معركة الحسم ولكن !!

 


 

 

أطياف -
خطط كل من طرفي النزاع على أن تكون معركة أمس الأحد هي معركة الحسم النهائي حتى يذهب كل واحد منهما الي طاولة التفاوض منتصرا ليضع الشروط التي يريدها ، لطالما انه المسيطر على الأرض ظهر ذلك واضحا في التزامها الجيد بهدنة ال ( ٢٤ ) ساعة فبالرغم من انها هدفت حسب الوساطة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية الا أنها كانت خطة لترتيب الصفوف لخوض معركه شرسة ، أخبر كل واحد منهما جنوده أنها ( معركة الحسم) ، وبدأت الإشتباكات بينهما في الساعات الأولى بوتيرة عالية للغاية ، كانت يمكن ان تحقق هدفا لطرف دون الآخر
لكن سرعان مادخلت الي غابة التوهان وعادت الي مربعها الأول وهو المربع الذي يطيل أمد الحرب
مربع العشوائية الذي يظهر حقيقة أنها حرب عبثية ، حرب الجنود والسلاح التي أثر عليها غياب القادة من الطرفين بصورة واضحة، وكذلك غياب الضباط الذين يقودون المعارك فمن المسئول الآن من معارك بحري ومن الذي يقودها ، وكذلك الخرطوم وامدرمان اين اختفى القادة من الطرفين !!
اننا نواجه الآن حرب تشبه في تفاصيلها حرب ليبيا قبل سقوط القذافي حيث اختفى جميع القادة ولم يبقى في الميدان إلا الجنود تحولت الحرب فيما بينهم الي معركة عشوائية
الآن اصبحت حرب (show) السباق فيها نحو (اللايف) اهم من السباق نحو القيادة، (حرب البل) التي حولت العسكريون الي نشطاء على السوشيال ميديا دون ان تكون بجانبهم قيادة رشيدة تخبرهم ان الانتصار على الخصم اهم بكثير من تصوير النصر (بالأقساط) وان المقاتلين الحقيقين لايحملون معهم هواتف ذكية
لذلك انتهت بالأمس المعركة دون الحسم فكل المواطنين والمجتمع الدولي الذي كان يراقب الأمر ويرى إرتفاع حدة الإشتباك صباحا كان لسان حاله يقول ليتها كانت (القاضية) ليت ماخسرناه من ارواح وممتلكات لانخسر بعده ولكن !! أن الذي لم يتحقق بالأمس للطرفين سيحاول كل واحد منهما تحقيقه في أيام اخرى وهذا يعني أننا وفي كل (٦٠) يوما يسقط فيها (١٠٠٠) مدنيا ويجرح فيها (٥٠٠٠ ) يمكن ان نحقق نصراً واحداً على شاكلة (السيطرة على كبري الحلفايا) ، أفيقوا لن تصلوا بهذا السلاح الي غاياتكم ولا احلامكم لاخيار إلا الحوار ،فالشعب كلما هلل خلفكم لتذيعوا عليه بيان النصر طلبتم منه المزيد من الصبر و التضحية حتى وجد نفسه أنه يروح ضحية لحملة التبرع بالأرواح ، كلما انتظر حسم على الأرض كلموه عن حسم قادم ، لكنه ربما يموت قبله !!
طيف أخير:
لا للحرب ...
دولة حليفة للعسكريين غيرت مواقفها مع السلطة الإنقلابية والتزمت دوليا أنها ستدعم مفاوضات جدة وتقف بجانب خيار الشعب ماذا هناك !!!
الجريدة

 

آراء