الخيار العقلاني

 


 

صفاء الفحل
28 September, 2023

 

عصب الشارع -
يجب على البرهان ولجنته الأمنية والفلول الإعتراف بأنهم قد خسروا هذه الحرب مادياً وعسكرياً وسياسياً والعمل على إيقافها والقبول بالذهاب إلى منبر جده حفاظاً على ماتبقى لهم من (كرامة) فلو أنها إستمرت أكثر من هذا فإنها بكل تأكيد ستستأصلهم تماماً من أرض السودان فالعالم كله يعمل علي ذلك بناء علي تجاربه مع حركات التطرف الإسلامية في أفغانستان وسوريا وحزب الله اللبناني وحركة الشباب الصومالي والنهضة التونسية وبوكو حرام وغيرهم من تلك الحركات التي تقدم القتل والدم والدمار علي الأعمار والسلام والمحبة ..
والشواهد التاريخية تقول بأن الخيارات أمام البرهان صارت محدودة فإما أن يهرب ويلجأ الى أحدى الدول ويموت بحسرته هناك كما فعل العديد من الدكتاتوريين قبله فقد هرب شاه إيران الي مصر عقب اندلاع الثورة الإيرانية و هرب عيدي امين الى السعودية كما هرب بن علي وغيرهم او يموت أشنع ميتة اذا ما أصر على الإستمرار حتى يصل الى مصير معمر القذافي وصدام حسين والخيار الأخير أمامه أن يدمر السودان ويجلس على أنقاضه كما يفعل بشار الأسد في سوريا اليوم
الخيار العقلاني بين هذه الخيارات واضح إن كان للرجل عقل وهو التسليم والقناعة بأن خيار إستمراره في الحكم صار معدوماً الا اذا ما أراد أن يجلس على انقاض دولة وشعب ليحكم وأن عليه أن ينتهز الفرصة المتاحة له حالياً وأن يتخلى عن (أحلام والده) ويذهب بلا تردد الى جده لإيقاف الحرب والتوقيع على الوثيقة الدستورية لتسليم البلاد الى سلطة مدنية والحصول على مخرج آمن له وحاشيته قبل أن تسوء الأحوال أكثر وتتغير المعادلة وعليه أن يدرك بانه مجرد ورقة (مرحلية) يتعامل بها الكيزان وقد يهدرون دمه في أية لحظة ان كان ذلك يخدم عودتهم ..
لم يكن هتلر جبان عندما قرر الانتحار بعد سقوط برلين وليس من الضروري أن يكون الإنتحار بتجرع السم أو رصاصة في الرأس فقد يكون انتحاراً جباناً ب(التردد) ومحاولة الحصول على مخرج حتى تقع الطامة الكبرى كما فعل صدام حسين فيموت المرء ذليلا علي يد الآخرين وعلى البرهان أن يحسم أمر نهايتة وأن يكون شجاعاً وهو يطوي اخر صفحاته فليس من العيب أن تخطيء ولكن العيب والغباء ان تظل متمسكاً بذلك الخطأ حتى أنفاسك الأخيرة وليعلم البرهان بأنه مهما فعل فهناك من يلفظ أنفاسه الأخيرة هو .. او الوطن وله الخيار بينهما
والثورة أبداً لن تتوقف
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء..
الجريدة

 

آراء