العصا لمن عصى !!
صباح محمد الحسن
2 June, 2023
2 June, 2023
أطياف -
كما ذكرنا أن لابديل للولايات المتحدة الأمريكية للحل السياسي الذي دفعت به في مفاوضات جدة والمتمثل في تسليم السلطة للمدنيين وتحقيق التحول الديمقراطي إلاّ قرار فرض العقوبات
فمنذ انطلاق المفاوضات بجدة وقبلها أمريكا تعي أن البرهان وحكومته هواة مراوغة ، مثل علمها تماما انه قد لا يلتزم الطرفان بوقف اطلاق النار لذلك منذ أن أعلنت التفاوض جاءت والعصا معها
وعجّل الخطاب العسكري العدواني الداعي للتصعيد بالعقوبات ، واكثر ما إستفز امريكا هو تصريح البرهان بإستخدام اسلحة مميتة التصريح الانتحاري على شاكلة ( انا المجرم ) الذي يستحق العقاب
والملفت أن امريكا اصدرت قراراتها العقابية قبل ان يكمل إنسحاب الجيش من المفاوضات ٤٨ ساعة كأسرع عقوبات تفرضها امريكا على دولة، فالحملة الامريكية من البيت الابيض والكونغرس والخزينة الامريكية جاءت لتؤكد أن ثمة إجماع أمريكي على ضرورة إنزال العقوبات وان الأمر كان (جاهزاً )
ولو لم يلتزم قادة الجيش والدعم السريع بالهدنة فإنها ستلجأ الي الخطوة الثانية
وقد يعتقد البعض ان العقوبات الامريكية لن يكون لها اثراً كبيرا على الواقع قياسا بما فرضته امريكا من عقوبات في عهد حكومة نظام البشير
والإجابة أن التشابه هو فقط في تصرفات أنظمتنا العسكرية الديكتاتورية وإستبدادها وفسادها وجرائمها وحتى إستهتارها ، لكن الذي تغيّر هو امريكا نفسها ونظرتها للسودان ومصالحها والتي تختلف عن ذي قبل فهناك عدة اسباب تجعل امريكا تضع السودان في مقدمة اهتماماتها ولن تتخلى عنه وذلك لسببين كلاهما أهم ، سباقها الروسي لقطع الطريق على روسيا وهو همُ يقلق منامها ويهدد سيادتها ومصالحها فهي تحرص على أن تضع قدمها اولا ًفي السودان في ظل إنشغال الاخيرة بحربها
ثانيا سباقها الإنتخابي فبايدن يريد أن يحرز هدفا ديمقراطيا في السودان قبل خوضه الانتخابات في العام الجديد فالرأي العام يحاصره ويطالبه بحماية الديمقراطية في بلد مات شبابها بطلقات السلطة العسكرية التي بددت احلام الملايين من الشعب السوداني الذي ينشد الديمقراطية
فهاتين النقطتين من اهم الأسباب التي تجعل القرار الأمريكي يأتي على خطى متسارعة ، ومن ثم تأتي مصالحها الاقتصادية في المرتبة الثالثة
ففرض العقوبات العاجلة يعني ان السودان يمثل محورا رئيسيا ومهما بالنسبة للادارة الأمريكية في هذا الوقت تحديدا لهذا ولأول مرة ستتعامل امريكا بإسلوب أشد قسوة ربما تصل فيه التوقعات لحد بعيد ، قد يبدأ بفرض عقوبات اكثر وجعاً على الدعم السريع والجيش ان لم يلتزما بالهدنة ويعودا الي الحوار ، لكن سيكون عقابها أقسى على الإسلاميين الذين غالبا ما تلاحقهم بتهمة الإرهاب هذا الإتهام الذي يعد من اسهل الطرق لإلقاء القبض على الأشخاص إستنادا على القوانين الدولية،
لذلك قالت امريكا انها قلقة لإطلاق سراح الاسلاميين من السجون ، وهي رسالة واضحة مفادها انها على يقين بأنهم يقفون خلف الحرب، ملوحة بقائمة خفية لاتريد الإفصاح عنها الآن لأنها ستكون مضمون القرار التالي
لذلك يبقى السؤال هل تلجأ امريكا لإجراء عملية جراحية مستعجلة لإستصال ( ورم بعينه ) !! يهدد جسد أهدافها بالموت قبل ان يهدد السودان وشعبه ، هذا ما سيتضح جلياً في أيام مُقبلة ، وليست قادمة .
طيف أخير:
لا للحرب ..
