ذكري سيربرينتشا والإبادة الجماعية في الجنينة .. بقلم/ عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
17 July, 2023

 

كبسولة : (1)
صحفي محلل : لا أعني المحلل السياسي بل المحلل الشرعي للبغل أو البعل الكيزاني .
تعرفون سحناتهم وهم على الهواء الطلق الدولاري .
صحفي ملكي : لا أعني المحلل الصحفي بل المحلل الملكي أكثر من الملك الكيزاني .
تعرفون سحناتهم وهم على الهواء الطالق الدولاري .
كبسولة : (2)
الإنصرافي : أسكت الله صوتك الشرير حتى المنتهى وأسكت الله صوت الحرب التي تدعوا لها .. بصياح الدم المسكوب .
ع/الربيع : أسكت الله صوتك الشرير حتى المنتهى واسكت الله صوت العنصرية التي تدعوا لها .. بصياح الدم المسكوب .

***
تصادف هذه الأيام الذكرى الثامنة والعشرين لحرب الإبادة الجماعية التي قام بها الصرب ضد البوسنة والهرسك ، وكان ذلك على مدى سنوات التسعينات حتى نهايتها ، من القرن الماضي ، ولأننا في هذه الأيام تعود إلينا تكراراً ، الذكرى والواقع للإبادة الجماعية التي شهدتها بلادنا مرتين ، الأولى في العام 2003 م والثانية لازالت تفوح رائحتها الدموية حول العالم ، فما حدث في الجنينة ، فهو بكل المقاييس إبادة جماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية ، القتل على الهوية "قبيلة المساليت" والفاعلين من جهتها الدعم السريع ، (وإن أنكروا فالشينة دائماً منكورة) ، وبعض القبائل ذات الأصول العربية ، النازحة إلى المنطقة ، وهم من عرب الساحل الممتد في عدد من دول الجوار ، الرحل وهم الرعاة ، والغرض من هذة الإبادة الجماعية ، التي قتل فيها الآلاف ، واغتصبت فيها النساء ، بالمئات دون حصر ، هو تهجير قسري ، وتطهير عرقي ، وطرد للسكان الأصليين " الزرقة" أصحاب الأرض ، الذين يتعاطون الزراعة مهنتهم الأصلية ، وأكل عيشهم التي توارثوها منذ القدم من أجدادهم الأولين ، مما أدى إلى هرب ونزوح السكان إلى تشاد بالآلاف . وكانت المفاجأة غير المتوقعة لمرتكبي الإبادة الجماعية ، حين أعلنت مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ، عن إكتشاف مقبرة جماعية ، بها 78 جثة مدفونة تحت الأرض ، في حفرة واحدة ، و ربما هي ضيقة لجثامينهم الطاهرة ، مما أدي الى ايصال الجريمة إلى المحكمة الجنائية ، وتم فيها إتهام الدعم السريع بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية ، وبدأ التحقيق فيها .
وكما إبتدرت المقال ، عن الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك التي قادها صرب البوسنة ، بقيادة مجرم الحرب ، سلوبودان ميلوفيتش ، وقد شاهدنا في الأيام الماضية ، الفضائيات العالمية والعربية ، تعرض آلاف القبور ذات اللون الأبيض ، مساكنهم الأبدية ، وهي تحمل ذكرى مجزرة سبربرنيتشا ، وما أشبه جريمتها بجريمة الجنينة .
ولأن الذكرى عساها تنفع هؤلاء القتلة من الطرفين ، الذين ساهموا في دورتي الإبادة الجماعية ، و"حكمة الله" كلهم ذات الأسماء والجماعات المساهمين في تنفيذها ، وهما السابقون الهاربون من يد العدالة وقايدي الحرب الآن ( ولهم ضلع في الجريمة القديمة وأسماؤهم مدرجة في الجريمة الأولى ) الدائرة في شوارع العاصمة وأزقتها ، وضحيتها المواطن المغلوب على أمره ، وحتى نصل بهؤلاء القتلة في كل جرائمهم السابقة واللاحقة للقصاص من جرمهم ، نذكرهم ونذكر أنفسنا بما آلت اليه ابادات الصرب الجماعية لمواطني البوسنة والهرسك ، علماً بأنهم كانوا من المسلمين ، ووقف إلى جانبهم كل العالم المسيحي ، فما قولكم أيها الإسلامويين ، "بدون مجمجمة دينية ، فقبيلة المساليت من القبائل المسلمة" ، من أين سياتي دفاعكم عن جرائمكم القديمة والجديدة ، التي سيلاحقكم فيها العالم ، بأممه المتحدة ، ومجلس أمنه ومنظماته الدولية ، وأولها منظمة هيومن رايتس ووتش ، وملاحقات محكمة العدل الدولية
وأين المفر ، هل تحميكم سراديبكم في تركيا ، أو أقفاص جداد الخرطوم ، لانكم الفاعلين الأصيلين ، والأخرون عملوا بتوجيهاتكم ، وفي أول القائمة كباركم الذين هربتموهم من سجن كوبر ، وأرفقتموهم بمساجين أرباب السوابق ، المحكومين بالإعدام بعضهم ، وآخرين بالعشرات من السنين ، لتضربوا عصفورين بحجر ، تهريب قادتكم ، ثم الفوضى الأمنية التي سيتولاها هؤلاء السجناء وهم مطلقي السراح ، ولا من يلاحقحم ، وكنتم تعرفون هذه النتيجة ، ومعهم الفاقد التربوي الجنجويدي ، الذي عاث معهم فسادهم بل سابقهم في إجرامهم حين ولغوا في النهب والسلب والإغتصاب وهتك أعراض الحرائر ، وإخلاء البيوت من ساكنيها والإستيلاء عليها وما فيها من نفيس القيمة والثمن ، خفيف الوزن ، من الممتلكات بما فيها العربات فاخرها في الموديل ومتأخرها ، وكل ما يطلق عليه شقاء العمر الذي ضاع .
وماذا كانت نتيجة جريمة صرب البوسنة ، ولنقل لكم وننقل الذكرى أيها القتلة . أن مجرم الحرب ، وموجه الإبادة الجماعية ، والمتعمد عدم وقفها ، وهو الرئيس المنتخب لجمهورية يوغسلافيا ذلك الحين ، سلوبودان ميلوفيتش . وبعد هروبه وتخفيه لسنوات ، حيث ظل متخفياً ، يعمل في عيادات خاصة ، في الطب البديل . إلا أنه كشف امره ، وقبض عليه ، وأدخل السجن في إحدى زنازين لاهاي بهولندا ، حيث إمتدت محاكمته خمسة سنوات ، إنتهت بالحكم عليه باربعين عاماً ، سموها له فيما بعد ، بالسجن المؤبد ، وبعد الأربعة سنوات التي قضاها في الحبس منذ القبض عليه ، ماذا حدث له ، لقد وجدوه صباح يوم مشرق ، ميت في زنزانته .
هل أنتم جاهزون إلى محكمة العدل الدولية في سجون لاهاي بهولندا ، مرتكبي جريمة الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب ضد الإنسانية ، قدماؤكم والجدد ، هل أنتم جاهزون للموت صباحاً مشرقاً ، في إحدى زنازينكم بلاهاي الهولندية .
***
وأقول مع شعبنا للحرب .. لا
للطرفين
أوقفوا الحرب أيها القتلة من
الطرفين .

omeralhiwaig441@gmail.com

 

آراء