سرية رسائل السياسة تفضح ميل الهوى

 


 

 

طلبت قيادة قوى الحرية و التغيير المركزي من رئيس دولة جنوب السودان أن يكون همزة الوصل بينهم و القائد العام و رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و قائد ميليشيا الدعم، في سعيها لوقف الحرب، دون أن تفصح عن أي برنامج أو رؤية تريد أن تتفاوض عليها مركزية قحت مع الجيش و الميليشيا. و أيضا في القاء الذي كانت قد عقدته قيادتها مع توت قلواك المستشار الأمني لرئيس دولة جنوب السودان في جوبا قال رئيس الوفد عمر الدقير أنهم سوف يقدمون مشروعا للحل بهدف وقف الحرب إلي دولة جنوب السودان، لكي تطلع عليه، و قال الدقير في الاجتماع أنهم سوف يطرحون المشروع إلي اجتماع الجبهة المدنية العريضة " تقدم" ثم بعد ذلك تطرح للشعب، و من خلال هذه المقولات تكون قد حددت "قحت المركزي" أولوياتها في برنامج سعيها لوقف الحرب.
في ذات اللقاء؛ قال توت؛ أنهم بالفعل يريدون الاطلاع على هذا المشروع لكي يطرحونه على بقية القوى السياسية كمسودة للتفاوض، باعتبار أن دولة جنوب السودان تريد أن تقوم بمهمة تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية السودانية، و قال نائب وزير الخارجية لجنوب السودان رمضان محمد عبد الله أنهم لا يريدون تأسيس منبر أخر إضافة للمنابر الموجودة أصلا، و لكنهم يدعمون المنابر القائمة " جوبا – الإيقاد" و بالتالي تكون زيارة "قحت المركزية" لدولة جنوب السودان الهدف الجوهري منها هو السعي من أجل توسط الرئيس سلفاكير لكي يلتقوا بالبرهان و حميدتي، بهدف التحاور معهما لوقف الحرب كما جاء على لسان الدقير في المؤتمر الصحفي. و يصبح هناك سؤلان: الأول لماذا قحت تجعل الشعب دائما في زيل أجندتها و هي درجت دائما أن تتحدث بأسمهو أخر من تقدم له رؤيتها بالحل؟ الثاني هل " قحت المركزي" تريد الرجوع مرة أخرى لذات اجندة " الاتفاق الإطاري" و الحوار مع الذين كانوا مشاركين فيه مع إبعاد " المؤتمر الشعبي و انصار السنة" حسب ما جاء في بيان اجتماع القاهرة " الثاني" إبعاد هؤلاء من أي حل يخص المشكل السوداني.
أليس من الأفضل أن تطرح " قحت المركزي" للشعب و كل المهتمين بشأن السوداني الرؤية التي تريد أن تتحاور على ضوئها مع البرهان و حميدتي، حتى يتعرف الشعب ما هي الخيارات المطروحة و أولوية الأجندة. قبل 15 إبريل كانت الأولوية عند قحت " استلام السلطة" لذلك كانت تردد قياداتها أنها لا تريد أن تغرق العملية السياسية، و هذه شكلت لها عقبة لعدم أتمام الصفقة، فهل ماتزال تحمل ذات المشروع الذي أدى إلي الحرب، أم أن لها رؤية جديدة تقدم في أجندتها عملية التحول الديمقراطي، و هي رؤية تحتاج إلي أدوات مغايرة عن سابقتها. و معرفة التغيير في الأجندة، عندما تقدم قحت رؤيتها للشعب سوف تحاسب بموجبها.
القضية الأخرى؛ أثارها طه عثمان في المؤتمر الصحفي عندما تحدث عن " ميليشيا الدعم" حيث قال " أن الجيش يذهب للثكنات، أم ميليشيا الدعم هي قوى عسكرية و لكن لها قاعدة اجتماعية عريضة كيف نتعامل معها" الأمر الذي يؤكد أن قحت المركزي ماتزال مقتنعة بعودة الميليشيا لذات موقعها السابق، و بالتالي تطرح أسئلة معروفة الإجابة عليها سلفا عندما يطالب الكل أن يكون هناك جيشا واحدا في السودان، و كل الحركات المسلحة تخضع لترتيبات أمنية، أن يجند الذين يتوافقوا مع معطيات القوات المسلحة حسب قانونها، و البعض يسرحوا و مع تقديم بعض الدعم المالي، و قيادات الحركات إذا راغبة في العمل السياسي تتحول إلي أحزاب سياسية، لكن لا يمكن تقديم أي استثنات لقوى مسلحة لكي تحتفظ بسلاحها و مقاتليها، هل قحت تريد في ذلك شرحا. مثل هذه الأسئلة حقيقة تضع قائلها موضع الشك...! معنى ذلك أن قحت تريد أن تساوم في الحل على بقاء الميليشيا عسكريا، الأمر الذي يؤكد أنها لم تغير أجندتها السابقة 15 إبريل 2023م، و هذه تصبح معضلة. و على قيادتها أن تطرح رؤيتها للحل للشعب. باعتبار أن الشعب ربما يكون له رأيا مؤيدا أو مخالفا. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com

 

آراء