كيف يخدم إطالة أمد الحرب والعنصرية المخططات الخارجية؟
تاج السر عثمان بابو
8 November, 2024
8 November, 2024
بقلم: تاج السر عثمان
١
أشرنا سابقا الي خطر اطالة أمد الحرب ودعوات الإسلامويين للتسليح والتحشيد كما هو جارى الان في الجزيرة وبقية المناطق،إضافة لرفضهم للجلوس للتفاوض منذ انفجار الحرب، وخطر الابادة الجماعية والتهجير التي يمارسها الدعم السريع واستهدافه للمواطنين على أساس عرقى كما هو جارى الان في مدن وقرى ولاية الجزيرة ودار فور وبقية المناطق، مما يحول الحرب الي اثنية وعرقية أهلية تؤدي إلى إطالة أمد الحرب، الأمر الذي يخدم مصالح القوى الخارجية الداعمة لطرفي الحرب بالسلاح والعتاد، والهادفة لنهب ثروات البلاد، بحيث يتم تحقيق مخطط القوى الخارجية لنهب الثروات واضعاف بلدان المنطقة كما في مشروع "الشرق الأوسط الكبير" ، وتقسيمها لكيانات عرقية ودينية، بحيث يسهل، تسيير دفة الأمور فيها لمصلحة السياسة النيوليبرالية فصراع الضواري الرأسمالية على الموارد، والبحث عن أسواق جديدة في روسيا والصين، وبقية البلدان التي استقلت في نهوض حركات التحرر الوطنى بعد الحرب العالمية الثانية، وصل لمرحلة أصبحت فيها الحروب وفرض سياسة النيو- ليبرالية مهمة لاعادة نفوذها الذي فقدته، كما هو جارى الآن في الحرب الروسية - الاوكرانية، وحرب غزة، وحرب السودان باعتبارها حلقة في سلسلة تلك الحروب، فالسودان غني بموارده الزراعية والمعدنية. الخ. ولاسيما في هذه الظروف التي تصاعد فيها خطر الفاشية والنزعات العنصرية في أوروبا وأمريكا بعد مؤشرات فوز ترامب، مما يعيد أجواء بداية ثلاثينيات القرن الماضي التي شهدت الأزمة الاقتصادية وصعود النازية والفاشية التي قادت العالم إلى محرقة ودمار الحرب العالمية الثانية.
من جانب اخر تتدهور أوضاع الطبقة العاملة والكادحين جراء سياسة النيو ليبرالية والتقشف التي افقرت الكادحين، وزادت حدة الفوارق الطبقية والتناقضات بين مراكز الرأسمالية لنهب موارد الدول المتخلفة، ومن أجل السلام وضد سباق التسلح والحروب، ومن أجل حماية البيئة،وضد النزعات الفاشية والعنصرية، وزيادة الأجور التي تدهورت، وتخوض نضالا شرسا لتحسين اوضاعها المعيشية والصحية وبقية احتياجاتها الأساسية. كما تنهض الحركات الجماهيرية الرافضة للحرب مثل: مايحدث في الابادة الجماعية في غزة والسودان وغيرهما.
مؤكد ان نهوض الحركة الجماهيرية سوف يكون له تأثيره في تحقيق السلام ووقف الحرب وغل يد اليمين المتطرف، وسوف تنهض الحركات الجماهيرية الثورية من انقاض الحروب أكثر منعة وقوة.
كما يتطلب وقف الحرب في السودان اوسع جبهة جماهيرية لوقفها واسترداد الثورة، وعدم تكرار السير في طريق النيو ليبرالية الفاشلة التي افقرت الجماهير، بعد رفض مقترحات المؤتمر الاقتصادى والسير في تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي، كما في اجتماعات شاتم هاوس الأخيرة التي تصدت لها جماهير السودانيين في بريطانيا، و تمسكت بشعارات ثورة ديسمبر المجيدة، اضافة لعدم السير في نهج التسوية والشراكة مع العسكر والدعم السريع الذي يعيد إنتاج الأزمة والحرب كما أكدت التجربة السابقة، اضافة لعدم الإفلات من العقاب الذي قاد للمزيد من الجرائم، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.
كما أشرنا سابقا أن من أهداف الحرب تصفية الثورة وتكريس مصالح الرأسمالية الطفيلية في قيادة طرفي الحرب والصراع على السلطة والثروة باعتبارها أداة للقوى الخارجية التي تسلحهما لإطالة أمد الحرب وتنفيذ مخططها في السودان.
٢
ارتفعت في ثورة ديسمبر 2018 شعارات " حرية – سلام- وعدالة – مدنية خيار الشعب"، كما أكدت علي وحدة السودانيين، ورفض الخطاب العنصري كما في شعار " يا العنصري المغرور كل البلد دارفور "، " من كاودا لأم درمان ، كل البلد سودان" ، وارتفعت رايات الوطنية السودانية ، ورفض سياسة "فرق تسد " التي حاول بها النظام الإسلاموي العنصري الدموي لحوالي ٣٠ عاما تدمير النسيج القبلي والحزبي والاجتماعي في السودان، وأكدت على وحدة وتنوع السودان غض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الثقافة أو المعتقد السياسي أو الفلسفي، وضرورة التعبير عن ذلك في دولة مدنية ديمقراطية تسع الجميع.
كانت ملحمة الاعتصام أمام القيادة العامة تعبيرا عن وحدة وتلاحم وتضامن السودانيين ، والذي تم فضه في أكبر مجزرة ضد الانسانية ، تتطلب الاسراع في التقصي والقصاص للشهداء ومتابعة المفقودين، وكانت مجزرة فض الاعتصام انقلابا دمويا علي الثورة، و تعبيرا عن استمرار مجازر الإبادة الجماعية وضد الانسانية في دارفور والمنطقتين، وجاءت الحرب اللعينة امتدادا اوسع لتلك المجزرة التي نعيشها الآن كما في مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين والماسي الانسانية من مجاعة وإبادة جماعية وعنف جنسي واغتصاب، وتدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية، وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية جراء الارتفاع المستمر في الأسعار والتضخم وانخفاض قيمة الجنية السوداني، وعدم صرف مرتبات العاملين وتدمير الصناعة والزراعة. الخ.
٣
إشعل الإسلاميون مع صنيعتهم الدعم السريع نيران الحرب ورفضوا التفاوض لوقفها، وكان هذا امتدادا لمواقفهم السابقة التي ادخلوا فيها العنف في الحياة السياسية والاستعلاء الديني والعرقي، حتي تم تتويج ذلك بانقلاب 30 يونيو1989م، الذي صادر كل الحقوق والحريات الديمقراطية، واعتقل وشرد وعذب الالاف من المعارضين السياسيين في "بيوت الأشباح السيئة السمعة "، وحول حرب الجنوب، التي توصلت الحركة السياسية لحل لها قبل يونيو 1989م (اتفاق الميرغني – قرنق)، حول الحرب الي دينية، وكانت النتيجة فصل الجنوب، كما مارس ابشع عمليات التطهير العرقي في جبال النوبا ، وجنوب النيل الازرق، وفي دارفور، وتكوين مليشيات الجنجويد التي كانت ذراعه لتنفيذ تلك الجرائم، حتى أصبح البشير مطلوبا ومتهما بارتكاب تطهير عرقي في دارفور، بعد قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
كما شرد هذا النظام اكثر من 350 الف من اعمالهم طيلة حكمه البغيض، وتلك جريمة كبيرة لاتقل عن التطهير العرقي وتشريد الناس عن وسيلة انتاجهم (الارض)، وكما يقول المثل السوداني( قطع الأعناق ولا قطع الارزاق). اضافة الي فقدان السودان لسيادته الوطنية بسبب تلك السياسات المدمرة، واسلوب المراوغة ونقض العهود والمواثيق، بتوقيع الاتفاقات ، وعدم تنفيذها(نيفاشا، القاهرة، ابوجا، الشرق، ..الخ)، وحتى وصلنا للحرب اللعينة الجارية حاليا.
تلك باختصار حصيلة تجربة الاسلام السياسي في السودان الذي قام علي الاستعلاء الديني والعنصري والاثني وقهر الأقليات القومية، وإبادة القبائل الأفريقية ، وتشريدها من قراها.
مما يتطلب توسيع قاعدة الجبهة الجماهيرية لوقف الحرب واسترداد الثورة ومواصلتها حنى تحقيق أهدافها في قيام الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللغة أو الثقافة أو النوع أو العرق أو المعتقد السياسي أو الفلسفي. الموقع يستخدم بعض أنواع الكوكيز نرجو النقر على الزر - موافق - لكي لاتظهر هذه الرسالة مرة
alsirbabo@yahoo.co.uk
١
أشرنا سابقا الي خطر اطالة أمد الحرب ودعوات الإسلامويين للتسليح والتحشيد كما هو جارى الان في الجزيرة وبقية المناطق،إضافة لرفضهم للجلوس للتفاوض منذ انفجار الحرب، وخطر الابادة الجماعية والتهجير التي يمارسها الدعم السريع واستهدافه للمواطنين على أساس عرقى كما هو جارى الان في مدن وقرى ولاية الجزيرة ودار فور وبقية المناطق، مما يحول الحرب الي اثنية وعرقية أهلية تؤدي إلى إطالة أمد الحرب، الأمر الذي يخدم مصالح القوى الخارجية الداعمة لطرفي الحرب بالسلاح والعتاد، والهادفة لنهب ثروات البلاد، بحيث يتم تحقيق مخطط القوى الخارجية لنهب الثروات واضعاف بلدان المنطقة كما في مشروع "الشرق الأوسط الكبير" ، وتقسيمها لكيانات عرقية ودينية، بحيث يسهل، تسيير دفة الأمور فيها لمصلحة السياسة النيوليبرالية فصراع الضواري الرأسمالية على الموارد، والبحث عن أسواق جديدة في روسيا والصين، وبقية البلدان التي استقلت في نهوض حركات التحرر الوطنى بعد الحرب العالمية الثانية، وصل لمرحلة أصبحت فيها الحروب وفرض سياسة النيو- ليبرالية مهمة لاعادة نفوذها الذي فقدته، كما هو جارى الآن في الحرب الروسية - الاوكرانية، وحرب غزة، وحرب السودان باعتبارها حلقة في سلسلة تلك الحروب، فالسودان غني بموارده الزراعية والمعدنية. الخ. ولاسيما في هذه الظروف التي تصاعد فيها خطر الفاشية والنزعات العنصرية في أوروبا وأمريكا بعد مؤشرات فوز ترامب، مما يعيد أجواء بداية ثلاثينيات القرن الماضي التي شهدت الأزمة الاقتصادية وصعود النازية والفاشية التي قادت العالم إلى محرقة ودمار الحرب العالمية الثانية.
من جانب اخر تتدهور أوضاع الطبقة العاملة والكادحين جراء سياسة النيو ليبرالية والتقشف التي افقرت الكادحين، وزادت حدة الفوارق الطبقية والتناقضات بين مراكز الرأسمالية لنهب موارد الدول المتخلفة، ومن أجل السلام وضد سباق التسلح والحروب، ومن أجل حماية البيئة،وضد النزعات الفاشية والعنصرية، وزيادة الأجور التي تدهورت، وتخوض نضالا شرسا لتحسين اوضاعها المعيشية والصحية وبقية احتياجاتها الأساسية. كما تنهض الحركات الجماهيرية الرافضة للحرب مثل: مايحدث في الابادة الجماعية في غزة والسودان وغيرهما.
مؤكد ان نهوض الحركة الجماهيرية سوف يكون له تأثيره في تحقيق السلام ووقف الحرب وغل يد اليمين المتطرف، وسوف تنهض الحركات الجماهيرية الثورية من انقاض الحروب أكثر منعة وقوة.
كما يتطلب وقف الحرب في السودان اوسع جبهة جماهيرية لوقفها واسترداد الثورة، وعدم تكرار السير في طريق النيو ليبرالية الفاشلة التي افقرت الجماهير، بعد رفض مقترحات المؤتمر الاقتصادى والسير في تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي، كما في اجتماعات شاتم هاوس الأخيرة التي تصدت لها جماهير السودانيين في بريطانيا، و تمسكت بشعارات ثورة ديسمبر المجيدة، اضافة لعدم السير في نهج التسوية والشراكة مع العسكر والدعم السريع الذي يعيد إنتاج الأزمة والحرب كما أكدت التجربة السابقة، اضافة لعدم الإفلات من العقاب الذي قاد للمزيد من الجرائم، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.
كما أشرنا سابقا أن من أهداف الحرب تصفية الثورة وتكريس مصالح الرأسمالية الطفيلية في قيادة طرفي الحرب والصراع على السلطة والثروة باعتبارها أداة للقوى الخارجية التي تسلحهما لإطالة أمد الحرب وتنفيذ مخططها في السودان.
٢
ارتفعت في ثورة ديسمبر 2018 شعارات " حرية – سلام- وعدالة – مدنية خيار الشعب"، كما أكدت علي وحدة السودانيين، ورفض الخطاب العنصري كما في شعار " يا العنصري المغرور كل البلد دارفور "، " من كاودا لأم درمان ، كل البلد سودان" ، وارتفعت رايات الوطنية السودانية ، ورفض سياسة "فرق تسد " التي حاول بها النظام الإسلاموي العنصري الدموي لحوالي ٣٠ عاما تدمير النسيج القبلي والحزبي والاجتماعي في السودان، وأكدت على وحدة وتنوع السودان غض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الثقافة أو المعتقد السياسي أو الفلسفي، وضرورة التعبير عن ذلك في دولة مدنية ديمقراطية تسع الجميع.
كانت ملحمة الاعتصام أمام القيادة العامة تعبيرا عن وحدة وتلاحم وتضامن السودانيين ، والذي تم فضه في أكبر مجزرة ضد الانسانية ، تتطلب الاسراع في التقصي والقصاص للشهداء ومتابعة المفقودين، وكانت مجزرة فض الاعتصام انقلابا دمويا علي الثورة، و تعبيرا عن استمرار مجازر الإبادة الجماعية وضد الانسانية في دارفور والمنطقتين، وجاءت الحرب اللعينة امتدادا اوسع لتلك المجزرة التي نعيشها الآن كما في مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين والماسي الانسانية من مجاعة وإبادة جماعية وعنف جنسي واغتصاب، وتدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية، وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية جراء الارتفاع المستمر في الأسعار والتضخم وانخفاض قيمة الجنية السوداني، وعدم صرف مرتبات العاملين وتدمير الصناعة والزراعة. الخ.
٣
إشعل الإسلاميون مع صنيعتهم الدعم السريع نيران الحرب ورفضوا التفاوض لوقفها، وكان هذا امتدادا لمواقفهم السابقة التي ادخلوا فيها العنف في الحياة السياسية والاستعلاء الديني والعرقي، حتي تم تتويج ذلك بانقلاب 30 يونيو1989م، الذي صادر كل الحقوق والحريات الديمقراطية، واعتقل وشرد وعذب الالاف من المعارضين السياسيين في "بيوت الأشباح السيئة السمعة "، وحول حرب الجنوب، التي توصلت الحركة السياسية لحل لها قبل يونيو 1989م (اتفاق الميرغني – قرنق)، حول الحرب الي دينية، وكانت النتيجة فصل الجنوب، كما مارس ابشع عمليات التطهير العرقي في جبال النوبا ، وجنوب النيل الازرق، وفي دارفور، وتكوين مليشيات الجنجويد التي كانت ذراعه لتنفيذ تلك الجرائم، حتى أصبح البشير مطلوبا ومتهما بارتكاب تطهير عرقي في دارفور، بعد قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
كما شرد هذا النظام اكثر من 350 الف من اعمالهم طيلة حكمه البغيض، وتلك جريمة كبيرة لاتقل عن التطهير العرقي وتشريد الناس عن وسيلة انتاجهم (الارض)، وكما يقول المثل السوداني( قطع الأعناق ولا قطع الارزاق). اضافة الي فقدان السودان لسيادته الوطنية بسبب تلك السياسات المدمرة، واسلوب المراوغة ونقض العهود والمواثيق، بتوقيع الاتفاقات ، وعدم تنفيذها(نيفاشا، القاهرة، ابوجا، الشرق، ..الخ)، وحتى وصلنا للحرب اللعينة الجارية حاليا.
تلك باختصار حصيلة تجربة الاسلام السياسي في السودان الذي قام علي الاستعلاء الديني والعنصري والاثني وقهر الأقليات القومية، وإبادة القبائل الأفريقية ، وتشريدها من قراها.
مما يتطلب توسيع قاعدة الجبهة الجماهيرية لوقف الحرب واسترداد الثورة ومواصلتها حنى تحقيق أهدافها في قيام الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللغة أو الثقافة أو النوع أو العرق أو المعتقد السياسي أو الفلسفي. الموقع يستخدم بعض أنواع الكوكيز نرجو النقر على الزر - موافق - لكي لاتظهر هذه الرسالة مرة
alsirbabo@yahoo.co.uk