قراءة لدخول مدني

 


 

صفاء الفحل
19 December, 2023

 

عصب الشارع -
عندما قلنا أن الجيش و الوحدات العسكرية على مستوى ولايات البلاد (إلا بعضها) متمردة على اللجنة الأمنية الكيزانية بصورة غير مكشوفة وأن هناك حالة من الإستياء داخلها للطريقة التي تعامل بها اللجنة الأمنية الجنود والتي تعامل بها المستنفرين وصارت لا ترى سبباً يجعلها تقاتل للدفاع عنها في ظل التجاهل الذي تلقاه وآخرها عندما قام قائد اللجنة بزيارة جرحي المستنفرين بالولايات وتحفيزهم بينما تجاهل جرحي القوات المسلحة وكأنهم لم يكونو جزءً من المعارك الدائرة..
دخول مليشيات الدعم السريع لمدينة مدني بهذه الصورة الدراماتيكية ودون أن يتم إطلاق طلقة واحدة من القوات المسلحة أو مواجهة بين القوتين وصمت قيادات الوحدة العسكرية الموجودة هناك يثبت بالدليل القاطع هذا الخلاف وكانما قيادات المنطقة قالت للبرهان ولجنته الأمنية فليدافع المستنفرين وكتائب الظل عن المدينة وقد يكون هناك إتفاق (غير معلن) بين قيادات المنطقة العسكرية وقوات الدعم السريع يقضي بالسماح للأخير بدخول المدينة بلا قتال على ألا تتم خلال ذلك عمليات سرقة أو نهب أو خلافة وبنود أخرى يتضمنها ذلك الإتفاق السري، ستظهر خلال الأيام القادمة.
وإذا ماكانت هذه القراءة صحيحة فإنه بذلك يعني تحولاً كبيراً في سير المعارك أو ربما إقتراب نهاية الحرب إذ أن قوات الدعم السريع ستعمل على تعميم هذا الإتفاق على وحدات عسكرية أخرى بصورة تدريجية كما كان الأمر بمدينة نيالا وسيتم بالتالي دمج قوات الدعم مع القوات المسلحة داخل الوحدات وبالتالي توقف مظاهر القتال خارج الخرطوم حتي يتم الوصول إلى خنق مدينة بورتسودان التي يعني سقوطها أو تعميم الإتفاق داخلها وصول الإتفاق للخرطوم وبالتالي وجود فرصة للحوار الكلي لوقف القتال..
قيادات الوحدات العسكرية بالولايات والذين لاحول لهم ولا قوة، في ظل التهديد بالإحالة أو التصفية الذي يتعرضون له، ظلوا (يستغربون) من إصرار قيادات اللجنة الأمنية بالتهرب من كل ما من شأنه إنهاء هذه الحرب العبثية كما سموها هم أنفسهم ولكنهم لم يكن يملكون إمكانية إبداء الرأي في ظل ماكانوا يتعرضون له وعلى قيادات مليشيات الدعم السريع التعامل بصورة حضارية ومحاربة كل من يحاول السرقة أو النهب ليلقي بالتهمة عليها وأمامهم فرصة تأريخية لإثبات حسن النوايا كما أنه أمام القيادات العسكرية فرصة تأريخية للإتفاق على (إنقلاب ابيض) يزيح البرهان ولجنته ومن خلفهم الكيزان من السيطرة على مفاصل الحكم
نتمني أن يتحرك شرفاء القوات المسلحة لإنقاذ مايمكن إنقاذه بعد ان تشرد المواطن وتدمرت البني التحتية وأن نسمع خلال الأيام القادمة بوصول وفد القوات المسلحة (الحقيقي) الى جده لبدء محادثات حقيقية وحاسمة لانهاء الصراع والدخول في مباحثات لإعادة الديمقراطية والحكم المدني ..
دعونا نتفاءل خيراً رغم كل هذا الوجع
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة

 

آراء