دموع في القاهره وحديث عن اسوان

 


 

 

قبل قليل خرجنا للشارع فى القاهره وشاهدنا امراه سودانيه تبكى باعلى صوتها ودموعها تجرى على خديها وهرعنا نحوها ونحن نتساءل عما يبكيها فى الغربه وفى الشارع ومن بين دموعها كانت تتكلم اتصل بى اخى امس مساء عمره ٢٤ سنه وبغير عادته اطال فى الونسه فقلت له غريبه مأمن عادتك تتونس طويل كده وانتهت المحادثه ونمت وانا احلم بالعوده للسودان وسط اهلى فى شمال السودان والشوق يقلقنى وفى الظهيره تواصلوا معى لينقلوا لى اسوأ خبر سمعته فى حياتى لقد قتل اخى الذى تحادثت معه بالامس قتل بقذيفة طائشه قذيفة بلا قلب قذفها اللاانسان بعشوائيه لتحصد أرواحنا ومن ضمن ماحصدت روح اخى الحبيب ويالها من مأساه وتواصل هذه المنكوبة البكاء فهل يسمع البرهان وحميدتى هذه النواح ام ان الصراع على الكراسى قد قتل عواطفهم وأعمى عيونهم وصم آذانهم فاصبح لا يشغلهم شيء غير السعى نحو السلطه والنهم للكرسى وملعونه يابرهان وحميدتى السلطه التى تسعون اليها عبر هذه الدماء .
اسوان انسب المناطق للتوطين .
يدهشنى كثيراً ان السودانيين عندما يصلون الى اسوان يتجاوزونها سريعاً الى القاهره حيث يستقرون مع ان اسوان انسب منطقه للاستقرار فسكانها يشبهوننا كثيراً فى كل شيء ولهم نفس صفاتنا من كرم وغيرها ولا اعرف لماذا يهرعون للقاهره وسكان القاهره يختلفون عنا كثيراً وفى القاهره يتعرض القادمون للاحتيال والاستغلال ونصيحتى للهاربين من جحيم البرهان وحميدتى ان يستقروا فى اسوان وسيحسون انهم لم يفارقوا السودان ،وقد عشت فيها الاسبوع الاخير . وهذه نصيحة مجرب .

bakriabubakr@cox.net
///////////////////////

 

آراء