوعين اختفى السويدي لانه قد اكمل عمله .
استيقظ ابني برونو الذي كان في الثانية عشرفي الصباح لكي يخبرني أن مصباح الشارع في ركن منزلنا لا يعمل ولم اهتم فبالنسبة لى كسوداني فكل ما خارج الدار لا حق لى فيه لايهمني او يعني لى اى شئ . الا ان برونو المولود في السويد كان يصر على الاتصال بالبلدية لأن ،،مصباحنا ،، لايعمل ، وانا اتجاهل الامر . بعد ثلاثة ايام توقفت سيارة برافعة وبها رجل وحيد ، وبعد 15 دقيقة تم تغيير اللمبة .لا ادري من اخبرهم وحتى اذا تم اخبارهم فهنالك الملايين من لمبات الشوارع . في التسعينات كنت في صالة المغادرة في مطار القاهرة امام المقهى الطويل بنهاية في شكل نصف دائرة . اتى اثنان من العمال لتغيير لمبتين من النوع في شكل انبوب طويل،، نايلون ،،. وبعد التمحيص والتشاور تدخل بعض الموظفين وادلوا برأيهم توقف آخرون من الجيش الذي يؤدي عملا لاوجود له كما في بلادنا .
ذهب العاملان وعادا وهما يدفعان رافعة في شكل اكورديون من المفروض أن تنتصب لتوصيل العامل الى اللمبتين المحترقتين . وبدأ الصراخ وسعانت وهو حاسب يا بيه شمال ويمين واخيرا وجدت تلك المركبة الفضائية مكانها المناسب . جرى البحث عن طريقة تشغيلها . هنا وصل العدد من المشاركين الى11 خبيرا .وصل احد العمال الى السقف الا انه نسى أن يأخذ معه اللمبات . لم ترضي المركبة الفضائية بالنزول . اقترح البعض احضار حبل ربط اللمبات في آخره والتطويح بالحبل الى العامل على ظهر مركبة الفضاء لرفه اللمبتين . كانت قد مرت 40 دقيقة ، وقد اتي الوقت لاذهب الى الطائرة تركت العامل لا يزال معلقا.
في الزلزال الاخير الذي ضرب شمال اليابان تمكن اليايانيون من اعادة بناء الشارع السريع لايصال الاعانات في ستة ايام . عندما اتت الاعانات وقف اليابانيون في طوابير منظمة وبصمت تام ، بل كانوا يقدمون الآخرين لتلقي المساعدات .عندما ضرب صدام حسين حلبجة الكردية بالكيمائي هرب اهل المنطقة عانوا من الجوع وعدم المسكن تسارعت الدول لايصال الاعانات . تخاطف الناس الاعنات انتزعوا بعضها من الآخرين ومن اطفال وعجائز لم يكن هنالك نظام او تخطيت بل تخبط وانانية .
تواجدت مع الاخ الدكتور داريوس فاراساني ادميرال اسطول شاة ايران بصحبة زوجته من اصل ايطالي في مدريد عاصمة اسبانيا . ذهبنا للعشاء في مطعم صغير لم ارى ما بداخله لأن الجو كان حارا . ولكن المطعم كان صغيرا جدا وعلى المدخل كان يقف رجل على كل جانب من الباب يرتديان ملابس سوداء ولا يتحركان يبدوا انهما اصحاب المطعم في الخارج كانت هنالك 8 طاولات . اخذ الامر اكثر من ساعة ونصف قبل أن نتلقى الطعام بالرغم من عدد الزبائن الصغير . الصنمان الاسودان لم يتحركا ابدا ، ففي كثير من الدول صاحب العمل يترفع عن العمل على عكس الالمان والاسكندنافيين .
من اكبر مصانح المأكولات المعبأة او المجمدة في اوربا ، شركة فندس السويدية لها مزارع عملاقة ومنتجاتها من افضل المنتجات في العالم . يعمل فيها بعض السودانيين والارتريين وفي الاجازة الجامعية وموسم الانتاج المكثف في الصيف حيث لا يتوقف العمل طيلة اليوم . العمل سريع وليس هنالك فرصة للتوقف او التكاسل . بعض الارتريين كانوا يعملون ورديتين لارسال المال الى اهلهم . السودانيون كانوا يكتفون بوردية بدون وقت اضافي ويشتكون وبعضهم طولة يعادل اثنين من الاريتريين . في زيارتي شاهدت معهم سويديا رقيق العود صثغير السن لا يفترق عن المجموعة الارترية السودانية . كان يتعرض الى تعنت الفورمانات وزجرهم . عرفت من السودانيين انه ابن المدير العام للشركة وشريك فيها ، يسكن قريبا من المصنع والمزارع في فلة فاخرة .
ما عرف باولاد المصارين البيض في السودان او من ابناء الطبقة الوسطى قديما اذا اراد أن يرافق زملاءه للعمل في الاجازة تقوم الدنيا ويسمع.... مالك الناقصك شنو ؟ ليه تاعب نفسك ؟ الناس تقول علينا شنو ؟
بعد المقابلة مع الادميرال وزوجته بسنة واحدة كنت مع الادميرال بدون زوجته في جولة في الرفيرا الرفيرا وانتهينا في موناكوا . جلسنا في المطعم المرتفع الذي يشرف على حلبة سباق السيارات الفورملا وان . لم يكن هنالك اقل من 200 زبون . صاحب المطعم وبنتيه كانوا يخدمون الزبائن بسرعة البرق . وعلى وجوههم البشاشة والابتسامة ويتحدثون بمجموعة من اللغات . في ظرف 30 دقيقة كنا قد خلصنا من الطعام . صاحب المطعم كان فرنسيا . تذكرت قول الرئيس الفرنسي ديقول .... اوربا تنتهي عند جبال البرنيس . تلك الجبال تفصل اوربا من شبه جزيرة آيبيريا التي تشمل البرتقال واسبانيا . الالمان وبقية الاوربيين كانوا يصفون اهل جنوب اوربا ب ،، دوقز اوف يورب ،، او كلاب اوربا . ويقصدون انهم لا يعملون بنشاط . طبعا هذا الوصف خطأ وعنصري .
بعد أن تركت براغ باربعة سنوات اتت صديقتي الينا كالاشوفا التى درست الفندقة وصديقتها الطاهية . اثناء تواجدنا في مطعم / قريل سويدي مفتوح يشاهد الزبون الطهاة يعملون امامه كانت هنالك ثلاثة فتيات فقط يعملن وشاب يجمع الاطباق المتسخة ويدخلها ماكينة غسل الاواني، احداهن تتلقى الطلبان وتستلم النقود . كانت الزائرتان الشيكيتان يراقبن العمل وابدين دهشتهما لأن الاكل ياتي في دقائق معدودة . قالتا أن العمل يحدث بمعدات حديثة ومريحة الا لما تمكنتا من شواء الاستيك ، الاسماك والهامبيرقر بسرعة مع البطاطس المقلي وكل المكملات . ففي اقل من نصف ساعة تم تقديم اكثر من 20 طبقا . في براغ يحتاجون لثلاثة طهاة لتقديم عشرة اطباق في احسن الاحوال في نصف ساعة على احسن الظروف .هذا فيما عدى الطعام الجاهز الذي يعد في قدور كبيرة ويقدم بطريقة اسرع ببعض التأخير في كل الاحوال . سؤالى كان ... تشيكوسلوفاكية من اعرق الدول في الصناعة خاصة الاسلحة لماذا لا ينتجون تلك المعدات التي تجعل الحياة سهلة ومريحة . من العادة في المطاعم التشيكية أن يكون هنالك من يقدم فقط الحساء ومن يقدم المشروبات ومن يقدم الطعام و بأن فدوتسي وهو الرئيس الذي لا يؤدي اى عمل سوى التبخطر وتحصيل المال من محفظة ضخمة ومن العادة أن يتصرف بعنجهية مع من يعملون تحته .او كما يقولون بالالمانية التي لا يزال الشيك متأثرين بها فهو ،، هير اوبر ،،او السيد العالي . الكثيرون يسرقون من الدولة او يسرقون الزبون ، خاصة في المطاعم والبارات من الدرجة الثالثة والرابعة .
نحن في السودان كنا على اقتناع تام أن الانجليز هم انشط امة على الارض اكثر الامم تحضرا ولا يعلى عليهم . ولا نزال نقول خليك انجليزي وعندك مواعيد . كنا نحسب ان الانجليزي لا يكذب وهو منضبط يعشق العمل . كل شئ نسبي . عرفنا عندما عشنا في اوربا أن هذا ليس بصحيح . لان الالمان والاسكندنافيين يسخرون من الانجليز لانهم متسيبين لا يعملون بدون الفورمانات والرؤساء . شركاتهم لا توفي بالمواعيد . وقد يعمدون للغش والخداع .اما تصرفاتهم في البارات والبب في نهاية الاسبوع فغنية عن الوصف . وكل الدول تحبس انفاسها عندما يأتيهم مشجعي كرة القدم الانجليز .
الدكتورة حاجة كاشف والدة البطل الدكتور اكرم على التوم الذي ضحوا به بغباء . انها احدى زعيمات الاتحاد النسائي واليسار ذهبت في رحلة الى انجلترة في الخمسينات بدعوة كريمة . عادت وكتبت ما اغضب الانجليز اصحاب الدعوة . كانت تقول أن المرأة في انجلترة لا تنعم بحرية كافية تعاني من الشقاء ، ولا تجد الاحترام في المجتمع الذي تجده المرأة السودانية .
سمعت من التنزانيين العجائز انهم عندما كانوا مستعمرة المانية كان كل شئ يعمل بانتظام . حتى اذا فقدت محفظتك تجدها في مكانها . بعد انتزاع تنجانيقا ناميمبيا والكمرون من الالمان بعد الحرب العالمية الاولى تردى مستوى العمل والانضباط في تلك الدول . اذكر ان تنزانيا كانت تتتمتع بقدر كبير من الفوضى ، الفساد والتسيب في الثمانينات حتى بالمقارنة مع السودان فيما عدى في زمن الكيزان الغيهب عندما صرنا مضرب المثل في السوء خاصة في الالتزام بتعاليم الدين الحنيف الذي رفعوا رايته لخداع العالم وبدأ عهدهم بالكذب .
في بداية السبعينات شاهدت فيلما وثائقيا عن مصنع كلورايدج لانتاج الراكمات ،، البطاريات ،، . نفس المصنع ، المبنى ونفس الآليات المنتجات تواجدت في انجلترة وكوبنهاجن وعمل فيه بعض السودانيين . انتاج المصنع في الدنمارك كان اكثر من انتاج الانجليز بنسب ليس صغيرة . اكتشوا أن الدنماركيين لم يحدث أن ذهبوا الى الحمام ابدا اثناء ساعات العمل . قبل بداية العمل كان العامل الدنمراكي يكون امام الماكينة . الانجليزي كان يقوم بنقل الواح الرصاص في ثلاثة خطوات الدنماركي كان يخطف الرصاص ويضعه في المظروف او الصندوق في خطوة واحدة وبسرعة وكأن له ثأر مع المواد الصناعية . بعد انتهاء فترة الطعام ، الراحة ، التدخين شرب القهوة او الشاي ، كان العامل الدنماركي يتحرك نحو موقعة قبل نهاية فترة الاستراحة ويتحركون جميعا . الانجليزي كان يحسب أن المشوار الى موقعه يجب أن يكون محسوبا على المصنع ويصلون كافراد او مجموعات صغيرة وينتظرون المتأخرين . على عكس الدنماركيين الذين يحضرون كفرقة عسكرية . الغريبة أن السويديون يعتبرون الدنماركيين غير منضبطين في العمل !!!!! كل شئ نسبي .
اثناء عملي كعتالي في مواني السويد ولفترات قصيرة في دول اخرى وجدت نفسي على ظهر اعداد لا تحصى من السفن العملاقة او الصغير التي تقل حمولتها عن الف طن . يمكن تمييزحالة السفن عن طريق شكل البحارة والكباتن الذين يعملون فيها .بعض السفن تخبرك رائحة المطبخ والحمامات عن مستوى متدني من الاهمال وانعدام الظبط والربط فيها . لحسن الحظ أن سفن الخطوط البحرية السودانية كانت جد مشرفة . خاصة امدرمان التي كانت تاتي بطريقة راتبة الى مدينتنا ،، مالمو ،، خاصة لحمل الدقيق واشياء اخرى . امدرمان كانت الاكبر ازكر أن كابتنها كان الاخ قاسم اول قبطان سوداني وهو عالم ، موسيقار ومتحدث رائع . له الرحمة .
السفن العملاقة كانت تأتي من البرا زيل مثلا وفي جوفها 70 الف طنا او اكثرمن البن بانواع مختلفة. تأتي محملة بالبرتقال من حيفا اسرائيل او ايطاليا. وقد يأخذ الامر اكثر من ثلاثة ايام قبل أن نصل الى قاع السفينة من اربعة او خمسة طوابق . نفس الشئ يحدث مع الجوز والبندق التركي . العمل يكون تسابقا مع الزمن فما أن تضع الرافعة عشرة ،، بالتس ،،او محفات للتحميل من الخشب لكل حمال حتى يبدا العمل بهمة لشحن صناديق البرتقال بسرعة فائقة ورصها في اربعة طوابق من الصناديق بطريقة خلف خلاف، والا انهارت الرصة . من العادة أن يسع العنبر في السفينة لعدد قليل في حالة البرتقال . تصادف أن عملت مع حمال من اصل ايطالي لم يكن صاحب قوة ظاهرة ، الا انه في البداية كان يتفوق على بصندوق او صندوقين . قال لى بعد مدة . هذا العمل تدربت عليه من ايطاليا ، انه لا يحتاج لقوة فقط انه يحتاج لتعود وتجربة . بعد يوم امتد الى 12 ساعة صرت اتفوق عليه في بعض الاحيان فقط . كان يبتسم ويقول لى ... الم اكن على حق ؟
شاهدت الحمالين في بعض الدول مثل تانزانيا بولندة جنوب اوربا والسودان . انهم لا يعملون بالاخلاص والانضباط الذي يمارس في اسكندنافية والمانيا هولندة مثلا . في بعض الدول يقدس العمل ويكون هوية العامل وفخره .. رئيس الشركة الياباني قد يتوقف من تلقي مرتبه اذا تدهورت حالة الشركة ، وقد ينتحر اذا انهارت الشركة . في الازمة الاقتصادية في امريكا قبل 12 سنة قرع الرئيس اوباما رؤساء شركات السيارات الامريكيىة لانهم اتنوا الى واشنقطون بطائراتهم الخاصة . بعضهم يتلقى مرتبات شهرية عبارة عن نصف مليون دولار ..... يمكن قوقلة شوقي بدري نحن العتالة .
السفن عابرة المحيطات تأتي وهو محملة ببضائع مختلفة لعدة دول ولا يمكن ان تتسكع في المواني الصغيرةفكل ساعةتساوي ثروة . ما يحدث هو انهم ينزلون البضائع في المواني الكبيرة مثل هامبورق الالمانية او روتردام الهولندية روتردام هى اكبر ميناء في اوربا . تقوم السفن الصغيرة بتوصيل هذه البضائع الى مواني الدنمارك السويد الخ . هذه السفن تعرف ب ،، فيدرز ،، او مغذية .
كانت هنالك سفينة بولندية صغيرة اسمها ،،سيرنكا ،، حملتها حوالى 700 الى 800 طن . على ظهرها كمية ضخمة من البحارة . في يوم من الايام كان على ظهرها 26 شخصا منهم نساء واطفال . ينطلقون الى المدينة لبيع الخمور التي يحضرونها او السجائر وبعض المنتجات البوندية من مقانق اجبان لبولنديين مقيمين يبيعونها في المدينة لمن يرغب . وقد يشتري منهم بعض الحمالين الفودكا بسبب ارتفاع اسعارها في متاجر الدولة التي تفتح فقط في ساعات محددة ولمن هم فوق العشرين بعد ابرازالهوية . ولا تفتح هذه المتاجر في نهاية الاسبوع . حمالي المواني والبحارة في كل العالم يعشقون الخمور .
السفن المغذية كانت تحضر من هامبورق . وهما اثنتان من السفن بحمولة 2000 طن . احدهما ،، مونا ماتيسن و انقلا يونقمان . مظهر هاتين السفينتين يدل على الاهتمام النظافة والترتيب .الطلاءلامع ، متناسق ليس به شبر من الصدأ كما في الكثير من السفن الروسية وشرق اوربا واليونانية. السفينتان الكانتا تتناوبان في الحضور يوميا. على ظهر كل سفينة بحاران وكابتن . عندما نحضر في السابعة تكون السفينة على مربطها وشاب قوي الماني ينتصب وكأنه صنم لا يبارح مكانه لساعات ، يكون في انتظارنا بعد أن فتح احد العنابر . الكابتن الذي ابحر طيلة الليل يكون نائما كل النهار والبحاران ينامان في الليل . ما أن ننتهى من العنبر الاول حتى يفتح التمثال الالماني العنبر الثاني بعد اغلاق العبر الاول . عين ذلك التمثال تراقب الحمالين كل ثانية حتى لا يعبثون بالبضائع . وبعد اربعة او خمسة ساعات يحضر التمثال الثاني ولا يتحرك شبرا وعينه على كل حركة العتالة. قبل الرابعة او الخامسة يخرج الكابتن ليتفقد السفينة .وتدور ماكينة السفينة وفي دقائق تختفي السفينة نحو خط الافق . بدون تبادل كلمة واحدة .
