جرد حساب … المباراة مازالت مستمرة

 


 

 

جرد حساب ... المباراة مازالت مستمرة ... الفريقان يلعبان الكرة علي أجساد الجمهور ... والجمهور رغم المعاناة مازال يتفرج على مأساة شارك فيها حملان في الحيشان والاتحاد المحلي والفيفا ولجنة الحكام المركزية وستات الشاي والصحفي الرياضي المغمور الذي أصبح وزير اعل

تقول قصيدة صممت للصغار في منهج الصف الأول بالمرحلة الأولية يوم كان التعليم وزيره من العلماء وكذلك طاقم الوزارة واهم شيئ أن الوزارة كانت خدمية يصرف عليها من خزينة الدولة وهذا المال الذي يتم تحصيله من دافع الضرائب يعود عليه تعليما وتنمية وثقافة وترفيه وعلاج دون أن يتكلف مليما زيادة علي هذه الخدمات التي ينعكس أثرها علي البلاد عافية وامنا وسلاما وعلاقات معافاة مع بقية الدول وتبادل في الاحترام ومنح دراسية وتجارة وصناعة وتصدير واستيراد ... نعم عندما كان الزمن صافياً رقراقا كانت الفصول الصغيرة تصدح ب : نحن إن اشرق صبح ... نترك النوم ونصحو
ثم ندعو ونصلي ... أن تقوي الله ربح .
ولاينسي الصغار تحية والديهم وتقبيل أياديهم لنيل البركة والفوز بالسعادة وراحة النفس .

اليوم يبدأ بالدعاء والصلاة للكبار والصغار مع التفاؤل والسعي في همة ونشاط لميادين العمل ولدور التعليم المشرعة علي مصاريعها مجانا مع توفير كل المعينات المدرسية والمعلم كان جندياً يخدم في الريف والحضر دون تضجر أو كلل والمدرسة هي محرابه وأهل القرية هم طلابه إضافة إلي طلابه في المدرسة يساعدهم في تعليم أمور دينهم ويحل لهم مشاكلهم بل يصير جزءا من نسيجهم الاجتماعي ويندمج معهم بالكامل ويوم يتم نقله إلي موقع آخر يبكي الرجال قبل النساء علي هذا الفراق المر ويتمنون له كل الخير ويمطرونه بالدعوات الصالحات ويرافقونه حتي محطة القطار أو موقف السيارات .
كان المعلم يعطي أكثر مما يأخذ وكل ربوع البلد دياره وكل الناس أهله فلم تكن هنالك مدارس خصوصية بعضها يتقاضي رسومه بالدولار والغالبية تغالي في أسعارها مثلما تفعل المتاجر الكبيرة وليت الأمر اقتصر علي المدارس الخاصة في التضييق علي عباد الله المساكين والتي جعلتهم أناس غير مرغوب فيهم ( يعاينوا فقط بعيونهم ) إلي الفصول المكيفة والميادين المسطحة الخضراء وكل البذخ بالداخل من كماليات ليس لها داع و ( كل شيئ بي تمنو ) وهكذا تكونت الطبقية البغيضة من داخل الصروح التعليمية التي كانت من المفترض أن تكون بمناي من هذه النواقص والعيوب التي فتت من عضد أمتنا وجعلتها هشة وكل فرد فيها ركبته ابالسة الأنانية فلم يعد ينظر إلي أخيه ولا يهمه أن جاع أو مرض أو حتي إذا هام علي وجهه في الشوارع يكلم نفسه بعد أن حاصرته الهموم واثقلته الديون وتخلت عنه الدولة والكل منشغل عنه لأن الحال تغير ومن ملك المليارات واسطول من السيارات والمصانع والمزارع ورخص الاستيراد والتصدير تجده بعيدا يسكن في مجمعات هو وعائلته عالية الأسوار بها بوابات إلكترونية ومراقبة ليل نهار ومثل الثكنة العسكرية ممنوع الاقتراب منها والتصوير ...
في الأسواق تمارس أسوأ أنواع الجشع وتتصاعد الاسعار وشمل التصاعد اسعار الدواء خاصةً المنقذ للحياة وتاجر الشنطة والباعة الجائلون وكبار التجار من جملة وقطاعي معظمهم يريد أن يربح الملايين علي مدار اليوم والليلة ومنهم من لا يدفع ماعليه من التزامات ضريبية فهو يعرف كيف يروغ كما يروغ الثعلب من حوائط المبكي المسماة دواوين الضرائب.
هل يعقل أن تتحول البلاد الي مجموعة من السماسرة لزوم تسهيل وتسليك الصعاب ويضطر صاحب المعاملة أن يدفع لهم من دم قلبه لأن كثير من المرافق أصبح فيها الشغل يتم علي هذه الشاكلة وحتي رخصة قيادة السيارات تات لمن يدفع وهي صاغرة دون أن يتدرب علي السواقة ودون امتحان وهكذا ينزل للشارع صبية متهورون اتتهم الرخصة وهم يغطون في نوم عميق والنتيجة حوادث وكوارث وأرواح تزهق وممتلكات تدمر والحكاية خربانة ( من كبارها ) !!..
طيب بعد دا كلو وماخفي أعظم مازال اهلنا الطيبون يسألون أنفسهم بعد أن خربت ( مالطة وسوبا وسوريا وليبيا واليمن ولبنان والعراق ) لماذا قامت هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية ولماذا قامت بكل هذه الشراسة وكل يوم يمر عليها يخيل إلينا أنها ( يادوب بدأت ) وما معروف تنتهي متين مع أن بعض الخبراء في الفنون القتالية قالوا منذ اليوم الأول للشرارة ( كلها أسبوع أو أسبوعين ونخلص علي المليشيا ) !!..
وسألوا قوقل هل الكلام دا يمكن أن يتحقق والحرب عمرها مابين اسبوع الي اسبوعين ؟!
بكي قوقل ثم ضحك وقال : ( لست ادري فأنا مازرت يوما اندونيسيا ولا شاهدت جومو فأنا مجرد شاهد ما شفش حاجة ) !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء