الجيش السوداني والدعم السريع غاب أبوشنب ولعب أبو ضنب
طاهر عمر
14 April, 2023
14 April, 2023
إختلاط الحابل بالنابل هو ما يصور للعسكر و أشباههم من دعم سريع و مليشيات حركات مسلحة بأنهم يمكنهم لعب دور السياسي النابه الذي يقف خلفه الفلاسفة و علماء الاجتماع و الاقتصاديين و المؤرخيين غير التقليديين كما هو سائد في المجتمعات الحية و قد خرجت من إختناقاتها الاقتصادية و الاجتماعية بفضل مفكريين كانوا مستشرفيين لمستقبل الشعوب بفكر رسى على فكرة الشرط الانساني و تقديسها لفكرة الحق في الحقوق.
عبر فكرهم قد أستطاعوا تفسير ظاهرة المجتمع البشري و عرفوا كيف يحافظون على صيرورة العلاقة وفقا لعلم اجتماع قد أصبح بعد معرفي في صميم ديالكتيك يفسر مسيرة انسانية تراجيدية و مأساوية بلا قصد و لا معنى الغاية فيها صيانة حقوق الفرد لأنه ينشد قيمة القيم و هي الحرية التي لم تعرف مكانها في دفاتر الجيش و الدعم السريع و حركات مسلحة يقودها تجار بدماء أهلهم و قد رأينا كيف وصل بهم الحال الى الإرتزاق و به قد أصبحوا خاليي الوفاض من أي بعد أخلاقي يشفع لهم بأن لهم قضية.
لسؤ حظ الشعب السوداني قد وجد نفسه جزء من عالم عربي و إسلامي تقليدي الفكاك من ثقافته التقليدية مسألة صعبة للغاية بحكم أنها ثقافة تريد أن تقف خارج التاريخ بل تفرض نفسها كحكم على التاريخ. هذه الثقافة العربية الاسلامية التقليدية اليوم تقف كأكبر مقاوم لفكر الحداثة و عقل الأنوار و النتيجة فشل ينتج دول فاشلة في يمن الحوثي و لبنان الطائفية و سوريا الأسد و ها هو العراق بالكاد يخرق رأسه من الغرق و يحاول التنفس بصعوبة منذ عقدين قد أعقبت سقوط نظام صدام حسين.
مصر تحت حكم السيسي الذي يريد أن يؤسس لحكم تسلطي في مصر تخشى أن يشب السودان عن طوق الجهل و يبدأ لتأسيس نظام ديمقراطي لذلك يحاول السيسي جهد ايمانه أن يطفي نور التحول الديمقراطي في السودان و ما درى بأنه يجافي فلسفة ديفيد هيوم التي تؤسس لفكر يؤكد بأن قوة دول الجوار تنعكس ظلالها على إزدهار دولتك. أي أن إستقرار النظام السياسي في السودان و إزدهاره الاقتصادي سوف سينعكس على مصر و يومها ستبدأ مصر مسيرة الخروج من نظم الحكم التسلطية و خنوع الشعب المصري عبر التاريخ للدكتاتوريات التي عشعشت على عروش مصر.
و لكن نخب مصر المتحلقة حول السيسي تعيد تاريخ العالم العربي و الاسلامي التقليدي و إنبهار النخب المصرية مهما إرتفع نوع تعليمها بدكتاتور عسكري كالسيسي و يساعدونه على تأسيس نظام حكم تسلطي و كله نتاج رسوخ ثقافة سلطة الأب و ميراث التسلط.
و هي كفيلة أي سلطة الاب و ميراث التسلط بأن تجعل من مفكري مصر خاتم ملبوس في يد عسكري يسير بهم بإتجاه حكم تسلطي عسكري كما يفعل السيسي و هو عاجز أن يكون عقلاني ييقن من مسألة التحول الديمقراطي و هيهات لأن السيسي نفسه كعسكري مصري يلعب دور نابليون في قطع مسيرة ثورة الربيع المصري كما قطع نابليون مسيرة الثورة الفرنسية.
و دور السيسي كعسكري مصر يمثل نكسة تحول ديمقراطي في مصر كفيل بأن ينبه النخب السودانية بأن تعي أن دورها و جهدها الفكري ينبغي أن يكون مضاعف في كيفية تفادي ما حصل من إنتكاسة لثورة مصر على يد السيسي كعسكري مصري يساعده خنوع الشعب المصري في أن يلعب دور المعرقل لعبور الشعب المصري الى حيز التحول الديمقراطي.
و خاصة أن الشعب السوداني في علاقة عكسية مع الشعب المصري كما يحدثنا تاريخ الشعب السوداني في ثوراته ضد العسكر و محاولته تأسيس نظم حكم ديمقراطية و هاهي ثورة ديسمبر تشهد على نضج روح الشعب السوداني الذي ينشد التحول الديمقراطي عكس الشعب المصري و قد إستكان لأحلام السيسي و هو يجتهد في ترسيخ نظام تسلطي.
في نفس الوقت نجد أن النخب السودانية تشبه النخب المصرية في أنها ترزح تحت نير سلطة الأب و ميراث التسلط لذلك عجزت هي أيضا أن تبلغ مستوى العقلانية شأنها شأن النخب المصرية لهذا قلنا في أعلى المقال أن من سؤ حظ النخب السودانية أنها جزء من ثقافة عربية اسلامية تقليدية قد مرّ قرن و يزيد على تاريخ نهضتها و هي تصر على فكر وحل الفكر الديني و لا تعرف سبيل الى فكرة القطيعة مع التراث.
لهذا السبب غاب مجئ الشخصيات التاريخية التي تقهر تاريخ الخوف و تعرف تاريخ الذهنيات و عبره تحدد نقطة مفارقة تاريخ الحضارة العربية الاسلامية التقليدية التي لا تريد حضور أعراس الحداثة و لذلك غاب المفكر و في غيابه قد لعب أبو ضنب مجسد في دور الجيش و الدعم السريع في عرقلة التحول الديمقراطي في حضور نخب عاجزة عن إعمال العقل المفارق لفكر لنخب سودانية ترزح تحت عقل لا ينتج غير فكر تقليدي.
النخب السودان العاجزة اليوم هي وريثة لنخب سودانية سطع نجمها في أواخر الستينيات من القرن المنصرم و بداية السبعينيات و كان حينها سيطرة فكر الاستاذ الشيوعي و فكر المرشد لأتباع الحركة الاسلامية السودانية لهذا نقول للقارئ الحصيف أن نخب اليوم هم ورثة نخب أواخر الستينيات حيث كان يسود نجم الأستاذ الشيوعي و مرشد الحركة الاسلامية و امام الطائفية بفكر لا يكتشف بأن هناك ثورة خفية عبرها قد إتضح أن هناك تحول هائل في المفاهيم فتح الفضاء العام قد إزداد وعيه بقيم الجمهورية.
هذه الثورة الخفية نجدها في أوروبا قد بدأت مع نهاية ديناميكية الكينزية و للأسف لم يستطع العالم العربي و الاسلامي رؤية أشعتها فاذا بالعالم يوسّع ماعون الحرية في ربوع شعوبه الحية وعكسه نجد العالم العربي و الاسلامي التقليدي ينكفي على خصوصية قد دفنته في فكر الصحوة الاسلامية لتأكل نصف قرن من الزمن و بعدها يصحى العالم العربي و الاسلامي التقليدي في حيرة ما بعد نهاية فكر الصحوة الاسلامية متخبط لا يعرف سبيل للخروج من ظلماته و كوابيسه تسوقه نخب سودانية تقليدية لم تعرف سبيل الى عمل هادف و واعي يقود الى تغيير يفضي للتحول الديمقراطي.
عليه نقول للنخب السودانية حالكم اليوم كحال أوروبا في نهاية القرن التاسع عشر أي لحظة نهاية الليبرالية التقليدية و قد أحتاجت أوروبا لكي تتجاوزها لنصف قرن مثله كنصف قرن نخب العالم العربي و الاسلامي في وهم فكر الصحوة الاسلامية و قد وجدت أوروبا نفسها على أبواب جحيم حرب عالمية أولى و رغم وجود مفكريين نبهوا السياسيين الى أن هناك حرب قادمة إلا أن الحرب العالمية الثانية قد حصلت بعد عقدين من نهاية الأولى و بعدها قد ودعت النخب الاوروبية الحرب و استبدلتها بالنمو السياسي و الازدهار الاقتصادي بعد عرق و دم و دموع.
من حينها قد فهمت أوروبا مفهوم أن الانسان هو مركز الكون و قد عملت على ترسيخ فكر ينتصر للعقلانية و إبداع العقل البشري. نقول للنخب السياسية أتباع الامام و المرشد و الاستاذ الشيوعي أنتم ضحية فكر الأستاذ الشيوعي و الامام الطائفي و المرشد للكيزان لأن الامام و المرشد و الأستاذ الشيوعي في زمنهم لم يكونوا على مستوى وعي يضعهم في مستوى نخب الشعوب الحية و عليه نقول لكم تحتاجون الى قوة هائلة تساعدكم في جسر هوة زمنية مداها خمسة عقود في حينها لم يفهم الاستاذ الشيوعي ما معنى فشل ثورة الشباب في فرنساعام 1968 و لم يفهمها بالطبع مرشد الكيزان و كذلك امام الانصار.
و قد استمر كساد النخب السودانية و هي تسير كالسائر في نومه الى اللحظة حيث أصبح خطر جهلهم لا يسمح لهم ليدركوا أنهم بإتجاه حرب الكل ضد الكل و عنف الكل ضد الكل و أخشى أن يكون قد فات زمن تفادي زمن حرب الكل ضد الكل و قد أصبحت قدرا ينتظر السودانيين كالحرب العالمية الثانية التي لم تستطع اوروبا تفاديها رغم تنبؤ مفكريين كثر و شعراء و مؤرخيين غير تقليديين و اقتصاديين.
و بعدها قد أيقنت أوروبا أن فلسفة التاريخ التقليدية قد أفلت و أن هناك أشعة فلسفة تاريخ حديثة لم يفهمها أتباع الأستاذ الشيوعي و كذلك قد ضلّ عن نورها أتباع الامام و الكيزان و نتاج ضلالهم ستكون حرب ما بين الجيش و الدعم السريع و حينها تتحقق مقولة السيد المسيح أي الويل للحوامل و المرضعات في حضور حرب يقودها الجيش و الدعم السريع في غياب الحكماء و الفلاسفة و الانبياء.
و بعدها ستدرك النخب أن ثقافتهم التقليدية و فكرهم التقليدي لم يعد على موعد مع التاريخ و لا موعد مع الحضارات و سيعرف المؤرخ السوداني التقليدي و المفكر التقليدي و المثقف السوداني التقليدي أنهم بسبب كسادهم الفكري سبب حرب الكل ضد الكل و عنف الكل ضد الكل بسبب أن فكرهم لم يعرف سبيل للدفاع عن الحرية يوم كانوا أبناء الهويات الخائفة التي قد إنفتحت على فكر الهويات القاتلة بدلا أن تدافع عن فكر الحريات.
في الختام نقول لقائد العسكر البرهان الفاشل ستنجح في جر الشعب السوداني الى أبواب الجحيم بحرب ضد جهلول هو من صناعة يدك يوم كنت خادم للحركة الاسلامية السودانية و هو حميدتي و لكن لم تحقق مرادك في حكم شعب أهون أن يكون مأواه الجحيم بدلا من يحكمه عسكري فاشل خانع و تقوده روح العبودية و هي فيك يوم رفعت يدك لتحية سيسي مصر فقد أصبحت من حينها عبد السيسي الذليل.
taheromer86@yahoo.com
/////////////////////////
عبر فكرهم قد أستطاعوا تفسير ظاهرة المجتمع البشري و عرفوا كيف يحافظون على صيرورة العلاقة وفقا لعلم اجتماع قد أصبح بعد معرفي في صميم ديالكتيك يفسر مسيرة انسانية تراجيدية و مأساوية بلا قصد و لا معنى الغاية فيها صيانة حقوق الفرد لأنه ينشد قيمة القيم و هي الحرية التي لم تعرف مكانها في دفاتر الجيش و الدعم السريع و حركات مسلحة يقودها تجار بدماء أهلهم و قد رأينا كيف وصل بهم الحال الى الإرتزاق و به قد أصبحوا خاليي الوفاض من أي بعد أخلاقي يشفع لهم بأن لهم قضية.
لسؤ حظ الشعب السوداني قد وجد نفسه جزء من عالم عربي و إسلامي تقليدي الفكاك من ثقافته التقليدية مسألة صعبة للغاية بحكم أنها ثقافة تريد أن تقف خارج التاريخ بل تفرض نفسها كحكم على التاريخ. هذه الثقافة العربية الاسلامية التقليدية اليوم تقف كأكبر مقاوم لفكر الحداثة و عقل الأنوار و النتيجة فشل ينتج دول فاشلة في يمن الحوثي و لبنان الطائفية و سوريا الأسد و ها هو العراق بالكاد يخرق رأسه من الغرق و يحاول التنفس بصعوبة منذ عقدين قد أعقبت سقوط نظام صدام حسين.
مصر تحت حكم السيسي الذي يريد أن يؤسس لحكم تسلطي في مصر تخشى أن يشب السودان عن طوق الجهل و يبدأ لتأسيس نظام ديمقراطي لذلك يحاول السيسي جهد ايمانه أن يطفي نور التحول الديمقراطي في السودان و ما درى بأنه يجافي فلسفة ديفيد هيوم التي تؤسس لفكر يؤكد بأن قوة دول الجوار تنعكس ظلالها على إزدهار دولتك. أي أن إستقرار النظام السياسي في السودان و إزدهاره الاقتصادي سوف سينعكس على مصر و يومها ستبدأ مصر مسيرة الخروج من نظم الحكم التسلطية و خنوع الشعب المصري عبر التاريخ للدكتاتوريات التي عشعشت على عروش مصر.
و لكن نخب مصر المتحلقة حول السيسي تعيد تاريخ العالم العربي و الاسلامي التقليدي و إنبهار النخب المصرية مهما إرتفع نوع تعليمها بدكتاتور عسكري كالسيسي و يساعدونه على تأسيس نظام حكم تسلطي و كله نتاج رسوخ ثقافة سلطة الأب و ميراث التسلط.
و هي كفيلة أي سلطة الاب و ميراث التسلط بأن تجعل من مفكري مصر خاتم ملبوس في يد عسكري يسير بهم بإتجاه حكم تسلطي عسكري كما يفعل السيسي و هو عاجز أن يكون عقلاني ييقن من مسألة التحول الديمقراطي و هيهات لأن السيسي نفسه كعسكري مصري يلعب دور نابليون في قطع مسيرة ثورة الربيع المصري كما قطع نابليون مسيرة الثورة الفرنسية.
و دور السيسي كعسكري مصر يمثل نكسة تحول ديمقراطي في مصر كفيل بأن ينبه النخب السودانية بأن تعي أن دورها و جهدها الفكري ينبغي أن يكون مضاعف في كيفية تفادي ما حصل من إنتكاسة لثورة مصر على يد السيسي كعسكري مصري يساعده خنوع الشعب المصري في أن يلعب دور المعرقل لعبور الشعب المصري الى حيز التحول الديمقراطي.
و خاصة أن الشعب السوداني في علاقة عكسية مع الشعب المصري كما يحدثنا تاريخ الشعب السوداني في ثوراته ضد العسكر و محاولته تأسيس نظم حكم ديمقراطية و هاهي ثورة ديسمبر تشهد على نضج روح الشعب السوداني الذي ينشد التحول الديمقراطي عكس الشعب المصري و قد إستكان لأحلام السيسي و هو يجتهد في ترسيخ نظام تسلطي.
في نفس الوقت نجد أن النخب السودانية تشبه النخب المصرية في أنها ترزح تحت نير سلطة الأب و ميراث التسلط لذلك عجزت هي أيضا أن تبلغ مستوى العقلانية شأنها شأن النخب المصرية لهذا قلنا في أعلى المقال أن من سؤ حظ النخب السودانية أنها جزء من ثقافة عربية اسلامية تقليدية قد مرّ قرن و يزيد على تاريخ نهضتها و هي تصر على فكر وحل الفكر الديني و لا تعرف سبيل الى فكرة القطيعة مع التراث.
لهذا السبب غاب مجئ الشخصيات التاريخية التي تقهر تاريخ الخوف و تعرف تاريخ الذهنيات و عبره تحدد نقطة مفارقة تاريخ الحضارة العربية الاسلامية التقليدية التي لا تريد حضور أعراس الحداثة و لذلك غاب المفكر و في غيابه قد لعب أبو ضنب مجسد في دور الجيش و الدعم السريع في عرقلة التحول الديمقراطي في حضور نخب عاجزة عن إعمال العقل المفارق لفكر لنخب سودانية ترزح تحت عقل لا ينتج غير فكر تقليدي.
النخب السودان العاجزة اليوم هي وريثة لنخب سودانية سطع نجمها في أواخر الستينيات من القرن المنصرم و بداية السبعينيات و كان حينها سيطرة فكر الاستاذ الشيوعي و فكر المرشد لأتباع الحركة الاسلامية السودانية لهذا نقول للقارئ الحصيف أن نخب اليوم هم ورثة نخب أواخر الستينيات حيث كان يسود نجم الأستاذ الشيوعي و مرشد الحركة الاسلامية و امام الطائفية بفكر لا يكتشف بأن هناك ثورة خفية عبرها قد إتضح أن هناك تحول هائل في المفاهيم فتح الفضاء العام قد إزداد وعيه بقيم الجمهورية.
