ماذا بعد نهاية الحرب القذرة ، هل تعود “حليمة” إلى إدمان جرعات “قديمها” المندحر !!
عمر الحويج
12 June, 2023
12 June, 2023
كبسولة : (1)
كيزان القصر : يزاحمون الغباء في غبائه: لازالوا محلك سر (امريكا وروسيا قد دنا عذابها) طالبوا بطرد فوكلر .. رُفِّض الطلب من مجلس الأمن بالإجماع - ماتوا بغيظهم .
كيزان القصر: يزاحمون الغباء في غبائه: لازالوا محلك سر (امريكا وروسيا قد دنا عذابها) أعلنوا الإنسحاب من التفاوض .. عَلَّقوا لهم المفاوضات بذاتها - ماتوا بغيظهم .
(كيزان المنشية لزموا الرضا والقبول)
كبسولة : (2)
جزيرة توتي الصمود : هجموني الليلة جو ( الدعامة بي سلاحهم ) ترسوا البحر سدّْوا .
جزيرة توتي الصمود : عجبوني الليلة جو (بي سواعدهم وصدورهم ) ترسوا البحر صدّْوا .
***
حتماً لها نهاية ، وقريبة جداً ، هذه الحرب القذرة اللعينة ، التي إشتعلت ، لأغراض لا علاقة لها ، لا بالوطن ولا بالوطنية ، وبالفرضية القائمة ولا الدين كذلك ، وما لها به علاقة و(ليعد للدين مجده أو تُرق كل الدماء) ، فاختاروا إراقة كل الدماء ، وتركوا مجد الدين جانباً منزوياً قصياً .
إستطراد : (رغم المشترك بين الطرفين ، في رفع شعار المقدس هتافاً عالياً (الله أكبر) وسط المتقاتلين من الجانبين ، وهم في حالة كونهم لحظتها ًمستغرقين هياماً صوفياً مفتعلاً ، يقتلون ويذبحون ويغتصبون وينهبون ويقذفون بالدانات والبراميل المتفجرات ويخربون ويدمرون ، وأياديهم ملطخة بدماء الأبرياء ، دون رفة جفن ، أو إغماضة عين ، وهم يمارسون بوعي كامل . وصحو مبين ، كل الموبقات والمخالفات المرفوضة من الدين وتعاليمه ، وبإصرار وحشي متعمد ، تحسده عليهم داعش ذات نفسها ، وإن كانت أصلاً متفشية في أوساطهم وأطرافهم بقيادة "جزوليهم"( انظروا إلى إقتحام المتاحف والمكتبات والكنائس والسفارات ومسح ذاكرة الشعب التاريخية ، فكلها ليست من فعل مليشيات مبرمجة على النهب والسرقة والقتل العشوائي) . فأين أنتم يافقهاء السلطان والتفافين ، مرسلي فتاوي المسالخ والذبيح البشري إلى قبور هم مؤيدي الإطاري والكفرة العلمانيين ومن هم على شاكلتهم ، أين أنتم من هذا التعدي الصارخ والجائر والخبيث على الدين وحرماته ومحرماته-ويرددون الله وأكبر) .
إستطراد : مستقبلاً عند الحكم المدني الديمقراطي "القادم رغم أنف حربهم الساقطة " يجب إستنباط قوانين عقابية رادعة ، لمن يستخدم المقدس في غير موضعه ومكانه ، لأغراض سياسية وتجارة تجميلية ، ومزايدة دنيوية ، لا منبع ولا مصب إيماني صادق لمجراها ومرساها ، وحين يكون الغرض فقط ، الأهداف الخاصة والذاتية ، والمصالح الدنيوية ، فرداً كان أو حزباً أو جماعة أو تنظيم .
إستطراد : أقول وأواصل ، ستتوقف هذه الحرب العدمية آجلاً أو عاجلاً ، ولا أكتفي بالعبثية المخففة في وصف حربهم القذرة ، فهي عدمية بحق ، فأولاً قبل أي خسائر منظورة أمامنا ، فعدميتها لطرفيها أكثر وأكبر ، فلا يظنون أنها جاءت وبالاً على شعبهم وبلدهم فقط ، فهي ستكون ذات نهاية درامية لطرفيها ، فلأن تركيبتها ومقدماتها خاطئة ، فنتائجها لهم ستكون كارثية ، فمنهم من هو خاضع ومنتم ، لكيزان اللجنة الأمنية جناح فصيل القصر الإسلاموي البشيراوي ، الذين يريدون العودة لحكمهم الشمولي دون مواربة ، أو لف ودوران ، والآخر المدعي زوراً وبهتاناً وفقه ضرورة إسلاموية ترابوية ( أنا للسجن حبيساً وأنت للقصر رئيساًً ) ، ووهم العودة للدولة المدنية الديمقراطية جزافاً ، وهي التي حملها جناح المنشية ، حلماً دغدوا به حلم حميدتي وطموحاته الساذجة ، لرئاسة دولة السودان.
إستطراد : ( لنتحدث عن المتحدث الرسمي باسم مستشارية الدعم السريع الكيزانية فصيل المنشية ، وأعني به يوسف عزت ، لأن به مس من متلازمة الغموض المتخفية ، بعيداً عن ظاهرة الجنون المأزومة ، تلك الحالة المفارقة ، التي جاءت به ، وأعني يوسف عزت ، إلى هذه الحرب المعادية ، لكل قيم الحق والخير والجمال ، وإن قلنا بلا تردد ، أنه جاء لهذه الحرب القبيحة إفتراضاً ، من عالم الإبداع واليسار ، حيث الدعوة للحق والجمال والخير ، كما تقول سيرته الذاتية ، وكما يرويها عن نفسه ، وكما سمعناها من آخرين عنه ، أنه كتب ونشر الرواية والشعر ، وأنه كان في الجامعة عضواً فاعلاً في تنظيم الجبهة الديمقراطية ، أيوة والله هكذا ضربة لاذب ، ولفتت نظري هذه السيرة ، التي تتناقض تماماً ، مع موقعه الحالي الجرائمي بامتياز . مما يعني أنه جاء ألى الحرب من موقع اليسار ، هذا هو المفترض ، كما تقول هذه السيرة ، المبثوثة في الأسافير ، فكيف يستقيم هذا الأمر ، والمستقيمان لا يلتقيان ، مما يعني أن هناك أمر خفي يدبر في الخفاء لهذه الشخصية ، وهذا الإنتقال التراجيكوميدي إن صدق (وسآتي لمحاولة تشخيصها) ، جعلني أسرح قليلاً في الماضي البعيد وإستدعي للذاكرة ، موقف الروائي الأمريكي الشهير جون شتاينبك ، الذي كان له موقف يناقض كل المبادئ العظيمة التي عاش لها وكتب عنها ، وعن إيمانه العميق بها ، حيث ركن كل ذلك جانباً في لحظة ضعف ربما ، أو ربما إبانة عن ما في الدواخل من نقائض ، إبان حرب فيتنام ، بعد ان كتب ماكتب من خرائد ودرر روائية ، للإنسان المقهور المستعبد ، وهو المراسل الحربي في آخر أيام حياته ، فأنحاز في هذه الحرب للجلاد الأمريكي ، ضد الضحية شعب الفيتنام ، الذي إنتصر فيها هذا الشعب ، وأنهزم الجلاد الأمريكي ، وفي معيته الروائي الأمريكي الكبير جون شتاينبك ، مع الفارق الضخم في هذه المقاربة ، التي جرتني إليها هذه الظاهرة التحويلية "وغرضي الظاهرة وليس المقارنة بين أشخاصها" في حالة الحروب الإستبداية الإستعبادية . بين روائي عظيم ، عم صيته أرجاء العالم ، كتباً ومؤلفات ، وأفلاماً سينمائية إشتهرت بحصد ، الجوائز الأوسكارية ، وروائي آخر مغمور أسمه يوسف عزت ، وإن كنت أنا شخصياً لم أقرأ له حرفاً في رواية أو شعراً ، وإن قرأت عنه ، مما جعلني أتساءل هل تلوث يوسف عزت أم لوثوه لغرض شرير قادم حسب إدعائه يساريته .
إستطراد : إذن لماذا جعلوه متصدراً لهذا المشهد الإنتحاري الملتهب ، وعلى رأس قائمة الناطقين بأسم المستشارية المريبة ، وحصيلتهم من الكيزان داخلها ما أكثرهم وداعميهم من خارجها ، فلماذا لم يكن مثلاً الربيع عبدالمنعم ، وهو الناطق الفعلي للتنظيم ، والذي جاء إلى هذه المستشارية المشبوهة ، التي تقود مليشيا الدعم السريع . من عمق القبح الدموي الإسلاموي ، حيث خاض حرب الميل أربعين وكل الأميال الأربعينية ، وما أفظعها أميالاً دموية ، التي يحتفلون بها ويعظمونها سنوياً وحتى اليوم . وغيرها من المعارك والمجاهدات التي ساهم في مسيرتها القاصدة هذا الربيع وغيره من الموتورين ، في قتل وإبادة إخوتنا وأهلنا الجنوبيين ، التي يفخر بها في أحاديثه اليومية ، حتى أزهدوا في ذلك الحين ، أهل الجنوب في الوحدة ، وفضلوا الإنفصال وإنشاء دولة السودان الجنوبي ، على العيش مع هؤلاء الأبالسة ، و"خَارَجَ" الحنوبيين أنفسهم . بل هربوا بجلودهم من جحيمهم الشيطاني ( نحن البحلنا منهم الحل بلة) ، ومع النزوح واللجؤ والخروج ، وإن لم نقل الهروب الكبير المقصود ، الحاصل أمامنا اليوم ، هل يا ترى يكون بلة ده بعينه رشّوه بي كم مليار وحلاهم هم مننا ، ليصبح السودان لهم وحدهم ومن يرغبون في ضمهم إليهم من أحبتهم الموعودين) .
إستطراد : وغير الربيع عبد المنعم هناك الآخرين من غير يوسف عزت ، الذين كان من الممكن أن يكونوا في هذا الموقع فوجودهم ممتد ، حتى من هم داخل عضوية لجنة تفاوض جدة للسلام ، فكثيرون هم من في هذه المستشارية ، ممن خاضوا اللهيب والحروب ، لتحرير جنوب السودان ، من الكفرة والزنادقة والعلمانيين الذين يقودهم جون قرنق وهوسه الذي يتصورونه لسودان جديد ذلك الزمان . ومن بعدها إلتفتوا إلى دارفور ، وأخذوها من قصيرها ، وقرروا الإبادة الجماعية لهذه المنطقة المسلمة ، ولكنها لا تحمل ثقافتهم وهويتهم ، فلا وقت لديهم للمعارك المتفرقة وبالقطاعي .
إستطراد : أوسوس مع نفسي وأقول جاداً ، بعد هزيمتهم في حربهم العبثية ، المنهزمة بفعلهم العبثي "أنظروهم في إصرارهم غير المنطقي وغير القانوني ، حول قضية طرد فولكر المسكين ، الذي أصبح قضية حياة أو موت ، نصر أو هزيمة ، بالنسبة لهم ، ياهم يا الأمم المتحدة ، فشعارهم أمريكا وروسيا قد دنا عذابها ، تحت المحك والأختبار !!" فيجب عليهم الإنتصار في معركة هوسهم هذه . فاعطتهم الأمم المتحدة ، درسيين أولها بالرفض لطر، فولكر والثاني درساً في القانون الدولي والمادة 9 من القانون الذي يحكم التعامل مع موظفي الأمم المتحدة ، وعروا دبلوماسيتهم الصبيانية وبقي فوكلر شوكة حوت في حلقومهم !!!.
إستطراد : وسوستي كما قلت فيما بعد إنتهاء الحرب وهزيمتهم فيها حربياً أو وجودياً أو حتى نفسياً ومعنوياً ، تتركز في بحثهم عن مخرج لتنظيمهم ، أتخيل من تجارب شعب السودان مع حربائيتهم ، سيقسمون قسماً مغلظاً ، أن هذه الحرب ، إفتعلها وأشعلها وبرمجها اليسار وعلى رأسه الحزب الشيوعي ، ودليلهم هو يوسف عزت اليساري وعضو الجبهة الديمقراطية ، هكذا سيقولون لا أنا ، ألم يبدأوا قبل الآخرين ، مهاجمة حكومة حمدوك الإنتقالية ، بأن رئيس وزرائها شيوعي ، وحكومته كلها شيوعيين ، وحينها الحزب الشيوعي ، "بي صمة خشموا" ، لا يد له فيها ولا حتى حرف الشين داخلها ، فهكذا الحرب الحالية فهي ستكون في دعايتهم القادمة هي ، من وحي وتدبير الشيوعيين بقيادة الناطق الرسمي بأسمهم داخل الدعم السريع . وأبواقهم جاهزة ، للترويج لهكذا فرية ، وأولهم حسين خوجلي ففي فمه لازال بقية تزوير ، ومعه آخرون من أمثال ضياء وضياء وضياء . فكم من الجرائم التي حملوها اليسار وعلى رأسه الحزب الشيوعي ، وهو منها براء ، منذ قضية شوقي محمد علي وحديث الإفك ، الذي لم يحملوه لسارده وحملوه آخرين في عز نهار الديمقراطية التي إنتزعها شعبنا بثورته الأولى في اكتوبر المجيد ، وحلوا به الحزب الشيوعي ، وجلبوا بها مايو ، وما بعد مايو ، منها ماحدث فاشلاً وخافياً كان أعظم .
مروراً بقتل الأنصار بمسجد ودنوباوي وأرفقوا معها ضرب الجزيرة أبا ، وما تلاها ومن بعدها ، تعليق جريمة بيت الضيافة . معلقة على رقبته ، رغم براءته منها من واقع ووقائع التقارير والدراسات حولها . فغذاء هؤلاء الإسلاموييين اليومي في سبل كسب العيش لتتظيمهم الغارق في ملذات الدنيا ، هو تحميل جرائمهم لغيرهم ، ومع ذلك يرددون لا لدنيا قد عملنا ، ولا تستبعدوا فهؤلاء الأباليس سحرة وشياطين ، منذ أن احالوا إبليس إلى الصالح العام عند إنقلابهم في 89م ، وأدوا بعده دوره ورسم خطط الشر خاصته ، بكل كفاءته المعهودة . أبحثوا عنهم منذ نشأتهم تحت كل لوحة مأسوية حدثت لشعب السودان تجدونها كانت بريشتهم المغموسة في أحبار شرورهم المدمرة .
إستطراد : وليسمح لي صديقي واستاذي ومعلمي منذ ستينيات القرن الماضي بروف عبدالله علي إبراهيم لأقول إنها فعلاً لوثة كيزانية وهم الذين تسببوا في وجودها وسط الآخرين ، ولكنهم بعد الحرب اللعينة ، طوروها فينا فلم تعد لوثة فقط ، إنما لبسة مسمومة درعوها في كتف كل سوداني بغير رغبته بفعائلهم المخترقة لحاجز صوت العقل المنطقي والأخلاقي والنفسي والسياسي ، وعلينا تمزيقها ورميها وهم معها ، بعد إزالتهم من المشهد السياسي في سلة زبالتهم التاريخية ، لنلتفت لإيجاد حلول لأمر بلادنا ، والتي بعدهم حتماً ستكون أقل تعقيداً .
إستطراد :والتراب كال الحمادين ، وإلى الجناحين المنكسرين المنهزمين ، قصراً ومنشية ، فالحرب " قد إنتهت" وأفلست مبرراتها ، وأصبحت عارية من كل إدعاءتها ومسوغاتها ، وأكملت دورة إنطفاء شعلة فتيلها ، بمسبباتها التي بارت وتعفنت بنواياها العدمية ، والحروب حين تستنزف أدواتها السياسية والمعنوية والعسكرية ، يتوقف حمارها عند عقبة المُخارجة ، فالدخول في الشبكات هين ، ولكن التأمل في الخروج ، من مسار نهايتها ، التي أورثت الآخرين الموت والدمار والخراب ليس إلا ، ثم يجلس فاعلوها ومدبروها على تلة خرابها ، وما فعلته أيديهم الملوثة ، ليس نادمون كعادتهم ، وإنما هاربون مندسون هلِّعون ، خوف العقاب الذي سيأتي بقدر فعلهم الشنيع ، وما جنوه بأيديهم الملوثة بدماء الأبرياء وتخريب البنية التحتية التي بنيت بعرق الكادحين من أبناء شعب السودان ، فمهما تواصل تنازع الجنرالين ، في من سوف يحقق حلم الفوز بالرئاسة ، الأول بحلم أبيه الصالح ، والآخر وهو غارق في حلم الطموح والمستحيل السابح . فالأحلام ياهؤلاء المنقادون لآخرين الرادفون معكم مسلحينكم لتحقيقها ، سوى كان جند الجيش المغيب والمفترى عليه ، أو المليشيا بجندها المنفلت والمنبت ، بتاريخه كفاقد تربوي ، تَخَّصُصُ قتل وإجرام ، لن تأتيكم من مدخل هذه الحرب القذرة ، وأنتم فيها ومنها منهزمون "حتى لو إنتصر ، أحدكما فيها على الآخر" هزيمة لا محالة ولا فكاك منها ، فالشعب يحاصركم من أمامكم ، والمجتمع الدولي يضاغطكم من خلفكم ، وكما طارق إبن زياد ، البحر من أمامكم ، وأنتم عدوكم من داخلكم وليس من خلفكم ، ولن يقبلكم لا الشعب السوداني ، ولا المجتمع الدولي وكلاهما لن يعتقانكم ، حتى لورفعتم رايتكم البيضاء المراوغة، وهذا ما جنته أحلام خيبتكم ، نتاج حربكم العبثية ، في سباق جنرالين إلى حلم الرئاسة ، وفي سباق تنظيمين ، أيهما يفني الآخر عن آخره ، حتى لو إختفت كل المدن والبشر والشجر ، وما يليها من موجودات وجمادات ، وحين شبعت سنانكم وسلاحكم من الإنتقام الذي واجهتم به شعب السودان ، الذي إنتزع سلطتكم الثلاثينية الجائرة في ديسمبر المجيد ، ولمزيد الإنتقام ، أدخلتم حتى النوق والجمال في حساب إباداتكم الجماعية ، المقصودة والمتعودة ، والممنهجة للوصول إلى مدى إنتحاراتكم الموعودة .
إستطراد : إنسحب يا يوسف عزت الماهري ، لو صدق أنك مبدعاً للجمال حقاً ، من هذا الإنحياز الضار بك حتى لاتصبح لهم شوقياً آخر ، أو إعترف أنك أصبحت كوزاً عديل ، وأنك بمحض إرادتك سلكت الطريق الذي سلكه قبلك الروائي جون شتاينبك الذي لم تشفع له جائزة نوبل التي تحصل عليها عام 62م من القرن المنصرم ، وكتاباته العظيمة والتي صنفته يسارياً متعاطفاً مع الكادحين من المزارعين والعمال ، فتلاشى بعدها وفقد سمعته وصيته ، وجف بعدها حتى قلمه عن الكتابة ، وإن بقي كامل إبداعه السابق في صدقه وإنحيازه للحقيقة ، وشتان إن لم تلحق ذاتك ، فقط أقول إتعظ ، ولاتزيدنا ألماً على ألم ، والبلاد ليست ناقصة وليست جاهزة لمرحلة إدمان فشل آخر ، ولا حتى قادرة على حرب عبثية ثانية وثالثة .
وليس غرضي هنا التبشير بنهاية الحرب ونهاية الطرفين الإسلامويين فهذا أصبحت بمعطياتها أمراً مؤكداً ومفروغاً منه . إنما غرضي البحث في السؤال .. ثم ماذا بعد إنتهاء هذه الحرب؟؟ .
وكملمح للإجابة ، سنجدها في فضائيات إدمان الفتنة و"المديدة حرقتني" ، التي تجيد أدائها ، الفضائيات العربية بعروضها اليومية ، لذوي اللسان المكاذب دون محتوى ، فليس لتلك الأبواق ، غير عرض تفاهتها وإنتهازيتها وإرتزاقها ، وهي المعلومة للجميع بسحناتها ، وأولها ذلك الذي أصبح صاحب البيت وساكنه في شاشتها . الذي يُنَّظِر ويطبل لرعاته منذ أن كان صحفياً يحبو ، والذي أصبح ، أسمعه الآن وهو يلون صوته بنغمة عاطفية ، يعتقد أنها مستجلبة لمزيد الإعجاب والتأييد لآرائه المخذولة والمنبوذة ، وكأنه يتلو شعراً حميمياً عاطفياً رومانسياً .
ومعه داعية الحرب والقتل والدمار ذلك الملعلع اللندني ، الذي يدعو جهاراً نهاراً لقتل البشر السودانيين والسودانيات ، ومواصلة القتل بدعوته المستميتة لمواصلة الحرب ، ورغم أنف الحقيقة يردد لازمته القميئة "أنا إنتمائي وطني" ويكاد المريب يقول خذوني .
أما رفاق الشهداء والثورة في قحت ، ولإحساسهم بقساوة تهمة التخطيط للحرب ، التي إتهموا بها ، والتي قصمت ظهر بعيرهم ، ولم يجدوا لها مخرجاً ، والتي جعلت حتى أردول يتحدت مع احدهم من قحت ، بغضب المنتصر الشامت ، حين ضيق الخناق على محاوره في ذات اللقاء ، حتى كان للبكاء أقرب ، لا لرد الصاع صاعين كما كان يفعل قبل الحرب المتهم بإشعالها .
أما زميله الآخر في قحت ، فليس له في البكاء ، ما يهمه فقط إثبات قدراته الخطابية لا غير ، حتى لو إحترق السودان كله بالحرب أو بدونها .
وهم هكذا ففي كل مقابلاتهم وكل الوجوه القديمة والمرابطة في فضائيات الفتنة ، داعية المديدة حرقتني ، التي لا تقدم إلا من يكون ناجحاً في إشعال نار الفتنة والحريق لأهل وأرض السودان ، خاصة تلك الوجوه الجاهزة لتسميع ما نهلته من معاهد الدراسات الإستراتيجية العسكرية .
كل هؤلاء طال عبئهم وشرهم على شعب السودان ، وقد طال مكوثها تلكالوجوه داخل مستودع إدمان الفشل ، وجميعها لازالت مع وبعد الحرب بعد وقفها ، تبشرنا بعودة حليمة لي قديمها .
إستطراد أخير :
الجيش جيش الشعب لا جيش البرهان ولا اللجنة الأمنية ولا كيزان القصر الإسلاموية .
الجيش المهني بعد تنظيفه وإصلاحه والعودة للثكنات ، خارج المدن والأحياء السكنية .
والجنجويد " حامل لواء أحلام فصيل المنشية الاسلاموي للسلطة " لا يندمج بل ينحل .
(والثورة مستمرة والردة مستحيلة)
omeralhiwaig441@gmail.com
كيزان القصر : يزاحمون الغباء في غبائه: لازالوا محلك سر (امريكا وروسيا قد دنا عذابها) طالبوا بطرد فوكلر .. رُفِّض الطلب من مجلس الأمن بالإجماع - ماتوا بغيظهم .
كيزان القصر: يزاحمون الغباء في غبائه: لازالوا محلك سر (امريكا وروسيا قد دنا عذابها) أعلنوا الإنسحاب من التفاوض .. عَلَّقوا لهم المفاوضات بذاتها - ماتوا بغيظهم .
(كيزان المنشية لزموا الرضا والقبول)
كبسولة : (2)
جزيرة توتي الصمود : هجموني الليلة جو ( الدعامة بي سلاحهم ) ترسوا البحر سدّْوا .
جزيرة توتي الصمود : عجبوني الليلة جو (بي سواعدهم وصدورهم ) ترسوا البحر صدّْوا .
***
حتماً لها نهاية ، وقريبة جداً ، هذه الحرب القذرة اللعينة ، التي إشتعلت ، لأغراض لا علاقة لها ، لا بالوطن ولا بالوطنية ، وبالفرضية القائمة ولا الدين كذلك ، وما لها به علاقة و(ليعد للدين مجده أو تُرق كل الدماء) ، فاختاروا إراقة كل الدماء ، وتركوا مجد الدين جانباً منزوياً قصياً .
إستطراد : (رغم المشترك بين الطرفين ، في رفع شعار المقدس هتافاً عالياً (الله أكبر) وسط المتقاتلين من الجانبين ، وهم في حالة كونهم لحظتها ًمستغرقين هياماً صوفياً مفتعلاً ، يقتلون ويذبحون ويغتصبون وينهبون ويقذفون بالدانات والبراميل المتفجرات ويخربون ويدمرون ، وأياديهم ملطخة بدماء الأبرياء ، دون رفة جفن ، أو إغماضة عين ، وهم يمارسون بوعي كامل . وصحو مبين ، كل الموبقات والمخالفات المرفوضة من الدين وتعاليمه ، وبإصرار وحشي متعمد ، تحسده عليهم داعش ذات نفسها ، وإن كانت أصلاً متفشية في أوساطهم وأطرافهم بقيادة "جزوليهم"( انظروا إلى إقتحام المتاحف والمكتبات والكنائس والسفارات ومسح ذاكرة الشعب التاريخية ، فكلها ليست من فعل مليشيات مبرمجة على النهب والسرقة والقتل العشوائي) . فأين أنتم يافقهاء السلطان والتفافين ، مرسلي فتاوي المسالخ والذبيح البشري إلى قبور هم مؤيدي الإطاري والكفرة العلمانيين ومن هم على شاكلتهم ، أين أنتم من هذا التعدي الصارخ والجائر والخبيث على الدين وحرماته ومحرماته-ويرددون الله وأكبر) .
إستطراد : مستقبلاً عند الحكم المدني الديمقراطي "القادم رغم أنف حربهم الساقطة " يجب إستنباط قوانين عقابية رادعة ، لمن يستخدم المقدس في غير موضعه ومكانه ، لأغراض سياسية وتجارة تجميلية ، ومزايدة دنيوية ، لا منبع ولا مصب إيماني صادق لمجراها ومرساها ، وحين يكون الغرض فقط ، الأهداف الخاصة والذاتية ، والمصالح الدنيوية ، فرداً كان أو حزباً أو جماعة أو تنظيم .
إستطراد : أقول وأواصل ، ستتوقف هذه الحرب العدمية آجلاً أو عاجلاً ، ولا أكتفي بالعبثية المخففة في وصف حربهم القذرة ، فهي عدمية بحق ، فأولاً قبل أي خسائر منظورة أمامنا ، فعدميتها لطرفيها أكثر وأكبر ، فلا يظنون أنها جاءت وبالاً على شعبهم وبلدهم فقط ، فهي ستكون ذات نهاية درامية لطرفيها ، فلأن تركيبتها ومقدماتها خاطئة ، فنتائجها لهم ستكون كارثية ، فمنهم من هو خاضع ومنتم ، لكيزان اللجنة الأمنية جناح فصيل القصر الإسلاموي البشيراوي ، الذين يريدون العودة لحكمهم الشمولي دون مواربة ، أو لف ودوران ، والآخر المدعي زوراً وبهتاناً وفقه ضرورة إسلاموية ترابوية ( أنا للسجن حبيساً وأنت للقصر رئيساًً ) ، ووهم العودة للدولة المدنية الديمقراطية جزافاً ، وهي التي حملها جناح المنشية ، حلماً دغدوا به حلم حميدتي وطموحاته الساذجة ، لرئاسة دولة السودان.
