العدوان على الزرق – جرس الانذار المبكر.!!
اسماعيل عبدالله
25 December, 2024
25 December, 2024
إنّ الحروب لا تبقي ولا تذر وتجيء بالأوزار وترتكب فيها الفظائع ويحدث بها الهرج والمرج، وعلى الرغم من أن القوانين الدولية قد وضعت ضوابط للاشتباك، مثل تجنب الأعيان المدنية والابتعاد عن السكان، إلّا أن جميع الحروب السابقة واللاحقة لم يلتزم المتحاربون والخائضون لها، بأي ضابط من ضوابط عدم التعرض للمدنيين، وأمسى الالتزام بقواعد الاشتباك حبر على ورق، بل ذهب الأمر لأبعد من ذلك حين ظهرت الجماعات الإرهابية، فتطور العنف وأصبحت الحروب أكثر بشاعة، فمارس المتطرفون قطع الرؤوس بالفؤوس وبقر البطون وأكل الأحشاء البشرية، مثلما رأينا ذلك في حرب السودان، التي يتبع فيها الجيش الذي تسيطر عليه الكتائب المتطرفة، الطرائق الداعشية كالذبح والتنكيل بالأسرى وإعدام المدنيين، الأمر الذي لا تجده عند المعتدى عليهم (الأشاوس)، الذين يتعاطون مع عدوهم بمثالية لن ترها في الحروب التي اندلعت بالقارة والإقليم، من حسن في معاملة الأسير كما أوصى الدين، واطعام فقراء المدن التي غطاها شبح الحرب، وفتح المعابر للعالقين ليخرجوا إلى أماكن أفضل أمناً، أضف لذلك تحمل مسؤولية حماية الأسرى الذين يتعرضون لقصف طيران العدو (الذي كانوا جزءًا منه)، وذهب الأشاوس المدافعين عن أنفسهم لأبعد من ذلك برعايتهم لتأسيس الإدارات المدنية، لقد قدم هؤلاء الشباب المعتدى عليهم والمستهدفين بالطرد من أرضهم، الخدمات الجليلة للمواطنين المتأثرين بالحرب، وضربوا أروع الأمثلة في النخوة والشهامة ونجدة الملهوف، وبرغم هذا الجهد النبيل المبذول، إلّا أن عين رضى كثير من الناس كليلة حين تنظر إلى أعمال الخير هذه، والغريب أن ذات العين لا تبدي مساوئ الطرف المعتدي الغاشم الأثيم.
إنّ ما فعلته قيادة الأشاوس بوضعها للحلوى على أفواه من ظنت بهم خيراً، ارتد عليها العمل الطيب وبالاً وإثماً كبيرا، وتجسد ذلك في العدوان الذي شنّه حاكم الإقليم المزعوم أمير حروب دارفور، على المدنيين العزل ببادية الزرق، ما يعتبر تجلي واضح لمعاني المقولة المأثورة (اتقي شر من أحسنت إليه)، فقد دفعت القيادة العليا للأشاوس ثمناً باهظاً نتاج جلبها لأمراء حرب دارفور، باستحقاق دستوري تمخض عن كارثة جوبا (اتفاقية جوبا)، التي جاءت بوالي الجنينة القتيل الذي فتح مستودعات الأسلحة والذخائر الحكومية لعشيره، فارتكبوا أفظع الجرائم العرقية بحق المختلفين عنهم أثنياً، وأتت بوزير المالية الذي تضامن مع فلول النظام البائد في حربهم القذرة والغادرة على الأشاوس، هذه الاتفاقية الكارثية التي تعتبر جريمة في حق أهل السودان، يجب أن يحاسب عليها كل من ساهم فيها، بعد أن تضع الحرب أوزارها، مهما علا شأنه، فكل قطرة دم أريقت تجد لهذه المؤامرة التي تمت تحت طاولة الظلام نصيب الأسد فيها، فالنساء اللائي قتلن ببادية الزرق لهذه الصفقة المشؤومة الدور الأعظم في قتلهن، ولو ترك قائد الأشاوس أمراء حرب دارفور هائمين على وجوههم بصحارى ليبيا، لكان ذلك أحقن لدماء ألسودانيين، ولو أن الصفقة الخبيثة تلك لم تتم لعبرت حكومة الانتقال المدنية إلى براحات أرحب، وذلك نسبة لتعطيل هذه الشرذمة لأي تقدم احرزته حكومة رئيس الوزراء، وتآمرهم المعلن بتكوين (تكتل الموز) الذي يعتبر أحد أعواد ثقاب إشعال الحرب، إنّ مسمار جحا الذي حدثتنا عنه المرويات الشعبية، تمثل بحذافيره في هذه المؤامرة القادمة من جوبا، ولو كانت هنالك خطيئة واحدة لحكومة الرجل النزيه حمدوك، فهي قبوله بتعديل الوثيقة الدستورية وإدخال أمراء الحرب في هياكل الحكم الانتقالي.
