ماكس فيبر ومفهوم الدولة الغائب عن أفق النخب السودانية
طاهر عمر
15 March, 2024
15 March, 2024
طاهر عمر
من بين النخب السودانية من لهم قدرة على التلفيق و التوفيق الكاذب و كله نتاج محاولة تبرير تأخرهم عن ركب البشرية في مسيرة تراجيدية بلا قصد و لا معنى. مسيرة إتكاءت على فلسفة التاريخ الحديثة و هي تسير على قدمي الفلسفة السياسية و الفلسفة الإقتصادية. ساهم فيها الفلاسفة و الإقتصاديون و علماء الإجتماع و الأنثروبولوجيون و المؤرخون غير التقليديين و أدت الى الى قطيعة كاملة مع نمط وجود سابق يقوم على الغيب و السحر و الطاعة كما يقول عنه ماكس فيبر في فكرة أن العالم الحديث قد فك إرتباطه و أصبح حر من أسر الفكر الديني أي أن العالم الحديث قد أيقن من زوال سحر العالم أي لم يعد للفكر الديني أي تأثير على سير المجتمع الحديث.
حتى نوضح الفرق بين فكرة الدولة كمفهوم حديث و نتاج تحول هائل في المفاهيم لابد من ذكر فكرة ماكس فيبر و حديثه عن المجتمعات التقليدية كحالة المجتمع السوداني و الفرق بينه و المجتمعات الحديثة التي ترتكز على العقلانية و هي أساس للإقتصاد و مجتمع الدولة الحديثة في فكره و حديثه عن الإقتصاد و المجتمع في الدولة الحديثة. عندما يتحدث ماكس فيبر عن الدولة الحديثة يعني الدولة الديمقراطية و إمتلاكها لأدوات عقلنة المجتمع و تختلف عن حال المجتمعات التقليدية كحال المجتمع السوداني و نخبه العاجزة عن عقلنة الفكر و علمنة المجتمع.
و تقسيم ماكس فيبر للمجتمعات بالتقليدية و الحديثة أصبح ممر إلزامي اذا أردت أن تضبط تلفيق النخب السودانية التي تتحدث عن مفهوم الدولة الحديثة عند ماكس فيبر كما رأينا حديث عبد الله علي ابراهيم كعادته يكتب عن مفهوم الدولة عند ماكس فيبر و يغيب عن أفقه أن المجتمع السوداني ما زال مجتمع تقليدي عجزت نخبه عن عقلنة المجتمع و يتحدث عبد الله علي ابراهيم عن إحتكار الدولة للعنف في وقت يقف فيه عبد الله علي ابراهيم على رأس قائمة من المؤرخيين التقليديين العاجزين عن عقلنة الفكر و علمنة المجتمع و هنا يجعل فكرته التي يحوم حولها و هي فكرة إحتكار الدولة للعنف و عند عبد الله الدولة الآن في مجتمعنا التقليدي هي جيش البرهان.
و هذا تلفيق مخجل لو عرف خيال عبد الله علي ابراهيم الخجل و هو يتحدث عن مفهوم إحتكار العنف عند ماكس فيبر و هذه خفة لا تليق به و هو يطرح نفسه كإستنباطي وسط نخب محلية عاجزة عن عقلنة الفكر و علمنة المجتمع و ينسى أن ما يقوله يعرضه للحكم عليه بأنه لا يحسن ضربته و كل هم عبد الله علي ابراهيم في مثل هذه الأقوات العصيبة أي لحظات التحولات الهائلة في المفاهيم في زمن الحرب العبثية بين جيش الكيزان و صنيعته الدعم السريع يكون نشاطه في قمته و كل هدفه زيادة تقسيم المقسم من عالم النخب السودانية التقليدية مثل طرحه بأن إحتكار الدولة للعنف و هو يقصد تسلط الجيش و يريد بحديثه عن إحتكار العنف عند ماكس فيبر أن يكون له جسر لتأييد البرهان في وقت عند ماكس فيبر عندما يتحدث عن إحتكار الدولة للعنف يعني الدولة الحديثة أي الدولة الديمقراطية أي الليبرالية الديمقراطية.
و بالطبع لا نجدها أي الدولة الديمقراطية الحديثة من بين مكنونات عبد الله علي ابراهيم و هي ما يقصده ماكس فيبر و فكرة عقلنة المجتمع. و هذا لا يروق لعبد الله علي ابراهيم لأن عقلنة الفكر و علمنة المجتمع تخرج عبد الله علي ابراهيم من حيز تواطوءه مع الخطاب الإسلامي الكيزاني.