هذه الثورة الخفية نجدها في أوروبا قد بدأت مع نهاية ديناميكية الكينزية و للأسف لم يستطع العالم العربي و الاسلامي رؤية أشعتها فاذا بالعالم يوسّع ماعون الحرية في ربوع شعوبه الحية وعكسه نجد العالم العربي و الاسلامي التقليدي ينكفي على خصوصية قد دفنته في فكر الصحوة الاسلامية لتأكل نصف قرن من الزمن و بعدها يصحى العالم العربي و الاسلامي التقليدي في حيرة ما بعد نهاية فكر الصحوة الاسلامية متخبط لا يعرف سبيل للخروج من ظلماته و كوابيسه تسوقه نخب سودانية تقليدية لم تعرف سبيل الى عمل هادف و واعي يقود الى تغيير يفضي للتحول الديمقراطي.
عليه نقول للنخب السودانية حالكم اليوم كحال أوروبا في نهاية القرن التاسع عشر أي لحظة نهاية الليبرالية التقليدية و قد أحتاجت أوروبا لكي تتجاوزها لنصف قرن مثله كنصف قرن نخب العالم العربي و الاسلامي في وهم فكر الصحوة الاسلامية و قد وجدت أوروبا نفسها على أبواب جحيم حرب عالمية أولى و رغم وجود مفكريين نبهوا السياسيين الى أن هناك حرب قادمة إلا أن الحرب العالمية الثانية قد حصلت بعد عقدين من نهاية الأولى و بعدها قد ودعت النخب الاوروبية الحرب و استبدلتها بالنمو السياسي و الازدهار الاقتصادي بعد عرق و دم و دموع.
من حينها قد فهمت أوروبا مفهوم أن الانسان هو مركز الكون و قد عملت على ترسيخ فكر ينتصر للعقلانية و إبداع العقل البشري. نقول للنخب السياسية أتباع الامام و المرشد و الاستاذ الشيوعي أنتم ضحية فكر الأستاذ الشيوعي و الامام الطائفي و المرشد للكيزان لأن الامام و المرشد و الأستاذ الشيوعي في زمنهم لم يكونوا على مستوى وعي يضعهم في مستوى نخب الشعوب الحية و عليه نقول لكم تحتاجون الى قوة هائلة تساعدكم في جسر هوة زمنية مداها خمسة عقود في حينها لم يفهم الاستاذ الشيوعي ما معنى فشل ثورة الشباب في فرنساعام 1968 و لم يفهمها بالطبع مرشد الكيزان و كذلك امام الانصار.
و قد استمر كساد النخب السودانية و هي تسير كالسائر في نومه الى اللحظة حيث أصبح خطر جهلهم لا يسمح لهم ليدركوا أنهم بإتجاه حرب الكل ضد الكل و عنف الكل ضد الكل و أخشى أن يكون قد فات زمن تفادي زمن حرب الكل ضد الكل و قد أصبحت قدرا ينتظر السودانيين كالحرب العالمية الثانية التي لم تستطع اوروبا تفاديها رغم تنبؤ مفكريين كثر و شعراء و مؤرخيين غير تقليديين و اقتصاديين.
و بعدها قد أيقنت أوروبا أن فلسفة التاريخ التقليدية قد أفلت و أن هناك أشعة فلسفة تاريخ حديثة لم يفهمها أتباع الأستاذ الشيوعي و كذلك قد ضلّ عن نورها أتباع الامام و الكيزان و نتاج ضلالهم ستكون حرب ما بين الجيش و الدعم السريع و حينها تتحقق مقولة السيد المسيح أي الويل للحوامل و المرضعات في حضور حرب يقودها الجيش و الدعم السريع في غياب الحكماء و الفلاسفة و الانبياء.
و بعدها ستدرك النخب أن ثقافتهم التقليدية و فكرهم التقليدي لم يعد على موعد مع التاريخ و لا موعد مع الحضارات و سيعرف المؤرخ السوداني التقليدي و المفكر التقليدي و المثقف السوداني التقليدي أنهم بسبب كسادهم الفكري سبب حرب الكل ضد الكل و عنف الكل ضد الكل بسبب أن فكرهم لم يعرف سبيل للدفاع عن الحرية يوم كانوا أبناء الهويات الخائفة التي قد إنفتحت على فكر الهويات القاتلة بدلا أن تدافع عن فكر الحريات.
في الختام نقول لقائد العسكر البرهان الفاشل ستنجح في جر الشعب السوداني الى أبواب الجحيم بحرب ضد جهلول هو من صناعة يدك يوم كنت خادم للحركة الاسلامية السودانية و هو حميدتي و لكن لم تحقق مرادك في حكم شعب أهون أن يكون مأواه الجحيم بدلا من يحكمه عسكري فاشل خانع و تقوده روح العبودية و هي فيك يوم رفعت يدك لتحية سيسي مصر فقد أصبحت من حينها عبد السيسي الذليل.
taheromer86@yahoo.com
/////////////////////////