إستطراد : ( لنتحدث عن المتحدث الرسمي باسم مستشارية الدعم السريع الكيزانية فصيل المنشية ، وأعني به يوسف عزت ، لأن به مس من متلازمة الغموض المتخفية ، بعيداً عن ظاهرة الجنون المأزومة ، تلك الحالة المفارقة ، التي جاءت به ، وأعني يوسف عزت ، إلى هذه الحرب المعادية ، لكل قيم الحق والخير والجمال ، وإن قلنا بلا تردد ، أنه جاء لهذه الحرب القبيحة إفتراضاً ، من عالم الإبداع واليسار ، حيث الدعوة للحق والجمال والخير ، كما تقول سيرته الذاتية ، وكما يرويها عن نفسه ، وكما سمعناها من آخرين عنه ، أنه كتب ونشر الرواية والشعر ، وأنه كان في الجامعة عضواً فاعلاً في تنظيم الجبهة الديمقراطية ، أيوة والله هكذا ضربة لاذب ، ولفتت نظري هذه السيرة ، التي تتناقض تماماً ، مع موقعه الحالي الجرائمي بامتياز . مما يعني أنه جاء ألى الحرب من موقع اليسار ، هذا هو المفترض ، كما تقول هذه السيرة ، المبثوثة في الأسافير ، فكيف يستقيم هذا الأمر ، والمستقيمان لا يلتقيان ، مما يعني أن هناك أمر خفي يدبر في الخفاء لهذه الشخصية ، وهذا الإنتقال التراجيكوميدي إن صدق (وسآتي لمحاولة تشخيصها) ، جعلني أسرح قليلاً في الماضي البعيد وإستدعي للذاكرة ، موقف الروائي الأمريكي الشهير جون شتاينبك ، الذي كان له موقف يناقض كل المبادئ العظيمة التي عاش لها وكتب عنها ، وعن إيمانه العميق بها ، حيث ركن كل ذلك جانباً في لحظة ضعف ربما ، أو ربما إبانة عن ما في الدواخل من نقائض ، إبان حرب فيتنام ، بعد ان كتب ماكتب من خرائد ودرر روائية ، للإنسان المقهور المستعبد ، وهو المراسل الحربي في آخر أيام حياته ، فأنحاز في هذه الحرب للجلاد الأمريكي ، ضد الضحية شعب الفيتنام ، الذي إنتصر فيها هذا الشعب ، وأنهزم الجلاد الأمريكي ، وفي معيته الروائي الأمريكي الكبير جون شتاينبك ، مع الفارق الضخم في هذه المقاربة ، التي جرتني إليها هذه الظاهرة التحويلية "وغرضي الظاهرة وليس المقارنة بين أشخاصها" في حالة الحروب الإستبداية الإستعبادية . بين روائي عظيم ، عم صيته أرجاء العالم ، كتباً ومؤلفات ، وأفلاماً سينمائية إشتهرت بحصد ، الجوائز الأوسكارية ، وروائي آخر مغمور أسمه يوسف عزت ، وإن كنت أنا شخصياً لم أقرأ له حرفاً في رواية أو شعراً ، وإن قرأت عنه ، مما جعلني أتساءل هل تلوث يوسف عزت أم لوثوه لغرض شرير قادم حسب إدعائه يساريته .
إستطراد : إذن لماذا جعلوه متصدراً لهذا المشهد الإنتحاري الملتهب ، وعلى رأس قائمة الناطقين بأسم المستشارية المريبة ، وحصيلتهم من الكيزان داخلها ما أكثرهم وداعميهم من خارجها ، فلماذا لم يكن مثلاً الربيع عبدالمنعم ، وهو الناطق الفعلي للتنظيم ، والذي جاء إلى هذه المستشارية المشبوهة ، التي تقود مليشيا الدعم السريع . من عمق القبح الدموي الإسلاموي ، حيث خاض حرب الميل أربعين وكل الأميال الأربعينية ، وما أفظعها أميالاً دموية ، التي يحتفلون بها ويعظمونها سنوياً وحتى اليوم . وغيرها من المعارك والمجاهدات التي ساهم في مسيرتها القاصدة هذا الربيع وغيره من الموتورين ، في قتل وإبادة إخوتنا وأهلنا الجنوبيين ، التي يفخر بها في أحاديثه اليومية ، حتى أزهدوا في ذلك الحين ، أهل الجنوب في الوحدة ، وفضلوا الإنفصال وإنشاء دولة السودان الجنوبي ، على العيش مع هؤلاء الأبالسة ، و"خَارَجَ" الحنوبيين أنفسهم . بل هربوا بجلودهم من جحيمهم الشيطاني ( نحن البحلنا منهم الحل بلة) ، ومع النزوح واللجؤ والخروج ، وإن لم نقل الهروب الكبير المقصود ، الحاصل أمامنا اليوم ، هل يا ترى يكون بلة ده بعينه رشّوه بي كم مليار وحلاهم هم مننا ، ليصبح السودان لهم وحدهم ومن يرغبون في ضمهم إليهم من أحبتهم الموعودين) .
إستطراد : وغير الربيع عبد المنعم هناك الآخرين من غير يوسف عزت ، الذين كان من الممكن أن يكونوا في هذا الموقع فوجودهم ممتد ، حتى من هم داخل عضوية لجنة تفاوض جدة للسلام ، فكثيرون هم من في هذه المستشارية ، ممن خاضوا اللهيب والحروب ، لتحرير جنوب السودان ، من الكفرة والزنادقة والعلمانيين الذين يقودهم جون قرنق وهوسه الذي يتصورونه لسودان جديد ذلك الزمان . ومن بعدها إلتفتوا إلى دارفور ، وأخذوها من قصيرها ، وقرروا الإبادة الجماعية لهذه المنطقة المسلمة ، ولكنها لا تحمل ثقافتهم وهويتهم ، فلا وقت لديهم للمعارك المتفرقة وبالقطاعي .
إستطراد : أوسوس مع نفسي وأقول جاداً ، بعد هزيمتهم في حربهم العبثية ، المنهزمة بفعلهم العبثي "أنظروهم في إصرارهم غير المنطقي وغير القانوني ، حول قضية طرد فولكر المسكين ، الذي أصبح قضية حياة أو موت ، نصر أو هزيمة ، بالنسبة لهم ، ياهم يا الأمم المتحدة ، فشعارهم أمريكا وروسيا قد دنا عذابها ، تحت المحك والأختبار !!" فيجب عليهم الإنتصار في معركة هوسهم هذه . فاعطتهم الأمم المتحدة ، درسيين أولها بالرفض لطر، فولكر والثاني درساً في القانون الدولي والمادة 9 من القانون الذي يحكم التعامل مع موظفي الأمم المتحدة ، وعروا دبلوماسيتهم الصبيانية وبقي فوكلر شوكة حوت في حلقومهم !!!.
