إستهداف لجان المقاومة

 


 

صفاء الفحل
9 January, 2024

 

عصب الشارع -
قد لا يعرف البعض أن لجان المقاومة ليس حزباً أو تجمعاً سياسياً، بل هم مجموعة من الشباب إرتفع بهم الوعي للتفكير في صناعة سودان جديد فقد شبوا خلال فترة القهر والتيه الكيزانية وأدركوا معنى أن تعيش في ظل دكتاتورية، فإلتقت أفكارهم ليبحثوا معاً عن الحرية المقننة والسلام العادل والعدالة الكلية حيث لا رئيس أو مرؤوس، بل إيمانهم أن بلوغ التغيير يحتاج لكافة الأيادي مجتمعة فكانت الفكرة التي إقتلعت أكبر دكتاتورية ظلت تخدع البسطاء باسم الدين لثلاثة عقود عجاف ..
واستغرب عندما أسمع أن والي (جهلول) قد أصدر أمرا بحل لجان المقاومة في الولاية كما فعل أمس والي نهر النيل (ابوقرون) و أوكل أمر الخدمات بالولاية الى أئمة المساجد والشيوخ أو من تجاوزوا الثمانينات من العمر (مثله) معلناً إستغناءه عن الشباب بقرار سيدفع ثمنه غالياً خلال الفترة القادمة حيث أن من قام بالاستغناء عنهم هم المحرك الرئيس للعمل الطوعي والخدمي ولكن الأمر ليس غريباً على والي أرسل أسرته الى خارج البلاد وطالب نساء الولاية بحمل السلاح للدفاع عنه..
وقرار والي نهر النيل ليس القرار الأوحد خلال الفترة الماضية بل هو امتداد لإستهداف واضح لشباب لجان المقاومة في الولايات الخمس التي يسيطر عليها الكيزان ربما ( انتقاماً ) لإقتلاع هؤلاء الشباب لهم من الحكم من خلال ثورة ديسمبر العظيمة، واعتبروا أن سيطرتهم ( المؤقتة ) فرصة لمحو آثار كل ما يمت لتلك الثورة بصلة ولم يجدوا أمامهم غير الشباب فهم العقبة الكبيرة التي تحول دون اعادة السيطرة على عقول البسطاء مرة أخرى .
هذا الإستهداف الكيزاني الواضح لن يكسر من عزيمة شباب هذا الوطن الحر بل سيزيده إيمانًا بضرورة مواصلة الكفاح للوصول الي أهدافه السامية بصناعة دولة مدنية ديمقراطية يسودها العدل والسلام وهو يحمل الراية التي ضحي من أجلها مئات الشهداء الابرار، وماتقوم به حكومة الأمر الواقع لن يغير من إرادة هؤلاء الشباب بل سيعيد إشعال الثورة قريباً في كافة الولايات فالكفاح من أجل الدولة المدنية الديمقراطية لم يتوقف، ولن توقفه مثل هذه القرار الواجفة..
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة

 

آراء