رد على كوز

 


 

فيصل بسمة
17 December, 2024

 

فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

إستمعت إلى جدال/لغط أحد الكيزان يدافع فيه عن فترة حكم المخلوع البشير و نظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) ، و طفق يذكر ”محاسن“ أفراد تنتمي إلى الجماعة و يدعي أنه لا يزكيهم على الله!!! ، لكنه يحسبهم من الأتقيآء ، الأنقيآء الصالحين!!! ، ثم ذهب يعدد ”المشاريع“ و ”إنجازات“ المخلوع و النظام!!! ، بل و يَمَنُّ على الشعوب السودانية بأن الله قد أرسل لها الجماعة (الكيزان) هبة تنقذهم من الجهل و الضلال ، و لتبين لهم الدين الصحيح ، و تهديهم إلى صراط الله المستقيم!!! ، لكنهم ، الشعوب السودانية ، قد (رفسوا نعمتهم) عندما ثاروا على نظام الجماعة و هتفوا:
أي كوز...
ندوسو دوس...
و ختم الكوز حديثه متهكماً على الأوضاع الحالية في بلاد السودان:
يا هي دي الحرية و المدنية الدَّايرِنَاها؟!!!...
أما الحكم على حديث الكوز و على الكوزنة و الكيزان و فترة حكمهم لبلاد السودان و قمعهم و قهرهم للشعوب السودانية فقد تناوله الكثيرون و أسهبوا و أفاضوا في وصف تفاصيل ضلال فكر الجماعة و فساد نظامها و فشلها في حكم بلاد السودان و عجزها عن بسط الأمن و إدارة الموارد و تفعيل الإنتاج و إحداث التنمية و تحقيق الكفاية و الرفاه ، و أبرزوا الوثآئق و الأدلة و البراهين...
هذا التناول و التغطية الشاملة لفكر الجماعة و ضلالها و فترة حكمها و فسادها و إفسادها و فشلها يحتم هذه المرة إيجاد رد (غير تقليدي) على إدعآءات ذلك الكوز عن ”إنجازات الإنقاذ“ و ما قدمته الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) للشعوب السودانية من حيث الصلاح و الفلاح و الأمن و المأوى و الغذآء و التعليم و الكسآء و الدوآء و التنمية ، لهذا يُرَجَىَٰ من القاريء التمعن في القآئمة أدناه و التي تحتوي على علل و أمراض و ظواهر:
الإسهالات: الدوسنتاريا ، الكوليرا و أضرابهما
الحميات: الملاريا ، التيفويد ، المالطية ، الضنك ، إلتهاب الكبد الوبآئي ، الحصبة و الطاعون
الأمراض المستوطنة: الكلازار ، مرض النوم ، دآء الفيل و التراكوما ، عمى النهر و بقية العلل و الأمراض المرتبطة بالحشرات الناقلة للجراثيم
سوء التغذية و هزال الأطفال ، الكُوَاش ، مرض ذات الرئة و وفيات الرضع
فقر الدم ، نقص المناعة(الإيدز) ، الربو ، الدرن (السل) و وفيات الأمهات
الأمراض الجلدية: فطريات الجلد و الرأس (القُوب) ، الجرب و الجذام
الأمراض النفسية: القلق ، الإضطراب ، الإكتئاب و الجنون بأنواعه المختلفة
الأمراض المجتمعية: الغش ، التزوير ، السرقة ، الرشا ، الغلول و أضرابهم
النفاق الإجتماعي: المحسوبية ، مسح الأجواخ (التَّعرَصَة) ، الفَشخَرَة ، البُوبَار و بقية المظاهر الإجتماعية السالبة
التعليم السطحي ، الإعلام المأجور ، ثقافة التفاهة ، الفن الهابط و الرياضة المتعثرة
الإنحراف الإجتماعي: الجنس المدفوع الأجر ، الشذوذ الجنسي ، تعاطي التبغ و الخمور و المخدرات بأنواعها
العطالة المُقَنَّعَة و غير المُقَنَّعَة ، التشرد ، النزوح ، الإغتراب ، الهجرة الغير شرعية و اللجوء إلى دول الجوار و الدول الغربية
التعصب القبلي/الإثني/الجهوي/الإقليمي ، الإحتجاجات ، النزاعات ، التمرد المسلح ، الحروب الأهلية و التهديد بتقرير المصير و الإنفصال
و بعد الإطلاع يرجى من القاريء الإجابة على السؤال التالي:
هل معدلات هذه العلل و الأمراض و الظواهر ، ذات الإرتباط الوثيق بالفاقة و الفقر و المسغبة و نقص الغذآء و ردآءته و سوء الإدارة/الحكم و نقص/تدهور/إنعدام الخدمات و قذارة البيئه ، قد تناقصت؟ أم أنها في إزدياد خلال عقود حكم الكيزان؟...
و إذا ما أتت الإجابة أن المعدلات في تناقص فقد صدق الكوز و كذب المعارضون و المنتقدون لنظام و حكم الكيزان ، و تلك هي نهاية المقال ، أما إذا كانت الإجابة بغير ذلك ، فلابد من تذكير القاريء بمن هم الكيزان؟ و ما هي الكوزنة؟ و من هو الكوز؟...
الكيزان هم أعضآء جماعة الأخوان المسلمين بمختلف مسمياتها من عند جبهة الميثاق الوطني مروراً بالجبهة القومية الإسلامية و إنتهآءً بالحركة الإسلامية و حزب المؤتمر الوطني و أفرعه مثل: المؤتمر الشعبي و التحالف الإسلامي العريض و حركة الإصلاح و المستقبل و الكتآئب الجهادية ، هذا عدا المنظمات المدنية و البنوك و الشركات التي أنشأتها الجماعة...
و الكوزنة فكر و منهج سياسي ضآل ، و سلوك إنتهازي سمته الأساسية إدعآء الصلاح و التدين المرتبط بالصلف و العنجهية و إزدرآء/نفي الآخرين و تسفيه/تحقير أفكارهم و أرآءهم ، و جوهر الكوزنة التجارة بالدين من أجل المنفعة الدنيوية/الشخصية ، و تؤمن جماعة الكيزان و أعضآءها إيماناً قاطعاً أنهم الخلفآء و وكلآء الله الحصريون على الأرض/الكون ، و أنهم يمتلكون الحق الأوحد في حكم البلاد و تسيير أمور العباد و تفسير و تطبيق شرع الله وفق ما يراه و يعتقده و يفتي به مفكرو/منظرو الجماعة ، و في سبيل تحقيق ”الحكم بما أنزل الله“ و ما قررته الجماعة فيجوز قمع/قهر الناس و إرهابهم و ترويعهم و تعذيبهم و قتلهم/إبادتهم إذا لزم الأمر...
و قد دلت التجربة و الشواهد و الأدلة على أن الكوز هو الشخص الذي لا يقيم وزناً للأخلاق و القيم و العادات و الأعراف ، و يفتقر إلى الحيآء و النزاهة و الأمانة و الصدق ، و يمتهن الكذب ، و أن الكوز يتميز/ينفرد بالنرجسية و الأنانية و عشق الذات ، و أن الكوز يحصر جل فكره و جهده في خدمة مصالحه الشخصية و منفعته و متعته و لا يأبه مطلقاً إلى مشاعر الآخرين أو إحتياجاتهم ، و أنه مثال حي للإنتهازي الوصولي الذي من أجل الوصول إلى هدفه و منفعته الشخصية يمارس النفاق و التدليس و العنف...
بإختصار الكوز هو ذلك المخلوق الذي جحد نعمة الله على الشعوب السودانية المتمثلة في ثورة ديسمبر المجيدة و سعى إلى وضع العراقيل أمامها و إعاقتها و إفشالها كعادته/كسلوكه مع كل عمل و فعل مفيد ، و قد أثبتت الأيام صدق الجماهير عندما هتفت:
أي كوز...
ندوسو دوس...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com

 

آراء