إستطراد : وسوستي كما قلت فيما بعد إنتهاء الحرب وهزيمتهم فيها حربياً أو وجودياً أو حتى نفسياً ومعنوياً ، تتركز في بحثهم عن مخرج لتنظيمهم ، أتخيل من تجارب شعب السودان مع حربائيتهم ، سيقسمون قسماً مغلظاً ، أن هذه الحرب ، إفتعلها وأشعلها وبرمجها اليسار وعلى رأسه الحزب الشيوعي ، ودليلهم هو يوسف عزت اليساري وعضو الجبهة الديمقراطية ، هكذا سيقولون لا أنا ، ألم يبدأوا قبل الآخرين ، مهاجمة حكومة حمدوك الإنتقالية ، بأن رئيس وزرائها شيوعي ، وحكومته كلها شيوعيين ، وحينها الحزب الشيوعي ، "بي صمة خشموا" ، لا يد له فيها ولا حتى حرف الشين داخلها ، فهكذا الحرب الحالية فهي ستكون في دعايتهم القادمة هي ، من وحي وتدبير الشيوعيين بقيادة الناطق الرسمي بأسمهم داخل الدعم السريع . وأبواقهم جاهزة ، للترويج لهكذا فرية ، وأولهم حسين خوجلي ففي فمه لازال بقية تزوير ، ومعه آخرون من أمثال ضياء وضياء وضياء . فكم من الجرائم التي حملوها اليسار وعلى رأسه الحزب الشيوعي ، وهو منها براء ، منذ قضية شوقي محمد علي وحديث الإفك ، الذي لم يحملوه لسارده وحملوه آخرين في عز نهار الديمقراطية التي إنتزعها شعبنا بثورته الأولى في اكتوبر المجيد ، وحلوا به الحزب الشيوعي ، وجلبوا بها مايو ، وما بعد مايو ، منها ماحدث فاشلاً وخافياً كان أعظم .
مروراً بقتل الأنصار بمسجد ودنوباوي وأرفقوا معها ضرب الجزيرة أبا ، وما تلاها ومن بعدها ، تعليق جريمة بيت الضيافة . معلقة على رقبته ، رغم براءته منها من واقع ووقائع التقارير والدراسات حولها . فغذاء هؤلاء الإسلاموييين اليومي في سبل كسب العيش لتتظيمهم الغارق في ملذات الدنيا ، هو تحميل جرائمهم لغيرهم ، ومع ذلك يرددون لا لدنيا قد عملنا ، ولا تستبعدوا فهؤلاء الأباليس سحرة وشياطين ، منذ أن احالوا إبليس إلى الصالح العام عند إنقلابهم في 89م ، وأدوا بعده دوره ورسم خطط الشر خاصته ، بكل كفاءته المعهودة . أبحثوا عنهم منذ نشأتهم تحت كل لوحة مأسوية حدثت لشعب السودان تجدونها كانت بريشتهم المغموسة في أحبار شرورهم المدمرة .
إستطراد : وليسمح لي صديقي واستاذي ومعلمي منذ ستينيات القرن الماضي بروف عبدالله علي إبراهيم لأقول إنها فعلاً لوثة كيزانية وهم الذين تسببوا في وجودها وسط الآخرين ، ولكنهم بعد الحرب اللعينة ، طوروها فينا فلم تعد لوثة فقط ، إنما لبسة مسمومة درعوها في كتف كل سوداني بغير رغبته بفعائلهم المخترقة لحاجز صوت العقل المنطقي والأخلاقي والنفسي والسياسي ، وعلينا تمزيقها ورميها وهم معها ، بعد إزالتهم من المشهد السياسي في سلة زبالتهم التاريخية ، لنلتفت لإيجاد حلول لأمر بلادنا ، والتي بعدهم حتماً ستكون أقل تعقيداً .
إستطراد :والتراب كال الحمادين ، وإلى الجناحين المنكسرين المنهزمين ، قصراً ومنشية ، فالحرب " قد إنتهت" وأفلست مبرراتها ، وأصبحت عارية من كل إدعاءتها ومسوغاتها ، وأكملت دورة إنطفاء شعلة فتيلها ، بمسبباتها التي بارت وتعفنت بنواياها العدمية ، والحروب حين تستنزف أدواتها السياسية والمعنوية والعسكرية ، يتوقف حمارها عند عقبة المُخارجة ، فالدخول في الشبكات هين ، ولكن التأمل في الخروج ، من مسار نهايتها ، التي أورثت الآخرين الموت والدمار والخراب ليس إلا ، ثم يجلس فاعلوها ومدبروها على تلة خرابها ، وما فعلته أيديهم الملوثة ، ليس نادمون كعادتهم ، وإنما هاربون مندسون هلِّعون ، خوف العقاب الذي سيأتي بقدر فعلهم الشنيع ، وما جنوه بأيديهم الملوثة بدماء الأبرياء وتخريب البنية التحتية التي بنيت بعرق الكادحين من أبناء شعب السودان ، فمهما تواصل تنازع الجنرالين ، في من سوف يحقق حلم الفوز بالرئاسة ، الأول بحلم أبيه الصالح ، والآخر وهو غارق في حلم الطموح والمستحيل السابح . فالأحلام ياهؤلاء المنقادون لآخرين الرادفون معكم مسلحينكم لتحقيقها ، سوى كان جند الجيش المغيب والمفترى عليه ، أو المليشيا بجندها المنفلت والمنبت ، بتاريخه كفاقد تربوي ، تَخَّصُصُ قتل وإجرام ، لن تأتيكم من مدخل هذه الحرب القذرة ، وأنتم فيها ومنها منهزمون "حتى لو إنتصر ، أحدكما فيها على الآخر" هزيمة لا محالة ولا فكاك منها ، فالشعب يحاصركم من أمامكم ، والمجتمع الدولي يضاغطكم من خلفكم ، وكما طارق إبن زياد ، البحر من أمامكم ، وأنتم عدوكم من داخلكم وليس من خلفكم ، ولن يقبلكم لا الشعب السوداني ، ولا المجتمع الدولي وكلاهما لن يعتقانكم ، حتى لورفعتم رايتكم البيضاء المراوغة، وهذا ما جنته أحلام خيبتكم ، نتاج حربكم العبثية ، في سباق جنرالين إلى حلم الرئاسة ، وفي سباق تنظيمين ، أيهما يفني الآخر عن آخره ، حتى لو إختفت كل المدن والبشر والشجر ، وما يليها من موجودات وجمادات ، وحين شبعت سنانكم وسلاحكم من الإنتقام الذي واجهتم به شعب السودان ، الذي إنتزع سلطتكم الثلاثينية الجائرة في ديسمبر المجيد ، ولمزيد الإنتقام ، أدخلتم حتى النوق والجمال في حساب إباداتكم الجماعية ، المقصودة والمتعودة ، والممنهجة للوصول إلى مدى إنتحاراتكم الموعودة .
إستطراد : إنسحب يا يوسف عزت الماهري ، لو صدق أنك مبدعاً للجمال حقاً ، من هذا الإنحياز الضار بك حتى لاتصبح لهم شوقياً آخر ، أو إعترف أنك أصبحت كوزاً عديل ، وأنك بمحض إرادتك سلكت الطريق الذي سلكه قبلك الروائي جون شتاينبك الذي لم تشفع له جائزة نوبل التي تحصل عليها عام 62م من القرن المنصرم ، وكتاباته العظيمة والتي صنفته يسارياً متعاطفاً مع الكادحين من المزارعين والعمال ، فتلاشى بعدها وفقد سمعته وصيته ، وجف بعدها حتى قلمه عن الكتابة ، وإن بقي كامل إبداعه السابق في صدقه وإنحيازه للحقيقة ، وشتان إن لم تلحق ذاتك ، فقط أقول إتعظ ، ولاتزيدنا ألماً على ألم ، والبلاد ليست ناقصة وليست جاهزة لمرحلة إدمان فشل آخر ، ولا حتى قادرة على حرب عبثية ثانية وثالثة .
وليس غرضي هنا التبشير بنهاية الحرب ونهاية الطرفين الإسلامويين فهذا أصبحت بمعطياتها أمراً مؤكداً ومفروغاً منه . إنما غرضي البحث في السؤال .. ثم ماذا بعد إنتهاء هذه الحرب؟؟ .
وكملمح للإجابة ، سنجدها في فضائيات إدمان الفتنة و"المديدة حرقتني" ، التي تجيد أدائها ، الفضائيات العربية بعروضها اليومية ، لذوي اللسان المكاذب دون محتوى ، فليس لتلك الأبواق ، غير عرض تفاهتها وإنتهازيتها وإرتزاقها ، وهي المعلومة للجميع بسحناتها ، وأولها ذلك الذي أصبح صاحب البيت وساكنه في شاشتها . الذي يُنَّظِر ويطبل لرعاته منذ أن كان صحفياً يحبو ، والذي أصبح ، أسمعه الآن وهو يلون صوته بنغمة عاطفية ، يعتقد أنها مستجلبة لمزيد الإعجاب والتأييد لآرائه المخذولة والمنبوذة ، وكأنه يتلو شعراً حميمياً عاطفياً رومانسياً .
ومعه داعية الحرب والقتل والدمار ذلك الملعلع اللندني ، الذي يدعو جهاراً نهاراً لقتل البشر السودانيين والسودانيات ، ومواصلة القتل بدعوته المستميتة لمواصلة الحرب ، ورغم أنف الحقيقة يردد لازمته القميئة "أنا إنتمائي وطني" ويكاد المريب يقول خذوني .
أما رفاق الشهداء والثورة في قحت ، ولإحساسهم بقساوة تهمة التخطيط للحرب ، التي إتهموا بها ، والتي قصمت ظهر بعيرهم ، ولم يجدوا لها مخرجاً ، والتي جعلت حتى أردول يتحدت مع احدهم من قحت ، بغضب المنتصر الشامت ، حين ضيق الخناق على محاوره في ذات اللقاء ، حتى كان للبكاء أقرب ، لا لرد الصاع صاعين كما كان يفعل قبل الحرب المتهم بإشعالها .
أما زميله الآخر في قحت ، فليس له في البكاء ، ما يهمه فقط إثبات قدراته الخطابية لا غير ، حتى لو إحترق السودان كله بالحرب أو بدونها .
وهم هكذا ففي كل مقابلاتهم وكل الوجوه القديمة والمرابطة في فضائيات الفتنة ، داعية المديدة حرقتني ، التي لا تقدم إلا من يكون ناجحاً في إشعال نار الفتنة والحريق لأهل وأرض السودان ، خاصة تلك الوجوه الجاهزة لتسميع ما نهلته من معاهد الدراسات الإستراتيجية العسكرية .
كل هؤلاء طال عبئهم وشرهم على شعب السودان ، وقد طال مكوثها تلكالوجوه داخل مستودع إدمان الفشل ، وجميعها لازالت مع وبعد الحرب بعد وقفها ، تبشرنا بعودة حليمة لي قديمها .
إستطراد أخير :
الجيش جيش الشعب لا جيش البرهان ولا اللجنة الأمنية ولا كيزان القصر الإسلاموية .
الجيش المهني بعد تنظيفه وإصلاحه والعودة للثكنات ، خارج المدن والأحياء السكنية .
والجنجويد " حامل لواء أحلام فصيل المنشية الاسلاموي للسلطة " لا يندمج بل ينحل .
(والثورة مستمرة والردة مستحيلة)
omeralhiwaig441@gmail.com