جمع وتفاوض وتقدم

 


 

 

أطياف -
بتاريخ ٣٠ أغسطس الماضي كتبنا على هذه الزاوية تعليقا على إنطلاق منبر أديس أبابا مبادرة دولة إثيوبيا لوقف الحرب كتبنا نصاً ( أن منبر أديس أبابا ليس منبرا مختلفا ، أو واحدا من المنابر المتعددة التي تبحث عن حلول منفردة للأزمة السودانية لكنه منبر سياسي تحضيري يعمل على وضع خارطة الطريق السياسي لمفاوضات منبر جدة، وسيناقش مرحلة مابعد الحرب سياسيا لعودة الحكم المدني و إزاحة طرفي الصراع عن المشهد السياسي و وربما يعمل على عودة حكومة عبد الله حمدوك الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا) جاء ذلك في زاوية بعنوان (الإمارات على الخط) .
واليوم يبرز العمق المهم لأثيويبا في كتابة اسمها على صفحات التاريخ وهي تلعب دورا أساسيا واضحا في تعبيد طريق المدنية وهي تحتضن أكبر جبهة مدنية لوقف الحرب والعمل على عودة المسار الديمقراطي ، خارطة الطريق لسودان جديد ، لمع فيها نجم حمدوك وضح ذلك جليا على مرآة الحراك المدني باديس أبابا إن كان على منصة الجبهة المدنية العريضة (جمع) أو رئاسته لتنسيقية القوى المدنية (تقدم)
وكشفت الايام وأكدت أن أديس أبابا هي الأرضية السياسية الصلبة التي تدعم مايطرح بجدة و كأنما أرادت الوساطة أن تجعل من إثيوبيا منبرا سياسيا منفصلا ومتصلا بجدة حتى لايزج وفد التفاوض العسكري بشقيه نفسه في السياسة من جديد
لذلك كان واضحا أن الدعوة التي قدمتها الوساطة لإستئناف التفاوض قصدت فيها أبعاد الملف السياسي ولهذا صرح الجيش وحدد انه سيناقش الملف الأمني و الملف الإنساني فقط
كما أن الوساطة بهذا التكتيك منعت تطفل الحكومة الكيزانية على الطاولة بصفتها حكومة غير شرعية وغير معترف بها فالملف الأمني والانساني كلاهما شأن عسكري يخص طرفي الصراع ولاوجود لمقعد ثالث
هذا الترتيب الجديد على طاولة التفاوض هو عملية تنقية لعملية التمثيل ليكون الوفد بجدة يمثل الجيش وليس الحكومة ، فالعمل والإعداد لمرحلة سودان بلا كيزان هو الذي هدد عرش إمبراطورية الفلول بالإنهيار ليس هذا وحسب ولكنه حرّم عليها أيضا أكل فتات المساعدات الإنسانية
فهذه المرة لامكان لعلي الصادق داخل قاعة التفاوض فحتى حجة الحكومة بأنها الجهة المنوط بها توزيع المساعدات الإنسانية قطعتها الوساطة وقالت إن المنظمات والدول التي ستقدم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني هي من تكون مسئولة عن توزيعها
وهذا ماجعلها تهذأ بالشائعات عن عودة الوفد من جدة وإنسحابه وإنهيار التفاوض
إذن لطالما أن الملف الأمني وقرار وقف الحرب مسئولية طرفي الصراع العسكري ، والمساعدات الإنسانية مسئولية المنظمات الدولية ، والملف السياسي مسئولية القوى المدنية ، فماذا تبقى للفلول سوى أن تقف خلف هذه الأبواب المغلقة على وجهها نائحة باكية على أطلال الوطن بعد أن دمرته وأحرقته، ومع ذلك لم تحسم معركتها، وأهانت كرامتها المفقودة، ولم تعُد للحكم مرة أخرى، أي خسارة أكبر من هذه ، فالغليان دائما مرحلة تسبق عملية التبخر !!
طيف أخير:
#لا_للحرب
معركة نيالا جاءت بتوقيت مختار بعناية تزامنت مع الجلسة الافتتاحية للتفاوض فالمنتصر فيها الآن سيرتفع رصيده التفاوضي على الطاولة، موجع أن يكون ثمن أهدافك يدفعه المواطن دم وروح !!
الجريدة

 

آراء