كانت لى شاحنة صغيرة اوستن وبولمان فولكسواجن قمت بشراءهم بعد الحاح السودانيين الذين تبعوني الى السويد الغرض كان تكوين شركة ترحيل ونظافة وهذا في 1972 . طبعنا الكثير من كروت الدعاية ووضعنا اعلانات في الصحف . كان من المفروض أن نوزع كروت الدعاية . الاخوة كانوا ياتون للمكتب لاخذ فلوس البنزين لتوزيع الكروت . الاتصالات لعمل مع قلتها كانت تأتي من الصحف او المناطق التي اشرفت على التوزيع فيها . اضطر الرفاق على تغيير السكن ساعدت في النقل . تحت احد الاسرة كانت كل كروت الاعلان موجودة تحت السرير . اسوأ موظفين او عمال تجدهم في السودان . السبب الاتكالية عدم الاهتمام والتربية الخطا وعدم احترام العمل . تلك العملية قضت على كل مدخراتي من العمل الشاق كعتالي في الميناء . عند اضراب عمال الشحن في كوبنهاجن تحولت السفن الى مالمو . كنا نعمل يوميا لاربعة عشر ساعة في اليوم . في احد الايام عملت ل24 ساعة . طلب مني الذهاب والرجوع بعد ساعة في الخامسة مساء لابدأ ىالعمل ،،كتوظيف ،، جديد الى السابعة صباحا . تحصلت في اسبوع واحد ما اتحصل عليه عادة في شهر .
الرجل السوداني يعتبر ان مسك المكنسة او سواطة الحله نوع من الانحطاط ؟ العائلة المالكة في السويد تخدم نفسها بنفسها . الوزراء ورئيس الوزراء يحضرون اكلهم معهم مثل العمال او الموظفين . لا يوجد خدم في السويد . التلميذ بغض النظر اذا كان ولدا او بنتا يتعلم الخياطة الطهى بانواعه النجارة والاصلاحات البسيطة . لا يخلوا بيت او شقة عن دولاب او شنطة كبير تحتوي على كل الادوات من مناشير مفاتيح مطارق الخ .
في سنة 1964 كنا نلتقي في هوتيل امباسدور في ميدان فاسلاف الذي هو اكبر ميدان في تشيكوسلوفاكية . اغلق الهوتيل والمقهى للتحسينات حضرت في 1978 لم تكن الاصلاحات والتحسينات قد انتهت .
نزلت في هوتيل في 2022بالقرب من امباسدور وبالرغم من انني قد دفعت الفاتورة قبل الحضور الى براغ طالبوني بدفع امانة 50 يوروا للميني بار حيث توضع المشروبات الروحية . اخبرتهم باني لا اشرب الخمر ويمكن قفل البار . افهموني ان المبلغ سيعاد لى عند المغادرة . عند المغادرة اعطوني صنوقا للسجاير كاكرامية من الفندق احسست أن الامر غريب. ارجعت السجائر وقلت لهم لا ادخن واكره السجاير ولا احب أن اراها . اين ال50 يورو ؟؟ وكنت اريد ان اقسمها على الاستقبال وسيدة تعمل على مائدة الافطار كان تصر على خدمتي بنفسها لانني اتكلم الشيكية . افهموني أن المبلغ سيحول الى حسابي . لم يكن خافيا على ان المبلغ لن يحول لأن روح السرقة التسيب الذي سيطر في العهد الشيوعي لم ينتهي بعد . هذا هو الحال في السودان في زمن الانقاذ ، ويحتاج الامر بعض الوقت قبل التخلص من جنس الكيزان . اخذت مئة كرونة من ابن الاخ جعفر بدري واعطيتها للسيدة في قاعة الافطار .
تسعة طويلة موجودة في لندن الفرق بين السودان ولندن أن تسعة طويلة البريطانية اسرع واكثر احترافية ومكرا من السودانية . حسب الاحصاءات ففي 2019 و 2020 كان عدد الجرائم في لندن من نشل خطف احتيال ضد السواح وخاصة العرب هى 40 الف حادثة كل سنة . هذا ليس بغريب فحسب الاحصائيات يوجد 700 الف متسرد او من بدون سكن ثابت .
في سنة 1978 احتاجت امي لعلاج بخصوص الحصوة في الكلى . ذهبنا الى لندن وسكنا في ،، كوتيتز ،، او تاون هاوس .... منزل صغيرمن عدة طوابق . في شارع هيز ميوز مايفير وستمنستر . في مواجهة سكننا كانت كوتيتز صغيرة تحت التصليح يعمل فيها ثلاثة من البنائين وشاب صغير اسود اللون . كانوا يعملون بسرعة السلاحف والحلزونيات .الرجل المسؤول عن موقف العربات يقضي الوقت وهو يتجاذب اطراف الحديث مع البنائين والشاب الاسود. رحلنا بعد اربعة شهور ولم يخلص الانجليز عملهم .
كانت هنالك مساحة خالية من المباني في شارع بيتنا . وانا في طريقي الى مدرسة الاولاد لاحظت اتنين من العمال في داخل تلك المساحة الفارغة عند عودتي بعد نصف ساعة كانت هنالك شاحنة والسائق يقوم بانزال قطع ضخمة من اجزاء مبنى بواسطة رافعة . عندما خرجت لاحضار الابناء في الرابعة كان المنزل قد تكامل شكله . في الصباح التالي كان العمال يركبون السقف . في الرابعة مساء كان المنزل قد تكامل والأنوارساطعة . كان ذلك اكبر وافخم منزل في الحي !!
الدكتور الجراح معاذ الخليفة اصطحبني في التسعينات ليشاهد الموقع الذي ستسكن فيه اسرته القادمة من السودان بعد شهرين في حالة لم شمل ، والسكن حسب الخرط كان يمثل فلة صغيرة .
صدمنا عندما لم نجد المساكن ،وبالقرب من شجرة ضخمة وفي فراغ كبير كان يقف بعض الرجال ويمسكون باوراق . اقتربنا منهم وسالهم الدكتور عن موقع سكنه سألوه عن رقم المنزل افتى بانه رقم 37 . تبادل الرجال الهمهمة ومراجعة الخرط ، ثم قام احدهم بخبط الطينحيث نقف بقدمه وقال هنا سيكون الرقم 37 . اتسعت عينا الدكتور وقال مستغيثا .... لاكن لاكن.... اسرتي ستحضر بعد شهرين . قطب الرجل جبينه وغسلنا بنظرة باردة وقال ببساطة . فا اي بروبليمت ؟؟ أين المشكلة ؟؟ عندما حضرت الاسرة . كان كل تلك المنطقة الضخمة قد اكتملت مبانيها روضة الاطفال مواقف السيارات المجاري الارصفة حتى الحدائق الصغيرة امام البيوت والمسطحات الاخضراء والميادين للعب الاطفال الخ .
كركاسة
عندما يحس الانسان أن الدولة لا تهمشه وتعطيه ما يستحق ، وانه ليس هنالك مسؤول يهضم حقه او يسرق ماله ، فسينتج الانسان ويكون على استعداد أن يضحي من اجل الوطن .
تجاربي في هذا العالم العريض اكدت لى بما لا يدعو للشك ، ان اقسى القوانين لن تردع الناس اذا لم يجدوا الاحترام من السلطة ..... اذا لم تحخترمني فلن احترم قوانينك السعودية تقطع الاعناق في الميادين العامة ولكن الجريمة لم تنتهي او ستنتهي لأن المواطن والمقيم لا يحسون أن السلطة تحترمهم .
ابني الاخير برونو الذي يحمل اسم جده العم برونوـــ الذي كنت في ملكال وقت زواجه ـــ تعدى العشرين . وهو شاب طويل القامة وبجسم رياضي ولحية كثة . اتى الى مسكني البارحة لتناول طعام الافطار . تحصل برونو على رخصة قيادة وهو في الثامنة عشر . المشكلة أن السرعة داخل المدينة لا تزيد عن 30 او 40 كيلو مترفي السويد . تعرض لغرامة كبيرة لانه كان يسوق سيارته البي ام دبليو التي تغري بالسرعة وسحبت رخصته التي اعيدت اليه بعد الاستئناف وعدة شهور من الانتظاروغرامة كبيرة . تم سحي الرخصة مرة اخرى لمدة سنة كاملة وكان عليه ان يدفع رسوما جديدة شهادة من الكشف الطبي وأن يلتحق بمدرسة تعليم القيادة الخمن جديد . احتاج الامر لالف دولار . طال انتظاره . عرضت عليه دفع المبلغ الا انه رفض رفضا تاما . عرضت عليه أن اقرضه المبلغ رفض . اتصلت ياخيه غير الشقيق الطيب وبين الاثنين حب والفة شديدة . اعطيت المبلغ للطيب وقلت له قال لاخيك اذا لم يستلم المبلغ فساحرقة . استلم المبلغ واتصل بعد الساعة الحادية عشر وقال انه في طريقه ليعيد المبلغ . عذره هو أن الغرض من العقاب هو أن ينتبه في المستقبل . وهو الذي يجب أن يتقبل لعقاب ولست انا المقصود بالعقاب . دفعي للمبلغ خطأ لأنني لا اسمح بايقاع العقوبة التي اوقعها عليه المجتمع وهو المذنب ولست انا او والدته . رفضت أن افتح له الباب قام بارجاع المبلغ الى الطيب لانه كما طلبت قد استلم المبلغ وهذا هو المطلوب . وارجعاه لا يتعارض مع قراري الاول . تحصل على عمل في الدنمارك استعاد رخصة القيادة وعاد الى الدراسة .
بعد التفكير والتمحيص اقتنعت بانني كنت ساشارك في افراغ القانون من روحه ومحتواه . اكبر مربي هو المجتمع والمدرسة .
رقعة
فكرت في وزير المالية جبريل وكل اللصوص والتلاعب بالدستور القانون الدين وكريم المعتقدات . يشترط في من يتحصل على وظيفة دستورية وخاصة وزارة المالية أن لا يكون مدانا في جريمة تتعلق بالشرف وخيانة الامانة . هذا البشر ادين بالتزوير السرقة وطرد من امريكا ؟؟؟؟؟؟؟
شوقي
كستبان
لن اعلق على ما حدث لفريق الهلال والسودانيين، لانني كتبت ....كتبت ثم كتبت ، وجدت هجوما ليس فقط من تيم المخابرات المصرية الذي يتتبع كتاباتي والسودانيين الذين يقدمون مصلحة ام الدنيا والمحروسة على مصلحة وطنهم السودان . يكفي أن ترك الزعيم البجاوي وحفيد من كسروا المربع الانجليزي في معركة التيب وخلدهم اللورد كيبلينق بقصيدته التي يشيد فيها بشجاعتهم وبسالتهم . ترك يطالب السيسي باحتلال الشرق ..... لم يبقى ما يقال في الامر . انتم لا تسمعون ولا تفهمون تستحقون ما يحدث لكم .
شوقي
shawgibadri@hotmail.com
انتقاداتي للنظام الشيوعي بجانب الدكتاتورية هو ضعفه فساده وتفشي الرشوة جعلت اقرب اصدقائي الشيوعيين يغضبون . أردت مشاهدة غرب اوربا .... ،،الشاف ما زي السمع ،،. مدينة فينا الجميلة عاصمة النمسا لا تبعد كثيرا عن براتسلافا عاصمة اسلوفاكيا . قديما كان هنالك ترام يربط المدينتين عندما كانت تشكيا اسلوفاكيا المجر اسلوفينيا كرواتيا يتبعون لامبراطورية الهابسبيرق النمساوية . عدت من النمسا وحكيت عن الحياة المعقولة هنالك . سخر ،، مني الرفاق ،، وقالوا ... النمسا احد دول الحياد عليك ان تشاهد وحشية وسوء الرأسمالية في المانيا والدول الغربية. بعدها بسنة ذهبت الى اسكندنافية ومررت على المانيا . بالمناسبة ..... المانيا تحتفظ باحترام وتقدير للسودانيين غريب . ربما لأن الالمان يحبون العسكرية الضبط والربط . اصطدموا بالجنود السودانيين في الحرب العالميةالثانية في شمال افريقيا. انسحب دكتور امين الالماني في نهاية التركية من السودان اخذ جيشه من السودانيين الى كينيا كما كانوا نواة الجيش ومن دربوهم في تنجانيقا . وهذا هو الجيش الذي تكون من 2 الف جندي وهزم الجيش الغازي البريطاني المكون من 6 الف مقاتل في ما عرف بمعركو ،،باطل اوف ذي تانق ،،. كما استعان الامبراطور الالماني ماكسميليان بالجنود السودانيين في منتصف القرن التاسع عشر وقضى على العصابات المكسيكية التي لم يستطع جيشه من الانتصار عليها . سارت الركبان بسيرة شجاعة قوة الجندي السوداني .؟ اليوم تشتعل النيران في منطقة كابيرا في نيروبي التي يسكنها احفاد الجنود السودانيين اللذي يفتخرون بأنهم نوبا وسودانيين .
. قديما كان في امكان السوداني الدخول لالمانيا بالجواز السوداني . الالمان هم من قدم لنا الكثير من المساعدات منها التلفزيون الذي توفر لنا في الخمسينات عندما كانت اغلبية الدول الافريقية تبحث عن الاستقلال . اعطونا التدريب المهني والكثير مثل البعثات . كانوا على استعداد أن يدعموا ويستثمروا في السودان لولا عفن الانقلاب الاخير .
عندما كنا نبحث عن عمل في المانيا في اجازة الجامعة التشيكية . كان الالمان ينظرون الينا بريبة ويقولون لنا انتم الاجانب ،، اوسلاندر ،، تعملون لكي تعيشوا. نحن الالمان نعيش لكي نعمل . اربعة دول معروف عنها عالميا بانها تقديس العمل وهم دول شبه عسكرية ،، بارا مليتاري ،، وهم اليابان الكوريون السويديون والالمان ، ولهذا يتقدمون .
السويد تعتبر عنوانا للنظافة والانضباط. البارحة يوم الاحد 2 ابريل 2023 ارادت السيدة باربرو هولم استريم أن تغسل سيارتها ، ولكي لاى نضيع شمس الربيع والنزهة في الغابة حاولت وابنتها نفيسة بدري اقناعها بأن سيارتها لا تحتاج لغسل . ردها كان انها بعد حضورها من اليابان قبل اسبوعين تخجل لانه لا توجد سيارة في اليالبان متسخة . اذكر ان الليبيون قديما كانوا لا يهتمون بغسل سياراتهم ويقولون للسودانيين من ينتقدهم ... ،، مش بتولع ،،. العمل عبادة يتجاهلها الكثير من المسلمين .
اسلوفينيا بلد زوجة الرئيس ترامب كانت جزءا من يوغوسلافيا . كانوا اكثر تقدما من الجمهوريات الخمسة الباقية . الكروات احسن من الصرب المكدونيين واهل الجبل الاسود بوسنيا وكوسوفا . السب هو أن الالسوفونيين والكروات متأثرين بالالمان لانهم جيرانهم المباشرين .
هذه الايان تشتعل فرنسا لأن الحكومة تريد أن تزيد سن المعاش الى 64 سنة بدلا من 62 سنة .... تصور . السويديون احتجوا بشدة وطالبوا زيادة سن المعاش من 65 الى 67 سنة . تم تنفيذ طلبهم . طالبوا ان يستمر الناس في العمل الى 69 سنة . سمح لهم . طالبوا بالسماح لهم بالعمل بعد التاسعة والستين . وافقت الحكومة ،، اذا وافق ،، اصحاب العمل والمخدم ،، . تصور .
ليس هنالك دولة يسيطر عليها المجتمع المدني والتطوعي مثل السويد . كثيرا ما لا يحس الانسان او يهتم بالحكومة . البدليات المنتخبة تسير العمل بجانب المتطوعين واغلبهم في سن المعاش .
اخي الزين البلولة من الرجال الذين ابلوا جيدا في العمل كان معلما في السودان . لانه فارس ابن فارس لم يقبل ابدا حتى أن يكون عاطلا في بعض الاحيان ويستلم حقه في فلوس العطالة كما يقوم به الكثيرون . قال لي صديقنا ابوجمعة التونسي وهو شاب قوي طويل القامة عمل في مناجم الفوسفات حيث يدفعون عربات النقل باتافهم وظهورهم في بلدة ام العرائس في تونس . قال انه ذهب ليعمل مع صديقة الزين البلولة .... يا ولدي العمل كان حرب وموت . ما قدرت وتركت العمل ،الزين لا يتعب . كان العمال والرؤساء يحترمونه . بعد أن تعدي الزيبن سن المعاش يواصل العمل. يقول .... يعني اعمل شنو ؟ مش احسن من القعاد في البيت ؟ الاخ الزين البلولة ابن حى العرب امدرمان مثال سوداني مشرف ، لم يتوقف ابدا عن العمل .له اثنين من الأولاد وبنتين احداهن طبيبة .
الحقيقة أن الانسان كما يحدث في السودان عندما يحال الى المعاش تنهار صحته لانه يلزم كرسي القماش بيوت العزاء العقد والمناسبات . اول شئ ينهار في الانسان هو ساقيه لان اصحاب المعاشات لا يستخدمونها .وكل عضو لا يستخدم يتعطل. بدلا عن تشجيع اصحاب المعاشات على التحرك والمشي تبدأ كل الاسرة في منع الشايب من الخروج ويحسبون أن الراحة والانبطاع وعدم الحركة اكبر خدمة يمكن أن تقدمها الاسرة للشايب كنوع من رد الجميل والعكس هو الصحيح !!!
عندما يعشق الانسان عمله يرتاح لرفاق العمل يصير العمل مقدسا وفي داخل النخاع والعقل الباطني . الخال عبد العظيم الحاج حمد من سكان بيت المال فريق السيد المجوب جنوب سوق الشدرة . عمل كل حياته في جريدة الرأي العام . كان يقصد للمساعدة او الاستشارة من الكثير من اهل الحي .
تقاعد اخيرا ولزم داره . خرج فجأة بعد ان تقدم في السن وبحثوا عنه في كل الحى ولم يجدوه . سأل احد العقلاء اين كان يعمل ؟ لأن الانسان الكبير في العمر يحن الى المكان الذي كان يحبه اكثر . ذهبوا الى الرأى العام ووجدوه هناك.
البروفسر مالك بدري كان في زيارة لبريطانيا اثناء دراساته عن المخرفين كبروفسر في علم النفس . سمع عن بريطاني اسمه ،،كوك ،، يسكن في بيت للمتقدمين في السن . كان يلبس ملابسه ويقول ان عليه ان يذهب بسرعة بدراجته من مدرسة الاحفاد ليلحق بالحصة في مدرسة المؤتمرامدرمان . ذهب مالك بدري لزيارته ووجده يتكلم عن عمله كمدرسي في السودان . ذكر المحاضر في الاحفاد الطيب ميرغني شكاك في مذكراته انه تأثر بمدرسه كوك الذي كان في الشتاء يرتدي جاكتة من الجلد ،، شموا ،، جلد الخراف المقلوب. وعندما ذهب الى اوربا قام بشراء ذلك النوع من الجكتات . يقولون أن ما يفرق الانسان من الحيوان هم أن الانسان هو من يعمل ويجمع بين العمل العقلاني والجسماني .
حكى لي احد الشباب السودانيين أن صديقه العربي قد اخطر الفورمان بأنه يحتاج لأن يترك العمل قبل ساعتين في الغد . السبب.... انه سيذهب لمعاينة شقة معروضة للايجار ويحتاج ان يعود الى المنزل مبكرأ ليستحم ويرتدي بذلة جميلة . رفض الفورمان لأن تلك غلطة فظيعة وستضيع عليه فرصة الحصول على الشقة . السويديون يعشقون العمل ويحبون بلدهم جدا . حضور العربي بملابس العمل ستعطي اصحاب الشركة احساسا جميلا . السويديون يحترمون ،، الاوفرول ،، والعمال .لايسمح للجيش بالتواجد في المدينة بزيهم العسكري ولا يشاهد الانسان المركبات العسكرية . رجل البوليس عندما يأتي الى المحكمة يجب أن يرتدي فقط ملابسه المدنية ولا يسمح له بزيه العسكري . يشاعد الانسان العمال في افخم المطاعم وفي كل مكان بالافرول او ملابس العمل التي هى من العادة نظيفة جميلة مرتبة ومن خامات جيدة .
من القصص التي اوردتها في كتاب حكاوي امدرمان ...... أن الدكتور على بدري شاهد مزارعا متقدما في العمر ماسك موية بطورية في مشروع وهى يدوبي بسعادة. لاحظ أن الرجل نحيف وبنيته ليست بالقوية . اخدة وقام بالكشف عليه وحوله الى المستشفى . قضى الرجل نحبه في المستشفى . اهله قالوا .... كتلتوا الاسبتالا . وافق الدكتور على بدري وقال .... الراجل كان خليتو في حالو شغال ومتحرك كان يمكن يكون عائش .
اخي هيرمان هندرسون تعرفت به في جامعة لوند سنة 71 كان قد اكمل دراسة القانون في جامعة بيركلى كاليفورنيا . اراد ان يسافر ويتعرف على العالم، وصل افغانستان امريكا اللاتينية الجزائر الخ . كان متعودا أن يعمل في الاجازات الجامعية في هيوستن تكساس مسقط رأسه وكاليفورنيا مكان دراسته . اراد أن يعمل عندما كان زائرا لجامعة هايدلبيرق في المانيا . بعد ثلاثة ايام توقف عن العمل . واراد ان يتلقى اجر الثلاثة ايام وعندما عرف ان عليه الانتظار لان المحاسب وليس الفورمان من يصرف الفلوس . بسب طوله الذي يقارب المترين واصراره وغضبه البادي . ذهب الفورمان واحضر له فلوسه وهو يهز رأسه متعجبا مستخفا بالعملاق الذي لا يقدر على العمل .
هيرمان كان يقول لي أن الفورمان يحدد العمل ويذهب لمهمة اخرى ، الا أن الالمان ،،المجانين ،، عندما ينقلون الحجارة لا يمشون بل يهرولون بها. كنت اتردد على شقة الاخ محمد محجوب عثمان طيب الله ثراه في السويد . كان هنالك سويدي وحيد يقوم بكساء سقف عمارة مواجهة طولها حوالي الأربعين مترا . لم يكن يتوقف لحظة واحدة الا لفترات الاكل والاسترخاء المسوح بها ولم يكن هنالك من يراقبه . بعد اقل من اسبوعين اختفى السويدي لانه قد اكمل عمله .
استيقظ ابني برونو الذي كان في الثانية عشرفي الصباح لكي يخبرني أن مصباح الشارع في ركن منزلنا لا يعمل ولم اهتم فبالنسبة لى كسوداني فكل ما خارج الدار لا حق لى فيه لايهمني او يعني لى اى شئ . الا ان برونو المولود في السويد كان يصر على الاتصال بالبلدية لأن ،،مصباحنا ،، لايعمل ، وانا اتجاهل الامر . بعد ثلاثة ايام توقفت سيارة برافعة وبها رجل وحيد ، وبعد 15 دقيقة تم تغيير اللمبة .لا ادري من اخبرهم وحتى اذا تم اخبارهم فهنالك الملايين من لمبات الشوارع . في التسعينات كنت في صالة المغادرة في مطار القاهرة امام المقهى الطويل بنهاية في شكل نصف دائرة . اتى اثنان من العمال لتغيير لمبتين من النوع في شكل انبوب طويل،، نايلون ،،. وبعد التمحيص والتشاور تدخل بعض الموظفين وادلوا برأيهم توقف آخرون من الجيش الذي يؤدي عملا لاوجود له كما في بلادنا .
ذهب العاملان وعادا وهما يدفعان رافعة في شكل اكورديون من المفروض أن تنتصب لتوصيل العامل الى اللمبتين المحترقتين . وبدأ الصراخ وسعانت وهو حاسب يا بيه شمال ويمين واخيرا وجدت تلك المركبة الفضائية مكانها المناسب . جرى البحث عن طريقة تشغيلها . هنا وصل العدد من المشاركين الى11 خبيرا .وصل احد العمال الى السقف الا انه نسى أن يأخذ معه اللمبات . لم ترضي المركبة الفضائية بالنزول . اقترح البعض احضار حبل ربط اللمبات في آخره والتطويح بالحبل الى العامل على ظهر مركبة الفضاء لرفه اللمبتين . كانت قد مرت 40 دقيقة ، وقد اتي الوقت لاذهب الى الطائرة تركت العامل لا يزال معلقا.
في الزلزال الاخير الذي ضرب شمال اليابان تمكن اليايانيون من اعادة بناء الشارع السريع لايصال الاعانات في ستة ايام . عندما اتت الاعانات وقف اليابانيون في طوابير منظمة وبصمت تام ، بل كانوا يقدمون الآخرين لتلقي المساعدات .عندما ضرب صدام حسين حلبجة الكردية بالكيمائي هرب اهل المنطقة عانوا من الجوع وعدم المسكن تسارعت الدول لايصال الاعانات . تخاطف الناس الاعنات انتزعوا بعضها من الآخرين ومن اطفال وعجائز لم يكن هنالك نظام او تخطيت بل تخبط وانانية .