المضحك المبكي أن حيل عبد الله علي ابراهيم لا تنتهي إلا أنها كل ما يسرف فيها تفضحه و تكشف زيفه و لحسن حظه أن عبد الله علي ابراهيم متغطي بثوب الكساد الفكري الذي نسجته حقبة الانقاذ كثمرة مرة للحركة الإسلامية و قد دمرت الفكر السوداني خلال ثلاثة عقود و هذا ما يجعل عبد الله علي ابراهيم يسرح و يمرح بلا خوف و لا وجل من إكتشاف أمره و هو يتحدث عن إحتكار الدولة للعنف لأن في عقل القارئ الناعس أن ما تركته الإنقاذ من ركام يعتبر دولة و بالتالي روحها الآن في جيش البرهان.
و من هنا ننبه القارئ المدرّب الى أن فكرة إحتكار الدولة للعنف عند ماكس فيبر هي تتجسد في مفهوم الدولة الحديثة و هي قد تجلت في الدولة الديمقراطية الليبرالية في المجتمعات الحديثة و ما حديث عبد الله علي ابراهيم إلا حديث من يدافع عن آخر أشعة المجتمع التقليدي و هي تتلاشى بنهاية عبث الحركة الإسلامية بأقدار الشعب السوداني و ما نشاطهم العبثي أي الكيزان في عرقلة ثورة ديسمبر إلا نشاط من يتأهب للخروج من التاريخ.
عامل آخر يجعل عبد الله علي ابراهيم يتحدث عن إحتكار العنف للدولة و هو يقصد جيش البرهان في حربه العبثية ضد صنيعته الدعم السريع و يتجسد في محاربة النخب السودانية للفكر الليبرالي و هو يجسد التاريخ الطبيعي لظاهرة المجتمع البشري و هي تسير على وقع معادلة الحرية و العدالة فالدولة الديمقراطية بالطبع عقلانية و تفترض في الفرد العقلانية و الأخلاق. و نقول للنخب السودانية لا يمكننا الحديث عن التحول الديمقراطي و الكل في حالة جفاء منقطع النظير مع الفكر الليبرالي و هو ليس كنظام حكم فحسب بل فلسفة لترسيخ فكرة العيش المشترك. و بالتالي يتطلب القطيعة مع التراث القريب منه قبل البعيد و نقول للنخب السودانية لا يمكنكم الحديث عن تحول ديمقراطي و الكل متهيب من الفكر الليبرالي و هو الطريق بل قد أصبح ممر إلزامي لعقلنة الفكر و علمنة المجتمع و قد أصبح بديلا للفكر الديني.
نقول للنخب السودانية حالة الجفاء بينكم و الفكر الليبرالي و فلسفة التاريخ الحديثة كانت مثل حالة نخب أوروبا بين الحربين العالمتين و تأخر اوروبا عن فهم أن فلسفة التاريخ التقليدية قد إنتهت مع الكساد الإقتصادي العظيم قد جعل من أوروبا تقع في التبعية الإقتصادية لأمريكا بعد أن إشترطت أمريكا تبعية الإقتصاد الاوروبي بشرط دخول امريكا لصالح اوروبا في الحرب العالمية الثانية 1941 و هذ جعل اقتصاد اوروبا متغير تابع للإقتصاد الامريكي و مسألة مشروع مارشال أي إعمار اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
نقول للنخب السودانية تأخركم في إصطحاب الفكر الليبرالي على أقل تقدير في القرن الأخير هو سبب في عدم نجاحكم جيل عبر جيل في التحول الديمقراطي و تأخركم عن إصطحاب الفكر الليبرالي هو مدخل لتدخل دول ليس لها علاقة بالديمقراطية كمصر و الامارات في شأن التحول الديمقراطي في السودان و فاقد الشئ لا يعطيه.
على أي حال لو فهمت النخب السودانية أهمية الفكر الليبرالي سوف تبداء مسيرتها للتحول الديمقراطي بسرعة مضطردة مثل حالة النمو الإقتصادي لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن فهمت متأخر بعد امريكا أن فلسفة التاريخ التقليدية قد إنتهت و أن الليبرالية الحديثة قد بداءت مع الكينزية و لكن بعد أن أصبح الاقتصاد الأوروبي في تبعية الاقتصاد الامريكي.
