اذا استغنينا عن حميدتى فهل يستغنى عنه العالم ؟

 


 

 

يعتقد البرهان ومعه حلفاؤها من الاخوان المسلمين ان هذه هى اللحظه المناسبه للمعركه الاخيره للتخلص من الفريق حميدتى وابعاده عن المشهد السياسى تماماً والانفراد بالحكم اللذيذ وفات على هؤلاء ان حميدتى ليس هو حميدتى الذى اتى به الرقاص البشير من الخلاء واستنصر به فى معركة الصراع على كرسى الحكم مع رفاقه من الاخوان المسلمين فى عام ٢٠١٣ ونقله من الخلاء للقصر فى خطوه غبيه جداً من راكب حمار فى مراعى دارفور للخرطوم التى كانت تتلالا ضياء وتتوهج ثقافه ووعياً وتضج بالحياه مثلها مثل اى عاصمة بلد ذو تاريخ قديم وايضا تقاوم فى البشير ونظامه المتخلف وكانت تتدفق ثوريه انتفاضة ٢٠١٣ احضره فى غباء مفرط من الخلاء لعاصمه تعج بالمتعة والحياه ولابد ان يطمع فى ان يعيش فى هذا النعيم ( طبيعة البشر ) وقيل ان حميدتى فى بداية حضوره للعاصمه كان يصعب عليه مجرد الجلوس فى الكرسى العادى فقد اعتاد الجلوس فوق ظهر حماره او على الارض ( لديه صوره منتشره فى الوسائط ومعه حماره والعراقي المشروط ) واتى به لكافورى وليس الحزام الاخضر او الثوره الحاره ١٢٠ حيث يسكن رفاقه وهكذا وجد حميدتى نفسه فى عالم آخر لم يحلم به مجرد حلم وهو ينام فى احدى الليالى على الرمال فى اطراف الصحراء الكبرى فى الحدود مع ليبيا او تشاد وكان كل حلمه ان يبيع اكبر عدد من الاغنام التى تعج بهازريبته ويرجع بالغنيمه لقريته واصبح الان تاجر يتسوق بين الانظمه وحميدتى ماعاد ذلك الغنامى ذو القميص المشروط وانما اصبح رقما فى السياسه العالميه ولم يستوعب هذا البرهان الساذج محدود الثقافه والتعليم والذى يقوده الاخوان المسلمين من اذنيه الى حتفه ويتبعهم فى غباء وهومستسلم تماماً و حميدتى ماعاد زعيم مليشيا لقبيله واحده محصور فى جزء بسيط فى دارفور فهو تمدد من كافورى للعالم وبدايه اصبح رقماً فى عالمنا العربى فقد استعان به آل سعود لينصرهم فى حرب اليمن ويحمى ظهرهم الكاشف هناك ويثبت اقدامهم فى حكم بلادهم وتوسيع نفوذهم فاصبح له موطيء قدم فى اغنى الدول فى المنطقه وهى احدى الدول ال١٠ التى لديها اكبر احتياطى بترول فى العالم واكثرهم نفوذاً فى الخليج العربى ولولا حميدتى لما وجد الحوثيون من يقاومهم فى الخليج ولكانوا اجتاحوا ومعهم الاسلاميين السعوديين الحكم السعودى المتداعى وحتى الآن يعتمد آل سعود وشيوخ الخليج فى تثبيت حكمهم على الله وحميدتى ودعمه السريع ولن يستغنوا عنه بعد موقف امريكا الاخير بعدم التورط فى اى حرب اقليميه وتراجعها مع الحوثيين فحميدتى اصبح ذو وزن من ذهب ولم يكتفى حميدتى بذلك وانما مد قدميه للدول الخليجيه وقد تكشف لى ذلك شخصيا بعد ان رحل حميدتى لكافورى وزوجه البشير من مواطنه سوريه ( رايت صورة الزواج بعينى فرجنى عليها ابن اخت حميدتى )واصبح حميدتى رقماً فى السياسه السودانيه واتذكر ان زارنى عقيد فى الاستخبارات العسكريه (هذا قبل مغادرتى السودان فى ٢٠١٧ ) طالباً استئجار شقه لعريس من القوات المسلحه وقلت فى سرى لابد ان يكون هذا العريس البشير او احد رفاقه وانا ملم بالتراتببيه واحترامها فى الجيش السودانى ولا يمكن ان يرسل العقيد الا لرتبه كبيره وبعد يومين اتى العقيد ومعه وليد شافع لم ينمو شنبه بعد فاعتقدت انه ابنه ولكن عندما اخبرنى ان هذا هو العريس اندهشت جداً واحترت وبعدان خرج العقيدوكادت تقتلنى الدهشه وانا اعرف اذا كان العريس