شعب عظيم .. وسفارات عاجزة

 


 

 

عصب الشارع -
تصلني عشرات الرسائل علي بريدي الإلكتروني لطلب الإستشارة أو الدعم أو النشر في أضعف الايمان وقد كنت أتمنى أن أملك القدرة لتقديم العون لكل من يلجأ إلىّ وأكون عند حسن ظن كل من توسم بي خيراً ولكن كما يقولون (العين بصيرة واليد قصيرة) احياناً والواقع إننا نحتاج جميعاً في هذه الفترة أن نضع أيدينا على أيدي بعضنا حتى نستطيع العبور إلى بر الأمان لحين إنتهاء هذه الأزمة وهذه الحرب اللعينة التي فرضت علينا.
والواضح من تلك الرسائل أن السفارات السودانية بالخارج خاصة في دول الجوار التي لجأ إليها أعداد كبيرة من المواطنين مازالت تعمل كمراكز (جباية) لصالح حكومة فكي جبريل التي لا تعرف الرحمة وقامت بزيادة رسوم كافة المعاملات رغم علمها بالظروف التي يمر بها الجميع لتزيد بذلك المعاناة والمتاجرة بالأزمة التي يعاني منها الجميع بينما كان من المفترض أن تكون هي الملاذ واليد الحنون لكل من يلجأ إليها محتاجاً.
وأنا في الواقع لا أود التنويه بأن البعثات الدبلوماسية التي تم تكوين أكثرها بعد انقلاب الخامس والعشرين البرهاني هي في الواقع عبارة عن بؤر كيزانية للسيطرة علي الحركة الدبلوماسية وتطويعها لخدمة النظام الكيزاني المستمر في بناء ركائزه بالداخل والخارج ولو كان ذلك علي حساب المواطن السوداني البسيط لذلك فإننا لانعول عليها كثيرا في خدمة من يلجأون إليها من الفارين من نيران هذه الحرب اللعينة
وبعيدا عن العمل الدبلوماسي فان الخير مازال موجودا في كثير من السودانيين الذين إستوطنوا واستقروا في تلك الدول منذ سنوات عديدة واصبحوا جزءاً من الرأسمالية في تلك الدول للتحرك وتقديم الدعم اللوجستي وفتح معسكرات بالعون الذاتي تكون نموذجا لتكافل هذا الشعب العظيم في الملمات، الذي دائما مايضرب به المثل لشعوب العالم في كافة المواقف.
كما أن هذا النداء يمتد لكافة السودانيين الوطنيين بكافة أنحاء العالم وخاصة القادرين منهم في الدول الاوروبية وامريكا ودول الخليج بالتواصل مع ذويهم بتلك الدول لدعم قيام دور الإيواء هذه بالتعاون مع افراد الجالية السودانية هناك.
لا احد بكل تأكيد يعول خيراً علي البعثات الدبلوماسية رغم ان هذا وقت الحاجة الحقيقية إليها ومازلنا نتمنى أن ترتفع تلك البعثات الي مستوي المسؤولية الوطنية بدلا عن هذه السمعة السيئة التي صارت تتمتع بها والمعاملة غير الكريمة التي يلاقيها من تختبرهم الحاجة الى اللجوء إليها.
ستمضي هذه المحنة بكل تأكيد وسيعود الوطن أجمل مما كان ولكن تبقى المواقف الأخلاقية والرجولية خالدة علي مر الأجيال والتأريخ يسجل وهو لايرحم ولايكذب، خيرا او شرا ..
فان لم تنل انت التكريم لهذه المواقف فاتركها ذكري طيبة للأجيال القادمة وأحفر إسمك في سجل الرجال الخالدين ولاتجعل التاريخ يلعنك كما لعن كثير من الجبناء ذوي المواقف المخزية .. والزمن لايتوقف وسيظل يسجل..
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص لا تراجع عنه
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة

 

آراء