كتابات ضد الحرب: عن مفهوم الحرية

 


 

 

“حرية الفرد لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، بل في أنه لا يجب أن يفعل ما لا يريد.”
– جان جاك روسو

لا أظن أن أحداً في هذه الدنيا يقبل أن يعيش مكبلاً، فحتى الجنين في بطن أمه يركل ويرفس طالباً الخروج من تلك الظلمات. تلك هي بداية القصة.

دعونا، إذن، نتأمل في معنى الحرية ونستعرضها كقيمة نبيلة ترتبط بمسؤولية الفرد تجاه نفسه والمجتمع. الحرية ليست انفلاتاً من القيود ولا ذريعة لتجاوز حقوق الآخرين، بل هي حالة من التوازن بين الحقوق والواجبات، وبين الفرد والمجتمع، وبين الرغبات الشخصية والمصالح الجماعية. حينما تُختزل الحرية في الفوضى، يتحول الأفراد إلى قطيع يساق بلا إرادة، بينما الحرية الحقيقية تعني الانضباط الواعي، الالتزام بالقيم الأخلاقية، واحترام القوانين التي تنظّم حياتنا المشتركة.

الحرية واحترام الآخر:
الحرية الحقيقية تتجلى أيضاً في مراعاة حريات الآخرين وخصوصياتهم. فهي ليست أداة للاعتداء على حقوقهم أو تقييد خياراتهم. إنها القدرة على اتخاذ قرارات واعية ومسؤولة في إطار من الاحترام المتبادل. فالحرية ليست شعوراً عابراً ولا ممارسة عشوائية، بل هي فهم عميق يرتبط بالتفاهم وبناء علاقات إنسانية متوازنة.

الحرية والتعليم:
لا يمكن للحرية أن تزدهر في بيئة يغمرها الجهل، لأن الجهل يغلق الأفق ويدفع الناس إلى سوء فهم حقوقهم وواجباتهم وبكل تاكيد سوء استخدام تلك الحريه. هنا يصبح التعليم والوعي ركيزتين أساسيتين لتحقيق الحرية بمعناها الحقيقي. من خلال المعرفة، يصبح الإنسان قادراً على إدراك حقوقه وواجباته، ومتميزاً بين ما هو حق وما هو تعدٍ.ولا بد لنا أن نضع في اعتبارنا اهمية
تعليم المرأة لأنها ركيزة اساسية للمجتمع..

ولا ننسى ان الإنسان المتعلم يفهم الحرية باعتبارها وسيلة لتحقيق الكرامة الإنسانية، وهو غالباً الأحرص على حمايتها والمطالبة بها. التعليم يمنح الوعي، والوعي هو المفتاح الذي يفتح أبواب الحرية المسؤولة.

الحرية كنضال إنساني:
الحرية تُنتزع ولا تُمنح. إنها حق طبيعي يولد مع الإنسان، لكنها قد تُسلب منه، مما يجبره على النضال لاستعادتها أو تعزيزها. المطالبة بالحرية ليست مجرد ترف فكري، بل هي تعبير عن وعي الإنسان بإنسانيته ورفضه للخضوع والذل.

الحرية إذاً ياسادتي لا تقتصر على التحرر من القيود السياسية أو الاجتماعية، بل تشمل حرية التفكير، وحرية التعبير، وحرية الاختيار. هي قدرة الإنسان على مواجهة الظلم بشجاعة والإصرار على العيش بكرامة.

الحرية والكرامة الإنسانية:
في نهاية المطاف، الحرية هي صرخة الإنسان ضد القيود التي تفرضها السلطة أو الظروف. إنها تأكيد على أن الحقوق لا تُستجدى، بل تُنتزع عبر نضال واعٍ ومسؤول. ولا يفوت علينا أن الإنسان الحر هو من يملك إرادته، يتخذ قراراته بعيداً عن أي إملاءات خارجية، مدركاً قيمة الكرامة الإنسانية التي لا تتحقق إلا في ظل حرية حقيقية
وختاماً نامل ان يكون هذا النص قد لمس الأفكار المحورية لاهمية الحرية.

مع كامل احترامي وتقديري

عثمان يوسف خليل

osmanyousif1@icloud.com

 

آراء