في هذه الجمعة الرمضانية يحلو الحديث عن بر الوالدين والتحذير من عقوقهما

 


 

 

في هذه الجمعة الرمضانية يحلو الحديث عن بر الوالدين والتحذير من عقوقهما ومازال الدكتور محمد محمود يوسف يرشدنا من منبر مسجد الشيخ يوسف إبراهيم النور الي اتقان العمل والاكثار من الدعاء وكل ما يهمنا في أمور الدنيا والآخرة .

يوم الجمعة السادس عشر من الشهر الفضيل كان اللقاء مع الدكتور محمد محمود يوسف الذي طاف بالمصلين في خطبة كانت عبارة عن منبه يرن في أسماع هؤلاء الذين شغلتهم الدنيا وجرفتهم بعيدا عن الوالدين والمؤلم الذي يدخل في دائرة العقوق إن البعض صار مقلدا للغرب في مسلكهم تجاه كبار السن من آباء وأمهات ولا يتورعوا في ايداعهم دار العجزة وحجتهم إنهم مشغولون وان الدار يمكن ان توفر لهم الخدمة المطلوبة وقد صار هذا التقليد مشاعا في الدول العربية وخاصة الغنية منها وحتي في بلادنا الحبيبة التي هي مضرب المثل في التراحم والتوادد والاهتمام الزائد بكبار السن من أفراد الأسرة وخاصة الوالدين نجد وللأسف البعض يدفع بهؤلاء المساكين الذين لاحول لهم ولاقوة ليقضوا بقية عمرهم بعيدا عن الدفء العائلي لأن الجاه والسلطان والمال جعل الأبناء في غفلة وقد اعمت بصيرتهم دنيا المال والاعمال والترحال من أجل إبرام الصفقات والعودة باليورو والدولارات لبناء المزيد من الشركات والعمارات !!..
حكي لنا الدكتور عن حايك ( ترزي ) طلب منه أحد التجار إن يخيط له ( قفطانا ) مقابل ستمائة درهم وهو بالطبع مبلغ يسيل له اللعاب . فرغ الترزي من المهمة وأخذ القفطان لصاحبه الذي تأمل فيه للحظات كانت كفيلة لأن يكتشف فيه بعض الهنات وأخبر الترزي بكل صراحة أنه لم ينفذ المطلوب وجاء بعمل معطوب فبكي الترزي وذرف دموعا حري وظن التاجر إن الترزي ناح وصاح وبكي حتي كادت ان تزهق روحه وأن كل هذه ( الجرسة ) ربما يكون سببها الحرمان من الأجر وبكل طيبة قلب بشر الترزي بأنه سينال حقه كاملا غير منقوص وطلب منه الكف عن هذا العويل مادامت المسألة قد حلت ويادار مادخلك شر !!..
وهنا رفع الترزي عينيه وقال مخاطبا التاجر :
( انني لا ابكي الحرمان من الدراهم ولكني ابكي لاني لم أتقن عملي ، أنني ابكي خوفاً من الله سبحانه وتعالى علي هذا التقصير والرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا بإتقان العمل وقد قال : ( من عمل منكم عملا فليتقنه ) وهذا هو الاحسان .
وقصة الترزي هذا يلفت بها الدكتور محمد نظرنا الي ان نقوم بأعمالنا مهما تنوعت واختلفت بنية صافية وإخلاص وتجرد لكسب رضا الله سبحانه وتعالى والعمل بسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .
شهر رمضان الكريم كما حدثتنا الخطبة هو موسم الطاعات وحصد الجوائز ومحطة لالتقاط الأنفاس وترك اللهاث وراء الدنيا الفانية والاكثار من الدعاء وقد أعطانا الدكتور لوحة رائعة بالاوقات والمواضع التي يستحب فيها الدعاء والتضرع والمناجاة وتلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه والعمل به .
ومن الأعمال الصالحة في كل زمان ومكان وخاصة في شهر الصوم صلة الأرحام والاكثار من الصدقات وحتي زكاة الفطر المفروضة يستحسن إن يخرجها صاحبها بالزيادة إن أمكن ذلك وكذلك الذي يعجز عن الصوم ويخرج الفدية أيضا الخير كل الخير ان يخرج أكثر علي حسب الاستطاعة .
أشارت الخطبة بوضوح إن بلادنا الحبيبة تعج بالايدلوجيين وبالطرق الصوفية والقبائل والأحزاب السياسية وتنظيمات تعد ولا تحصر والمصيبة إن كل طائفة وفرقة وتنظيم وقبيلة وحزب يحتكرون الحقيقة عندهم حصريا ويرون إن البقية علي باطل وهذا ما اقعد الوطن وجعله في حالة تشرذم وعدم استقرار يخشي في نهاية المطاف إن نصحو من سباتنا لنجد الدولة وقد ذهبت مع الريح فلا نلوم الا أنفسنا !!..
تساءلت الخطبة هل الاسلام في الجلباب القصير والمسبحة الطويلة أم أنه في القلب فالله سبحانه وتعالى لاينظر الي صورنا واشكالنا بل ينظر إلي قلوبنا لأن فيها التقوي ( التقوي هاهنا ) أي في القلب كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
متعك الله تعالى بالصحة والعافية وزادك علما ونرجو إن نستفيد من هذه الدرر الغوالي التي تنثرها علي رواد مسجد الشيخ يوسف إبراهيم النور في كل جمعة , جزاك الله خيرا يادكتور محمد محمود يوسف.

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء