المخطط الكيزاني الخبيث

 


 

صفاء الفحل
26 November, 2024

 

عصب الشارع

صفاء الفحل

لا أدري ماذا يحدث بين الجيش والدعم السريع من اتفاقيات غير معلنة وتبادل للأدوار واضح فإن ما تم في سنجة هو إعادة بالكربون لسيناريو ما حدث لدخول الدعم السريع لمدينة ودمدني من تسليم المدينة للجانب الآخر (تسليم مفتاح) بلا طلقة واحدة والا أين هم الضحايا أو الخسائر من الطرفين فلم يتكرم علينا طرف من طرفي القتال بإصدار بيان مفصل يوضح فيه كيف حدث هذا وكأنما نحن (المغيبين) لا نستحق أن نعرف كيف تم ذلك وعلينا أن نرقص ونفرح ونردد فقط (شعبا واحد جيشا واحد) ونكتفي بذلك البيان القصير من القوات المسلحة والذي أعلنت فيه إستعادتها للمدينة ثم مقطع لزيارة قائد اللجنة الإنقلابية لها ل(دقائق) للتصوير لإثبات ذلك وأنهم قد فعلوها فعلاً وكأنما أنهم هم انفسهم غير مصدقين ذلك .
ونحن المغيبين من القطيع علينا فقط أن ننقاد خلف سيناريوهاتهم (المبهمة) وعلينا في ذات الوقت رغم ذلك أن نتحمل ونرضى ونصبر على القتل والنهب والجوع والتشريد والنزوح وعندما يقرر طرف الانسحاب من احدى المناطق علينا أيضاً أن نفرح ونهلل قبل أن نعود إلى سيناريو العويل والبكاء مرة أخرى تحت أزيز وقنابل الطائرات وإجتياح الدعم السريع لنا وقتلنا وسرقتنا وإغتصاب حرائرنا وتشريدنا مرة أخرى وأن لا نسأل أين هم من خرجوا من مدينة سنجة من الدعم السريع بكامل عدتهم وعتادهم والى أين اتجهوا وقد يكونوا في الطريق إلى الدخول لمناطق أخرى لتكرار نفس المأساة التي نعيشها .
وحتي لا نخدع أنفسنا بالشعارات الخادعة والتصريحات الكذوبة علينا الإعتراف بأن حلم السلام والسودان الواحد الموحد بدأ في التبدد وان طرفي القتال يتجهون نحو سيناريو الانفصال بخطي متسارعة وان ايقاف هذه الخطى تحت سطوة السلاح صار أمراً صعبا رضينا ذلك أو ابينا وأن دخول سنجة بهذه الصورة وانسحاب الدعم السريع منها ربما يكون من خلال واحدة من تلك الصفقات السرية التي تتم بعيداً عن أعيننا نحن القطيع المغيبين وان تلك القوات المنسحبة ربما تكون الان في طريقها لغرب البلاد وأن يكون تسليم (الفاشر) المحاصرة منذ فترة طويلة وتسليمها للدعم السريع هو المقابل الذي (تخجل) حكومة برتكوز البوح به علي أن هذا (الاستبدال) بصورة تحفظ ماء وجه الطرفين .
والحقيقة المجردة والتي يرفض الطرفان الإفصاح عنها إن الخطة (ج) الكيزانية قد بدأت فعلاً ، أن اتضح تماما عدم مقدرتهم علي تنفيذ الخطة (أ) التي تتضمن القضاء علي الدعم السريع حتي آخر جندي كما يرددون دائما وان الخطة (ب) أيضا قد فشلت بالدخول معهم في مفاوضات (شبه إستسلام) لدمج جزءًا منهم في القوات المسلحة مع منحهم تمثيل رمزي داخل الحكومة الكيزانية ولم يتبق أمامهم سوى منحهم الإقليم الغربي لإقامة دوله منفصله هناك وهو ما ظلت القوي المدنية تعمل علي تجنبه منذ بداية إندلاع هذه الحرب ولكنها فشلت مع تعنت اللجنة الأمنية التي تصر على الحكم حتى ولو علي رقعة صغيرة من الوطن الكبير على إعتبار أن البقاء على رقاب الشعب هو الأمر الوحيد الذي يقيها شر المساءلة عن الجرائم العديدة التي ارتكبتها في حق الوطن ولكن ستظل المحاسبة والقصاص قادم حتي ولو افترضنا نجاح تلك الخطة الخبيثة فالشعب اقوي وسيفشل بإذن كل ما يخطط له الخبثاء.
وثورتنا أبداً لن تتوقف مهما كان حجم التآمر ..
والرحمة والخلود لشهداء الثورة العظيمة الخالدة ..
الجريدة

 

 

آراء