بورتسودان لا توجد بها منطقة وسطي مابين الجنة والنار (٥) !!

 


 

 

واطل علينا اول فجر في منطقة البحر الأحمر وهذا الفندق الجميل الذي يحمل اسم المنطقة ويضعه في عيونه الزرقاء مثل الماء الزلال والسماء الصافية .
بعد أداء صلاة الفجر وتناول الشاي باللقيمات ( صحن اللقيمات الطائر هذا هبط الينا من غرفة مجاورة ) ولا ندري هل هي أي ( اللقيمات ) صناعة فندقية ام أن مرسلها قد طلبها من مكان متخصص فجاءته مهرولة مع صبي توصيل طلبات يمتطي موتر ( فسبا ) جديد ( لنج ) مازالت بعض أجزائه عليها تغليف المصنع ، وحتي جارنا في الغرفة مرسل الهدية الصباحية الشهية لم يسفر عن وجهه مثلما أسفرت شمس بورتسودان عن وجهها وهي تعلو رويدا رويدا من وراء الجبال وكان المنظر خلابا رغم أن شمس يونيو لاترحم وإن بدت صفراء فاقع لونها مثل الذهب النضار !!..
قلنا بعد تناول الشاي مصحوبا بالزلابية الاكرامية من شخص يبدو أنه يقدم الخير بحيث لاتعلم شماله ما صنعت يمينه وبعد الشاي أقداح من القهوة ذات النكهة المميزة والطعم السيوبر ممتاز مما يجعل المرء مهما نهل ورشف منها مايزال في نفسه شيء من حتي !!.. قلنا أن نخرج لنتنسم عبير البلد هذا الجميل في الفترة الصباحية حيث تكون بنت السماء ( الشمس ) في طور التسخين وقبل أن تكشر عن أنيابها عندما ينتصف النهار فتلهب ظهر الأرض بشواظ من لهب وتجعل البشر يلهثون من شدة الحرارة فيجاورون أجهزة التبريد أو علي الاقل يتمددون تحت الأشجار قرب الازيار ولو امكن لجلسوا مباشرة تحت الزير ينعمون بقطرات من الندي رقراقة تصب علي رؤوسهم مثل نافورة حدائق الترفيه الخاصة بالأطفال !!..
وجاء من طرق علينا باب مسكننا بغرفتيه ورأينا أمامنا شخص في كامل زيه السوداني من عمامة وشال وجلباب ابيض فضفاض وينتعل مركوب نمر اصلي ويحمل عصا ساحرة يبدو أنها غالية الثمن ... خاطبنا الرجل بعد تحية مغتضبة وأمنية لنا بأن ترحب بنا هذه المدينة الساحرة ونقضي فيها اجمل الاوقات واسعدها !!..
قال بما يشبه الأمر الصادر من شخص حريص أن نلبي دعوته وان لا نخذله :
( إنا وأخي من الخرطوم جئنا لنشتري ٢ عدد لوري ( سفنجة ) صناعة بريطانية فنحن تجار ونحتاج الي وسائل نقل جيدة تساعدنا في عملنا التجاري الذي يتوزع مابين الولايات ) !!..
( والحمد لله رب العالمين فقد استلمنا اللوربين ( طبعا بتخشيبة بورتسودان ، وفيما بعد بالخرطوم وبعد أن يعمل اللوريان لعدة شهور حتي تتوفر أموال يمكن تركيب الصناديق الحديدية لهما ليكتمل شكلهما المثالي ) !!..
وبهذه المناسبة السعيدة جري العرف أن من يستلم لوري يقدم دعوة لعدد من نزلاء الفندق ليخرجوا معهم في رحلة الي ريف البلدة باللوري ( تبركا ) ومن ثم تناول ( السلات ) والمرطبات وتجاذب الحديث والمجاملات والتعارف !!..
نواصل المسلسل في المرة القادمة إن شاء الله سبحانه وتعالى .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء