عودة الى محاولات تجريم لجنة تفكيك التمكين

 


 

أحمد الملك
13 January, 2025

 

تستميت أقلام امنجية الكيزان بكل الطرق في محاولة تجريم لجنة تفكيك التمكين، وذلك رد فعل طبيعي، فالكيزان يحاولون غسل الذاكرة ومحاولة الالتفاف على ثورة ديسمبر وشعاراتها (سلمية سلمية ضد الحرامية)
والغريب ان الكيزان لا يحاولون ابدا تفنيد تهم نهب المال العام وسرقة الوطن وبيعه طوال فترة حكمهم، بل يحاولون فقط دمغ الجميع واولهم أعضاء لجنة التفكيك بالفساد! فقط لجعل الناس يعتقدون انهم أفضل الفاسدين! والحرب نفسها تصب في موقع انهم أفضل الفاسدين، فعلى الأقل كان هناك أمان في عهدهم كما يزعمون! وهذه نفسها مجرد اكذوبة، ففي عهدهم الاغبر ضُرب الناس بالرصاص في المساجد (حين قاموا باستجلاب المتطرفين من كل مكان وعرضوا عليهم الجنسية السودانية وجوازات السفر الدبلوماسية)! وبدلا من الجنوح للسلم، زادوا من ضراوة نيران الحرب في الجنوب واضطروا اهله لسلوك درب الانفصال الصعب، ثم أشعلوا النار في دارفور واحرقوا القرى ودفنوا آبار الماء لإجبار الأهالي على النزوح، وقاموا بتجييش المليشيات وبث الفتن بين المكونات القبلية، وحين ضربوا المظاهرات بالرصاص في كجبار وبورتسودان والخرطوم، فعن أي امان يتحدثون؟ حين قصروا التعليم وحبة الدواء وقطعة الخبز على القادرين في بلد غالب اهله من الفقراء، فعن أي امان يتحدثون!
ستلاحظ في الهجوم المتهافت على لجنة التفكيك من يوقع باسم محام او مراجع! وهم مجرد امنجية! (ينتمون لنفس الغرف الإعلامية المسئولة عن التحشيد للحرب وبث الفتن القبلية) انه استمرار لمسلسل الخم الذي درجوا عليه حين التعامل مع شعبنا، فمن يوقع باسم محام الغرض من ذلك هو ايهام الناس انه حديث رجل قانون، وبالتالي هو أفضل من يتحدث في مجال هو مجال عمله، وعلى الناس الاستماع، وحين يكتب اسمه متبوعا بمراجع فهذا عمله ومجال دراسته! (وعلينا ترك العيش لخبازه! حتى لو يسرق نصفه كما يقول المثل الشعبي!!) تذكرون حين كانوا قبل سنوات يكثرون من استخدام الألقاب العلمية لمنسوبي حزبهم وتقديمهم باعتبارهم اعلم الناس في كل شيء، بروفسور فلان ودكتور علان، ثم تكتشف انه دكتور (خلا) أنعم على نفسه بالدرجات العلمية دون حتى أن يفتح كتابا! او يرهق نفسه ببحوث مضنية! هذا ان لم يكن قد سلك الطريق السهل واشتراها بالعملة الصعبة!
لقد أُجبر عميد الدراسات العليا في احدى الجامعات السودانية الكبيرة على الاستقالة من طرف أجهزة النظام، بعد رفضه تمرير رسائل الدكتوراة التي يقدمها منسوبي النظام من الكيزان، حين اكتشف انها مسروقة جميعا من الانترنت ولا تستوفي أدني شروط البحث العلمي! وقس على ذلك التزوير والاستهبال في كل مناحي الحياة في هذه البلاد التي نُكبت بهذا التنظيم الفاسد طوال أكثر من 3 عقود!
كان الافساد يستهدف الشعب كله، هل تذكرون حاويات المخدرات التي استجلبت على رؤوس الاشهاد؟ حكى لي صديق انه استقل السيارة مع قريب له يعمل في أحد أجهزة الإنقاذ الأمنية، توقف الرجل امام فتاة على قارعة الطريق وسألها: ماذا تبيعين اليوم من أصناف البودرة؟ واخرج من جيب سيارته عددا من الشهادات الجامعية المزورة بدون أسماء عرضها على قريبه ان كان يرغب في واحدة منها!
تلك مجرد نماذج، من فساد نظام باع حتى الهواء (أين خط هيثرو، وأين بيوت السودان في بريطانيا، بل اين أموال البترول والذهب، ولم لم يستقيل اية مسئول كيزاني حين تم تسريب المكالمات التليفونية التي تثبت ان أردول كان يستخدم ذهبنا لرشوة النافذين دعما للعسكر الانقلابيين قتلة الشهداء، وتمهيدا للانقلاب والحرب التي تلته!
لا يستطيع الكيزان حتى تفنيد الخبر الذي ذاع قبل أيام حول اختفاء العملة القديمة التي تم استبدالها، وبدلا من اتلافها عادت لتدور مرة أخرى في دورة الفساد ويتم استبدالها ربما أكثر من مرة لتدخل في جيوب لا تشبع من المال الحرام! وذلك عين ما حدث ويحدث في كل تغيير للعملة الوطنية في عهد الفساد الممتد.
اذكر انني استمعت لمهندس عمل في حقبة السبعينات واوائل الثمانينات في مؤسسة النقل النهري، قال انه أُوفد الى بريطانيا لشراء قطع غيار لصيانة السيارات الحكومية، فوجئ وهو يكمل إجراءات الشراء ان الشركة التي اشترى منها، عرضت عليه مبلغا من المال كعمولة تمنحها لكل مشتر، رفض المهندس استلام المبلغ وطلب خصمه من تكلفة البيع، العهد الكيزاني قام على الرشاوي والعمولات، الإعلامي حسين خوجلي اعترف انه حصل على عمولة كبيرة لقاء احضاره مستثمرا في مجال البترول! لم يقل انه رفض العمولة وطلب اضافتها للعرض المقدم الى حكومة السودان! المهندس الذي رفض العمولة لم ينتمي الى الحركة الإسلامية، انتمى لشعبنا بكل قيم الإخلاص والصدق والوفاء الذي تربى عليه، كان من الكوادر المؤهلة التي تتعامل بكل حذر واحتراس وضمير مهني عال مع المال العام.
لقد كشفت لجنة التفكيك جزءا يسيرا من فساد لم يشهد له التاريخ مثيلا وستظل تلك اللجنة علامة مضيئة في حرب شعبنا ضد الفساد وضد القمع والاستبداد، لذلك من الطبيعي أن يجاهد التنظيم اللصوصي لمحاولة تشويه صورتها.
ومن لديه شكوك حول لجنة التفكيك والعمل الكبير الذي قامت به رغم انه لم يكتمل بسبب الانقلاب والذي كانت أحد اهم أهدافه وقف أعمال تلك اللجنة بل وإعادة الأموال المنهوبة للصوص، من لديه شكوك عليه مراجعة تصريحات عرّابهم في شهادته لفضائية الجزيرة حيث قال بالحرف الواحد (لقد أكلوا الأموال أكلا عجيبا)! كذلك اعترافات بعض قادة التنظيم الواردة في فيديوهات قناة العربية حول تفشي الفساد بصورة وبائية بين منسوبي التنظيم وسدنتهم.

أحمد الملك

ortoot@gmail.com

 

آراء