الأوصياء والمروجون للباطل والتضليل بيننا

 


 

 

نري الان، هذا الكم من الكتابات والجدال بكيفية صناعة السلام وإيفاق الحرب التي تنادي بالعقل والتعقل وتتحدث عن غد أفضل وتدعم جهود القِوَى المدنية (تقدم) لكي تحقق اختراقًا، لوقف الاقتتال في بلادنا، ولكن نقولها بصراحة إن هؤلاء الناس يسعون سعيا حسيسًا لفرض وصايتهم على هذا الكيان الوليد أو التحالف المدني الأوسع الآن وأقولها بملء الفم والصوت العالي أنهم أجمعين ومعهم من يدعون أنهم وطنيون ويتحدثون عن المصالح الحقيقية لشعب السوداني، ويحاولون معالجة أسباب الحرب ويضغطون في اتجاه أهمية جلوس الجيش والدعم السريع في تفاوض لوقف القتال وان كان هذا جهرا أو همسا ونعلم هنالك من لهم مصلحة في استمرار الحرب وآخرون لهم مأرب يريدون أيضا استمرارية القتال، أو مناصرة فصيل على آخر، ولكن الوطنيين الأقحاح، الذين يرون في الغد هو المستقبل للشعب السوداني وبعيدًا عمن جرموا أو شيطنوا كل الأنقياء من أبناء الوطن، وإن شيطنة؟ القوى المدنية ليست بالجديدة على هؤلاء الظلاميين والداعين للحرب صباحا ومساء بمنطق أجوف لا يعي معاناة أهلنا وهم الآن بالدعوة للمقومة الشعبية سوف يكون النصر حليفهم, لا أظن في هؤلاء الخير ولن يكونوا لديهم القدرة للضغط وحمل المتقاتلين ليوقفوا القتال طوعا، وبالتفاوض، ولكن على القوى المدنية، ان تضغط وبعلاقتها مع دول الجوار والأحلاف الإقليمية لتوصيل رغبات السودانيين في أنهاء هذه الحرب وأنتم من لكم الصوت الواصل في كل أصقاع الدنيا, لكي تنجزوا سلامًا متوازنَا، يخدم شعب السودان، لا يخدم أجندة المتقاتلين وحلفاءهم ونعلم نحن أهل السودان البسطاء، أصحاب المصلحة في العيش على هذه الأرض بيقين أن كل الذين أسهموا في أشعال هذه الفتنة والمتقاتلين، ذاهبون إلى الجحيم، بل لا دور لهم، أن وقفت مبادرة (تقدم) في وقف الاقتتال، هم يعلمون أنهم الي زوال، لذلك يعملون علي إطالة أمد الحرب خوفا من القصاص، وخوفا من أن يطولهم الحساب وهم يعلمون، ما اقترفوه من جرائم بأيديهم وذلك مرصود من كل السودانيين، وما فعلوا في هذه الأمة من جرائم موثق ولن تصمد أصواتنا، وسوف نوحد الصفوف، لكي تكون القوى المدنية هي صاحبة القرار السياسي وصاحبة واليد العليا في إنفاذ أجندة السلام، وكذلك تنفيذ استحقاقات الانتقال الديمقراطي وهكذا نقول لهم