إنّ التحدي الذي يواجه الأشاوس يتطلب إضافة بند جديد للخطة باء، وهو تسليم أسرى الحرب للصليب الأحمر، ومحو جميع الخطوط الحمراء، وجعل سبيل المنظمات الإنسانية ميسوراً لإغاثة المتضررين من الحرب، والقاء مسئولية حماية المدنيين على عاتق مجلس الأمن والاتحاد الافريقي، لأن هذه المهام ليست من صميم واجب من فرضت عليهم الحرب، وليست التزاماً أخلاقياً على من أبيد ثلاثة آلاف من رفاقهم فجر يوم الحرب الغادرة، فالمدافع عن وجوده لا يجب أن يحمل عبء الدفاع عن وجود الآخرين، واذا لم تخرج القيادة العليا للأشاوس من نفق هذه الطوباوية المظلم، ستدفع المجتمعات التي ينحدر منها جل الجند الثمن قصفاً بالبراميل المتفجرة، فهذه الحرب حرب دفاعية أكثر منها حرب تأسيس للدولة الجديدة، التي يجب أن يتحمل مسؤولية تأسيسها الجميع، فالآن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة الوجودية، والمثالية الزائدة لا تحقق نصراً، ويجب حصر الجهد في ضرب أوكار العدو، وادخار المال والرجال والعتاد لصد الهجمات الغادرة للمليشيات القبلية، فمعركة الدفاع عن الوجود التي يقودها الأشاوس، غير مرحب بها من بعض المكونات الاجتماعية الصغيرة، المشحونة عرقياً من قبل أمراء الحرب، وهذه المجتمعات الصغيرة تنطلق في عدائها من منظور عرقي، لذلك ترى طابع جرائمها التشفي وحرق المنازل وقتل الأطفال والنساء، والوعد والوعيد بإقدامها على فعل ما هو أكثر قبحاً، لذا وجب على القيادة العليا أن تغادر محطة الرجل الطيب، وأن تشدد الأصبع حول الزناد ولا تبالي، طالما أن العدو لا يبالي، فالحرب أمرها جد وليس هزل، وميدان الحرب ليس حضانة للأطفال ولا دار لرعاية كبار السن، وعلى الأشاوس الاستدلال بالمثلين:(صاحب بالين كذّاب) و(ركّاب سرجين وِقّيع).