إصطحاب الفكر الليبرالي ضروري و هو الذي يحرر النخب السودانية من كسادها الفكري لأن الفكر الليبرالي قد أصبح بديلا للفكر الديني و خاصة عند نخب سودانية غائصة في وحل الفكر الديني فلا يمكنك أن تتحدث عن تحول ديمقراطي في ظل أحزاب لأتباع المرشد و الختم و الامام و الأستاذ الشيوعي السوداني في نسخته المتكلسة في زمن قد تطورت فيه الاحزاب الشيوعية في الغرب و الأحزاب الإشتراكية و قد رأينا فرانسوا ميتران 1981 و قد أدخل الإستهلاك المستقل عن الدخل كحد أدنى للدخل لمن لم يجد فرصة عمل و هنا نجد ميتران كإشتراكي قد أدخل المقطع الرأسي للكينزية في تطور الفكر في الغرب أما الشيوعي السوداني فنجده ما زال أسير شيوعية تقليدية لا تجذب إلا المثقف المنخدع بماركسية ماركس.
المحزن أن وسط النخب السودانية من يتحدث عن التحول الديمقراطي من أتباع المرشد و الختم و الامام و الشيوعي السوداني و لا علاقة لهم بالفكر الليبرالي الذي يتحدث عن الدولة الحديثة حيث يصبح فيها الفكر الليبرالي بديلا للفكر الديني بعد أن يصبح الدين هو أفق الرجاء و كشأن فردي كما يقول توكفيل بعد أن يجرد الدين من أي قوة سياسية و أي قوة اقتصادية.
و نقول للقارئ المشارك أنظر لأتباع المرشد و الختم و الامام فهم ما زالوا يعتقدون في القوة السياسية للدين و القوة الإقتصادية للدين و بالتالي لو استمروا قرن من الزمن و هم على ما هم عليه من فكر ديني يعطي الدين قوة سياسية و قوة اقتصادية سوف لا يكون هناك تحول ديمقراطي و هكذا يأبدون الفشل في تأبيد فكر الامام و الختم و المرشد و الاستاذ الشيوعي السوداني الذي يعتقد بأنه يمكن أن يكون للدين دور بنيوي في السياسة و الاقتصاد و الاجتماع و هيهات.
taheromer86@yahoo.com
من بين النخب السودانية من لهم قدرة على التلفيق و التوفيق الكاذب و كله نتاج محاولة تبرير تأخرهم عن ركب البشرية في مسيرة تراجيدية بلا قصد و لا معنى. مسيرة إتكاءت على فلسفة التاريخ الحديثة و هي تسير على قدمي الفلسفة السياسية و الفلسفة الإقتصادية. ساهم فيها الفلاسفة و الإقتصاديون و علماء الإجتماع و الأنثروبولوجيون و المؤرخون غير التقليديين و أدت الى الى قطيعة كاملة مع نمط وجود سابق يقوم على الغيب و السحر و الطاعة كما يقول عنه ماكس فيبر في فكرة أن العالم الحديث قد فك إرتباطه و أصبح حر من أسر الفكر الديني أي أن العالم الحديث قد أيقن من زوال سحر العالم أي لم يعد للفكر الديني أي تأثير على سير المجتمع الحديث.
حتى نوضح الفرق بين فكرة الدولة كمفهوم حديث و نتاج تحول هائل في المفاهيم لابد من ذكر فكرة ماكس فيبر و حديثه عن المجتمعات التقليدية كحالة المجتمع السوداني و الفرق بينه و المجتمعات الحديثة التي ترتكز على العقلانية و هي أساس للإقتصاد و مجتمع الدولة الحديثة في فكره و حديثه عن الإقتصاد و المجتمع في الدولة الحديثة. عندما يتحدث ماكس فيبر عن الدولة الحديثة يعني الدولة الديمقراطية و إمتلاكها لأدوات عقلنة المجتمع و تختلف عن حال المجتمعات التقليدية كحال المجتمع السوداني و نخبه العاجزة عن عقلنة الفكر و علمنة المجتمع.
و تقسيم ماكس فيبر للمجتمعات بالتقليدية و الحديثة أصبح ممر إلزامي اذا أردت أن تضبط تلفيق النخب السودانية التي تتحدث عن مفهوم الدولة الحديثة عند ماكس فيبر كما رأينا حديث عبد الله علي ابراهيم كعادته يكتب عن مفهوم الدولة عند ماكس فيبر و يغيب عن أفقه أن المجتمع السوداني ما زال مجتمع تقليدي عجزت نخبه عن عقلنة المجتمع و يتحدث عبد الله علي ابراهيم عن إحتكار الدولة للعنف في وقت يقف فيه عبد الله علي ابراهيم على رأس قائمة من المؤرخيين التقليديين العاجزين عن عقلنة الفكر و علمنة المجتمع و هنا يجعل فكرته التي يحوم حولها و هي فكرة إحتكار الدولة للعنف و عند عبد الله الدولة الآن في مجتمعنا التقليدي هي جيش البرهان.
و هذا تلفيق مخجل لو عرف خيال عبد الله علي ابراهيم الخجل و هو يتحدث عن مفهوم إحتكار العنف عند ماكس فيبر و هذه خفة لا تليق به و هو يطرح نفسه كإستنباطي وسط نخب محلية عاجزة عن عقلنة الفكر و علمنة المجتمع و ينسى أن ما يقوله يعرضه للحكم عليه بأنه لا يحسن ضربته و كل هم عبد الله علي ابراهيم في مثل هذه الأقوات العصيبة أي لحظات التحولات الهائلة في المفاهيم في زمن الحرب العبثية بين جيش الكيزان و صنيعته الدعم السريع يكون نشاطه في قمته و كل هدفه زيادة تقسيم المقسم من عالم النخب السودانية التقليدية مثل طرحه بأن إحتكار الدولة للعنف و هو يقصد تسلط الجيش و يريد بحديثه عن إحتكار العنف عند ماكس فيبر أن يكون له جسر لتأييد البرهان في وقت عند ماكس فيبر عندما يتحدث عن إحتكار الدولة للعنف يعني الدولة الحديثة أي الدولة الديمقراطية أي الليبرالية الديمقراطية.
و بالطبع لا نجدها أي الدولة الديمقراطية الحديثة من بين مكنونات عبد الله علي ابراهيم و هي ما يقصده ماكس فيبر و فكرة عقلنة المجتمع. و هذا لا يروق لعبد الله علي ابراهيم لأن عقلنة الفكر و علمنة المجتمع تخرج عبد الله علي ابراهيم من حيز تواطوءه مع الخطاب الإسلامي الكيزاني.
المضحك المبكي أن حيل عبد الله علي ابراهيم لا تنتهي إلا أنها كل ما يسرف فيها تفضحه و تكشف زيفه و لحسن حظه أن عبد الله علي ابراهيم متغطي بثوب الكساد الفكري الذي نسجته حقبة الانقاذ كثمرة مرة للحركة الإسلامية و قد دمرت الفكر السوداني خلال ثلاثة عقود و هذا ما يجعل عبد الله علي ابراهيم يسرح و يمرح بلا خوف و لا وجل من إكتشاف أمره و هو يتحدث عن إحتكار الدولة للعنف لأن في عقل القارئ الناعس أن ما تركته الإنقاذ من ركام يعتبر دولة و بالتالي روحها الآن في جيش البرهان.
و من هنا ننبه القارئ المدرّب الى أن فكرة إحتكار الدولة للعنف عند ماكس فيبر هي تتجسد في مفهوم الدولة الحديثة و هي قد تجلت في الدولة الديمقراطية الليبرالية في المجتمعات الحديثة و ما حديث عبد الله علي ابراهيم إلا حديث من يدافع عن آخر أشعة المجتمع التقليدي و هي تتلاشى بنهاية عبث الحركة الإسلامية بأقدار الشعب السوداني و ما نشاطهم العبثي أي الكيزان في عرقلة ثورة ديسمبر إلا نشاط من يتأهب للخروج من التاريخ.
عامل آخر يجعل عبد الله علي ابراهيم يتحدث عن إحتكار العنف للدولة و هو يقصد جيش البرهان في حربه العبثية ضد صنيعته الدعم السريع و يتجسد في محاربة النخب السودانية للفكر الليبرالي و هو يجسد التاريخ الطبيعي لظاهرة المجتمع البشري و هي تسير على وقع معادلة الحرية و العدالة فالدولة الديمقراطية بالطبع عقلانية و تفترض في الفرد العقلانية و الأخلاق. و نقول للنخب السودانية لا يمكننا الحديث عن التحول الديمقراطي و الكل في حالة جفاء منقطع النظير مع الفكر الليبرالي و هو ليس كنظام حكم فحسب بل فلسفة لترسيخ فكرة العيش المشترك. و بالتالي يتطلب القطيعة مع التراث القريب منه قبل البعيد و نقول للنخب السودانية لا يمكنكم الحديث عن تحول ديمقراطي و الكل متهيب من الفكر الليبرالي و هو الطريق بل قد أصبح ممر إلزامي لعقلنة الفكر و علمنة المجتمع و قد أصبح بديلا للفكر الديني.