هنالك أشياء علينا أن نقولها لهم وهي أن مساعي السلام عبر تقدم الدعم والنصح والتوعية بمخاطر الفوضى المسلحة للمتقاتلين ليست هي دعوة علاقات عامة من القوي المدنية للعسكر ولكن التعاطي عن طريق الحُوَار و هو الطريق الأمثل لذلك جلسوا للدعم والسريع
وسوف يحدث هذا مع الجيش ولكن أنت تري وتسمع تشاهد الحملة التي يقودها الظلاميين وتجارا لازمات لاستمرار الحرب وفي نهاية الأمر نحن مؤمنين بأن السلام حتمي وغدا سوف يخضع الرافضين السلام وأن كان بمجموعات تقدم شخوص خدموا بالفترة الانتقالية مع حكومة حمدوك وهل هذا يعني أنهم أقل قامة أو أضعف من البقية في العمل علي أيقاف الحرب أتركوهم و بل أدعوا الجميع حتي صغار يعملوا في قضية وقف هذا الاقتتال
اتفاق أديس ما بين تقدم والدعم السريع أنه مدخل أجرائي للجلوس مع الجميع لوضع خط سياسي يجعل من المدنيين هم أصحاب المصلحة في أيقاف الحرب والطرح السياسي المفضي للاستقرار السياسي وليس الطرفين المقاتلين فقط بل سوف تظل القوي المدنية بالرغم من الحملات التي تدار الآن لشيطنة دورها علي الساحة ولكي لا تحقق أي مكاسب سياسية للشعب ولا مخرج من أزمة الحرب وتداعياتها الإنسانية ومن العاقل الذي يقبل هذا الوضع تعالَوا نكون في لحظة ضعف ونبي جسور الثقة مع كل الأطراف بصفة قوي مدنية لدينا دور أكبر من حملة السلاح وسماسرة المواقف تفهوا الوضع السياسي وفي هذه السانحة مزيدًا من التعقل والمرونة مع تواصل والحُوَار مع كل الوان الطيف السياسي لكي نصل الي وثقيه ملزمة بها تقف الحرب ونبدأ مسار الإعمار وأعلموا كلاهما بعد توقيع أتفاق السلام فارين الي مأمن من القصاص والحساب, أجعلو العمل سهلا سلس دون تعقيد لكي نصل لسلام الاستقرار الذي يراه البعض بعيدَا ومستحيل وهي بالحوار وبناء تحالف قويي الداخل يهزم خطاب الكراهيَة والفلول سوف نتصر وليس عليكم بسلطان علينا مع أحترامنا لدوركم بصفة ساسة وأهلنا وأبناء عمومتنا وعليه، وكأن نهج القوات المسلحة على النقيض من المقاومة الشعبية ما يوحي مثلًا بانعزالية هذه القوات عن الشعب وانفضاض الناس من حولهم بسبب مليشيات الإسلاميين عنه طالمَا لا يتمتعون بصفة الشعبية وفق نهج خطاب القوي المعتدلة وللحق لم يقف هذا النهج عند قيادة حركة الحركة الإسلامية وسلطتها بل تعداه للعديد من الكتاب الصحفيين المحسوبين على ذات الموقف كما مجموعة فصائل تعيد إنتاج نفس الخطاب وإن أعلنت رفضها, ولم يبلغ الاجتهاد النظري لنا حد الاتفاق على تعريف محدد للحراك السياسي الحالي كحركة ذات طابع شعبي, و منها مَنْ نحيل تعريفها لطرح محدد بعينه من حيث قدرتنا على تعبئة الموارد والعمل المنظم وتحديد الأهداف الممكنة, ومنها ما يربطها بالهوية في ظل التسلط والهيمنة الرِّقابة للنظام الذي يدير البلاد الآن، وغيرها يركز على محتواها الطبقي بصفة حركة تعبر عن الفئات الوسطى أساسًا في سعيها لتأكيد (ذاتها الطبقية) في ظل انسحاقها، خاصة في السودان، فيمكن اعتبار مصطلح المقاومة الشعبية واحدة منها, لقد احتل مكانه إلى جانب العديد من المصطلحات التي غدت موضة خطابية في ذلك الخطاب بعد أن تضل دور القوات المسلحة في حماية المدنيين ومقرها في هذا الحرب, علمًا أن شيوع تلك المصطلحات يفضح تلك التغيرات التي أصابت الخطاب الرسمي منذ بداية الاقتتال والي الان من صناع أكذوبة أنهم ساسة واسترسالًا فإن شيوع مصطلح (المقاومة الشعبية) لم يكن أيضًا بمعزل عن التغيرات التي طالت الخطاب أي بمعنى آخر ينبغي فحص الظرف السياسي التي أوجد ذلك المصطلح علمًا أن مفردات الخطاب، أي خطاب وأي مفردة، لا يمكن التعامل معها سابحة بلا جذور في فضاء العمل السياسي الاجتماعي بالمفهوم الواسع، بل وضمن هذا الفضاء وبتأثير متغيراته
لقد حرم الإسلام الاقتتال بين المسلمين وتعدي بعضهم على بعضهم البعض بقوله ى (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تحث المسلمين على إرساء قواعد السلام الاجتماعي والمحافظة عليه وعدم الظلم والاعتداء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه جابر بن عبد الله (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم)، فهذا الحديث يرسم للمسلم منهجًا تربويَا قائمَا على نبذ الظلم والشح، وبيانَا لعاقبتهما في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا سفك الدماء واستباحة المحارم وانعدام الأمن والسلام بين الناس، وفي الآخرة ملاقاة العذاب والظلمات.
إن اختلاف مكونات المجتمعات والبنيات العرقية والدينية والأيديولوجية ليست سببا للكراهية بين أفراد المجتمع ولا للاقتتال، إلا إذا توفرت أسباب أخرى تكون مدعاة لتأجيج الفتنة وزرع الغبن والكره والظلم وعدم تحقيق العدل وعلى هذا تؤدي إلي نبذ السلام الاجتماعي والجنوح نحو العنف وتحقيق الأخير يكون بالاعتراف بهذه الاختلافات كضرورة تحفظ توازن المجتمع حتى يشيع الوئام الاجتماعي وتنتشر روح التكامل والتعاضد بين مكونات المجتمع وتتدرج مسؤولية الحفاظ عليه من الفرد للمجتمع والدولة والأخيرة

في نهاية الأمر نحن في أزمة وهي لا نستطيع أن نناقش بعض في قضية واضحة مثل جدوي تسليح الشعب في هذا الاقتتال ومالاته وهل هنالك فائدة للمقاومة الشعبية وماذا بعد نهاية هذا التجيش للشعب ونعرف أن هنالك من لا يطيق حرية الحرية الرأي وأن نقول لهم انت فاشلون وليسوا رجال دولة أو ساسة، بل أرباب مصالح كل منكم يعمل لمصلحته ولا مكان للشعب أو قيمة للدولة غير أمنياتكم المريضة وأعلموا أننا نفهم جيدا خطاب الأوصياء والمروجون للباطل وأصبحنا أكثر مناعة من التضليل.

zuhairosman9@gmail.com

 

آراء