في خطبة بليغة حدثنا إمام مسجد الشيخ يوسف إبراهيم النور د . محمد محمود يوسف عن الرحيل وماذا أعددنا له

 


 

 

في خطبة بليغة حدثنا إمام مسجد الشيخ يوسف إبراهيم النور د . محمد محمود يوسف عن الرحيل وماذا أعددنا له وعم الصمت الرهيب وكان الحضور علي رأسهم الطير !!..

هذه الجمعة الموافقة للثالث والعشرين من الشهر الفضيل وربما تكون الخاتمة لو جاءت الجمعة التي تليها عيدا لفطر المسلمين .
ويالها من خطبة اختلط فيها الخوف مع الرجاء وبعض الحاضرين اغرورقت عيونهم بالدموع وقد بدأ الامام بتلاوة الآية التي تثبت ان الموت حق وأنه سبيل الأولين و الآخرين.
وهذا التشييع المهيب لمن غادروا الدنيا الفانية والتحلق حول القبر الذي أما ان يكون روضة من رياض الجنه او حفرة من حفر النار كان والموقف كذلك من شدة الهول ان يلتزم المشيعون تماما بمراسم الدفن الشرعية علي حسب الكتاب والسنة وان يتركوا جانبا التحدث بالموبايل والونسة في أمور دنوية ليس هذا محلها والمقام مقام عظة وتذكر للاخرة ولما بعد الموت !!..
ويتم الدفن ويبدأ الناس في التفرق وبعضهم في عجلة من أمره ناسين إن الدنيا التي يهرولون من أجلها لم تدم لأحد من العالمين!!..
ومع خروج اخر مشيع من ساحة المقابر يبدأ سؤال الميت في امتحان يعرفه كل مسلم حدثنا عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
وهنالك امتحان اخر بعد البعث واجتياز الصراط المستقيم عندما يكون مع كل امريء كتابه وتنصب الموازين فإما جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين وإما الجحيم .
داهية العرب الصحابي المحنك اوصي ابنه بأن بغسله بنفسه عند الموت ولا يسمح لأحد من خارج العائلة إن يشارك في هذه المهمة التي تتطلب حفظ اسرار الميت حتي لا تخرج للعلن ونادت الخطبة بأن يكون هذا ديدن الجميع في هذه اللحظات العصيبة وان تحفظ للميت كرامته وهو في آخر عتبة له بدار الفناء !!..
توجه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الي المقابر برفقة صحابي جليل وهنالك ابتعد ابن الخطاب عن مرافقه وجلس بين القبور يبكي بكاءا حارا وقالت لنا الخطبة هل يوجد في عالم اليوم من حكام المسلمين من يصنع مثلما صنع الفاروق وهو يتذكر الموت ويبكي هيبة وسط هذا السكون الذي يلف المدافن ويذكر الإنسان بمصيره وهل هو شقي بما ينتظره من أهوال أو هو سعيد مكانه أعلي الجنان !!..
وتنتظم ليالي الماتم وتقدم للمواسين الفاخر من أصناف الطعام والشراب وتنعقد المؤانسات وتحتل اخبار الرياضة والسياسة الحيز الأكبر في الجلسات وأهل الميت بالإضافة إلي فقدهم الجلل برحيل عزيز لديهم يتكبدون منصرفات ربما تكون فوق طاقتهم أو هم في أشد الحاجة إليها !!..
عندما استشهد سيدنا جعفر بن ابي طالب أمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الجيران والاقرباء بأن يجهزوا طعاما لأهل الميت علي أساس أنه جاءهم مايشغلهم وهو مصيبة الموت وكانت الخطبة واضحة والإمام قالها بكل صراحة إن أهل الميت لايوقدون نارا ولا يقدمون طعاما للآخرين في هذا اليوم العصيب !!..
في الختام تناولت الخطبة الاهتمام بالنشيء والعمل علي تربيتهم وتعليمهم وإعدادهم لمستقبل يكونوا فيه صالحين لأهلهم ووطنهم وللبشرية جمعاء ولا عذر لمن يقصر في هذه المهمة الجليلة من الآباء والأمهات وأولياء الأمور وإلا فإن عاقبتهم ستكون خاسرة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتي الله تعالى بقلب سليم وهذا الابن الذي لم يفلح أبواه في تربيته سيكون خصيمهم يوم القيامة يوم الهول والروع الأكبر !!..
نكرر لدكتور محمد ابن المربي الفاضل الورع التقي استاذنا محمود يوسف الذي افني زهرة شبابه في التدريس وفي سن التقاعد واصل في المسجد إماما وخطيبا ومعلما للعلوم الفقهية ونقول أننا نحتاج للمزيد من المواعظ والارشادات في ماطرا علي حياتنا من تبدل علنا نعود من جديد لننهل من حياض ديننا الحنيف !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com
////////////////////////

 

آراء