نبل وعظمة الجنوبيين وفرش الملاية المصرية

 


 

شوقي بدري
18 June, 2024

 

كل عمري كنت اصدح بعظمة الجنوبيين ونبلهم وهم تحت نير الاحتلال الشمالي لبلادهم ، حتى بواسطة الحكومات ،، الديقراطية ،، . لقد وصف الانجليز الدينكا وهم اكبر قبيلة في السودان ب ،، جنتل مين اوف ذي بوش .... الرجال الافاضل من الاحراش. بسب تواجد المرض النفسي الذي عانى، يعاني وسيعانى منه الكثيرمن الشماليين خسرنا كل شئ . انه مرض الانتماء المزيف الى العرب ، راكلين تاريخهم الذي سبق العرب باكثر من 10 الف سنة .
هذا المرض قد سبب الكثير من الالم الشقاء الفقر الحرب وتوابعها . الواقع والعلم الذي لا يعلى عليه مثله البروفسر منتصر الطيب الذي تحصل على شهادة الكتوراة من جامعة كوبنهاجن وزميله دكتور هشام الحسن ابراهيم قاما بمساعدة بعض الزملاء بدراسة موسعة لجينات السودانيين ، واثبت انه لا يوجد الجين ،، جي وان ،، عند السودانيين .جي وان يتواجد بنسبة ضئيلة عند البني عامر . البقية كما كان يقال في الاذاعة السودانية عن بعض المدارس الفاشلة ..... لم ينجح أحد .
وانا في الثامنة عشر من عمري كتبت الرواية التي اعتبرها البعض كالرواية السياسية الاولى ، تطرقت لهذا المرض . احد فصول هذه الرواية تحت عنوان الجد العشرون . البعض كان يذهب الى الدامر ويمكث قليلا عند بعض شيوخ الدامر . وبعد ذبح خروف ودفع مبلغ ،، شحمان ،، يعود المخدوع ومعه ،، ملفوفة،، طويلة داخل علبة اسطوانية يصنعها السمكري، ويعود النسب الى العباس او من يطلبه المشتري. عند النقاش في النسب في حلة العرس التفاخر يقومون باخراج ،، الحقة ،، الضخمة،،. وبعدها ياتي الكثيرون من عائلة واهل المشتري ويسطرون قائمة جديدة يضيفون اليها اسماءهم . ينشأ الابناء والاحفاد وهم على اقتناع انهم يستطيعون ان يرتلوا اسماء جدودهم عن ظهر قلب ويقولون ... انت منو ؟؟ انا بعد لحد جدي العشرين . وهذا خاصة عندما يخاطبون الجنوبيين ومن لا يعتبرون من العرب، والعرب يسخرون من الجميع .

لقد طالبت كل حياتي بالخروج من مستقع العرب . اغلب كوارثنا الى اليوم وخاصة بتفكير الجنجويد والانتساب الى العرب . الا يكفي ما نشاهده في اعظم الجامعات العالمية تضامن الطلاب مع غزة والشعب الفلسطيني . جنوب افريقيا التي لا يتردد اهل السودان الشمالي بوصفهم بالعبيد يرفعون قضية ويتهمون الصهاينىة بارتكاب ابشع الجرائم ضد الانسانية . اين الجامعة العربية وما هو موقف الحكام العرب .
كتبت كثرا وقلت ان الله قد اكرمني بان اعطاني صداقة من هم خير مني بمراحل . بالرغم من شراستي وسرعة التهابي مثل اغلب الشماليين ، لم يحدث ابدا ان اصطدمت بجنوبي بالرغم من الاحتكال اليومي وسكن الداخليات . وجدت اللؤم الغدر الحسد من اقرب الاهل والاصدقاء من اهلي واهل الشمال . لم اجد من اخوتي الجنوبيين سوى الوفاء المساعدة التقويم النصح والحب . لاكثر من مرة صفعت متطاولا عندما يضحك البعض عند سماع اسماء ابنائي ... فقوق نقورمثلا ، والاهداء في كتاب كتاب حكاوي امدرمان ...... الى روح شقيقي فقوق نور وابني فقوق نقور .كنت اقول دائما انفقوق نقور رحمة الله عليه كان تاج رأسي ولا يمكن ان انسى السلطان يوسف نقور جوك سلطان كل قبائل شمال اعالي النيل الرجل الشهم والذي سارت بذكر عدله الركبان . عندما اتى السلطان للعلاج في امدرمان شرف منزلي شقيقتي آمال ابراهيم بدر بالسكن في منزلها وزوجها القاضي محمد صالح عبد اللطيف . الوالد نقور جوك عمدة جلهاك كان بمثابة الاخ لابراهيم بدري .
منوا بيج والذي يحمل اسمه ابني هو شقيق الاسلامي شيك بيج شاركني السكن في براغ لاربعة سنوات . شقيقه شيك بيج شاركني السكن في داخلية ملكال ثم في العباسية .توام الروح بله او جاك كان اقرب الى من اشقائي ويحمل اسمه اكبر ابنائي.
رياك قاي ترت النويراوي اعطاني درسا ونحن في داخلية ملكال، كان اقل مني حجما وقد عرفت بالشراسة وبعض المعارك الدموية . اختفى حذاء ،،الباتا،، الذي كنا نخلعه قبل دخول العنبر لانه يكون مغطيا تماما بطين اعالي النبيل اللزج . تغولت على حذاءه وتطاولت علية،بطريقة الجنوبيين كان يرد على بمعقولية وبشجاعة النوير المشهودة . وقف معي ابراهيم الحاج ابراهيم من ود الزاكي النيل الابيض ووالده تاجرمن بلدة ،، فنقاك ،، مركز غرب النوير جزيرة الزراف. ابراهيمالذي صار ضابطا في الجيش كان يتكلم النويراوية كاهلها . رياك كان يقول لابراهيم .... لماذ تقف مع شوقي ولا تقف معي انا ابن بلدك فنقاك ؟؟ هل لان شوقي شمالي ؟؟ انتهى الامر بأن قال رياك انا اخلف رباط الحذاء بطريقة خاصة فلنذهب الى الماسورة ! بعد غسل الحذا وضح انه لرياك . دفع الى رياك بالحذاء ، وقال .... انا ياشوقي نويراوي متعود على المشي في الطين انت من امدرمان مابتعرف المشي في الطين ...... بعدها ىساعدني النبيل رياك بالبحث عن حذائي امام الداخليات الثلاثة واخيرا وجدناه هذا الدرس ذكرته كثيرا .....
تصرفي كان تصرف اغلب الشماليين نحو الجنوبيين . تصرف رياك وكل الجنوبيين الذين اعطوني دروسا في النبل هو ما مارسه الجنوبيون من نبل حب واحترام اثناء مبارة كرة القدم الاخيرة التي اكتسح الشمال الجنوب بثلاثة اصابات نظيفة .اين هذا من مباراة السودان في القاهرة وصرخ خمسين الف مشاهد بوصف السودانيين باولاد الوسخة والعبيد ، وشاركهم حتى البوليس ورجال الامن . انتم يا سادتي تستحقون الضرب بالجزمة لانكم تدفعون ثمن الجزمة وتعطون المصريين الاماراتيين السعوديين وبقي العرب على ضربكم على الافا .
لقد سخرتم منا عندما كنا نتحدث عن المنا لفقدان الوطن الاول الذي هو الجنوب بالنسبة لنا . عندما اتكلم عن الرجال الذين هم خير مني بمراحل امثال ابن ملوث او ملوط اجوت الونج اكول الذي شاركنا السكن في امدرمان مدرسة التجارة . اسماعيل سليمان من كاجي كاجو والذي سكن في الموردة فريق ريد وتزوج باحدى بنات الموردة كان من اروع اعضاء الحزب الشيوعي. لم اسمع اسمه الا مصحوبا بالاحترام والاعجاب .من كانوا اكبر منا قليلا امثال فرح عبد الله من ملوط الاديب عبد اللة عباس من اولاد ملكال موسى عبد الرحمن سولي من الباريا جوبا وهو ابن خال المحافظ
الاخت اقنس لوكودو.
والدي ابراهيم بدري احب الجنوب لدرجة انه اجتهد في تربيتنا كاولاد الدينكا الذين لا يسرقون ولا يكذبون . كنا نتكلم عنه في البيت ب ،، بنج ،،ووهو جد فخور باسمه الدينكاوي ،، ماريل ،،. ابراهيم بدري تزوج منقلة ام عمر بدري ابنه السلطان عمر مرجان عاش كدينكاوي تعلم لغة الدينكا بعدة لهجات وضع لها القواعد النحوية والحروف اللاتينية. كان يدرسها في كلية غردون . سخر منه بعض اهله الشماليين ووصف بالعمالة للاستعمارلانه تكلم عندما كان عضوا في لجنة الدستوركقانوني 1951عن حق الجنوبيين جبال النوبة جنوب النيل الازرق وجنوب دارفورفي وضع خاص.وعندما لم يستمعوا اليه استقال بعد أن حذر من حمامات الدم القادمة . كما طالب بالفدريشن للجنوب . ابراهيم بدري هو من اسس مع اشقاءه الجنوبين اول تنظيم اجتماعي سياسي اسمه ،، رفاهية الجنوب في نهاية الثلاثينات وبداية الاربعينات .
لقد عشتم فرش الملاية في مصر وتعرضتم لابشع انواع المعالملة في ،، مصر يا اخت بلادي يا شقيقة . انها الشقيقة التي لا يعالجها اسبرين السياسة والواقع . اثيوبيا التي حملناها على حدقات عيوننا . تشاد التي اسسنا فيها المدارس السودانية تنكروا لنا . الآن ظهر معدن الجنوبيين . اتمنى ان تفهموا لماذا كنا نتخلص من كل حذر ونحس بالامن والامان في معية الجنوبيين .
ادخل السودانيون بسرعة 20 الى 30 مليار دولار لمصرزاغلب هذا المال سرق من بترول الجنوب. ولا تزال فلوس السودانيين تنهمر من دول الاغتراب على مصر , اذا دفع الشماليون نصف هذا المبلغ لازدهر الجنوب ولنعم الشماليون باستثمار جيد وعائد جيد مع الاخاء والاحترام .... كيف تفكرون يا اهلي ؟؟ لقد ذهب مئآت الالاف من الشماليين الى الجنوب خالي الوفاض وعادوا اثرياء .... انا شاهد وقد عشت هذا .

هل شاهدتم دموع بعض الرجال

من الفريق الجنوبي يبكون عندما صدحوا بنشيد العلم القديم ؟؟ ونحن في اسكندنافية احسسنا بدفئ الترحيب والحب الذي انسكب عند اللقاء . في بعض الدول العربية كانوا يتعمدون مضايقة اللاعبين السودانيين وشتمهم في الهوتيلات لاحباطهم والتأثير على روحهم المعنوية. في الشق الجنوبي من الوطن صار الفريق الشمالي ضيفاعلى الاشقاء الجنوبيين وتكقلوا بسكنهم وراحتهم في افخم الفنادق. وحتى بعد الهزيمة كانوا يصفقون للشماليين . كان البعض في الجنوب يقول قبل المباراة ......غالب او مغلوب انحنا كسبانين . اين وجدتم هذا من قبل ...... يا برابرة يا عبيد ؟؟ .... اتذكرون الاسائة التي وجهت للاعبي كرة السلة في الستينات خاصة الكابتن وندر بوث ديو الذي كان احد اسباب انتصار السودانيين ؟؟ الشوام كانوا يصفون وند ر خاصة والآخرين بابناء الادغال .
بعد منتصف الليل وقبل المباراة كتبت ونشرت خاطرة قلت فيها

اقتباس
خاطرة سودانية
البارحة في يوم الاثنين 10يونيو قال لى احد الابناء المصابين بمرض كرة القدم ويتابع كل شئ في كل العالم ......ان جنوب السودان سيواجه السودان في كأس افريقيا . انا طبعا لم اكن متابعا ؟. بدأت افكر في الجنوب الوطن الاول الذي عرفت فيه الدنيا ووعيت بالحياة والشمال موطن الجدود من جهة الام والأب . وجدت نفسي اقف مع الجنوب واتمنى فوزه . الجنوب يحتاج للانتصار وان يظهر في كل مجالات الرياضة . ظروف الحروب التي بدأت في 1955بغلطةالحكومة الانتقالية لم تترك فرصة كاملة لتطور الرياضة الموسيقى في الجنوب .
اذكر انه كان عندنا في ملكال او ،، ماكال ،، اربعة فرق لكرة القدم وهم الاتحاد ،المدينة النسر ،والفريق الرابع هو الملكية الذي يمثل حى الملكية حيث يسكن الجنوبيون . الفرق الثلاثة كانت تمثل الشماليين وحى الجلابة خاصة ، حيث يقبض الشماليون على زمام الثروة التعليم والسلطة . فريق الملكية لم تكن تتوفر له المعدات الرياضية التي توفرت للفرق الاخرى . كانت احذية الملكية بائسة . الفرق الاخرة كانت تتمتع بكدارات شرابات اناكل شنكار الخ . اهل الملكية كانوا يعوضون الفاقد بالشجاعة الاجتهاد والحماس . الفرق الثلاثة كانت تجد الكثير من المشجعين لأن االمباريات تحدث في ميدان الكرة شرق سوق الدخولية وبالقرب من مدرسة البندرالاولية في فريق الجلابة .
الموظفون الذين يأتون من الشمال الى المدرسة ، المديرية ، الاشغال البريد الوابورات الخ . لا ينضمون الى فريق الملكية . احدهم كان موظف الاشغال ولاعب الهلال امدرمان ابو رزقة ابن اخت كابتن خديري من الاربعينات . كان ابو زقة ضخما وعندما يصطدم به لاعبي الملكية والفرق الاخري يتساقطون . اذكر احد الاخوة من الملكية يقول ... زول كبير ده مفروض يمنعوه اللعب .
الاستاذ هاشم محمد عثمان المعروف بود العمة كان حارس المرمى للفريق القومي عندما فاز السودان بكأس الدول الافريقية . لعب استاذنا هاشم في ملكال كما كان يدرب حراس المرمى احدهم الاخ مصباح عبد العليم . الاخ سحابة من الموردة عباسية كان لاعب كرة في ملكال كما كان حكما .
كثيرا ما افكر كم كان من الجنوبيين يمكن ان يمثل الفريق القومي السوداني قديما ؟؟؟ اليوم عند الكرة الجنوبية الفرصة للانطلاق كما انطلقت كرة السلة والعاب القوى . طوبا لاهل السودان شماله وجنوبي ، الا ان قلبي اليوم مع الوطن الاول .
كركاسة هذا الشعب السوداني لا يمكن قهره ، بالرغم من كل مصائب جيش الكيزان وضباع الجنجويد ، ها هما القسمان يتنافسان في ميدان كرة وليس ميدان حرب .
شوقي

shawgibadri@hotmail.com

 

آراء