نقول للنخب السودانية حالة الجفاء بينكم و الفكر الليبرالي و فلسفة التاريخ الحديثة كانت مثل حالة نخب أوروبا بين الحربين العالمتين و تأخر اوروبا عن فهم أن فلسفة التاريخ التقليدية قد إنتهت مع الكساد الإقتصادي العظيم قد جعل من أوروبا تقع في التبعية الإقتصادية لأمريكا بعد أن إشترطت أمريكا تبعية الإقتصاد الاوروبي بشرط دخول امريكا لصالح اوروبا في الحرب العالمية الثانية 1941 و هذ جعل اقتصاد اوروبا متغير تابع للإقتصاد الامريكي و مسألة مشروع مارشال أي إعمار اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
نقول للنخب السودانية تأخركم في إصطحاب الفكر الليبرالي على أقل تقدير في القرن الأخير هو سبب في عدم نجاحكم جيل عبر جيل في التحول الديمقراطي و تأخركم عن إصطحاب الفكر الليبرالي هو مدخل لتدخل دول ليس لها علاقة بالديمقراطية كمصر و الامارات في شأن التحول الديمقراطي في السودان و فاقد الشئ لا يعطيه.
على أي حال لو فهمت النخب السودانية أهمية الفكر الليبرالي سوف تبداء مسيرتها للتحول الديمقراطي بسرعة مضطردة مثل حالة النمو الإقتصادي لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن فهمت متأخر بعد امريكا أن فلسفة التاريخ التقليدية قد إنتهت و أن الليبرالية الحديثة قد بداءت مع الكينزية و لكن بعد أن أصبح الاقتصاد الأوروبي في تبعية الاقتصاد الامريكي.
إصطحاب الفكر الليبرالي ضروري و هو الذي يحرر النخب السودانية من كسادها الفكري لأن الفكر الليبرالي قد أصبح بديلا للفكر الديني و خاصة عند نخب سودانية غائصة في وحل الفكر الديني فلا يمكنك أن تتحدث عن تحول ديمقراطي في ظل أحزاب لأتباع المرشد و الختم و الامام و الأستاذ الشيوعي السوداني في نسخته المتكلسة في زمن قد تطورت فيه الاحزاب الشيوعية في الغرب و الأحزاب الإشتراكية و قد رأينا فرانسوا ميتران 1981 و قد أدخل الإستهلاك المستقل عن الدخل كحد أدنى للدخل لمن لم يجد فرصة عمل و هنا نجد ميتران كإشتراكي قد أدخل المقطع الرأسي للكينزية في تطور الفكر في الغرب أما الشيوعي السوداني فنجده ما زال أسير شيوعية تقليدية لا تجذب إلا المثقف المنخدع بماركسية ماركس.
المحزن أن وسط النخب السودانية من يتحدث عن التحول الديمقراطي من أتباع المرشد و الختم و الامام و الشيوعي السوداني و لا علاقة لهم بالفكر الليبرالي الذي يتحدث عن الدولة الحديثة حيث يصبح فيها الفكر الليبرالي بديلا للفكر الديني بعد أن يصبح الدين هو أفق الرجاء و كشأن فردي كما يقول توكفيل بعد أن يجرد الدين من أي قوة سياسية و أي قوة اقتصادية.
و نقول للقارئ المشارك أنظر لأتباع المرشد و الختم و الامام فهم ما زالوا يعتقدون في القوة السياسية للدين و القوة الإقتصادية للدين و بالتالي لو استمروا قرن من الزمن و هم على ما هم عليه من فكر ديني يعطي الدين قوة سياسية و قوة اقتصادية سوف لا يكون هناك تحول ديمقراطي و هكذا يأبدون الفشل في تأبيد فكر الامام و الختم و المرشد و الاستاذ الشيوعي السوداني الذي يعتقد بأنه يمكن أن يكون للدين دور بنيوي في السياسة و الاقتصاد و الاجتماع و هيهات.
taheromer86@yahoo.com