الهروب الكبير
صفاء الفحل
14 December, 2023
14 December, 2023
عصب الشارع -
يعاتب الكثير من المتابعين والمتحدثين وزير خارجية حكومة اللجنة الأمنية بانه عاد إلى البلاد مع الوفد وكان من المفترض أن يظل لمتابعة الصياغة مع سكرتيرة المؤتمر وإبداء الملاحظات حوله قبل خروجه إلى النور حسب البرتكول المتبع بدلاً من أن يحمل حقيبة رئيسه ويعود بنفس الطائرة معه إلى بورتسوران ويجلس بمكتبه ليصدر ذلك البيان الهزيل برفض مخرجات تلك القمة التي كان حضوراً فيها في سقوط مدوي للدبلوماسية السودانية التي كانت لايشق لها غبار..
والحقيقة أن قائد اللجنة الأمنية الذي سافر مزهواً لحضور ذلك المؤتمر بعد أن طاف على رؤساء دول الايقاد قبلها بأيام معتذراً منكسراً متوعداً بتنازلات ورشاوي مغلفة و(أشياء أخرى كثيرة) ستفصح عنها الأيام، قد خدعته الإبتسامات والترحاب البرتكولي و(الوعد خيراً) الذي قوبل به خلال تلك الزيارات، وكان يتوقع ان يستقبل خلال القمة إستقبال الفاتحين وأن طلباته التي همس بها إليهم خلال تلك الزيارات ستكون مجابة وطلب على إثرها عقد هذه القمة الإستثنائية (بقلب قوي) ولكنه تفاجأ بالصرامة والتجاهل الذي قوبل به خلال المداولات حتى أن جميع الرؤساء قد رفضوا اللقاءات الجانبية معه، على هامش القمة على إعتبار أنه لم يعد هناك مايقال..
كان من الطبيعي ألا ينتظر وزير الخارجية فقد بان الخطاب من عنوانه خلال المداولات والكلمات التي ألقاها رؤساء الدول الذين أكثروا من إستعمال لفظ (طرفي النزاع) واضعين البرهان وحميدتي كمجرمي حرب، وهو الذي كان ينتظر إدانة للطرف الاخر بل مع وجود تمثيل كامل للدعم السريع و وصل الأمر بان أعلن الرئيس الكيني بانه على تواصل مع قائد تلك المجموعة والذي أبدي عدم ممانعته من إجراء لقاء مباشر مع قائد اللجنة الإنقلابية، وكان من الطبيعي أن يهرب وزير الخارجية مع رئيسه فوجوده من عدمه صار لن يغير من إجماع كافة المتواجدين شيئاً بضرورة وقف الحرب أولاً والجلوس لمباحثات سياسية تعيد الديمقراطية والحكومة المدنية صار أمراً محسوماً ..
وحتي لا يتعب المتابعين أنفسهم ويتحدثون عن سنة اولى سياسة التي يتعامل بها الرجل فان من ذهب لم يكن وزير خارجية بل دمية يحركها الفلول من بورتسودان، ووجوده من عدمه لا قيمة لها وأن هذه القمة التي وافقت الايقاد على انعقادها كان الهدف الأساسي منها هو إحضار البرهان الي هناك وإعطاءه الرأي الأخير الذي أجمع عليه المجتمع الدولي حول الصراع بالسودان وأنه لا داعي أن يطوف بالبكائية حول العالم و(نقطة سطر جديد) أو كما يقول بوقهم الانحرافي..
عصب في الذكرى
رغم الأوجاع والتشرد والجوع والمرض يستعد الأحرار على مستوى العالم لإحياء الذكري الخامسة لثورة ديسمبر الخالدة خلال الايام القادمة ليقولوا للشهداء الأبرار وهم أكرم منا جميعا بأن مازلنا نجاهد لتحقيق أحلامهم في سودان الحرية والسلام والعدالة وأن تضحياتهم العظيمة لم ولن تذهب هدرًا...