أطفال المايقوما من مصير مظلم لمصير مجهول تترجمه لعنة الحرب التي تجسد إنعدام الإنسانية عند طرفي الصراع وأبواقهم في الخارج
الجريدة
/////////////////////
كما ذكرنا أن لابديل للولايات المتحدة الأمريكية للحل السياسي الذي دفعت به في مفاوضات جدة والمتمثل في تسليم السلطة للمدنيين وتحقيق التحول الديمقراطي إلاّ قرار فرض العقوبات
فمنذ انطلاق المفاوضات بجدة وقبلها أمريكا تعي أن البرهان وحكومته هواة مراوغة ، مثل علمها تماما انه قد لا يلتزم الطرفان بوقف اطلاق النار لذلك منذ أن أعلنت التفاوض جاءت والعصا معها
وعجّل الخطاب العسكري العدواني الداعي للتصعيد بالعقوبات ، واكثر ما إستفز امريكا هو تصريح البرهان بإستخدام اسلحة مميتة التصريح الانتحاري على شاكلة ( انا المجرم ) الذي يستحق العقاب
والملفت أن امريكا اصدرت قراراتها العقابية قبل ان يكمل إنسحاب الجيش من المفاوضات ٤٨ ساعة كأسرع عقوبات تفرضها امريكا على دولة، فالحملة الامريكية من البيت الابيض والكونغرس والخزينة الامريكية جاءت لتؤكد أن ثمة إجماع أمريكي على ضرورة إنزال العقوبات وان الأمر كان (جاهزاً )
ولو لم يلتزم قادة الجيش والدعم السريع بالهدنة فإنها ستلجأ الي الخطوة الثانية
وقد يعتقد البعض ان العقوبات الامريكية لن يكون لها اثراً كبيرا على الواقع قياسا بما فرضته امريكا من عقوبات في عهد حكومة نظام البشير
والإجابة أن التشابه هو فقط في تصرفات أنظمتنا العسكرية الديكتاتورية وإستبدادها وفسادها وجرائمها وحتى إستهتارها ، لكن الذي تغيّر هو امريكا نفسها ونظرتها للسودان ومصالحها والتي تختلف عن ذي قبل فهناك عدة اسباب تجعل امريكا تضع السودان في مقدمة اهتماماتها ولن تتخلى عنه وذلك لسببين كلاهما أهم ، سباقها الروسي لقطع الطريق على روسيا وهو همُ يقلق منامها ويهدد سيادتها ومصالحها فهي تحرص على أن تضع قدمها اولا ًفي السودان في ظل إنشغال الاخيرة بحربها
ثانيا سباقها الإنتخابي فبايدن يريد أن يحرز هدفا ديمقراطيا في السودان قبل خوضه الانتخابات في العام الجديد فالرأي العام يحاصره ويطالبه بحماية الديمقراطية في بلد مات شبابها بطلقات السلطة العسكرية التي بددت احلام الملايين من الشعب السوداني الذي ينشد الديمقراطية
فهاتين النقطتين من اهم الأسباب التي تجعل القرار الأمريكي يأتي على خطى متسارعة ، ومن ثم تأتي مصالحها الاقتصادية في المرتبة الثالثة
ففرض العقوبات العاجلة يعني ان السودان يمثل محورا رئيسيا ومهما بالنسبة للادارة الأمريكية في هذا الوقت تحديدا لهذا ولأول مرة ستتعامل امريكا بإسلوب أشد قسوة ربما تصل فيه التوقعات لحد بعيد ، قد يبدأ بفرض عقوبات اكثر وجعاً على الدعم السريع والجيش ان لم يلتزما بالهدنة ويعودا الي الحوار ، لكن سيكون عقابها أقسى على الإسلاميين الذين غالبا ما تلاحقهم بتهمة الإرهاب هذا الإتهام الذي يعد من اسهل الطرق لإلقاء القبض على الأشخاص إستنادا على القوانين الدولية،
لذلك قالت امريكا انها قلقة لإطلاق سراح الاسلاميين من السجون ، وهي رسالة واضحة مفادها انها على يقين بأنهم يقفون خلف الحرب، ملوحة بقائمة خفية لاتريد الإفصاح عنها الآن لأنها ستكون مضمون القرار التالي
لذلك يبقى السؤال هل تلجأ امريكا لإجراء عملية جراحية مستعجلة لإستصال ( ورم بعينه ) !! يهدد جسد أهدافها بالموت قبل ان يهدد السودان وشعبه ، هذا ما سيتضح جلياً في أيام مُقبلة ، وليست قادمة .
طيف أخير:
لا للحرب ..
أطفال المايقوما من مصير مظلم لمصير مجهول تترجمه لعنة الحرب التي تجسد إنعدام الإنسانية عند طرفي الصراع وأبواقهم في الخارج
الجريدة
/////////////////////