كانت الشرطة في كر وفر مع شباب الثورة وتقتلهم بدم بارد

 


 

 

كانت الشرطة في كر وفر مع شباب الثورة وتقتلهم بدم بارد ومنذ يوم السبت ٢٠٢٣/٤/١٥ كأنما الأرض انشقت عنهم وبلعتهم وصار لا حس لهم ولا خبر !!..

هذه المنطقة الثائرة ما بين صينية الأزهري ورئاسة شرطة ام درمان ( القومندانية ) استعملت الشرطة هؤلاء ( الباشبوزق ) أقصي ماعندهم من قوة للتصدي للشباب الأعزل وكانوا يطاردون المقاومة السلمية باشد الأسلحة فتكا وكان القصد إلحاق الاذي الجسيم بل القتل مظنة أنهم سيضعون حدا لهذه الانتفاضة التي انطلقت بشعارها الخالد حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب !!..
وتزداد الشرطة ضراوة وتنفلت شواطينهم من عقالها ويرمون الأبرياء بالبنبان الإسرائيلي والرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت التي تصم الاذان ولا يكتفون بذلك بل تدخل مصفحاتهم الاحياء في مطاردة مثيرة وقنص للنشطاء من الثوار يوجهون الرصاص لاعينهم ليفقدوا نعمة البصر أو للقلوب مباشرة ليموتوا في لمح البصر !!..
وكل هذا النشاط والهمة العالية وجحافل الشرطة تسد الأفق وتغطي الشوارع وسياراتهم لا تهدأ ليلاً ولا نهار وعينهم يقظة مثل عين الصقر تراقب التحركات وتنقض مثل السباع علي المساكين إذا انتظموا في موكب سلمي واياديهم مرفوعة يرددون الهتافات والاهازيج عشقاً للوطن الغالي!!..
كل هذا العنفوان والفتوة والهمة والنشاط ذاب وتبخر في الهواء وماتبقي ابتلعته الرمال والابار مع اول طلقة خرجت يوم السبت الدامي يوم تناطحت عنزتا الجبل وتحول حال البلاد الي حال والهدوء رحل إلى زحل والطمأنينة فارقت دنيانا الوادعة وحال كل فرد منا قد تبدل وصار شعاره المفضل :
( انج سعد فقد هلك سعيد وأرضنا الطيبة احتلها الجنجويد ) !!..
إذن اختفت الشرطة عن المشهد وفي امدرمان أغلقت رئاستها بالضبة والمفتاح وصارت مثل بقالة الحي مغلقة أمام الزبائن وهم في حاجة إلي السلع الضرورية !!..
كنا نظن إن الشرطة في خدمة الشعب ولكن منذ ان حلت علينا الإنقاذ بوجهها الكالح صارت كل القوات النظامية خاتما في اصبع الكيزان طوع بنانهم لا يعصي لهم أمرا وقد وصلوا الي حد القتل ارضاءا لسيدهم ومن أجل ان يظل في الكرسي مرتاح البال!!..
والشرطة لم تكن استثناءا فقد نفذت المطلوب منها وزيادة وصارت حربا علي المواطن تنقص عليه عيشه وتسفه أحلامه وآماله وتحيل نهاره الي ليل بهيم وتسرق النوم من جفونه !!..
ولاعجب مع إندلاع الحرب في هروبها من المشهد بهذا الاختفاء المريب وحتي دورها ومقارها أصبحت مثل شهرزاد التي سكتت عن الكلام المباح !!..
وهذا التقاعس من جانب الشرطة لا يعفي المواطن من إن يتحلي باليقظة والحذر وان يشكل كل حي فرق الحماية التي تضطلع بالأمن ردعا للمتفلتين وان يكون كل واحد منا هو الشرطي الأمين الذي يكون فعلا في خدمة أهله من غير من أو اذي وفي اقتناع تام .
حفظ الله تعالى بلادنا الحبيبة من الفتن ما ظهر منها و ما بطن وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين امين يا رب العالمين .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء