كلمة الدكتور ابى كمال الجزولي في ختام تأبين والده- عليه الرحمة:

 


 

 

بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخيرة فيما اختار الله
ولقد اختار الله أن يفتتح كتابه الكريم بسورة تمثل أعظم دعاء. فبعد الابتهال ب (بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. اياك نعبد واياك نستعين).. يكون الدعاء بأن (اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم. غير المغضوب عليهم ولا الضالين.) وانا نحمد الله حمداً كثيراً بأن أهدى والدنا وحبيبنا كلنا وصديقنا ومعلمنا ومربينا كمال الجزولي إلى الصراط المستقيم، فقد كان دوماً قبلته وبوصلته، وكمال الاستقامة غايته.. ولكل من اسمه نصيب.
يقول المتنبي في مدح من هو أصغر قامة من كمال الجزولي:
يطلب عند الناس ماعند نفسه.. وذلك مالا تدعيه الضراغم وقد طلب فقيدنا من الناس ماكان عند نفسه بحق، حينما كتب أبياته الشعرية:
إنك ميت
وإنهم ميتون
ولافكاك
فاجهر -إذن- برفضك الأبيي ههنا
تجهر به هناك
ومت هنا
تحيا هناك
وقد كان الأجهر صوتاً ضد الطغاة والظالمين وقد تيمم وجهك الحق فقاتل من أجل حقوق المرأة والضعفاء والمهمشين في أحلك الظروف وأعتم أيام السودان رافعاً شعلة التنوير والوطنية والاستقامة..
وقد نشد الجمال في كل شيئ ياجميل يالله.. من كتابة الشعر حتى حسن المظهر فاكرمه ياكريم في آخرته بلقاء وجهك الذي طالما ابتغاه في دنياه.. فانت العدل الوهاب "إنه وعد العاقبة، وتلويحة النِّهاية، والقضاء اللازم، والأمر الحاتم، فلا يعجزه المقيم، ولا يفلت منه الهارب، وهو الختام، من قبل ومن بعد، لكلِّ موجود ما خـلا وجـه الكريـم. ونفاذ هذا الوعـد على الجَّميع."
...
سلام عليك يا أبي يوم ولدت وسلام عليك في مماتك وسلام عليك يوم تبعث حيا..
....
الهم يا الله ياحق إن والدي لم يستوحش طريق الحق فآنس وحشته في قبره ...
الهم يا الله أن والدي اكرمنا في حياته فاكرمه في مثواه الاخير.. فأنت الكريم الهم ارحم ابي واغفر له... فأنت الغفور الرحيم الهم امنحنا الصبر والسكينة لتقبل فراقه والشجاعه لمواصلة طريقه والحكمة لصون سيرته الطيبة.. فأنت الحكيم القدير باسم حبيبته وشريكة حياته ورفيقة نضاله ودربه الصعب المكلومة بفقده د. فايزة حسين، وباسم ابنته الحبيبة إلى قلبه الطاهر، المفضلة لديه على الدوام، أروى، والتي حالت الحرب اللعينة دونهما في الأشهر الأخيرة حيث نزحت هي وزوجها أحمد مهدي وحفيدته الحبيبة جوليا إلى عطبرة، وباسم أشقاءه الأوفياء أميرة الجزولي ومجدي الجزولي وباسم عبد المنعم ومحمد وآلهم في المنافي.. وباسم مي محجوب شريف ومريم محجوب ومحمد الهادي حسين وباسم آل الجزولي جميعاً وآل الأنصاري وجيرانهم وباسم آل شرفي وآل حسين عبد الله وباسم زملاء الدرب الصعب في الحزب الشيوعي السوداني ورفقاءه المناضلين أصحاب المشاريع النبيلة في كل الأحزاب السودانية المؤمنة بالديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني العريض وباسم المئات من أصدقاءه والآلوف المؤلفة من محبيه وعارفي فضله الذين انفطرت قلوبهم بفراقه المر في عموم ربوع بلادنا الحبيبة وفي المنافي القريبة والبعيدة وباسمي وباسم إبني إياد أبي كمال الجزولي الذي أحبه كثيراً..
باسمكم جميعاً نحمد الله على حسن العزاء
وندعوه بالرحمة على وطننا الحبيب الذي أثقلته ويلات الحروب جميعها وأن ينعم علينا بالديمقراطية والعدالة الإجتماعية والأمن والاستقرار أشكركم جميعا على دعمكم ومؤازرتكم لنا في مصابنا الجلل ونشكر عمنا وصديق والدنا ماجد عثمان ادريس الذي اعد لنا هذا المكان، ولجنة احباء كمال الجزولي على البرنامج، والاستاذ التشكيلي محمد جو الذي صمم و اشرف علي ما بين ايديكم من مطبوعات أدامكم الله لنا اصدقاءاً مخلصين ورفاقاً أوفياء وهدانا جميعاً الى صراطه المستقيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

آراء