تواجدت مع الاخ الدكتور داريوس فاراساني ادميرال اسطول شاة ايران بصحبة زوجته من اصل ايطالي في مدريد عاصمة اسبانيا . ذهبنا للعشاء في مطعم صغير لم ارى ما بداخله لأن الجو كان حارا . ولكن المطعم كان صغيرا جدا وعلى المدخل كان يقف رجل على كل جانب من الباب يرتديان ملابس سوداء ولا يتحركان يبدوا انهما اصحاب المطعم في الخارج كانت هنالك 8 طاولات . اخذ الامر اكثر من ساعة ونصف قبل أن نتلقى الطعام بالرغم من عدد الزبائن الصغير . الصنمان الاسودان لم يتحركا ابدا ، ففي كثير من الدول صاحب العمل يترفع عن العمل على عكس الالمان والاسكندنافيين .
من اكبر مصانح المأكولات المعبأة او المجمدة في اوربا ، شركة فندس السويدية لها مزارع عملاقة ومنتجاتها من افضل المنتجات في العالم . يعمل فيها بعض السودانيين والارتريين وفي الاجازة الجامعية وموسم الانتاج المكثف في الصيف حيث لا يتوقف العمل طيلة اليوم . العمل سريع وليس هنالك فرصة للتوقف او التكاسل . بعض الارتريين كانوا يعملون ورديتين لارسال المال الى اهلهم . السودانيون كانوا يكتفون بوردية بدون وقت اضافي ويشتكون وبعضهم طولة يعادل اثنين من الاريتريين . في زيارتي شاهدت معهم سويديا رقيق العود صثغير السن لا يفترق عن المجموعة الارترية السودانية . كان يتعرض الى تعنت الفورمانات وزجرهم . عرفت من السودانيين انه ابن المدير العام للشركة وشريك فيها ، يسكن قريبا من المصنع والمزارع في فلة فاخرة .
ما عرف باولاد المصارين البيض في السودان او من ابناء الطبقة الوسطى قديما اذا اراد أن يرافق زملاءه للعمل في الاجازة تقوم الدنيا ويسمع.... مالك الناقصك شنو ؟ ليه تاعب نفسك ؟ الناس تقول علينا شنو ؟
بعد المقابلة مع الادميرال وزوجته بسنة واحدة كنت مع الادميرال بدون زوجته في جولة في الرفيرا الرفيرا وانتهينا في موناكوا . جلسنا في المطعم المرتفع الذي يشرف على حلبة سباق السيارات الفورملا وان . لم يكن هنالك اقل من 200 زبون . صاحب المطعم وبنتيه كانوا يخدمون الزبائن بسرعة البرق . وعلى وجوههم البشاشة والابتسامة ويتحدثون بمجموعة من اللغات . في ظرف 30 دقيقة كنا قد خلصنا من الطعام . صاحب المطعم كان فرنسيا . تذكرت قول الرئيس الفرنسي ديقول .... اوربا تنتهي عند جبال البرنيس . تلك الجبال تفصل اوربا من شبه جزيرة آيبيريا التي تشمل البرتقال واسبانيا . الالمان وبقية الاوربيين كانوا يصفون اهل جنوب اوربا ب ،، دوقز اوف يورب ،، او كلاب اوربا . ويقصدون انهم لا يعملون بنشاط . طبعا هذا الوصف خطأ وعنصري .
بعد أن تركت براغ باربعة سنوات اتت صديقتي الينا كالاشوفا التى درست الفندقة وصديقتها الطاهية . اثناء تواجدنا في مطعم / قريل سويدي مفتوح يشاهد الزبون الطهاة يعملون امامه كانت هنالك ثلاثة فتيات فقط يعملن وشاب يجمع الاطباق المتسخة ويدخلها ماكينة غسل الاواني، احداهن تتلقى الطلبان وتستلم النقود . كانت الزائرتان الشيكيتان يراقبن العمل وابدين دهشتهما لأن الاكل ياتي في دقائق معدودة . قالتا أن العمل يحدث بمعدات حديثة ومريحة الا لما تمكنتا من شواء الاستيك ، الاسماك والهامبيرقر بسرعة مع البطاطس المقلي وكل المكملات . ففي اقل من نصف ساعة تم تقديم اكثر من 20 طبقا . في براغ يحتاجون لثلاثة طهاة لتقديم عشرة اطباق في احسن الاحوال في نصف ساعة على احسن الظروف .هذا فيما عدى الطعام الجاهز الذي يعد في قدور كبيرة ويقدم بطريقة اسرع ببعض التأخير في كل الاحوال . سؤالى كان ... تشيكوسلوفاكية من اعرق الدول في الصناعة خاصة الاسلحة لماذا لا ينتجون تلك المعدات التي تجعل الحياة سهلة ومريحة . من العادة في المطاعم التشيكية أن يكون هنالك من يقدم فقط الحساء ومن يقدم المشروبات ومن يقدم الطعام و بأن فدوتسي وهو الرئيس الذي لا يؤدي اى عمل سوى التبخطر وتحصيل المال من محفظة ضخمة ومن العادة أن يتصرف بعنجهية مع من يعملون تحته .او كما يقولون بالالمانية التي لا يزال الشيك متأثرين بها فهو ،، هير اوبر ،،او السيد العالي . الكثيرون يسرقون من الدولة او يسرقون الزبون ، خاصة في المطاعم والبارات من الدرجة الثالثة والرابعة .
نحن في السودان كنا على اقتناع تام أن الانجليز هم انشط امة على الارض اكثر الامم تحضرا ولا يعلى عليهم . ولا نزال نقول خليك انجليزي وعندك مواعيد . كنا نحسب ان الانجليزي لا يكذب وهو منضبط يعشق العمل . كل شئ نسبي . عرفنا عندما عشنا في اوربا أن هذا ليس بصحيح . لان الالمان والاسكندنافيين يسخرون من الانجليز لانهم متسيبين لا يعملون بدون الفورمانات والرؤساء . شركاتهم لا توفي بالمواعيد . وقد يعمدون للغش والخداع .اما تصرفاتهم في البارات والبب في نهاية الاسبوع فغنية عن الوصف . وكل الدول تحبس انفاسها عندما يأتيهم مشجعي كرة القدم الانجليز .
الدكتورة حاجة كاشف والدة البطل الدكتور اكرم على التوم الذي ضحوا به بغباء . انها احدى زعيمات الاتحاد النسائي واليسار ذهبت في رحلة الى انجلترة في الخمسينات بدعوة كريمة . عادت وكتبت ما اغضب الانجليز اصحاب الدعوة . كانت تقول أن المرأة في انجلترة لا تنعم بحرية كافية تعاني من الشقاء ، ولا تجد الاحترام في المجتمع الذي تجده المرأة السودانية .
سمعت من التنزانيين العجائز انهم عندما كانوا مستعمرة المانية كان كل شئ يعمل بانتظام . حتى اذا فقدت محفظتك تجدها في مكانها . بعد انتزاع تنجانيقا ناميمبيا والكمرون من الالمان بعد الحرب العالمية الاولى تردى مستوى العمل والانضباط في تلك الدول . اذكر ان تنزانيا كانت تتتمتع بقدر كبير من الفوضى ، الفساد والتسيب في الثمانينات حتى بالمقارنة مع السودان فيما عدى في زمن الكيزان الغيهب عندما صرنا مضرب المثل في السوء خاصة في الالتزام بتعاليم الدين الحنيف الذي رفعوا رايته لخداع العالم وبدأ عهدهم بالكذب .
في بداية السبعينات شاهدت فيلما وثائقيا عن مصنع كلورايدج لانتاج الراكمات ،، البطاريات ،، . نفس المصنع ، المبنى ونفس الآليات المنتجات تواجدت في انجلترة وكوبنهاجن وعمل فيه بعض السودانيين . انتاج المصنع في الدنمارك كان اكثر من انتاج الانجليز بنسب ليس صغيرة . اكتشوا أن الدنماركيين لم يحدث أن ذهبوا الى الحمام ابدا اثناء ساعات العمل . قبل بداية العمل كان العامل الدنمراكي يكون امام الماكينة . الانجليزي كان يقوم بنقل الواح الرصاص في ثلاثة خطوات الدنماركي كان يخطف الرصاص ويضعه في المظروف او الصندوق في خطوة واحدة وبسرعة وكأن له ثأر مع المواد الصناعية . بعد انتهاء فترة الطعام ، الراحة ، التدخين شرب القهوة او الشاي ، كان العامل الدنماركي يتحرك نحو موقعة قبل نهاية فترة الاستراحة ويتحركون جميعا . الانجليزي كان يحسب أن المشوار الى موقعه يجب أن يكون محسوبا على المصنع ويصلون كافراد او مجموعات صغيرة وينتظرون المتأخرين . على عكس الدنماركيين الذين يحضرون كفرقة عسكرية . الغريبة أن السويديون يعتبرون الدنماركيين غير منضبطين في العمل !!!!! كل شئ نسبي .
