شرف فلسطين و شرف السودان هل من فرق؟
د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
2 November, 2023
2 November, 2023
طبيب زميل وصديق لبناني بعث لي بالأمس رسالة. بدون تحية ولا سلام أو كلام، وكانت عبارة عن فيدو كليب عبر الإيميل بعنوان "شرف فلسطين"
رديت علين كلاتي:
شكرا د إبراهيم على فيديو شرف فلسطين.، مشكورا بعثته لي ولم أستغرب أن يكون المتحدث عن إعتبار ذلك الشرف سوداني جزاؤه ينتظره على صفحات خضراء ترفرف تشتاق إلى يوم لقائه بربه
وابعث لك بالمقابل فيديو قديم تجاوز العشر سنوات من خطبة جمعة لشيخ. سوداني آخر كان يرى بعيون زرقاء اليمامة بل رؤية رجل صالح وكأنه يقرأ ما يجري وسيجري على أرض فلسطين وإن طال الدهر، ونحسبه هو من الصالحين وقد صدقت اليوم توقعاته ، إماما وداعية كان محبوبا ومحترما مات شهيد حادث سيارة ولم يكمل السابعة والثلاثين من عمرة. عليه رحمة الله.
هنا أيضا أقول لك إن ما يجري اليوم فى فلسطين وهم إخواننا فقط فى الله والإسلام لشيء عظيم وجلل محزن ومرفوض ونحن السودانيين لا غرابة أن يهمنا واقع فلسطين المؤلم أو غير فلسطين وإن كنا اليوم جرحى في أنفسنا، لأننا نوعية من البشر الذين خصهم الله بالاهتمام بقضايا الآخرين وخدمتهم لدرجة اننا فى حالات الفزع ننسى " ليس عبطا" قضايا أنفسنا واحتياجاتنا. لكننا كبشر لنا عقل يفكر و يفهم بذكاء ويدبر بحكمة، نحزن ونكتم الحزن في أعماقنا عندما تقع علينا مصائب الدنيا ونجد الآخرين من حولنا ينسوننا كما نسي صاحب الحوت حوته ولم يأسف عليه.
ما يجري اليوم في فلسطين والله يشهد أقل بكثير عن ما جرى ولا يزال يجري في السودان (قصف وتدمير وقتل ونهب واغتصاب وتهجير بالملايين) ، فقط كاميرات الإعلام هي التي تروج لقضية ما أو ما يجري في بلد ما، حسب أهمية المنطقة وهي التي تلعب دورها المؤثر إذا توفرت لها فرص إلتقاط الصيد الثمين.
السودان بلد الخير والعطاء بلد ابواب بيوت سكانه دائما مفتوحة لعابري السبيل وان ضعف دخلهم أو تواضع مسكنهم . تجدنهم في أحلك الظروف يقرون الضيف ويوفون بالعهد، يسارعون يتبارون لنصرة الملهوف . السودان البلد الوحيد فى العالم الذي يقف مواطنوه وهم صيام عند ساعات إفطار رمضان على الطرقات الجانبية والرئيسية يوقفون العابرين ليحللوا صيامهم ، يطعمونهم ويسقونهم وبالترحيب كما استوفقوهم يودعونهم ، لا يرجون جزاءاً ولا شكورا من أحد.
إننا والله لنحزن لما يجري فى غزة ولكن بالمقابل أنفسنا العليلة المنسية تحزن منفردة لحالها فى سودان جدا منسي ، لأننا كنا والله نتوقع و نرجوا أن تقف معنا شعوب العالم خاصة المسلمين منهم أو من كنا نفتكرهم أصدقاء من دول الجوار أو الشرق الأوسط في محنتنا أن ينصروننا بصدق وقوة بدلا من أن يقولون الحرب في السودان أمر داخلي بحت. لقد هربوا كلهم من السودان يوم وقعت الواقعة ، تركونا من وراء ظهورهم ولوا الأدبار ولم يلتفتوا ولو لحظة وداع يستودعوننا فيها الله.. فلسطين تحارب عدوا مغتصبا متجبرا محتلا ويدعي انه يدافع عن نفسه التي يصفها " المتعدى عليها بغير وجه حق" ونسي أو تناسي أنه هو المعتدي الأول والآخر الذي اغتصب كل فلسطين بغير وجه حق. إنه لعين التعدي والظلم الجائر بدون أي إستحياء.
أما حرب السودان فللأسف حالها يغني عن سؤالها. وفي السؤال بعض الأحيان ظلم وتوبيخ للسائل يرد عليه من نظام سلطوي ظالم، بل جرم كبير عقابه قد يكون ثمن حياة بأكملها.
عزيزي نعم لشرف فلسطين ولكن لا ننسى أو نتغاضى عن شرف السودان .
إن غداً لناظره لقريب وسيعود السودان قوياً من جديد حرا مستقلا وسنعود نحن سودانيون أقوياء بعزة أنفسنا وبإرادتنا وعزمنا وبإيماننا بالله وبحب الوطن. سنبحر غير ملتفتين إلي الوراء حتى يتم لنا الوصول بسلام لبر النجاة طالما إيماننا بالله قوي لا يتزعزع ، إنه معنا الحمد والشكر له، عليه نتوكل ووحده هو فقط نرفع أيدينا عند بابه "تأدبا" نسأل، إنه نعم المولى ونعم النصير. يارب لا تحجنا إلي غيرك
تحياتي
عبدالمنعم
aa76@me.com
/////////////////////
رديت علين كلاتي:
شكرا د إبراهيم على فيديو شرف فلسطين.، مشكورا بعثته لي ولم أستغرب أن يكون المتحدث عن إعتبار ذلك الشرف سوداني جزاؤه ينتظره على صفحات خضراء ترفرف تشتاق إلى يوم لقائه بربه
وابعث لك بالمقابل فيديو قديم تجاوز العشر سنوات من خطبة جمعة لشيخ. سوداني آخر كان يرى بعيون زرقاء اليمامة بل رؤية رجل صالح وكأنه يقرأ ما يجري وسيجري على أرض فلسطين وإن طال الدهر، ونحسبه هو من الصالحين وقد صدقت اليوم توقعاته ، إماما وداعية كان محبوبا ومحترما مات شهيد حادث سيارة ولم يكمل السابعة والثلاثين من عمرة. عليه رحمة الله.
هنا أيضا أقول لك إن ما يجري اليوم فى فلسطين وهم إخواننا فقط فى الله والإسلام لشيء عظيم وجلل محزن ومرفوض ونحن السودانيين لا غرابة أن يهمنا واقع فلسطين المؤلم أو غير فلسطين وإن كنا اليوم جرحى في أنفسنا، لأننا نوعية من البشر الذين خصهم الله بالاهتمام بقضايا الآخرين وخدمتهم لدرجة اننا فى حالات الفزع ننسى " ليس عبطا" قضايا أنفسنا واحتياجاتنا. لكننا كبشر لنا عقل يفكر و يفهم بذكاء ويدبر بحكمة، نحزن ونكتم الحزن في أعماقنا عندما تقع علينا مصائب الدنيا ونجد الآخرين من حولنا ينسوننا كما نسي صاحب الحوت حوته ولم يأسف عليه.
ما يجري اليوم في فلسطين والله يشهد أقل بكثير عن ما جرى ولا يزال يجري في السودان (قصف وتدمير وقتل ونهب واغتصاب وتهجير بالملايين) ، فقط كاميرات الإعلام هي التي تروج لقضية ما أو ما يجري في بلد ما، حسب أهمية المنطقة وهي التي تلعب دورها المؤثر إذا توفرت لها فرص إلتقاط الصيد الثمين.
السودان بلد الخير والعطاء بلد ابواب بيوت سكانه دائما مفتوحة لعابري السبيل وان ضعف دخلهم أو تواضع مسكنهم . تجدنهم في أحلك الظروف يقرون الضيف ويوفون بالعهد، يسارعون يتبارون لنصرة الملهوف . السودان البلد الوحيد فى العالم الذي يقف مواطنوه وهم صيام عند ساعات إفطار رمضان على الطرقات الجانبية والرئيسية يوقفون العابرين ليحللوا صيامهم ، يطعمونهم ويسقونهم وبالترحيب كما استوفقوهم يودعونهم ، لا يرجون جزاءاً ولا شكورا من أحد.
إننا والله لنحزن لما يجري فى غزة ولكن بالمقابل أنفسنا العليلة المنسية تحزن منفردة لحالها فى سودان جدا منسي ، لأننا كنا والله نتوقع و نرجوا أن تقف معنا شعوب العالم خاصة المسلمين منهم أو من كنا نفتكرهم أصدقاء من دول الجوار أو الشرق الأوسط في محنتنا أن ينصروننا بصدق وقوة بدلا من أن يقولون الحرب في السودان أمر داخلي بحت. لقد هربوا كلهم من السودان يوم وقعت الواقعة ، تركونا من وراء ظهورهم ولوا الأدبار ولم يلتفتوا ولو لحظة وداع يستودعوننا فيها الله.. فلسطين تحارب عدوا مغتصبا متجبرا محتلا ويدعي انه يدافع عن نفسه التي يصفها " المتعدى عليها بغير وجه حق" ونسي أو تناسي أنه هو المعتدي الأول والآخر الذي اغتصب كل فلسطين بغير وجه حق. إنه لعين التعدي والظلم الجائر بدون أي إستحياء.
أما حرب السودان فللأسف حالها يغني عن سؤالها. وفي السؤال بعض الأحيان ظلم وتوبيخ للسائل يرد عليه من نظام سلطوي ظالم، بل جرم كبير عقابه قد يكون ثمن حياة بأكملها.
عزيزي نعم لشرف فلسطين ولكن لا ننسى أو نتغاضى عن شرف السودان .
إن غداً لناظره لقريب وسيعود السودان قوياً من جديد حرا مستقلا وسنعود نحن سودانيون أقوياء بعزة أنفسنا وبإرادتنا وعزمنا وبإيماننا بالله وبحب الوطن. سنبحر غير ملتفتين إلي الوراء حتى يتم لنا الوصول بسلام لبر النجاة طالما إيماننا بالله قوي لا يتزعزع ، إنه معنا الحمد والشكر له، عليه نتوكل ووحده هو فقط نرفع أيدينا عند بابه "تأدبا" نسأل، إنه نعم المولى ونعم النصير. يارب لا تحجنا إلي غيرك
تحياتي
عبدالمنعم
aa76@me.com
/////////////////////