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء..
الجريدة
يعاتب الكثير من المتابعين والمتحدثين وزير خارجية حكومة اللجنة الأمنية بانه عاد إلى البلاد مع الوفد وكان من المفترض أن يظل لمتابعة الصياغة مع سكرتيرة المؤتمر وإبداء الملاحظات حوله قبل خروجه إلى النور حسب البرتكول المتبع بدلاً من أن يحمل حقيبة رئيسه ويعود بنفس الطائرة معه إلى بورتسوران ويجلس بمكتبه ليصدر ذلك البيان الهزيل برفض مخرجات تلك القمة التي كان حضوراً فيها في سقوط مدوي للدبلوماسية السودانية التي كانت لايشق لها غبار..
والحقيقة أن قائد اللجنة الأمنية الذي سافر مزهواً لحضور ذلك المؤتمر بعد أن طاف على رؤساء دول الايقاد قبلها بأيام معتذراً منكسراً متوعداً بتنازلات ورشاوي مغلفة و(أشياء أخرى كثيرة) ستفصح عنها الأيام، قد خدعته الإبتسامات والترحاب البرتكولي و(الوعد خيراً) الذي قوبل به خلال تلك الزيارات، وكان يتوقع ان يستقبل خلال القمة إستقبال الفاتحين وأن طلباته التي همس بها إليهم خلال تلك الزيارات ستكون مجابة وطلب على إثرها عقد هذه القمة الإستثنائية (بقلب قوي) ولكنه تفاجأ بالصرامة والتجاهل الذي قوبل به خلال المداولات حتى أن جميع الرؤساء قد رفضوا اللقاءات الجانبية معه، على هامش القمة على إعتبار أنه لم يعد هناك مايقال..
كان من الطبيعي ألا ينتظر وزير الخارجية فقد بان الخطاب من عنوانه خلال المداولات والكلمات التي ألقاها رؤساء الدول الذين أكثروا من إستعمال لفظ (طرفي النزاع) واضعين البرهان وحميدتي كمجرمي حرب، وهو الذي كان ينتظر إدانة للطرف الاخر بل مع وجود تمثيل كامل للدعم السريع و وصل الأمر بان أعلن الرئيس الكيني بانه على تواصل مع قائد تلك المجموعة والذي أبدي عدم ممانعته من إجراء لقاء مباشر مع قائد اللجنة الإنقلابية، وكان من الطبيعي أن يهرب وزير الخارجية مع رئيسه فوجوده من عدمه صار لن يغير من إجماع كافة المتواجدين شيئاً بضرورة وقف الحرب أولاً والجلوس لمباحثات سياسية تعيد الديمقراطية والحكومة المدنية صار أمراً محسوماً ..
وحتي لا يتعب المتابعين أنفسهم ويتحدثون عن سنة اولى سياسة التي يتعامل بها الرجل فان من ذهب لم يكن وزير خارجية بل دمية يحركها الفلول من بورتسودان، ووجوده من عدمه لا قيمة لها وأن هذه القمة التي وافقت الايقاد على انعقادها كان الهدف الأساسي منها هو إحضار البرهان الي هناك وإعطاءه الرأي الأخير الذي أجمع عليه المجتمع الدولي حول الصراع بالسودان وأنه لا داعي أن يطوف بالبكائية حول العالم و(نقطة سطر جديد) أو كما يقول بوقهم الانحرافي..
عصب في الذكرى
رغم الأوجاع والتشرد والجوع والمرض يستعد الأحرار على مستوى العالم لإحياء الذكري الخامسة لثورة ديسمبر الخالدة خلال الايام القادمة ليقولوا للشهداء الأبرار وهم أكرم منا جميعا بأن مازلنا نجاهد لتحقيق أحلامهم في سودان الحرية والسلام والعدالة وأن تضحياتهم العظيمة لم ولن تذهب هدرًا...
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء..
الجريدة