زفرات حرى

 


 

الطيب مصطفى
10 January, 2009

 

نماذج من السودان الجديد!!  (2)
هل تذكرون مقالي الذي نُشر قبل حوالي اسبوعين حول سجون الحركة الشعبية بالجنوب والتي اعترف دونق صمويل المثقف الجنوبي الناشط في حقوق الانسان من خلال مؤتمر صحافي بان المتهمين يقبعون فيها بدون محاكمة لمدة تزيد على الثلاث سنوات ؟!
هاكم هذا الخبر الجديد الذي يكشف عنه وزير مالية حكومة الجنوب (الحالي) كول اثيان فقد صرخ الرجل بأن (معظم المسئولين في حكومة الجنوب) ظلوا يقيمون في فنادق جوبا الغالية منذ تكوين الحكومة عام 2005م وأن الموظف (يصرف على الأقل 150 دولار في اليوم نظير الاقامة في الفندق على حساب الحكومة)؟!
الوزير اثيان أدلى بهذه المعلومة للمجلس التشريعي لجنوب السودان خلال مناقشته موزانة العام 2009م بالرغم من أن النصاب لم يكتمل لانعقاد الجلسة التي كان مقرراً أن يجيز الموازنة في مرحلة لقراءة الثانية!!
الجديد في الأمر أن الوزير -بسبب الضائقة الاقتصادية الناتجة عن تدني اسعار البترول ال ان الحكومة تعتزم إخلاء الفنادق من قبل المسئولين اعتباراً من بداية هذا العام.
يجدر بي ان أذكر أن الخبر نشر في صحيفة (سيتزن) بتاريخ 31/12/2008م وأن انبه إلى المسولين بالطبع لا يقتصرون على الوزراء وإنما كبار موظفي حكومة الجنوب؟!
هل تذكرون المقالات التي نشرناها نقلاً عن الصخافة الجنوبة والتي تحدثت  عن ظاهرة كشوفات المرتبات التي تحوي نسبة كبيرة من الأسماء الوهمية؟!
مسيت أن أقول إن وزير المالية الأسبق آرثر كوين كان قد اطيح به بعد تفجير الخلاف بينه وبين باقان اموم امين عام الحركة الشعبية حول اختفاء مبلغ الستين مليون دولار الذي أعلن عنه المشير البشير خلال الملاسنة التي احتدمت بينه وبين الفريق سلفاكير رئيس حكومة الجنوب في مدينة جوبا وبالطبع لا نزال ننتظر منذ حوالي عام ونصف نتيجة التحقيق الذي كلفت به لجنة رأسها وزير الإعلام في حكومة الجنوب!!
لا اظن القراء نسوا الخبر الصاعقة حول المسئول الجنوبي الكبر الي قبض عليه في مطار هيثرو بلندن قبل نحو شهرين ونشرت خبره الصحافة البريطانية والذي كان محملاً بملايين الدولارات (كاش) كما لا أظنهم نسوا المطار قبل عدة سنوات ف أيام النضال!!
أبعد هذا هل يحق لياسر عرمان أن يتحدث عن مشروع السودان الجديد الذي ظل الرجل يبشر به ليل نهار ويحاول أن يقنع به شعب السودان الشمالي حتى ينخرط في الحركة الشعبية وينصبها حاكماً على السودان الشمالي بعد أن حكمت الجنوب وأذاقت شعبه صنوف العذاب والقهر والجوع وحكم الغابة؟!
أبعد هذا هل نحتاج إلى بيان لمعرفة أين تُهدر أموال الحركة الشعبة بعيداً عن الشعب الجائع؟!
بالمناسبة ..أين باقان اموم ؟! لقد اشتقنا لتصريحاته عن الجلابة والحزام الأسود حول الخروم!!
أظن أن القراء الكرام تابعوا مسرحية محاولة اغتيال السيدة انجلينا تانج وزيرة الدولة بوزارة الطاقة التي كانت تعيش في الخرطوم في أمن وأمان إلى أن دفعتها (وطنيتها) وانتماؤها  لجنوب السودان للسفر إلى منقة اللير التي ينحدر منها زوجها د.ريك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب فكان ان تعرضت لمحاولة اغتيال من قبل المحافظ المنتمي للحركة الشعبية حسب افادتها .زتلك الحركة التي تنتمي إليها هي وزوجها الذي يحتل مركزاً مرموقاً في قيادتها!!
إذا كانت قصة الوزيرة انجلينا قد نشرت في صحيفة (الرأي العام) فإن قصة إختطاف العقيد قبريال أوتم قد نشرت في نفس اليوم "أمس" في الانتباهه فأقروا بربكم ما قاله القيادي الجنوب توبي مادوت في تعقيبه علي وياي دينق رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي الذي اتهم مادوت باختطاف العقيد اوتم فقد قال د.مادزتن إن (قادة الجيش الشعبي عبارة عن عصابة تتحكم في شؤون الجنوب بالقتل والنهب وترويع المواطنين) وقال (إن الجيش الشعبي لاكثر من خمسة أشهر لم يصرف مرتباته)!!
بالطبع فإن مادوت يعني بقوله هذا أن أفراد الجيش الشعب يضطرون إلى االسلب والنهب لأنهم لا يتقاضون مرتباتهم لكن من اين تأتي الحركة بالمرتبات إذا كان المسئوؤلون يهدرونها على الاقامة في الفندق في الليل الواحدة أكثر مما يصرف للجندي في شهر كامل!!
مادوت إتهم قادة الجيش الشعبي بالاتجار في الخمور من خلال نقلها إلى الخرطوم ويا ويل الخرطوم من الجيش الشعبي!!
الحديث عن الجيش الشعبي وممارساته يطول فلكم روّعوا المواطنين وصادروا منهم دروهم خاصة في الاستوائية الكبرى ومدينة جوبا إلى أن ضج بعض المثقفين وكتبوا في الصحافة الجنوبية يعبرون عن حنيتهم إلى الايام الخوالي قبل أن تسطو عصابات الحركة والجيش الشعبي على السلطة في جنوب السودان.
أكثر ما يحزنني أن الجيش الشعبي هذا هو الذي سيصبح من مكونات للقوات المسلحة السودانة إذا تمخض عن استفتاء تقرير المصير وحدة بين الشمال والجنوب أي أنه بموجب اتفاقية نيفاشا فإن خمسين في المائة من القوات المسلحة السودانية ستكون من الجيش الشعبي
بربكم كيف سيكون خال الشمال إذا حط الجيش الشعبي رحاله في الشمال ونقل سلوك الغابة إلى مدنه وقراه مصطحباً معه عصابات النقرز التي تردد أنها وصلت بالفعل إلى بعض أحياء الخرطوم؟!

 

آراء