عندما تصبح الحركات بلا حركة

 


 

صفاء الفحل
19 April, 2023

 

عصب الشارع -
منذ بداية المواجهة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، لم نسمع لقوات الحركات المسلحة او قادتها حسا، رغم انها كانت تملاء الدنيا ضجيجا قبل أيام، وهي التي وقعت مع قائد الدعم السريع بوصفه نائب لرئيس مجلس السيادة على اتفاقية استسلام جوبا، فهل نعتبر ان هذه الاتفاقية قد انتهت صلاحيتها بإخراج قائد الدعم السريع الموقع عليها خارج دائرة القرار السياسي واعتباره وقواته قوات متمردة؟
ويبدو ان هذه المواجهة جاءت لبعض قادات الحركات المسلحة في جرح، فوزير المالية الفكي جبريل كان سيدخل في موقف محرج وهو عاجز عن جمع البند الأول من الميزانية (المرتبات) ومن المؤكد بانه سيخرج علينا بأن الحرب قد استهلكت الكثير من الأموال وسيبشر الشعب السوداني المحتسب منذ ثلاثة وثلاثون عاما، بان لا رواتب لهذا الشهر وعليه ان يصبر ويحتسب رغم ان الجميع ملزم بتأمين التزامات العيد الذي يدخل على هذا الشعب الطيب وفي كل عام وهو يعيش حالة من الضنك ورائحة الموت تعشعش على رؤوسه
اما اركو مناوي فهو لا يقل فرحا من حليفه جبريل لاضعاف قوات الدعم التي كانت تتفوق على قواته عدة وعتادا كما انه مثله والبرهان واعضاء اللجنة الأمنية يتمنى ألا يتم التوقيع على الاتفاق الاطاري حتى يظل في موقعه كحاكم لاقليم كامل بلا محاسبة، وهو يعلم بأن المحاسبة والمراجعة ستقوده الى المحاكم اذا نعمت البلاد بحكومة ديمقراطية لذلك فهو يدعم الكتلة الديمقراطية التي تنادي بان يظل الحكم العسكري بمشاركة الكيزان في الحكم .
قيادات الحركات المسلحة والفلول يتعاملون على اعتبار ان مصائب قوما عند قوم فوائد فبينما يدعم فلول المؤتمر اللاوطني مجموعة فلول البرهان داخل القوات المسلحة بصورة واضحة فان مجموعة الحركات المسلحة تنتظر من ينتصر لتقف معه كعادتها فلو أنهم دعموا (حميدتي) وانتصر البرهان فان أحلامهم بالاستمرار في الاتفاقية ستنتهي ولو أنهم دعموا (البرهان) فان قوات الدعم السريع المنتشرة بكثافة ستحول دارفور المشتعلة اصلا الى ساحة حرب لذلك خيار الحياد هو الخيار الوحيد المتاح امامهم.
بكل اسف فان قادة الحركات كان بامكانهم تحويل الحياد السلبي الذي يتعاملون به الى حياد إيجابي ويدخلون في عمليات الصلح بين الطرفين والمساعدة في تهدئة النفوس ولكن كمية الخوف التي تعتري نفوس قادتها من مآلات التدخل بأي شكل من الأشكال تجعلهم غير قادرين علي التصرف بحكمة ..
عصب تاريخي
دخل الزعيم نيلسون مانديلا احد المطاعم فوجد الحرس الذي كان يعذبه في السجن ويتبول على طعامه فحاول الهروب الا ان الزعيم استدعاه الي طاولته وشاركه الطعام.. الحكمة نعمة لا ينالها كل شخص ايها السادة قادات الحركات
الثورة ستظل مستمرة
والرحمة والخلود للشهداء
والقصاص امر حتمي
الجريدة

 

آراء