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com
إنّ ما فعلته قيادة الأشاوس بوضعها للحلوى على أفواه من ظنت بهم خيراً، ارتد عليها العمل الطيب وبالاً وإثماً كبيرا، وتجسد ذلك في العدوان الذي شنّه حاكم الإقليم المزعوم أمير حروب دارفور، على المدنيين العزل ببادية الزرق، ما يعتبر تجلي واضح لمعاني المقولة المأثورة (اتقي شر من أحسنت إليه)، فقد دفعت القيادة العليا للأشاوس ثمناً باهظاً نتاج جلبها لأمراء حرب دارفور، باستحقاق دستوري تمخض عن كارثة جوبا (اتفاقية جوبا)، التي جاءت بوالي الجنينة القتيل الذي فتح مستودعات الأسلحة والذخائر الحكومية لعشيره، فارتكبوا أفظع الجرائم العرقية بحق المختلفين عنهم أثنياً، وأتت بوزير المالية الذي تضامن مع فلول النظام البائد في حربهم القذرة والغادرة على الأشاوس، هذه الاتفاقية الكارثية التي تعتبر جريمة في حق أهل السودان، يجب أن يحاسب عليها كل من ساهم فيها، بعد أن تضع الحرب أوزارها، مهما علا شأنه، فكل قطرة دم أريقت تجد لهذه المؤامرة التي تمت تحت طاولة الظلام نصيب الأسد فيها، فالنساء اللائي قتلن ببادية الزرق لهذه الصفقة المشؤومة الدور الأعظم في قتلهن، ولو ترك قائد الأشاوس أمراء حرب دارفور هائمين على وجوههم بصحارى ليبيا، لكان ذلك أحقن لدماء ألسودانيين، ولو أن الصفقة الخبيثة تلك لم تتم لعبرت حكومة الانتقال المدنية إلى براحات أرحب، وذلك نسبة لتعطيل هذه الشرذمة لأي تقدم احرزته حكومة رئيس الوزراء، وتآمرهم المعلن بتكوين (تكتل الموز) الذي يعتبر أحد أعواد ثقاب إشعال الحرب، إنّ مسمار جحا الذي حدثتنا عنه المرويات الشعبية، تمثل بحذافيره في هذه المؤامرة القادمة من جوبا، ولو كانت هنالك خطيئة واحدة لحكومة الرجل النزيه حمدوك، فهي قبوله بتعديل الوثيقة الدستورية وإدخال أمراء الحرب في هياكل الحكم الانتقالي.
إنّ التحدي الذي يواجه الأشاوس يتطلب إضافة بند جديد للخطة باء، وهو تسليم أسرى الحرب للصليب الأحمر، ومحو جميع الخطوط الحمراء، وجعل سبيل المنظمات الإنسانية ميسوراً لإغاثة المتضررين من الحرب، والقاء مسئولية حماية المدنيين على عاتق مجلس الأمن والاتحاد الافريقي، لأن هذه المهام ليست من صميم واجب من فرضت عليهم الحرب، وليست التزاماً أخلاقياً على من أبيد ثلاثة آلاف من رفاقهم فجر يوم الحرب الغادرة، فالمدافع عن وجوده لا يجب أن يحمل عبء الدفاع عن وجود الآخرين، واذا لم تخرج القيادة العليا للأشاوس من نفق هذه الطوباوية المظلم، ستدفع المجتمعات التي ينحدر منها جل الجند الثمن قصفاً بالبراميل المتفجرة، فهذه الحرب حرب دفاعية أكثر منها حرب تأسيس للدولة الجديدة، التي يجب أن يتحمل مسؤولية تأسيسها الجميع، فالآن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة الوجودية، والمثالية الزائدة لا تحقق نصراً، ويجب حصر الجهد في ضرب أوكار العدو، وادخار المال والرجال والعتاد لصد الهجمات الغادرة للمليشيات القبلية، فمعركة الدفاع عن الوجود التي يقودها الأشاوس، غير مرحب بها من بعض المكونات الاجتماعية الصغيرة، المشحونة عرقياً من قبل أمراء الحرب، وهذه المجتمعات الصغيرة تنطلق في عدائها من منظور عرقي، لذلك ترى طابع جرائمها التشفي وحرق المنازل وقتل الأطفال والنساء، والوعد والوعيد بإقدامها على فعل ما هو أكثر قبحاً، لذا وجب على القيادة العليا أن تغادر محطة الرجل الطيب، وأن تشدد الأصبع حول الزناد ولا تبالي، طالما أن العدو لا يبالي، فالحرب أمرها جد وليس هزل، وميدان الحرب ليس حضانة للأطفال ولا دار لرعاية كبار السن، وعلى الأشاوس الاستدلال بالمثلين:(صاحب بالين كذّاب) و(ركّاب سرجين وِقّيع).
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com