الحركات المسلحة !! هل اشتمت رائحة الغدر !!

 


 

 

كل مأجور لا يعاب عليه ان هو طالب بحق اجرته، قديماً قيل أعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه !!

وعرق الحركات المسلحة كان دماً وفقداً للأرواح لذلك يكون لزاماً على المستأجر أن يدفع الاجر عن يد وهو شاكر ، والا تراخت اليد عن الزناد ، وما احوج المستأجر إلى ضغط اليد على الزناد !!

اجتماع الحركات المسلحة التي تقاتل مع بقية مليشيات الكيزان في حرب محسوبة على الأخيرة وان تبنتها باسم الجيش واخذته عصاً تتوكأ عليها بغية الوصول إلى السلطة، و لها فيها مآرب اخرى بكل تاكيد !!

الحركات المسلحة لم تغادر موقف الحياد الذي اتخذته في بداية الحرب كموقف تكتيكي ربحي، إلا بعد أن عرفت اجرها كم وهي تصطف إلى جانب الظلامين في ميدان الحرب العبثي!!

اذن موقف الحركات المسلحة ليست موقف مبدئي حتى نلومها حين قررت تحصيل ديونها من الجهة التي اشترت الخدمة بعقد بيع إيجاري مستتر وهو العقد الحقيقي ، وعقد ظاهر غير حقيقي هو الادعاء بأن الحركات المسلحة انحازت للجيش باعتبار انه جيش الوطن !!

طبعا لم ولن تنطلي فرية العقد الظاهر لسبب بسيط هو أن ذاكرة الناس لازالت ( لينه ) من بلل احداث قتال هذه الحركات للجيش حتى قبل توقيع سلام جوبا بايام قلائل!!

اذن لا عيب على الحركات المسلحة مطالبتها بحقوقها في هذا الوقت ، واحسب ان المطالبة في هذا الوقت جاءت في الزمن الاصلي لاستمرار الحرب ، وهو زمن مثالي جداً للحركات المسلحة ، لان التقاعد عن المطالبة والتراخي فيها سوف يفقد الحركات حقها حال انتهاء الزمن الأصلي والانتقال إلى الوقت البديل !!

الحركات المسلحة لأ تأمن الشاري ، وتعلم انه بلا عهد ولا ذمة منذ افتتاحية عشريته الاولى لانقلاب (٨٩) التي بدأها شيخهم الترابى بفرية ( اذهب إلى القصر رئيساً سأذهب إلى السجن حبيساً ) !!

ولان الحركات المسلحة قد سبق لها أن رضعت من ثدي حركة الإسلام السياسي ، وعرفت مكامن النفاق والغش فيها ، فقد فطنت من بدري للمطالبة بحقها في هذا التوقيت !!

كيف لا وان حركة العدل والمساواة جناح خليل هي الابن الشرعي او ( الرحمي ) لتفريخات الظلاميين !! اجتماع الحركات المسلحة للمطالبة بالحقوق الذي كشفت اجندته الصحفية رشا روشان زوجة ( طمبور ) احد اعمدة الاجتماع والعالم باسراره والمتوقع بانه من أوعز لزوجته بالكشف عن اجندة الاجتماع ، وان الإيعاز مقصود به ارسال رسالة عميقة مفادها ان الأصابع ما زالت على الزناد ، وان الوقت لا زال باكراً على المطل بالحقوق ، ادفعوا او تدافعوا إلى حربكم !!

الوضع الذي افرزه اجتماع الحركات المسلحة الان اصبح عنوانه (بين البائع والشاري يفتح الله )!!

وهنا تكمن الكارثة وهي بكل تأكيد كارثة المواطن السوداني ، الذي اصبحت روحه وممتلكاته وأمانه واستقراره رهين باتفاقات متوجسة !!

نتيجة اجتماع الحركات المسلحة للمطالبة بالحقوق، تمثل نواة لترمومتر قياس اتجاهات الحرب !!

يا ترى ماذا يحمل القادم للشعب السوداني حال تقاعس الظلاميون عن الإقرار بحقوق وتطلعات الحركات المسلحة ، او قصد التراخي عن السداد باعتقاد ان الوقت الاصلي للحرب قد انتهى ، وانهم يلعبون في الزمن الضائع ، وهو زمن قصير سيلعبونه بأبناء الحركة الإسلامية و( المخمومين )من المستنفرين ، ولا يحتاجون إلى لاعبين محترفين اجانب على التنظيم !! الغدر غير مستغرب على الظلاميين ان حدث فانهم اهل نقض للعهود والمواثيق !!

هل اشتمت الحركات المسلحة رائحة الغدر ، ام ان زمان السداد قد حل وفقاً للاتفاق !!

ستبدي لك الايام ما كنت جاهلاً ، ويأتيك بالأخبار من لم تزود !!
جمال الصديق الامام
المحامي ،،،،،

elseddig49@gmail.com

 

آراء