عقيد ممكن يرسل نقيب ولكن العكس هذا هو المحير !! ولكن عندما غادرنى العقيد وعلامات الاستفهام تتقاذف امامى حول هذا العقيد الذى اصبح مراسله لنقيب !!! وبعدها زالت الدهشه عندما عرفت ان العريس ( الذى لم ينمو شنبه بعد ) هو ابن اخت حميدتى ( وهل عرفتم الان سبب فشل الجيش ولمدة شهرين فى هزيمةًمليشيا لقبيله واحده ) !! وكان النقيب مصاب بطلق نارى فى يده وبعد يومين جئت لاتونس مع العريس الشاب فاخبرنى انه سيغادر واندهشت وسالته لماذا و الى اين ؟ فقال لى للخليج لان هناك مشاكل بين الامراء وانه سيذهب ومعه فرقته العسكريه لحسمها وعندما لاحظ دهشتى اضاف نحن بقينا نحسم الخلافات بين الاسر الحاكمه فى الخليج ووضح لى ان الدعم السريع اصبح طرفاً فى صراع الاسر الحاكمه فى الخليج العربى !! وهل فهمتم الآن العلاقه بين حميدتى والامارات العربيه !!
فقد اصبح حميدتى مركز قوه فى الصراع بين الامراء الخليجيين واصبح له شان وامريكا لا تتدخل فى هذه الصراعات الاسريه التافهه بين النساء احياناً فهذه صغائر وقد تركتها امريكا لحميدتى ليتعامل معها
وحميدتى ليس مهماً فقط فى الصراع الاسرى الخليج فقط فلحميدتى دوراً بارزاً فى الحد من الهجره غير الشرعيه فهجرة المواطنين الافارقه تاتى عبر السودان الشاسع وهذه الهجره غير الشرعيه صاحب فكرتها ذلك الداهيه الترابى فقد قال فى احدى خطاباته لمنسوبيه ان الغرب لن نستطيع هزيمته بالسلاح ولكن ممكن ان نهزمه بان نغرقه بالمهاجرين من افريقيا فتبنى ذلك التنظيم الشيطانى الجبهه الاسلاميه تلك الفكره بعد استيلاء الاخوان المسلمين على السلطه بعد ١٩٨٩ واقر ذلك المؤتمر الشعبى الاسلامى العالمى وموله والذى دعى له تنظيم الاخوان وعقد فى بداية التسعينات مؤتمراً للتنظيم العالمى للاخوان المسلمين وعقد فى قاعة الصداقه وفتحوا ابواب السودان ليعبر المهاجرون من افريقيا لاوربا وشجعوهم ومولوا قوافلهم فيما اطلق عليه الهجره غير الشرعيه فهل عرفتم خبث هذا الداهيه وتنظيمه فقد عجزت اوربا عن وقف هذه الهجره غير الشرعيه او حتى التقليل منها حتى الآن فاستعانت بحميدتى ليحميها من الهجره غير الشرعيه وقد بدأ حميدتى فى التصدى لها ومازال وسيظل العالم فى حاجه اليه وهذا اصبح سببا للعالم فى التعامل مع حميدتى رغم جرائمه والدول مصالح وتجاهل العالم مافعله حميدتى فى دارفور وقرر عدم مساءلته دولياً ولا يمكن الاستغناء عنه الان .
اين رب الفور ؟
عندما كان البرهان قائد القوات المسلحه فى دارفور وقتل وارعب اهلنا الفور اطلق عليه لقب رب الفور فقد كان يحصد آلآف الارواح منهم بلا مبالاه ويواصل قعداته وكان اهلنا ينزفون ويهدم منازلهم ويشردهم ويواصل قعداته وكان يحرق قراهم ويحترق حتى اطفالهم ويواصل قعداته و لاشيء يهم فهم عنده لا قيمه لهم .ومن كثرة ما اباد من ارواح وحرق من قرى اطلق عليه لقب " رب الفور " وكان سعيداً جداً بهذا اللقب الجديد ويتباهى به ويفتخر به فى قعداته الحافله ولكن عندما جاء وقت الحساب الآن فقد اختفى البرهان فى بدروم ولم نراه منذ زمن
وياويلك يابرهان فستدفع ثمن ذلك غالياً وقريباً ويابرهان دماء ابناء الوطن لا تضيع سدى والم تتعلم من تجربة البشير .
اين عبد الواحد
اين عبد الواحد ودارفور تحترق ( ولا كلمه واحده )ام انه مشغول جداً بتهريب ذهب جبل مره لفرنسا عبر تشاد وهذه فرصه لا تعوض فالجميع مشغول بمجازر دارفور

محمد الحسن محمد عثمان
omdurman13@msn.com

 

آراء