اثناء عملي كعتالي في مواني السويد ولفترات قصيرة في دول اخرى وجدت نفسي على ظهر اعداد لا تحصى من السفن العملاقة او الصغير التي تقل حمولتها عن الف طن . يمكن تمييزحالة السفن عن طريق شكل البحارة والكباتن الذين يعملون فيها .بعض السفن تخبرك رائحة المطبخ والحمامات عن مستوى متدني من الاهمال وانعدام الظبط والربط فيها . لحسن الحظ أن سفن الخطوط البحرية السودانية كانت جد مشرفة . خاصة امدرمان التي كانت تاتي بطريقة راتبة الى مدينتنا ،، مالمو ،، خاصة لحمل الدقيق واشياء اخرى . امدرمان كانت الاكبر ازكر أن كابتنها كان الاخ قاسم اول قبطان سوداني وهو عالم ، موسيقار ومتحدث رائع . له الرحمة .
السفن العملاقة كانت تأتي من البرا زيل مثلا وفي جوفها 70 الف طنا او اكثرمن البن بانواع مختلفة. تأتي محملة بالبرتقال من حيفا اسرائيل او ايطاليا. وقد يأخذ الامر اكثر من ثلاثة ايام قبل أن نصل الى قاع السفينة من اربعة او خمسة طوابق . نفس الشئ يحدث مع الجوز والبندق التركي . العمل يكون تسابقا مع الزمن فما أن تضع الرافعة عشرة ،، بالتس ،،او محفات للتحميل من الخشب لكل حمال حتى يبدا العمل بهمة لشحن صناديق البرتقال بسرعة فائقة ورصها في اربعة طوابق من الصناديق بطريقة خلف خلاف، والا انهارت الرصة . من العادة أن يسع العنبر في السفينة لعدد قليل في حالة البرتقال . تصادف أن عملت مع حمال من اصل ايطالي لم يكن صاحب قوة ظاهرة ، الا انه في البداية كان يتفوق على بصندوق او صندوقين . قال لى بعد مدة . هذا العمل تدربت عليه من ايطاليا ، انه لا يحتاج لقوة فقط انه يحتاج لتعود وتجربة . بعد يوم امتد الى 12 ساعة صرت اتفوق عليه في بعض الاحيان فقط . كان يبتسم ويقول لى ... الم اكن على حق ؟
شاهدت الحمالين في بعض الدول مثل تانزانيا بولندة جنوب اوربا والسودان . انهم لا يعملون بالاخلاص والانضباط الذي يمارس في اسكندنافية والمانيا هولندة مثلا . في بعض الدول يقدس العمل ويكون هوية العامل وفخره .. رئيس الشركة الياباني قد يتوقف من تلقي مرتبه اذا تدهورت حالة الشركة ، وقد ينتحر اذا انهارت الشركة . في الازمة الاقتصادية في امريكا قبل 12 سنة قرع الرئيس اوباما رؤساء شركات السيارات الامريكيىة لانهم اتنوا الى واشنقطون بطائراتهم الخاصة . بعضهم يتلقى مرتبات شهرية عبارة عن نصف مليون دولار ..... يمكن قوقلة شوقي بدري نحن العتالة .
السفن عابرة المحيطات تأتي وهو محملة ببضائع مختلفة لعدة دول ولا يمكن ان تتسكع في المواني الصغيرةفكل ساعةتساوي ثروة . ما يحدث هو انهم ينزلون البضائع في المواني الكبيرة مثل هامبورق الالمانية او روتردام الهولندية روتردام هى اكبر ميناء في اوربا . تقوم السفن الصغيرة بتوصيل هذه البضائع الى مواني الدنمارك السويد الخ . هذه السفن تعرف ب ،، فيدرز ،، او مغذية .
كانت هنالك سفينة بولندية صغيرة اسمها ،،سيرنكا ،، حملتها حوالى 700 الى 800 طن . على ظهرها كمية ضخمة من البحارة . في يوم من الايام كان على ظهرها 26 شخصا منهم نساء واطفال . ينطلقون الى المدينة لبيع الخمور التي يحضرونها او السجائر وبعض المنتجات البوندية من مقانق اجبان لبولنديين مقيمين يبيعونها في المدينة لمن يرغب . وقد يشتري منهم بعض الحمالين الفودكا بسبب ارتفاع اسعارها في متاجر الدولة التي تفتح فقط في ساعات محددة ولمن هم فوق العشرين بعد ابرازالهوية . ولا تفتح هذه المتاجر في نهاية الاسبوع . حمالي المواني والبحارة في كل العالم يعشقون الخمور .
السفن المغذية كانت تحضر من هامبورق . وهما اثنتان من السفن بحمولة 2000 طن . احدهما ،، مونا ماتيسن و انقلا يونقمان . مظهر هاتين السفينتين يدل على الاهتمام النظافة والترتيب .الطلاءلامع ، متناسق ليس به شبر من الصدأ كما في الكثير من السفن الروسية وشرق اوربا واليونانية. السفينتان الكانتا تتناوبان في الحضور يوميا. على ظهر كل سفينة بحاران وكابتن . عندما نحضر في السابعة تكون السفينة على مربطها وشاب قوي الماني ينتصب وكأنه صنم لا يبارح مكانه لساعات ، يكون في انتظارنا بعد أن فتح احد العنابر . الكابتن الذي ابحر طيلة الليل يكون نائما كل النهار والبحاران ينامان في الليل . ما أن ننتهى من العنبر الاول حتى يفتح التمثال الالماني العنبر الثاني بعد اغلاق العبر الاول . عين ذلك التمثال تراقب الحمالين كل ثانية حتى لا يعبثون بالبضائع . وبعد اربعة او خمسة ساعات يحضر التمثال الثاني ولا يتحرك شبرا وعينه على كل حركة العتالة. قبل الرابعة او الخامسة يخرج الكابتن ليتفقد السفينة .وتدور ماكينة السفينة وفي دقائق تختفي السفينة نحو خط الافق . بدون تبادل كلمة واحدة .
كانت لى شاحنة صغيرة اوستن وبولمان فولكسواجن قمت بشراءهم بعد الحاح السودانيين الذين تبعوني الى السويد الغرض كان تكوين شركة ترحيل ونظافة وهذا في 1972 . طبعنا الكثير من كروت الدعاية ووضعنا اعلانات في الصحف . كان من المفروض أن نوزع كروت الدعاية . الاخوة كانوا ياتون للمكتب لاخذ فلوس البنزين لتوزيع الكروت . الاتصالات لعمل مع قلتها كانت تأتي من الصحف او المناطق التي اشرفت على التوزيع فيها . اضطر الرفاق على تغيير السكن ساعدت في النقل . تحت احد الاسرة كانت كل كروت الاعلان موجودة تحت السرير . اسوأ موظفين او عمال تجدهم في السودان . السبب الاتكالية عدم الاهتمام والتربية الخطا وعدم احترام العمل . تلك العملية قضت على كل مدخراتي من العمل الشاق كعتالي في الميناء . عند اضراب عمال الشحن في كوبنهاجن تحولت السفن الى مالمو . كنا نعمل يوميا لاربعة عشر ساعة في اليوم . في احد الايام عملت ل24 ساعة . طلب مني الذهاب والرجوع بعد ساعة في الخامسة مساء لابدأ ىالعمل ،،كتوظيف ،، جديد الى السابعة صباحا . تحصلت في اسبوع واحد ما اتحصل عليه عادة في شهر .
الرجل السوداني يعتبر ان مسك المكنسة او سواطة الحله نوع من الانحطاط ؟ العائلة المالكة في السويد تخدم نفسها بنفسها . الوزراء ورئيس الوزراء يحضرون اكلهم معهم مثل العمال او الموظفين . لا يوجد خدم في السويد . التلميذ بغض النظر اذا كان ولدا او بنتا يتعلم الخياطة الطهى بانواعه النجارة والاصلاحات البسيطة . لا يخلوا بيت او شقة عن دولاب او شنطة كبير تحتوي على كل الادوات من مناشير مفاتيح مطارق الخ .
في سنة 1964 كنا نلتقي في هوتيل امباسدور في ميدان فاسلاف الذي هو اكبر ميدان في تشيكوسلوفاكية . اغلق الهوتيل والمقهى للتحسينات حضرت في 1978 لم تكن الاصلاحات والتحسينات قد انتهت .
