أسئلة في المنطق للاستاذ ضياء الدين بلال
رشا عوض
15 June, 2024
15 June, 2024
رشا عوض
كتب الاستاذ ضياء الدين بلال "قبل 15 أبريل، لم تكن الانتخابات هدفاً ذهبياً ولا فضياً ولا خشبياً بالنسبة لتلك القِلّة، أما بعد هذه الحرب فوجودهم التحكمي الطفيلي في مسام ومفاصل الانتقال أتوقّع أن يصبح شبه مُستحيل بقرار القواعد الشعبية رغم رغبة الرافعة الغربية، حيث لم تجد منهم تلك القواعد الشعبية مُساندة ولا نصرة ولا تعاطفاً، وأرواحها تُزهق وديارها تُحتل، وأموالها تُسلب، وعُروضها تُنتهك، بينما تختبئ تلك القِلّة عارية في صندوقها الزجاجي الشفاف وهي ترفع شعارها المخاتل لا للحرب..!" انتهى الاقتباس
يعني الحرب من وجهة نظر ضياء يجب ان تكون رافعة سياسية للجيش!! رغم ان المنطق البسيط يقول ان هذه الحرب لو كان من المفترض أن ترفع كرتا احمرا في وجه احد كي ينصرف عن الملعب السياسي فيجب ان ترفع هذا الكرت في وجه ثلاثي الفجيعة وهو الجيش والكيزان بكتائبهم وجهاز امنهم والدعم السريع الذي خرج من رحم الجيش وكان الكيزان هم القابلة! لان هذا الثلاثي اشعل هذه الحرب مع سبق الاصرار والترصد صراعا على السلطة وقتل الناس وشردهم وافقرهم واذاقهم العذاب، لكن السيد ضياء بكل بساطة يريد ان يسرق لسان القواعد الشعبية ويصدر به حكما بطرد القوى المدنية من الملعب السياسي بحجة غاية في الغرابة والتهافت هي ان هذه القوى لم تناصر وتساند الشعب اثناء الحرب بل رفعت راية لا للحرب!
يا سبحان الله! هل من مناصرة وانحياز للقواعد الشعبية اكثر من نزع مشروعية الحرب والمطالبة بايقافها؟ واذا تصدى الاستاذ ضياء لمهمة الحساب العسير للمقصرين في حق الشعب أثناء الحرب الا يقتضي المنطق ان يبدأ هذا الحساب العسير بالعسكر الذين خاضوا حربهم وسط المدنيين مستخفين بأرواحهم! اما إذا كانت النصرة المقصودة هي حمل السلاح ضد الدعم السريع دفاعا عن القواعد الشعبية فهل هذا واجب السياسيين المدنيين العزل ام واجب الجيش الذي تخاذل عن واجبه شر تخاذل وترك المواطنين في السهلة؟! ومع هذا التقصير البائن يريد ضياء الدين ان يجعل هذه الحرب رافعة سياسية للجيش كي يقرر في امور السياسة منفردا بحجة ان القواعد الشعبية غاضبة على المدنيين وراضية تمام الرضا عن جيش فشل في الانقلاب وفشل في الحرب وفشل في السلم! القواعد الشعبية يجب ان تخرج من تحت الانقاض بعظامها المكسورة ودمائها النازفة تسبح بحمد العسكر وتلعن المدنيين العزل !
اما حكاية التطفل على الحكم بدون انتخابات فلا ادري لماذا يجب ان نكون في تمام الرضا عن تطفل الجيش! هل برهان زلابيا وياسر جضار وكضباشي منتخبين؟ وهل الانتخاب الحر النزيه عصم الحكومة الديمقراطية من انقلاب عمر البشير عليها في 1989؟
عموما الفترات الانتقالية عادة تدار بتوافق على اساس شرعية الثورة او الانتفاضة ثم تمهيد الطريق للانتخابات الحقيقية، بعد عهد الفاشية الانقاذية اصبحت البلاد مستعصية على الانتخابات بعد عام واحد نظرا لان تسوية الملعب نفسها باتت عصية وصعبة تحتاج الى فترة انتقالية اطول من سابقاتها ولكن في النهاية الانتخابات الحرة النزيهة هي خاتمة الانتقال التي لا خلاف عليها.
قاد سير ونستون تشيرشل بريطانيا للانتصار في الحرب العالمية الثانية، ولكنه خسر اول انتخابات أجريت بعد الحرب وصعد فيها حزب العمال! الشعوب الحرة يمكن ان تطيح بالمنتصرين! اما شعبنا المقهور مسروق اللسان فمحكوم عليه بتتويج المهزومين الفاشلين - الذين لا تطلق مدافعهم النيران الا حين تستدير للوراء- اوصياء عليه للأبد!
وتظل الاسئلة التي ارغب ان يتفضل السيد ضياء الدين بالاجابة عليها:
ما هو المنطق الذي يجعل من هذه الحرب رافعة سياسية لجيش مهزوم؟ وما هو المنطق في اعفاء العسكر الذين اشعلوا الحرب من اي مسؤولية عن الدماء المسفوكة والاعراض المنتهكة والاموال المنهوبة وتحميل هذه المسؤولية لمدنيين عزل تم الانقلاب على حكومتهم بزعم ان العسكر هم المؤتمنون على الاستقرار! اليس من حق دافع الضرائب السوداني ان يتساءل عن ثلاثة ارباع ميزانية دولته التي ذهبت للامن والدفاع وساعة حاجته للامن والدفاع لا يجد سوى دعم سريع ينتهك وجيش شايل كرعينو في راسو وجاري وصحفيين يشتموا في القحاتة!!!
///////
كتب الاستاذ ضياء الدين بلال "قبل 15 أبريل، لم تكن الانتخابات هدفاً ذهبياً ولا فضياً ولا خشبياً بالنسبة لتلك القِلّة، أما بعد هذه الحرب فوجودهم التحكمي الطفيلي في مسام ومفاصل الانتقال أتوقّع أن يصبح شبه مُستحيل بقرار القواعد الشعبية رغم رغبة الرافعة الغربية، حيث لم تجد منهم تلك القواعد الشعبية مُساندة ولا نصرة ولا تعاطفاً، وأرواحها تُزهق وديارها تُحتل، وأموالها تُسلب، وعُروضها تُنتهك، بينما تختبئ تلك القِلّة عارية في صندوقها الزجاجي الشفاف وهي ترفع شعارها المخاتل لا للحرب..!" انتهى الاقتباس
يعني الحرب من وجهة نظر ضياء يجب ان تكون رافعة سياسية للجيش!! رغم ان المنطق البسيط يقول ان هذه الحرب لو كان من المفترض أن ترفع كرتا احمرا في وجه احد كي ينصرف عن الملعب السياسي فيجب ان ترفع هذا الكرت في وجه ثلاثي الفجيعة وهو الجيش والكيزان بكتائبهم وجهاز امنهم والدعم السريع الذي خرج من رحم الجيش وكان الكيزان هم القابلة! لان هذا الثلاثي اشعل هذه الحرب مع سبق الاصرار والترصد صراعا على السلطة وقتل الناس وشردهم وافقرهم واذاقهم العذاب، لكن السيد ضياء بكل بساطة يريد ان يسرق لسان القواعد الشعبية ويصدر به حكما بطرد القوى المدنية من الملعب السياسي بحجة غاية في الغرابة والتهافت هي ان هذه القوى لم تناصر وتساند الشعب اثناء الحرب بل رفعت راية لا للحرب!
يا سبحان الله! هل من مناصرة وانحياز للقواعد الشعبية اكثر من نزع مشروعية الحرب والمطالبة بايقافها؟ واذا تصدى الاستاذ ضياء لمهمة الحساب العسير للمقصرين في حق الشعب أثناء الحرب الا يقتضي المنطق ان يبدأ هذا الحساب العسير بالعسكر الذين خاضوا حربهم وسط المدنيين مستخفين بأرواحهم! اما إذا كانت النصرة المقصودة هي حمل السلاح ضد الدعم السريع دفاعا عن القواعد الشعبية فهل هذا واجب السياسيين المدنيين العزل ام واجب الجيش الذي تخاذل عن واجبه شر تخاذل وترك المواطنين في السهلة؟! ومع هذا التقصير البائن يريد ضياء الدين ان يجعل هذه الحرب رافعة سياسية للجيش كي يقرر في امور السياسة منفردا بحجة ان القواعد الشعبية غاضبة على المدنيين وراضية تمام الرضا عن جيش فشل في الانقلاب وفشل في الحرب وفشل في السلم! القواعد الشعبية يجب ان تخرج من تحت الانقاض بعظامها المكسورة ودمائها النازفة تسبح بحمد العسكر وتلعن المدنيين العزل !
اما حكاية التطفل على الحكم بدون انتخابات فلا ادري لماذا يجب ان نكون في تمام الرضا عن تطفل الجيش! هل برهان زلابيا وياسر جضار وكضباشي منتخبين؟ وهل الانتخاب الحر النزيه عصم الحكومة الديمقراطية من انقلاب عمر البشير عليها في 1989؟
عموما الفترات الانتقالية عادة تدار بتوافق على اساس شرعية الثورة او الانتفاضة ثم تمهيد الطريق للانتخابات الحقيقية، بعد عهد الفاشية الانقاذية اصبحت البلاد مستعصية على الانتخابات بعد عام واحد نظرا لان تسوية الملعب نفسها باتت عصية وصعبة تحتاج الى فترة انتقالية اطول من سابقاتها ولكن في النهاية الانتخابات الحرة النزيهة هي خاتمة الانتقال التي لا خلاف عليها.
قاد سير ونستون تشيرشل بريطانيا للانتصار في الحرب العالمية الثانية، ولكنه خسر اول انتخابات أجريت بعد الحرب وصعد فيها حزب العمال! الشعوب الحرة يمكن ان تطيح بالمنتصرين! اما شعبنا المقهور مسروق اللسان فمحكوم عليه بتتويج المهزومين الفاشلين - الذين لا تطلق مدافعهم النيران الا حين تستدير للوراء- اوصياء عليه للأبد!
وتظل الاسئلة التي ارغب ان يتفضل السيد ضياء الدين بالاجابة عليها:
ما هو المنطق الذي يجعل من هذه الحرب رافعة سياسية لجيش مهزوم؟ وما هو المنطق في اعفاء العسكر الذين اشعلوا الحرب من اي مسؤولية عن الدماء المسفوكة والاعراض المنتهكة والاموال المنهوبة وتحميل هذه المسؤولية لمدنيين عزل تم الانقلاب على حكومتهم بزعم ان العسكر هم المؤتمنون على الاستقرار! اليس من حق دافع الضرائب السوداني ان يتساءل عن ثلاثة ارباع ميزانية دولته التي ذهبت للامن والدفاع وساعة حاجته للامن والدفاع لا يجد سوى دعم سريع ينتهك وجيش شايل كرعينو في راسو وجاري وصحفيين يشتموا في القحاتة!!!
///////