حكومة خلف الكواليس

 


 

صفاء الفحل
18 June, 2023

 

عصب الشارع -
إتصل الرئيس الراحل جعفر النميري بالرائد أبوالقاسم محمد ابراهيم بمكتبه وكان يشغل منصب عضو مجلس قيادة الثورة وزير الشباب والرياضة بالتلفون الثابت في ذلك الزمان فرد شخص آخر سأله النميري من يكون فقال انا (ترباس) فطلب منه إلا يتحرك وفي غضون دقائق كان النميري قد وصل وهو يغلي من استخدام ترباس لتلفون مكتب الوزير الرسمي ويقال والعهدة علي الراوي ان النميري طاح في أبوالقاسم وترباس ضربا وتعنيفا .. وخلال الانقلاب الشيوعي وبعد هروبه من القصر ظل يطوف الخرطوم داخل دبابة ولم يختبيء داخل بدروم والمعارك تدور في الشوارع ..الا رحم الله رجالا يقدرون مكانتهم ومكانة الوطن ويعرفون قدر المواطن
نحن علي قناعة بأن مالك عقار شخصية بلا كرامة أو ربما يكون من الغباء بانه لا يفهم مغذي الكلمات أحياناً وأن تعيينه كنائب لرئيس مجلس السيادة جاء علي اساس (ريس وتيس) وقد أكد ذلك الخبير الاستراتيجي كما يسمي نفسه الفريق معاش فتح الرحمن حيث وضع الأمر بالمكشوف واوضح ان البرهان الذي أصدر تعيين عقار نفسه شخصية مسيرة وليس مخيرة وقال بانهم (وهو بكل تأكيد هنا يعني الكيزان) لن يسمحوا للبرهان بالجلوس مع حميدتي في إشارة و إستهزاء بتصريح عقار الذي قال فيه بان هناك لقاء قريب بين الجنرالين.
تحول السيد الخبير الاستراتيجي الي متحدث رسمي بإسم الدولة متجاوزاً الناطق الرسمي وزير الاعلام والسيد المبجل وزير خارجيتنا ولن نقول رئيس مجلس السيادة المعني اصلا بالموضوع ونافيا (خبر) أطلقه نائب رئيس مجلس السيادة بصورة رسمية ليقول (نحن) لن نسمح للبرهان مؤكدا بما لايدع مجالا للشك بان هناك حكومة ظل تدير الامور خلف الكواليس.
ولم يكتفي الخبير الاستراتيجي المتحدث الرسمي لحكومة خلف الكواليس بنفي الخبر بل أطلق التهديد لكل من ينادي بإيقاف الحرب العبثية من الخونة والمترددين والمتخاذلين (امثالنا) بالويل والثبور وأن المعركة والإنتقام لن يتوقف بعد الإنتهاء من معركة الدعم السريع بل سيمتد الي كل من يرفض الوقوف خلف اللجنة الأمنية الكيزانية ولم يفصل سيادته هل سيتم ذلك بفتح بيوت الأشباح مرة اخري ام باطلاق كلاب الأمن الشعبي وكتائب الظل لنهش الثوار ام ان هناك نهج جديد للقضاء علي ثورة ديسمبر العظيمة
أحلام (ديك العدة) الفريق معاش فتح الرحمن ظلوط بأن القضاء علي مليشيات الدعم السريع هو بالتالي قضاء علي قوي الثورة الحية حسب التقرير الاستخباراتي المصري ينقصه البعد الفكري فالثورة لم تعد تجمع لأفراد ومجموعات تهتف بالحرية والعدالة والسلامة بل اصبح (فكرة) يؤمن بها كل سوداني حر يعرف بأنها الطريق الأوحد للانعتاق النهائي وصناعة سودان الغد ..
كل هذا الضجيج بلا قيمة ولا حتي هذه الحرب العبثية ستطفيء نيران الثورة فالمستقبل ابدا لهؤلاء الشباب
والثورة ستظل مستمرة
ويظل القصاص امر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة

 

آراء