ليس دفاعاً عن رشا عوض الصحفية الأخلاقية

 


 

 

رد على مقال "رشا عوض.. (لَعْق الأحذية الأنِيقَة)" ليس دفاعاً عن رشا عوض الصحفية الأخلاقية
زهير عثمان حمد

رد على مقال "رشا عوض.. (لَعْق الأحذية الأنِيقَة)"

ليس دفاعاً عن رشا عوض الصحفية الأخلاقية فيما كتب ضياء الدين بلال، وهي أجدر مني بالكتابة عن موقفها، ولكن ما يحزن كل أهل السودان هو الانحدار إلى مستوى من الخطاب يجرح قيمنا الأخلاقية التي قامت على حماية المرأة، ملكتنا المتوجة بيننا. لا أحد يستطيع أن يتجرأ على تجريحها بساقط القول أو اتهامها بالعمالة أو الارتزاق بالباطل من مصارف أهل الكتاب والمقدسات غير الإسلامية.

هذه أيضاً ليست الأخلاق المهنية للصحافة السودانية ذات التاريخ العظيم. بكل حزن واستهجان، لا نريد تعظيم هذه البدع بيننا، ولكن ماذا نقول لأولئك الذين ضلوا السبيل؟ أولئك الذين لديهم معارف متواضعة وتجارب إنسانية لا ترقى لغير تجميع المال وبيع الذمم لمن يدفع أكثر.

القيم الإسلامية تجاه المرأة
في الإسلام، المرأة لها مكانة عالية ومحمية بكرامة واحترام. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في خطبته الشهيرة في حجة الوداع: "استوصوا بالنساء خيراً". هذا يعني أن احترام المرأة وحمايتها واجب على كل مسلم، ولا يجوز بأي حال من الأحوال إهانتها أو التشهير بها.

الصحافة والأخلاق المهنية
الصحافة السودانية لها تاريخ عريق في التزامها بالأخلاق المهنية العالية، وهي منارة للحقيقة والعدل. الهجوم الشخصي والتجريح لا يتماشيان مع هذه القيم، بل يسيئان إلى سمعة المهنة ويهددان مصداقيتها. يجب أن تظل الصحافة أداة للنقد البناء والحوار المسؤول، لا ساحة للاتهامات الرخيصة والتشهير.

دور الإعلام في المجتمع
الإعلام له دور كبير في تشكيل الرأي العام وبناء المجتمع. يجب أن يركز الإعلام على القضايا الحقيقية التي تهم المواطنين، وأن يسهم في نشر الوعي والفهم المتبادل. النقد البناء والمسؤول هو ما يسهم في تحسين الأوضاع وتقديم الحلول، وليس الهجوم الشخصي والتشهير.

رشا عوض: صوت الحق والحرية
عندما تُلقي باتهاماتك الجائرة تجاه رشا عوض، فإنك تتجاهل عمدًا تاريخها الصحفي الناصع والنضال الذي تقوده من أجل قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. رشا عوض ليست مجرد صوت ينتقد الجيش أو الإسلاميين، بل هي صحفية مبدئية تتبنى قضايا أمتها وتدافع عنها بإخلاص وصدق.

الحقيقة الساطعة التي تتجاهلها هي أن رشا عوض ليست نائحة مستأجرة كما تصفها، بل هي صاحبة قلم حُر، يكتب من أجل الوطن والمواطنين. ليست هي من باع نفسه لدولارات العمالة، بل هي التي ترفض المساومات والمغريات المالية التي تقدمها الأنظمة القمعية. إنها تقف إلى جانب الشعب ضد المليشيات المتوحشة، وضد كل من يعتدي على حقوق الناس وحرياتهم، سواء كانوا من الجيش أو غيرهم.

رشا عوض ليست ثقيلة الخطى كما تقول، بل هي ثابتة الخطى، قوية الإرادة، تُجاهر بالحقيقة دون خوف أو تردد. تتبنى مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعمل بجد من أجل تحقيق هذه القيم على أرض الواقع.

اتهامات باطلة وافتراءات
اتهاماتك لها بتلقي أموال المنظمات الأجنبية هي مجرد افتراءات لا أساس لها من الصحة. رشا عوض ليست ممن يتلقون الرواتب الدولارية من أجل الترويج لأجندات مشبوهة. بل هي تعمل بكل نزاهة وإخلاص، تنشر الحقائق وتفضح الفساد أينما وجد، سواء كان في الجيش أو بين الإسلاميين.

أما بخصوص موقفها من الجيش، فإن انتقادها لا يعني أنها ضد القوات المسلحة كمؤسسة، بل هي ضد الاستخدام السيء لهذه المؤسسة لضرب الشعب وقمعه. رشا عوض تدافع عن جيش يكون حاميًا للوطن والمواطنين، لا أداة في يد النظام لقمع الخصوم وإبادة الأقاليم.

موقف مشرف
إن رشا عوض لم تُبعد من منصب الناطق الرسمي لتحالف "تقدُّم" إلا بسبب موقفها المبدئي والمستقل، الذي لا يرضى بالمساومات ولا يقبل الضغوط. وهي لا تحتاج إلى المناصب لتثبت نزاهتها ومبادئها، بل يكفيها احترام وتقدير الشعب السوداني لمواقفها النبيلة.

في الختام، إن محاولة تشويه سمعة رشا عوض لن تُخفي الحقيقة. هي صحفية شجاعة، مخلصة، وأخلاقية، تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. كل أهل السودان يثمنون مواقفها، ويعرفون أن صوتها هو صوت الحق، وأن قلمها هو سلاح في وجه الظلم والفساد. سنظل نساندها ونقف إلى جانبها في نضالها من أجل سودان حر وديمقراطي، تحكمه العدالة والمساواة، وليس العسكر والإسلاميون المتطرفون.

zuhair.osman@aol.com

 

آراء