نزلت في هوتيل في 2022بالقرب من امباسدور وبالرغم من انني قد دفعت الفاتورة قبل الحضور الى براغ طالبوني بدفع امانة 50 يوروا للميني بار حيث توضع المشروبات الروحية . اخبرتهم باني لا اشرب الخمر ويمكن قفل البار . افهموني ان المبلغ سيعاد لى عند المغادرة . عند المغادرة اعطوني صنوقا للسجاير كاكرامية من الفندق احسست أن الامر غريب. ارجعت السجائر وقلت لهم لا ادخن واكره السجاير ولا احب أن اراها . اين ال50 يورو ؟؟ وكنت اريد ان اقسمها على الاستقبال وسيدة تعمل على مائدة الافطار كان تصر على خدمتي بنفسها لانني اتكلم الشيكية . افهموني أن المبلغ سيحول الى حسابي . لم يكن خافيا على ان المبلغ لن يحول لأن روح السرقة التسيب الذي سيطر في العهد الشيوعي لم ينتهي بعد . هذا هو الحال في السودان في زمن الانقاذ ، ويحتاج الامر بعض الوقت قبل التخلص من جنس الكيزان . اخذت مئة كرونة من ابن الاخ جعفر بدري واعطيتها للسيدة في قاعة الافطار .
تسعة طويلة موجودة في لندن الفرق بين السودان ولندن أن تسعة طويلة البريطانية اسرع واكثر احترافية ومكرا من السودانية . حسب الاحصاءات ففي 2019 و 2020 كان عدد الجرائم في لندن من نشل خطف احتيال ضد السواح وخاصة العرب هى 40 الف حادثة كل سنة . هذا ليس بغريب فحسب الاحصائيات يوجد 700 الف متسرد او من بدون سكن ثابت .
في سنة 1978 احتاجت امي لعلاج بخصوص الحصوة في الكلى . ذهبنا الى لندن وسكنا في ،، كوتيتز ،، او تاون هاوس .... منزل صغيرمن عدة طوابق . في شارع هيز ميوز مايفير وستمنستر . في مواجهة سكننا كانت كوتيتز صغيرة تحت التصليح يعمل فيها ثلاثة من البنائين وشاب صغير اسود اللون . كانوا يعملون بسرعة السلاحف والحلزونيات .الرجل المسؤول عن موقف العربات يقضي الوقت وهو يتجاذب اطراف الحديث مع البنائين والشاب الاسود. رحلنا بعد اربعة شهور ولم يخلص الانجليز عملهم .
كانت هنالك مساحة خالية من المباني في شارع بيتنا . وانا في طريقي الى مدرسة الاولاد لاحظت اتنين من العمال في داخل تلك المساحة الفارغة عند عودتي بعد نصف ساعة كانت هنالك شاحنة والسائق يقوم بانزال قطع ضخمة من اجزاء مبنى بواسطة رافعة . عندما خرجت لاحضار الابناء في الرابعة كان المنزل قد تكامل شكله . في الصباح التالي كان العمال يركبون السقف . في الرابعة مساء كان المنزل قد تكامل والأنوارساطعة . كان ذلك اكبر وافخم منزل في الحي !!
الدكتور الجراح معاذ الخليفة اصطحبني في التسعينات ليشاهد الموقع الذي ستسكن فيه اسرته القادمة من السودان بعد شهرين في حالة لم شمل ، والسكن حسب الخرط كان يمثل فلة صغيرة .
صدمنا عندما لم نجد المساكن ،وبالقرب من شجرة ضخمة وفي فراغ كبير كان يقف بعض الرجال ويمسكون باوراق . اقتربنا منهم وسالهم الدكتور عن موقع سكنه سألوه عن رقم المنزل افتى بانه رقم 37 . تبادل الرجال الهمهمة ومراجعة الخرط ، ثم قام احدهم بخبط الطينحيث نقف بقدمه وقال هنا سيكون الرقم 37 . اتسعت عينا الدكتور وقال مستغيثا .... لاكن لاكن.... اسرتي ستحضر بعد شهرين . قطب الرجل جبينه وغسلنا بنظرة باردة وقال ببساطة . فا اي بروبليمت ؟؟ أين المشكلة ؟؟ عندما حضرت الاسرة . كان كل تلك المنطقة الضخمة قد اكتملت مبانيها روضة الاطفال مواقف السيارات المجاري الارصفة حتى الحدائق الصغيرة امام البيوت والمسطحات الاخضراء والميادين للعب الاطفال الخ .
كركاسة
عندما يحس الانسان أن الدولة لا تهمشه وتعطيه ما يستحق ، وانه ليس هنالك مسؤول يهضم حقه او يسرق ماله ، فسينتج الانسان ويكون على استعداد أن يضحي من اجل الوطن .
تجاربي في هذا العالم العريض اكدت لى بما لا يدعو للشك ، ان اقسى القوانين لن تردع الناس اذا لم يجدوا الاحترام من السلطة ..... اذا لم تحخترمني فلن احترم قوانينك السعودية تقطع الاعناق في الميادين العامة ولكن الجريمة لم تنتهي او ستنتهي لأن المواطن والمقيم لا يحسون أن السلطة تحترمهم .
ابني الاخير برونو الذي يحمل اسم جده العم برونوـــ الذي كنت في ملكال وقت زواجه ـــ تعدى العشرين . وهو شاب طويل القامة وبجسم رياضي ولحية كثة . اتى الى مسكني البارحة لتناول طعام الافطار . تحصل برونو على رخصة قيادة وهو في الثامنة عشر . المشكلة أن السرعة داخل المدينة لا تزيد عن 30 او 40 كيلو مترفي السويد . تعرض لغرامة كبيرة لانه كان يسوق سيارته البي ام دبليو التي تغري بالسرعة وسحبت رخصته التي اعيدت اليه بعد الاستئناف وعدة شهور من الانتظاروغرامة كبيرة . تم سحي الرخصة مرة اخرى لمدة سنة كاملة وكان عليه ان يدفع رسوما جديدة شهادة من الكشف الطبي وأن يلتحق بمدرسة تعليم القيادة الخمن جديد . احتاج الامر لالف دولار . طال انتظاره . عرضت عليه دفع المبلغ الا انه رفض رفضا تاما . عرضت عليه أن اقرضه المبلغ رفض . اتصلت ياخيه غير الشقيق الطيب وبين الاثنين حب والفة شديدة . اعطيت المبلغ للطيب وقلت له قال لاخيك اذا لم يستلم المبلغ فساحرقة . استلم المبلغ واتصل بعد الساعة الحادية عشر وقال انه في طريقه ليعيد المبلغ . عذره هو أن الغرض من العقاب هو أن ينتبه في المستقبل . وهو الذي يجب أن يتقبل لعقاب ولست انا المقصود بالعقاب . دفعي للمبلغ خطأ لأنني لا اسمح بايقاع العقوبة التي اوقعها عليه المجتمع وهو المذنب ولست انا او والدته . رفضت أن افتح له الباب قام بارجاع المبلغ الى الطيب لانه كما طلبت قد استلم المبلغ وهذا هو المطلوب . وارجعاه لا يتعارض مع قراري الاول . تحصل على عمل في الدنمارك استعاد رخصة القيادة وعاد الى الدراسة .
بعد التفكير والتمحيص اقتنعت بانني كنت ساشارك في افراغ القانون من روحه ومحتواه . اكبر مربي هو المجتمع والمدرسة .
رقعة
فكرت في وزير المالية جبريل وكل اللصوص والتلاعب بالدستور القانون الدين وكريم المعتقدات . يشترط في من يتحصل على وظيفة دستورية وخاصة وزارة المالية أن لا يكون مدانا في جريمة تتعلق بالشرف وخيانة الامانة . هذا البشر ادين بالتزوير السرقة وطرد من امريكا ؟؟؟؟؟؟؟
شوقي
كستبان
لن اعلق على ما حدث لفريق الهلال والسودانيين، لانني كتبت ....كتبت ثم كتبت ، وجدت هجوما ليس فقط من تيم المخابرات المصرية الذي يتتبع كتاباتي والسودانيين الذين يقدمون مصلحة ام الدنيا والمحروسة على مصلحة وطنهم السودان . يكفي أن ترك الزعيم البجاوي وحفيد من كسروا المربع الانجليزي في معركة التيب وخلدهم اللورد كيبلينق بقصيدته التي يشيد فيها بشجاعتهم وبسالتهم . ترك يطالب السيسي باحتلال الشرق ..... لم يبقى ما يقال في الامر . انتم لا تسمعون ولا تفهمون تستحقون ما يحدث لكم .
شوقي
shawgibadri@hotmail.com