جيل الصحافة الجديد

 


 

صفاء الفحل
13 August, 2023

 

عصب الشارع -
قبل قيام الثورة بفترة ومن خلال منتدي بمركز الزبير محمد صالح ذكر الكوز المعروف ربيع (الواطي) وبلا خجل وبمعرفة السفير السوداني بواشنطن قدموا (رشوة) لصحفية امريكية (عشرون الف دولار) لتلميع وجه السودان الذي كان مشوها بالأفعال الكيزانية ولكن ادارة الصحيفة اكتشفت الأمر وتم سحب المبلغ منها ومعاقبتها وكان حديثه ضمن مداخلة حاول من خلالها القول بان (الصحفيين مرتشين) ، فاعترف دون ان يدري بان حكومتهم كانت تعيش بالرشاوي رغم اننا جميعا نعلم بانه لا غرابة، فالرشوة منهج كيزان معروف بالإضافة الي أن وجود (صحفيين) مرتشين امر وارد خاصة وسط مجموعة معروفة ظلت تستفيد من تلميع النظام الدكتاتوري الكيزاني المباد ومازالوا..
والامر لا يحتاج لذكر اسماء، فهؤلاء الذين ظلوا يخدمون النظام السابق لسنوات ومازالو معروفين للشعب السوداني وكافة كتاباتهم موثقة وموجودة وبعضهم فعل ذلك بصورة (علنيه) دون مواربة وبعضهم تدثر بثوب الحياد والوطنية والشفافية واتفق مع أمن النظام في ذلك الوقت لخدمة النظام بكتابات غير مباشرة وحشو (السم في الدسم) ومدهم بالمعلومات وقد استفاد بعضهم من ذلك بالتسهيلات التي كانت تقدم لهم واصبحوا من كبار رجال الأعمال بينما كانت الدولة تطارد الصحفيين الوطنيين الحقيقيين وتشردهم وتمنعهم من العمل والكتابة كذلك تطارد صحفهم بالمحاكمات والمصادرة وهو تاريخ معروف لايمكن للهندي أو الطاهر ساتي أو مزمل أو غيرهم محوه..
وحتي وقت قريب كنا نكن لفني الكمبيوتر الكوز عثمان ميرغني بعض الإحترام لوقفته مع ثورة ديسمبر العظيمة في بداياتها رغم أننا نعرف (كوزنته) منذ أن كان طالباً بمصر وحتي تكوينه لمعهد الكمبيوتر بعمارة دوسة ثم محاولته الولوج لمجال الاعلام عبر تقديم برامج للتلفزيون ثم بدايات كتابته ببعض الصحف والدعم بالمعلومات الذي كان يحصل عليه لتثبيت اقدامه ككاتب عمود مؤثر لخدمة النظام بطريق غير مباشرة وكيف تم دعمه ليصبح احد ملاك الصحف ورغم قناعتنا انه لايمكنه الخروج عن الخط المرسوم له خاصة بعد العلقة التأديبية التي نالها وقد وضح ذلك من خلال (الهضربات) والاكاذيب التي ظل يطلقها لاستمرار تأجيج نيران هذه الحرب العبثية وختمها بتسجيله الاخير الذي تحدث فيه وهو (يرتجف) عن إغلاق صفحة الجنجويد بنوع من التشفي ومحاولة إيصال (للبسطاء) أن حبل التواصل قد إنقطع وأن ليس طريق آخر غير إستمرار هذه الحرب إلى ما لانهاية وهو أمر مؤسف رغم إختلافنا مع الطرفين.
هذه الحرب أفرزت (الكيمان) تماماً رغم توقف العديد من الكتاب الثوريين عن الكتابة لظروف مختلفة ولكنها حملت البشري بأن الصحافة ستتعافي قريباً بإذن الله من كل (العاهات) التي التصقت بها خلال سنوات التيه الكيزانية بعد انجلاء هذه العاصفة التي تمر بها البلاد فلا نعتقد بان هؤلاء العاهات سيعودون بلا خجل للدفاع عن الكيزان او الجنجويد بعد احاديثهم (المخجلة) عبر القنوات وأكاذيبهم المفضوحة عن الأوضاع في الداخل..
قريباً سيذهب الغثاء ويبقى ماينفع الناس بجيل جديد يلتزم الصدق والشفافية والحياد ... جيل يؤمن بالسودان الجديد بعيداً عن التحزب والدعوات للعنصرية وهم من سيرسخ لديمقراطية وحرية وسلام دائم للوطن
القصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
والثورة ستظل مستمرة
الجريدة

 

آراء