خطاب مفتوح للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من المواطن السوداني المسلم/ إسماعيل حسين
رئيس التحرير: طارق الجزولي
9 December, 2024
9 December, 2024
فضيلة الشيخ الدكتور علي
محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،
فضيلة الشيخ الدكتورعلي بن محمد الصلابي، الأمين العام للاتحاد،
الشيوخ الأفاضل أعضاء مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
السلام عليكم ورحمة الله. اما بعد...
لا شك انه قد بلغكم ماورد على لسان عضو الاتحاد المقيم في تركيا، عبد الحي يوسف، خلال استضافته من قِبل مركز مقاربات للتنمية السياسية مؤخرا، حيث كشف عبد الحي أن وفدا من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وذكر من الوفد اسم نائب رئيس الاتحاد “محمد الددو”، التقى بالحكومة التركية لحثها على الدعم والمساندة بالسلاح في الحرب ضد قوات الدعم السريع. إلا أن الحكومة التركية، ممثلة في وزير خارجيتها، لم تستجب، ورفضت – بحسب قوله – بحجة أن مايجري في السودان فتنة وان بيع السلاح في الفتنة حرام ولأسباب اخري ذكرها تتعلق بشخصية البرهان، قائد الجيش السوداني، واصفة إياه بأنه “غير محترم” وكذاب “غير ملتزم بالعهود”. نحن كسودانيين/مسلمين لا يعنينا ما ذكر من أسباب تتعلق بشخصية البرهان، رغم انها فتنة بإفشاء أسرار المجالس ورغم تناقض ذلك مع الفتاوي التي ظل عبد الحي يوسف يصدرها ويلقيها، من على منبر مسجده في الخرطوم والمنابر الاعلامية الاخرى، بحرمة الخروج على الحاكم وحتى مناصحة الحاكم لاتكون الا سرا ، لكن الذي يهمنا ويعنينا هو محاولة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين استجلاب السلاح لاحد طرفي الحرب وكلاهما مسلمين لزيادة نار الفتنة، وقد احسنت الحكومة التركية بوصف الحرب في السودان بانها فتنة بين مسلمين وهي كذلك، وذلك ممايثير الاستغراب والدهشة ويتناقض بصورة صارخة مع رسالة الاتحاد ومبادئه حسب مايعبر عنه في ادبياته المعلنة، خاصة الوثيقة التعريفية بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومبادئه ،التي لم يرد فيها ان من مهام الاتحاد الإتجار بالسلاح او السمسرة فيه او التوسط لجلبه للمتقاتلين، بل يتناقض ذلك تماما مع ماورد في الوثيقة المذكورة، حيث تنص على "أهمية تحقيق التعايش السلمي ونبذ العنف، ونشر ثقافة التسامح..." كما نصت على "توجيه النصح المتسم بالحكمة والرفق، والالتزام بمنهج الحوار والتعاون ..." كما تنص ذات الوثيقة على أن الاتحاد "وضع لنفسه محدداتٍ منهجيةً ومعالمَ يحافظ فيها على التوازن والموضوعية والمصداقية والاستقلالية فيما يصدر عنه، ويضمن قبوله مرجعيةً يعتمد عليها المسلمون في النوازل ..." فكيف يستقيم ذلك ووفده, حسب رواية عبد الحي يوسف، يسعى لجلب السلاح لاحد طرفي الحرب وكلاهما مسلمين؟ وكيف يتم قبوله كمرجعيةً يعتمد عليها المسلمون في
النوازل
؟ ومن المفارقات ايضا حسب نص الوثيقة ان الاتحاد يبرز نفسه كمظلة علمائية مرجعية جامعة للأمة دون إقصاء أو تمييز، متوازناً في علاقاته معها، داعياً إلى السّلم والوفاق، في تناقض بين بين القول والفعل ومن المبادئ التي تضمنتها وثيقة الاتحاد "الدعوة إلى إصلاح ذات البين، وحل النزاعات بالحسنى والاجتماع على كلمة سواء" وماورد على لسان عبد الحي يوسف بسعى وفد الاتحاد لجلب السلاح لاحد طرفي الحرب يعد مخالفة صريحة لهذا المبدأ الشرعي الأصيل والأدهى والأمر أن ماورد على لسان عبد الحي يوسف، يظهر الاتحاد وكأنه يتحدث بلسانين، حيث يسعى وفده سرا لجلب السلاح لاحد طرفي الحرب في الوقت الذي يدعو فيه الأمتين العربية والإسلامية للتحرك العاجل لإنقاذ السودان باعتباره واجب أخلاقي وديني، حسب ماصرح به الأمين العام للاتحاد الشيخ الدكتورعلي بن محمد الصلابي، بتاريخ 6 ربيع الأول 1446هــ الموافق: 9 سبتمبر 2024م، مستندًا في تصريحه إلى التوجيه القرآني الكريم: [وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]. (سورة الحجرات: 9-10). وهو التوصيف السليم لهذه الحرب الفتنة وكان ينبغي معالجتها بالاصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين بالعدل والقسط وفقا لهذا التوجيه الرباني الكريم وليس بالإنحياز الي احد طرفي القتال بسعي وفد الاتحاد سرا لجلب السلاح لهذا الطرف او ذاك.
حفظ الله الجميع من الفتن ماظهر منها ومابطن.
والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل،،،
ولكم فائق الاحترام والتقدير،
المواطن السوداني المسلم/ إسماعيل حسين
٥ ديسمبر 2024م.
محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،
فضيلة الشيخ الدكتورعلي بن محمد الصلابي، الأمين العام للاتحاد،
الشيوخ الأفاضل أعضاء مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
السلام عليكم ورحمة الله. اما بعد...
لا شك انه قد بلغكم ماورد على لسان عضو الاتحاد المقيم في تركيا، عبد الحي يوسف، خلال استضافته من قِبل مركز مقاربات للتنمية السياسية مؤخرا، حيث كشف عبد الحي أن وفدا من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وذكر من الوفد اسم نائب رئيس الاتحاد “محمد الددو”، التقى بالحكومة التركية لحثها على الدعم والمساندة بالسلاح في الحرب ضد قوات الدعم السريع. إلا أن الحكومة التركية، ممثلة في وزير خارجيتها، لم تستجب، ورفضت – بحسب قوله – بحجة أن مايجري في السودان فتنة وان بيع السلاح في الفتنة حرام ولأسباب اخري ذكرها تتعلق بشخصية البرهان، قائد الجيش السوداني، واصفة إياه بأنه “غير محترم” وكذاب “غير ملتزم بالعهود”. نحن كسودانيين/مسلمين لا يعنينا ما ذكر من أسباب تتعلق بشخصية البرهان، رغم انها فتنة بإفشاء أسرار المجالس ورغم تناقض ذلك مع الفتاوي التي ظل عبد الحي يوسف يصدرها ويلقيها، من على منبر مسجده في الخرطوم والمنابر الاعلامية الاخرى، بحرمة الخروج على الحاكم وحتى مناصحة الحاكم لاتكون الا سرا ، لكن الذي يهمنا ويعنينا هو محاولة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين استجلاب السلاح لاحد طرفي الحرب وكلاهما مسلمين لزيادة نار الفتنة، وقد احسنت الحكومة التركية بوصف الحرب في السودان بانها فتنة بين مسلمين وهي كذلك، وذلك ممايثير الاستغراب والدهشة ويتناقض بصورة صارخة مع رسالة الاتحاد ومبادئه حسب مايعبر عنه في ادبياته المعلنة، خاصة الوثيقة التعريفية بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومبادئه ،التي لم يرد فيها ان من مهام الاتحاد الإتجار بالسلاح او السمسرة فيه او التوسط لجلبه للمتقاتلين، بل يتناقض ذلك تماما مع ماورد في الوثيقة المذكورة، حيث تنص على "أهمية تحقيق التعايش السلمي ونبذ العنف، ونشر ثقافة التسامح..." كما نصت على "توجيه النصح المتسم بالحكمة والرفق، والالتزام بمنهج الحوار والتعاون ..." كما تنص ذات الوثيقة على أن الاتحاد "وضع لنفسه محدداتٍ منهجيةً ومعالمَ يحافظ فيها على التوازن والموضوعية والمصداقية والاستقلالية فيما يصدر عنه، ويضمن قبوله مرجعيةً يعتمد عليها المسلمون في النوازل ..." فكيف يستقيم ذلك ووفده, حسب رواية عبد الحي يوسف، يسعى لجلب السلاح لاحد طرفي الحرب وكلاهما مسلمين؟ وكيف يتم قبوله كمرجعيةً يعتمد عليها المسلمون في
النوازل
؟ ومن المفارقات ايضا حسب نص الوثيقة ان الاتحاد يبرز نفسه كمظلة علمائية مرجعية جامعة للأمة دون إقصاء أو تمييز، متوازناً في علاقاته معها، داعياً إلى السّلم والوفاق، في تناقض بين بين القول والفعل ومن المبادئ التي تضمنتها وثيقة الاتحاد "الدعوة إلى إصلاح ذات البين، وحل النزاعات بالحسنى والاجتماع على كلمة سواء" وماورد على لسان عبد الحي يوسف بسعى وفد الاتحاد لجلب السلاح لاحد طرفي الحرب يعد مخالفة صريحة لهذا المبدأ الشرعي الأصيل والأدهى والأمر أن ماورد على لسان عبد الحي يوسف، يظهر الاتحاد وكأنه يتحدث بلسانين، حيث يسعى وفده سرا لجلب السلاح لاحد طرفي الحرب في الوقت الذي يدعو فيه الأمتين العربية والإسلامية للتحرك العاجل لإنقاذ السودان باعتباره واجب أخلاقي وديني، حسب ماصرح به الأمين العام للاتحاد الشيخ الدكتورعلي بن محمد الصلابي، بتاريخ 6 ربيع الأول 1446هــ الموافق: 9 سبتمبر 2024م، مستندًا في تصريحه إلى التوجيه القرآني الكريم: [وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]. (سورة الحجرات: 9-10). وهو التوصيف السليم لهذه الحرب الفتنة وكان ينبغي معالجتها بالاصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين بالعدل والقسط وفقا لهذا التوجيه الرباني الكريم وليس بالإنحياز الي احد طرفي القتال بسعي وفد الاتحاد سرا لجلب السلاح لهذا الطرف او ذاك.
حفظ الله الجميع من الفتن ماظهر منها ومابطن.
والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل،،،
ولكم فائق الاحترام والتقدير،
المواطن السوداني المسلم/ إسماعيل حسين
٥ ديسمبر 2024م.