جيفة وانقسمت نُصّْين: الإسلاموكوز والجنجوكوز (2) … بقلم / عمر الحويج
عمر الحويج
16 September, 2023
16 September, 2023
كبسولة : (1)
عواصم : سأل الإسلاموكوز متى تتوقف هذه الحرب أجابه حين نستولى على العاصمة الخرطوم ونبني دولة الفساد الوطنية
ونحن آمنين .
عواصم : سأل الجنجوكوز متى تتوقف هذه الحرب أجابه حين نستولى على العاصمة بورتسودان ونبني دولة الإفساد المدنية
ونحن آمنين .
كبسولة : (2)
كتلة الفلول : التقت الكتلة اللاديمقراطية في أسمرا
للتفاكر حول الخطة البديلة إذا توقفت بالتفاوض حرب اليوم .
كتلة الفلول : التقت الكتلة اللاديمقراطية في أسمرا
للتحضير للحرب القادمة إذا توقفت با التفاوض حرب اليوم .
كبسولة : (3)
عميد طبيب : بعضمة لسانه يقول سكان الحزام الأسود
هم لا يشبهونا بلد .. أبيدوهم أبيدوهم أبيدوهم .
عميد طبيب : بعضمة لسانه يقول سكان الحزام الأسود
هم حاضنة تمرد .. أبيدوهم أبيدوهم أبيدوهم .
***
من أين أتى هؤلاء الناس الجدد ، من أي نطفة وطينة وجينة ، أتى أيضاً هؤلاء الناس "المقنعين" ، أنا أعني مستشارية الدعم السريع ، ولا أعني مستشارية البرهان "الكرتية" ، فهولاء نعرفهم وقد كشفناهم من ثلاثينيتهم ، إنما أعني اولئك الذين قلت عنهم في المقال السابق ، أن مهمتهم إقتصرت على النكران ، ليس نكران الذات بالطبع ، إنما نكران جرائم الدعم السريع ، وتحسين صورته أمام الراي العام العالمي والإقليمي " أما الداخلي لاعليك منه ، فهو مكشوف الحال بفعائله ذات الصورة والصوت" مهمتهم ظلت نكران كل ما يقوم به جند الدعم السريع ، التي تخطت رائحة أفعالها القذرة كل الحدود ، ووصلت حتى دخلت أروقة الأمم المتحدة ووصلت حتى مجلس الأمن ، وتداولت قذارتها وجرمها كل المنظمات العالمية لحقوق الإنسان ، وحقوق الأطفال والنساء ولا أُللام إن قلت ، لن ينسوا حتى حقوق الحيوان وقد أذوها . وتلاحقت ردود الفعل لهذه الجرائم بالإدانة والشجب ، والمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب ، من الطرفين ، وطالبوهم بوقف هذه الحرب العبثية العدمية اللعينة ، والعودة إلى التفاوض ، وحل الأزمة سياسياً وسلمياً ، ولكن ما من مجيب أو سميع ، لأنها أصلاً لم تكن حرباً وطنية ، لأنها لو كانت كذلك لكانت حُلت سريعاً وفور قيامها ، ولكان الطرفان جلسا لبعضهما لحلها ، حفاظاً على ضحاياها من المواطنين ، وحفاظاً على وطنهم من الدمار ، طالما هي حرب داخلية بين طرفين سودانيين وطنيين ، المفترض قلبهما على الوطن ، ولكن لأنها حرب أيدلوجية سياسية غبائنية ، بين تنظيمين تصارعا على السلطة حين إختلفا ، أيهما يستأثر بها ، وينتزعها من الآخر المختلف ، ليس في المرجعية العقايدية الدينية ، كما ظلا يعتاشان بها ، وإنما في المصالح الذاتية ، فهما حين تفارقا سابقاً ، ليس من أجل دين وإنما من أجل سلطة ، وأنا لا أقول ذلك من فراغ ، فقط تابعوا منشأ وتكوين هذه المستشارية ، من أين أتوا ، ومتى طلوا على المشهد السياسي ، هل سمع أحدكم عنها شيئاً بتشكيلها الرسمي الحالي ، في الفترة مابين إنقلاب اللجنة الأمنية في 11/4/2019 بإدعاء الإنحياز للثورة وحتى إنقلاب25/10/2021 بإدعاء تصحيح المسار ، وظل الطرفان سمن على عسل . بدون أن نسمع صوتاً لأحد أفراد هذه المستشارية ، وأمامهما الطرفان يمزقان ويتخاطفان ، جسد الثورة السودانية المجيدة ، يميناً ويساراً تحت عباءة النافذين من النظام البائد ، ودولتهم العميقة ، بداية بفض الإعتصام ، مروراً بالضغوط المعيشية والعوائق الإقتصادية التي ظلوا يفتعلونها ، وما تبعها من مؤامرات ، منها الإنقلابات المصنوعة ، وفوضى تسعة طويلة ، التي أطلقوها من مخابئهم الأمنية ، والثورة تحبط مؤامراتهم الواحدة تلو الأخرى ولكن حين ضغطت الثورة عليهم وأغلقت كل منافذهم ، وحين كثرت عليهم فضائحهم التي كشفتها لجنة ازالة أثارهم وتتبعت خطى تمكينهم ، وواصلت جادة في تفكيكهم ، نوارة الثورة بتسميتها "لجنة التفكيك" المرعبة لهم ولوجودهم . وحين جاءت الحظة قاصمة الظهر والطهر الذي يدعونه ، بإستلام المدنيين لرئاسة مجلس السيادة ، وهي الطامة الكبرى لوجودهم ، لجأوا لإستلام السلطة كاملة ، بإنقلابهم المشؤوم والمتعجل والملئ بالثقوب ، فولد ميتاً ولم يستطع إعلان حكومة تتحدث بإسمه حتى اللحظة ، وهذا موضوع آخر ، لأني أتحدث عن مستشارية حميدتي ، وأنا على يقين من أنها خرجت من حواف التكوين الإسلاموي نفسه ، وإن لأسباب محبوسة في جوف أعماقهم ، ربما كان ذلك ، بفعل التنافس على السلطة ، أو بفعل الغبائن التي عشعشت فوق رؤوسهم وزلزلت عروشهم ، فمتى كان ظهور هذه المستشارية التي كانت أقرب إلى فصيل المنشية لأسباب سيرد ذكرها لاحقاً ، ولذلك ومنذ ظللت أردد قولي عن فصيلي الإنقاذ القصر والمنشية : أن من تبعهم البرهان هم من جماعة القصر بعجلتهم المعهودة وغبائهم المتمكن ، للعودة إلى السلطة ، بأي ثمن كان ، بخلاف الفصيل الآخر ، مختزن ثعلبية شيخهم الترابي في إنقلابهم الأول (أذهب أنت إلى القصر رئيساً ، وأنا إلى السجن حبيساً) ، فجعلوها من داخل فكر شيخهم في أيامه الأخيرة بعد عشريته التي مارس فيها بكل حصيلته الفكرية المتوارثة ، أنواعاً من الشرور ، مارسها الفكر الإسلامي ، طيلة وجوده في السلطة ، منذ خلفاء دولة بني أمية والدولة العباسية وليس إنتهاءاً بالدولة العثمانية ، ومابعدها إلى أن تولى تواصلها الأفراد والجماعات الداعشية والقاعدية حتى البراء إبن مالك . وبعدها بدأ شيخهم الترابي ، يتحدث عن إنتخابات الولاة ، ثم احزاب التوالي ، وطعَّمها بالتركيز في الحديث عن الحرية والديمقراطية والدولة المدنية ، وترتيبها أن تكون تحت رئاسته أو مسؤوليته المباشرة ، وجاء الجيل الثاني من تلاميذه ، ومن تحت تعاليمه ، إستنبطوا الفكرة وبدأوا التنفيذ حين وصلوا إلى صاحب الطموح العالي لحكم السودان ، بجنده الفالت ، اللامنتمي لأية قيم ، دينية كانت أو إنسانية أو أخلاقية ، وتلاقت المصالح بين طموحات قائد الجنجويد لرئاسة دولة السودان "مرة واحدة كدة"، مع أعضاء المسشتارية ، الذين لاينكرون جميعهم عضويتهم الفاعلة في التنظيم الإسلاموي في كل مراحله ، وأكثرهم منذ كانوا طلاب في المرحلة المتوسطة والثانوية وقليلهم المرحلة الجامعية . بعضهم حارب في حرب الجنوب ، بل فيهم من كان من أبطال الميل أربعين ، ما عدا القائد الجديد ، يوسف عزت الماهري ، الذي جاء من موقع المدنية والحداثة ، في شبابه ووصل إلى إنتماءه الجديد الظلامي ، بفعل القبيلة الماهرية التي ينتمي إليها حميدتي ، لا أكثر من ذلك ، وترك خلفه رواياته وقصصه ، التي قيل أنه ألفها ، وقرر أن يكتبها على الواقع بدماء ودموع وشقاء السودانيين .
وهكذا أقنعوا حميدتي أن يعتذر ويبتعد عن إنقلاب 25 أكتوبر ويرفضه ويتخلى عنه وعن فاعليه ، وعليه رفع شعارات الحرية والديمقراطية والدولة المدنية ، وهم أعني المستشارية كانت تعلم أن إسلاميو القصر هم الذين دبروا إنقلاب 25 اكتوبر ، وصمتوا حينها ، ولكن والحرب معمعة دائرة ، دونكم تصريح د/ مجمد بدرالدين ، عضو المؤتمر الشعبي ، "وأقول هذا ولا أدري أن كان له علاقة بالمستشارية ، وربما هو أقرب إلى تنظيم آخر ، فانقساماتهم أمبيبية " الذي إعترف علناً بتدبير الاسلامويين ، جناح علي كرتي للإنقلاب ، وكانت ضربة تحت الحزام ، جراء الغبائن المتراكمة التي جعلته يعترف عليهم ويورطهم أمام التاريخ .
أسجل كل هذا بحذر وإن كانت كل الوقائع والشواهد تقول بصحة هذا التحليل ، وبذات المنظور أصل لأقول وإن كان حبل خططهم ومؤامراتهم قصير ، ولكن رغماً عن مستقبلهم المجهول العواقب ، إلا أنهم حين شعر بعض أعضاء هذه المستشارية بنديتهم للجيش السوداني ، وارتفع طموحهم حتى إحتمال هزيمته ، فمنهم من عاد لمراجعة كتابهم الأسود ذاكزالقديم ، وتنزيله ونتائجهزالقابلة للتطبيق على أرض الواقع ، وتوافرت له الشروط المطلوبة يظنون ، بدأوا يتحدثون عن هدم دولة 56 بمفوهمهم العنصري ، وظهرت دعواتهم الصريحة لحكم السودان بواسطة إقليمهم المهمش يدَّعون ، وكان مدخلهم لهذا ، إيقاظ عنصرية مضادة مرتدة عكسياً ، بتاكيدهم أنهم حُكِموا كل تلك السنين بعنصرية النخبة الشمالية ، ودفع بعض جهاليل عيال النخبة المعنية الشمالية ، ورثة أجدادهم وأبائهم من النخبة التي أدمنت الفشل ، وجدناهم كانوا عوناً لأصحاب هذه العنصرية المرتدة ، بإشعالهم لعنصرية مضادة يقودها ، دعاة مشروع تنظيم "البحر والنهر" الأحمق والأبله والمشاتر ، مما شجع اولئك لرفع شعار إقامة الدولة الممتدة على طول دول الساحل الغربي بقيادة دولتهم الدارفورية .
وفي الختام أقول لهذه المستشارية ، لتحسين أوضاعها في المشهد السياسي السوداني ، إن استطعتم ، أن طالبوا مع الآخرين بحل الدعم السريع بجنده ، فهو خير لكم وللسودان الوطن ، وأعيدوا صياغة هؤلاء الجند من جديد ، وقد جربتم هذه الصياغة من قبل أيام ، صاحب كتائب الظل ، وساعدوهم على الإنصهار داخل المجتمع السوداني . ومن تروا أنه يستحق الإلتحاق بالجيش السوداني ، بعد هيكلته ، وتنظيفه من الفلول كم ندعي وتدعون ، أن يكون إلتحاقهم بصفوف الجيش ، بصورة فردية وعرضهم ، لمعاينة البحث في القدرة والمؤهل وكافة الشروط المطلوبة للإلتحاق بالقوات المسلحة ، أفراد جند كانوا أو ذوي رتب نالوها بجدارة وليست بخلوية ، أما مستشارتكم ، إذا كنتم في دعوتكم ، للدولة المدنية الديمقراطية صادقة ، فأعلنوها حزباً سياسياً ، يدعوا للتداول السلمي للسلطة ، بعيداً عن سلاح الجنجويد ومرفقاته الدموية ، ولا مانع أن تكونوا بزعامة حميدتي ذات نفسه ، بعد أن ينظفه القانون من جرائمه ، إذا كان برئياً كما تعتقدون ، أمام المحاكم ، سواءاً أن كانت ، محاكم داخلية أو محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا .
لاللحرب : والثورة مستمرة
نعم للتفاوض: والردة مستحيلة
لا للحرب : والعسكر للثكنات
نعم للتفاوض: والمليشيات تنحل
omeralhiwaig441@gmail.com
عواصم : سأل الإسلاموكوز متى تتوقف هذه الحرب أجابه حين نستولى على العاصمة الخرطوم ونبني دولة الفساد الوطنية
ونحن آمنين .
عواصم : سأل الجنجوكوز متى تتوقف هذه الحرب أجابه حين نستولى على العاصمة بورتسودان ونبني دولة الإفساد المدنية
ونحن آمنين .
كبسولة : (2)
كتلة الفلول : التقت الكتلة اللاديمقراطية في أسمرا
للتفاكر حول الخطة البديلة إذا توقفت بالتفاوض حرب اليوم .
كتلة الفلول : التقت الكتلة اللاديمقراطية في أسمرا
للتحضير للحرب القادمة إذا توقفت با التفاوض حرب اليوم .
كبسولة : (3)
عميد طبيب : بعضمة لسانه يقول سكان الحزام الأسود
هم لا يشبهونا بلد .. أبيدوهم أبيدوهم أبيدوهم .
عميد طبيب : بعضمة لسانه يقول سكان الحزام الأسود
هم حاضنة تمرد .. أبيدوهم أبيدوهم أبيدوهم .
***
من أين أتى هؤلاء الناس الجدد ، من أي نطفة وطينة وجينة ، أتى أيضاً هؤلاء الناس "المقنعين" ، أنا أعني مستشارية الدعم السريع ، ولا أعني مستشارية البرهان "الكرتية" ، فهولاء نعرفهم وقد كشفناهم من ثلاثينيتهم ، إنما أعني اولئك الذين قلت عنهم في المقال السابق ، أن مهمتهم إقتصرت على النكران ، ليس نكران الذات بالطبع ، إنما نكران جرائم الدعم السريع ، وتحسين صورته أمام الراي العام العالمي والإقليمي " أما الداخلي لاعليك منه ، فهو مكشوف الحال بفعائله ذات الصورة والصوت" مهمتهم ظلت نكران كل ما يقوم به جند الدعم السريع ، التي تخطت رائحة أفعالها القذرة كل الحدود ، ووصلت حتى دخلت أروقة الأمم المتحدة ووصلت حتى مجلس الأمن ، وتداولت قذارتها وجرمها كل المنظمات العالمية لحقوق الإنسان ، وحقوق الأطفال والنساء ولا أُللام إن قلت ، لن ينسوا حتى حقوق الحيوان وقد أذوها . وتلاحقت ردود الفعل لهذه الجرائم بالإدانة والشجب ، والمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب ، من الطرفين ، وطالبوهم بوقف هذه الحرب العبثية العدمية اللعينة ، والعودة إلى التفاوض ، وحل الأزمة سياسياً وسلمياً ، ولكن ما من مجيب أو سميع ، لأنها أصلاً لم تكن حرباً وطنية ، لأنها لو كانت كذلك لكانت حُلت سريعاً وفور قيامها ، ولكان الطرفان جلسا لبعضهما لحلها ، حفاظاً على ضحاياها من المواطنين ، وحفاظاً على وطنهم من الدمار ، طالما هي حرب داخلية بين طرفين سودانيين وطنيين ، المفترض قلبهما على الوطن ، ولكن لأنها حرب أيدلوجية سياسية غبائنية ، بين تنظيمين تصارعا على السلطة حين إختلفا ، أيهما يستأثر بها ، وينتزعها من الآخر المختلف ، ليس في المرجعية العقايدية الدينية ، كما ظلا يعتاشان بها ، وإنما في المصالح الذاتية ، فهما حين تفارقا سابقاً ، ليس من أجل دين وإنما من أجل سلطة ، وأنا لا أقول ذلك من فراغ ، فقط تابعوا منشأ وتكوين هذه المستشارية ، من أين أتوا ، ومتى طلوا على المشهد السياسي ، هل سمع أحدكم عنها شيئاً بتشكيلها الرسمي الحالي ، في الفترة مابين إنقلاب اللجنة الأمنية في 11/4/2019 بإدعاء الإنحياز للثورة وحتى إنقلاب25/10/2021 بإدعاء تصحيح المسار ، وظل الطرفان سمن على عسل . بدون أن نسمع صوتاً لأحد أفراد هذه المستشارية ، وأمامهما الطرفان يمزقان ويتخاطفان ، جسد الثورة السودانية المجيدة ، يميناً ويساراً تحت عباءة النافذين من النظام البائد ، ودولتهم العميقة ، بداية بفض الإعتصام ، مروراً بالضغوط المعيشية والعوائق الإقتصادية التي ظلوا يفتعلونها ، وما تبعها من مؤامرات ، منها الإنقلابات المصنوعة ، وفوضى تسعة طويلة ، التي أطلقوها من مخابئهم الأمنية ، والثورة تحبط مؤامراتهم الواحدة تلو الأخرى ولكن حين ضغطت الثورة عليهم وأغلقت كل منافذهم ، وحين كثرت عليهم فضائحهم التي كشفتها لجنة ازالة أثارهم وتتبعت خطى تمكينهم ، وواصلت جادة في تفكيكهم ، نوارة الثورة بتسميتها "لجنة التفكيك" المرعبة لهم ولوجودهم . وحين جاءت الحظة قاصمة الظهر والطهر الذي يدعونه ، بإستلام المدنيين لرئاسة مجلس السيادة ، وهي الطامة الكبرى لوجودهم ، لجأوا لإستلام السلطة كاملة ، بإنقلابهم المشؤوم والمتعجل والملئ بالثقوب ، فولد ميتاً ولم يستطع إعلان حكومة تتحدث بإسمه حتى اللحظة ، وهذا موضوع آخر ، لأني أتحدث عن مستشارية حميدتي ، وأنا على يقين من أنها خرجت من حواف التكوين الإسلاموي نفسه ، وإن لأسباب محبوسة في جوف أعماقهم ، ربما كان ذلك ، بفعل التنافس على السلطة ، أو بفعل الغبائن التي عشعشت فوق رؤوسهم وزلزلت عروشهم ، فمتى كان ظهور هذه المستشارية التي كانت أقرب إلى فصيل المنشية لأسباب سيرد ذكرها لاحقاً ، ولذلك ومنذ ظللت أردد قولي عن فصيلي الإنقاذ القصر والمنشية : أن من تبعهم البرهان هم من جماعة القصر بعجلتهم المعهودة وغبائهم المتمكن ، للعودة إلى السلطة ، بأي ثمن كان ، بخلاف الفصيل الآخر ، مختزن ثعلبية شيخهم الترابي في إنقلابهم الأول (أذهب أنت إلى القصر رئيساً ، وأنا إلى السجن حبيساً) ، فجعلوها من داخل فكر شيخهم في أيامه الأخيرة بعد عشريته التي مارس فيها بكل حصيلته الفكرية المتوارثة ، أنواعاً من الشرور ، مارسها الفكر الإسلامي ، طيلة وجوده في السلطة ، منذ خلفاء دولة بني أمية والدولة العباسية وليس إنتهاءاً بالدولة العثمانية ، ومابعدها إلى أن تولى تواصلها الأفراد والجماعات الداعشية والقاعدية حتى البراء إبن مالك . وبعدها بدأ شيخهم الترابي ، يتحدث عن إنتخابات الولاة ، ثم احزاب التوالي ، وطعَّمها بالتركيز في الحديث عن الحرية والديمقراطية والدولة المدنية ، وترتيبها أن تكون تحت رئاسته أو مسؤوليته المباشرة ، وجاء الجيل الثاني من تلاميذه ، ومن تحت تعاليمه ، إستنبطوا الفكرة وبدأوا التنفيذ حين وصلوا إلى صاحب الطموح العالي لحكم السودان ، بجنده الفالت ، اللامنتمي لأية قيم ، دينية كانت أو إنسانية أو أخلاقية ، وتلاقت المصالح بين طموحات قائد الجنجويد لرئاسة دولة السودان "مرة واحدة كدة"، مع أعضاء المسشتارية ، الذين لاينكرون جميعهم عضويتهم الفاعلة في التنظيم الإسلاموي في كل مراحله ، وأكثرهم منذ كانوا طلاب في المرحلة المتوسطة والثانوية وقليلهم المرحلة الجامعية . بعضهم حارب في حرب الجنوب ، بل فيهم من كان من أبطال الميل أربعين ، ما عدا القائد الجديد ، يوسف عزت الماهري ، الذي جاء من موقع المدنية والحداثة ، في شبابه ووصل إلى إنتماءه الجديد الظلامي ، بفعل القبيلة الماهرية التي ينتمي إليها حميدتي ، لا أكثر من ذلك ، وترك خلفه رواياته وقصصه ، التي قيل أنه ألفها ، وقرر أن يكتبها على الواقع بدماء ودموع وشقاء السودانيين .
وهكذا أقنعوا حميدتي أن يعتذر ويبتعد عن إنقلاب 25 أكتوبر ويرفضه ويتخلى عنه وعن فاعليه ، وعليه رفع شعارات الحرية والديمقراطية والدولة المدنية ، وهم أعني المستشارية كانت تعلم أن إسلاميو القصر هم الذين دبروا إنقلاب 25 اكتوبر ، وصمتوا حينها ، ولكن والحرب معمعة دائرة ، دونكم تصريح د/ مجمد بدرالدين ، عضو المؤتمر الشعبي ، "وأقول هذا ولا أدري أن كان له علاقة بالمستشارية ، وربما هو أقرب إلى تنظيم آخر ، فانقساماتهم أمبيبية " الذي إعترف علناً بتدبير الاسلامويين ، جناح علي كرتي للإنقلاب ، وكانت ضربة تحت الحزام ، جراء الغبائن المتراكمة التي جعلته يعترف عليهم ويورطهم أمام التاريخ .
أسجل كل هذا بحذر وإن كانت كل الوقائع والشواهد تقول بصحة هذا التحليل ، وبذات المنظور أصل لأقول وإن كان حبل خططهم ومؤامراتهم قصير ، ولكن رغماً عن مستقبلهم المجهول العواقب ، إلا أنهم حين شعر بعض أعضاء هذه المستشارية بنديتهم للجيش السوداني ، وارتفع طموحهم حتى إحتمال هزيمته ، فمنهم من عاد لمراجعة كتابهم الأسود ذاكزالقديم ، وتنزيله ونتائجهزالقابلة للتطبيق على أرض الواقع ، وتوافرت له الشروط المطلوبة يظنون ، بدأوا يتحدثون عن هدم دولة 56 بمفوهمهم العنصري ، وظهرت دعواتهم الصريحة لحكم السودان بواسطة إقليمهم المهمش يدَّعون ، وكان مدخلهم لهذا ، إيقاظ عنصرية مضادة مرتدة عكسياً ، بتاكيدهم أنهم حُكِموا كل تلك السنين بعنصرية النخبة الشمالية ، ودفع بعض جهاليل عيال النخبة المعنية الشمالية ، ورثة أجدادهم وأبائهم من النخبة التي أدمنت الفشل ، وجدناهم كانوا عوناً لأصحاب هذه العنصرية المرتدة ، بإشعالهم لعنصرية مضادة يقودها ، دعاة مشروع تنظيم "البحر والنهر" الأحمق والأبله والمشاتر ، مما شجع اولئك لرفع شعار إقامة الدولة الممتدة على طول دول الساحل الغربي بقيادة دولتهم الدارفورية .
وفي الختام أقول لهذه المستشارية ، لتحسين أوضاعها في المشهد السياسي السوداني ، إن استطعتم ، أن طالبوا مع الآخرين بحل الدعم السريع بجنده ، فهو خير لكم وللسودان الوطن ، وأعيدوا صياغة هؤلاء الجند من جديد ، وقد جربتم هذه الصياغة من قبل أيام ، صاحب كتائب الظل ، وساعدوهم على الإنصهار داخل المجتمع السوداني . ومن تروا أنه يستحق الإلتحاق بالجيش السوداني ، بعد هيكلته ، وتنظيفه من الفلول كم ندعي وتدعون ، أن يكون إلتحاقهم بصفوف الجيش ، بصورة فردية وعرضهم ، لمعاينة البحث في القدرة والمؤهل وكافة الشروط المطلوبة للإلتحاق بالقوات المسلحة ، أفراد جند كانوا أو ذوي رتب نالوها بجدارة وليست بخلوية ، أما مستشارتكم ، إذا كنتم في دعوتكم ، للدولة المدنية الديمقراطية صادقة ، فأعلنوها حزباً سياسياً ، يدعوا للتداول السلمي للسلطة ، بعيداً عن سلاح الجنجويد ومرفقاته الدموية ، ولا مانع أن تكونوا بزعامة حميدتي ذات نفسه ، بعد أن ينظفه القانون من جرائمه ، إذا كان برئياً كما تعتقدون ، أمام المحاكم ، سواءاً أن كانت ، محاكم داخلية أو محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا .
لاللحرب : والثورة مستمرة
نعم للتفاوض: والردة مستحيلة
لا للحرب : والعسكر للثكنات
نعم للتفاوض: والمليشيات تنحل
omeralhiwaig441@gmail.com