(الصف الاول الابتدائي) ذكريات واشجان وألحان

 


 

 

بهرني هذا العنوان وقبل أن أفصح عن مكنون اهتزاز قلمي طربا هذا اليوم أود أن اهمس في اذن ابننا الأستاذ الفاضل صائد اللؤلؤ صناجة العرب علي شندوق أن ديباجته المخملية التي صدرها نثره وشعره البديع جاءت توارد خواطر يفوق الوصف مع ديوان شعر جاءت عنونته ( اشجان وألحان ) للشاعر محمد محمد علي الذي عمل كمدرس لغة عربية في مدرسة أم درمان الأهلية وتم ترفيعه ليدرس في معهد المعلمين العالي اعترافا بنبوغه وذيوع صيته ورقة شعره وكلماته التي كانت ارق من النسيم .
كانت المناسبة بداية العام الدراسي الجديد والذي نتمني ان يكون عام خير وبركة وان ينداح فيضه علي عموم طلابنا بالداخل والخارج.
وقد أحسن ابننا الأستاذ الفاضل علي في نحت قريحته وأخرج من كنانة درره الموشاة بالحرير وشقشة العصافير قصيدة عن هذا الكائن الرقيق الوديع الذي يحاكي رقة وصفاء وجمال النفس والبراءة والعفوية عند فلذات أكبادنا وهم في أول السلم بالمرحلة الابتدائية عند الصف الاول الذي عادة ما يعهد بقيادته والاهتمام بشأنه وبذل العطاء له والتعامل معه رقة برقة وابتسامة بابتسامة وتمازج روح وشفافية لدرجة التقمص فلا يري المراقب غير توافق عجيب يصعب فيه أن يحدد من المدرس ومن التلميذ ومن هنا اتفق التربويون علي أن مهمة تعليم الصغار تحتاج لمعلم استثنائي تتوفر فيه صفات لا تتوفر عند غيره منها هذا الحنان المتناهي والعطاء الوافر عن رغبة وطيب نفس إيمانا وصبرا بأن المهمة مهما كانت صعبة فإنها سهلة ميسورة مع كامل الانفتاح لها بقلب واع مدرك لا يفرق فيه المعلم بين ابنه البيولوجي وتلميذه في الفصل وربما وفي أغلب الأحيان وبكل تجرد تكون النظرة الحانية والأمنية الطيبة وتمني الزيادة والنماء لتلميذه تكون ولاعتبارات إنسانية ترجح بما يعطي للابناء من الاصلاب.
هذا الكلام الطيب عن جودة التعليم وبذل الأمانة فيه عن اقتناع وطيب خاطر كلنا نشهد أننا لمسناه في الأستاذة الفاضلة الخلوقة بنتنا نجود التي رأينا تعلق الصغار بها وقد عرف عن الطفل أنه لايجامل ولا بنافق فهو كتاب مفتوح وكذلك الآخرون هم أمامه مثل اللوحة المضيئه ويقرا عنهم بوضوح ويات حكمه من غير تسويف أو خداع فحكمه صادق مثل فلق الصباح.
بنتنا نجود مانقوله عنك لا يحتاج منا الي دليل أو حيثيات وقد شهدنا تعلق الصغار بك وهذه شهادة تفوق كافة الشهادات ...
نختم بهذا السهل الممتنع الذي جسده ناظر المدرسة الأولية زمان واسمه ( الجريتلي ) وقد نحت توقيعه في اللوحة الاسمنتية بمكتبه في شكل عصفور ... كم كنت اتمني لو أن المدرسة لم يصبها الدمار واللوحة مازالت موجودة لنضع قصيدة العصفورة تحت توقيع الناظر الجريتلي حتي تكتمل صورة الابداع مابين شاعر مرهف الاحساس وفنان وضع عصفورة في توقيعه لتتقافز ليس بين غصن وغصن فحسب بل بين المؤسسات التعليمية ودواوين الحكومة والهيئات محمولة علي الورق ( المروس ) مجاورة للختم الرسمي وتاريخ اليوم.
شكرا الشاعر علي شندوق ، شكرا ابننا الأستاذ المهذب أبوبكر صديق أما بالنسبة للأستاذة بنتنا نجود نقول كما يقول أبناء وأحفاد المستر جون :
( Keep up with the good work ) .
وجزاكم الله كل خير .
ودمتم في رعاية الله وحفظه .

عمكم حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء