ألفاظ اللهجة السودانية في لغة القرآن (2) … بقلم: عبد المنعم عجب الفيا

 


 

 

 عقب نشر الجزء الاول من هذه الدراسة بسودانايل وصلتنا عدد من الرسائل من الاصدقاء القراء تثني على الدراسة وتستزيد.
الأخ الكريم عبد الغفار بله ، يشيد ويتسآءل عن قرار منع اذاعة ألقاب لاعبي كرة القدم . وكنا  قد ذكرنا ذلك في سياق الحديث عن لفظ نبز في قوله تعالى :  " لا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان "  وقلنا ان الآية الكريمة ،  لا تنهي عن التنادي بالالقاب مطلقا كما هو الفهم الشائع ، وانما تنهي عن الالقاب البذيئة والذميمة التي يقصد منها الاساءة ولا يرضاها من ينادي بها  . لذلك قال بئس الاسم الفسوق . فكثير  من الناس ينادون  بالقاب بذيئة لا يقبلونها . لقد فهم  دعاة  التاصيل والمشروع الحضاري الآية خطأ فمنعوا ألقاب لاعبي الكرة " - انتهى
ودليلنا على ذلك ان بعض الصحابة ظل يحملون ألقابهم معهم مثل ابي هريرة  . وكان قد صدر قرار عن ادراة التلفزيون السوداني ، منذ بدايات عهد حكومة الانقاذ يمنع اذاعة  ألقاب اللاعبين التي اشتهروا بها في الملاعب ، وأظن هذا التقليد لا يزال سائدا .
ولا يفوتنا ان نعتذر عن بعض الأخطاء الطباعية التي شابت الحلقة الاولى
  * *
نواصل ما تبقى من المسح المقارن لألفاظ  اللهجة السودانية في لغة القرآن :
 * يقولون عشية وعشي بالامالة : بعد الظهر حتي المغرب .
قال تعالي : " سبحو بكرة وعشيا " اي في الصباح الباكر والعشية
وقال : " اذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد " الصافات  31
وقال : " لم يلبثوا الا عشية وضحاها "
قال الازهري : يقع العشي علي ما بين زوال الشمس الي وقت غروبها، كل ذلك عشي ، فاذا غابت فهو عشاء .
* نقول عيشة ومعايش . العيشة غالية والمعايش جبارة
قال تعالى : " فان له معيشة ضنكا " – طه 124
وقال : " قسمنا بينهم معيشتهم " – الزخرف 32
وقال : " وجعلنا لكم فيها معايش " -
وفي اللسان : " العيش : الحياة ، عاش يعيش عيشا ووعيشة ومعاشا . والعيشة : ضرب من العيش يقال عاش عيشة صدق . والمعاش والمعيش والمعيشة : ما يعاش به . وجمع المعيشة معايش .وقد قريء بها قوله تعالى : " وجعلنا لكم فيها معايش " وأكثر القراء على ترك الهمزة في معايش الا ما روي عن نافع فانه همزها ، وجميع النحويين البصريين يزعمون ان همزها خطأ وذكروا ان الهمزة انما تكون في الياء اذا كانت زائدة فاما معايس فمن العيش الياء اصلية قال الازهري في تفسير هذه الاية : ويحتمل ان يكون معايش ما يعيشون به . "
وأظن انه استنادا  الي ما ذهب اليه الازهري ، سمي الغذاء الذي ما يعتمد عليه في العيش مثل الذرة والقمح عيشا فنحن نقول للذرة عيش ولخبز القمح عيشا ايضا .
 * نقول يتقوت اي يسد رمقه من الجوع . فهي من القوت نقول فلان ما عنده اليتقوت بيه
قال تعالى : " وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة أيام سواء للسائلين " – فصلت 10
جاء في اللسان : " القوت : ما يمسك الرمق من الرزق . وفي الصحاح هو ما يقوم به بدن الانسان من الطعام وتقوت بالشيء واقتات به واقتاته ، جعله قوته . وفلان يتقوت بكذا . وقيل في اسم الله المقيت : هو الذي يعطي أقوات الخلائق .."
  * نقول لحم طري ، وجسم  طري  ورغيف طري . اي ناعم ، غض .
قال تعالى : " وهو الذي سخر البحر لتاكلوا منه لحما طريا " – النحل 14
وفي المعجم: " شيء طري اي غض . ويطرو الشيء طري طراوة  وطراء.                      
* نقول بار يبور وبارت والبور. يقولون البضاعة بارت وامراة بايرة  وزراعة بايرة وارض بور اي قفار . وهو كذلك في المعجم وفي لغة القرآن .
قال تعالى : " وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور " –فاطر 29
وقال : "  ألم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار " – ابراهيم 28
في اللسان :" البوار الكساد وبارت السوق اذا كسدت وبوار الأيم : كسادها وهو ان تبقي المراة في بيتها لا يخطبها خاطب والبور (بالضم ) الأرض التي لا تزرع وبور الارض ما بار منها ولم يعمر بالزرع . وأرض بور لم تزرع . وبار عمله : بطل ومنه قوله :" ومكر أولئك هو يبور " .
* نقول الحرت والحراتة والحرات وهو فلاحة الارض وحشها للزراعة
وفي المعجم وفي القرآن بالثاء .
قال تعالى : " أفريتم ما تحرثون ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون " – الواقعة 63
وقال : " وداود وسليمان اذ يحكمان في الحرث أذ نفشت فيه غنم القوم " – الانبياء 78
" ومن كان يريج حرث الدنيا نؤتيه منها وما له في الآخرة من نصيب " – الشورى 20
وفي اللسان : " الحرث والحراثة :العمل في الارض زرعا أو غرساالازهري :الحرث قذفك الحب في الارض والحرث الزرع والحراث: الزراع " .
والحرت في اللهجة السودانية ايضا حك الشيء وحزه وهو من معاني الخرت من الخراتة .
جا في اللسان : " حرت الشيء يحرته حرتا : دلكه دلكا شديدا او قطعه قطعا مستديرة .قال الازهري : لا أعرف ما قال الليث في الحرت ، واظنه تصحيفا والصواب خرت الشيء يخرته بالخاء لان الخرتة هي الثقب المستدير . "
وانا هنا مع الليث من ان  الحرت غير  الخرت وان تقارب المعني واتحد . وشاهدي علي ذلك ما عليه اهل السودان
* نقول  سرب وسارب و سربة .  والسربة (كردفان ) السير او السفر عشية . تقول اغنية الجراري : زولا سرب سربة وخت الجبال غربه اي انه شرع في السفر او السير  الي محبوبته عشية . وسربت البهائم اذا سارت  الي المرعي او مورد الماء بالعشي او الابكار . والسربة ايضا السير الي الزراعة والعمل عشية والضحوة السير والعمل صباحا ، وقت الضحي  .
قال تعالى : " ومن هو مستخفي باليل وسارب بالنهار " – الرعد10
وفي اللسان :  " سرب يسرب سروبا : خرج في الارض قال الازهري : تقول العرب : سربت الابل وتسرب وسرب الفحل يسرب سروبا فهو سارب اذا توجه للمرعي . وظبية ساربة : ذاهبة في مرعاها . و قال بعضهم : سرب في حاجته : مضي  فيها نهارا ابن الاعرابي : السربة السفر القريب . "
 * يقولون في (كردفان ) روح يروح بتشديد الواو ، بمعني سار ، مشي و ذهب ومضى . وهي
من راح يروح رواحا
قال تعالي : " ولسليمان الريح غدوها شهرا ورواحها شهرا " – سبأ12
قال ابن منظور: الرواح بتسديد الراء العشي والسير بالعشي .قال الازهري : وسمعت العرب تستعمل الرواح في السير كل وقت ، تقول راح القوم اذا ساروا وغدوا . ويقول احدهم لصاحبه تروح ويخاطب اصحابه فيقول تروحوا اي سيروا ونحو لك ما جاء في الاخبار الصحيحة الثابتة وهو بمعني المضي الي الجمعة والخفة اليها لا بمعني الرواح بالعشي . في الحديث : من راح الي الجمعة في الساعة الاولي اي من مشي اليها وذهب الي الصلاة ولم يرد رواح آخر النهار. "
  * نقول، أبي يأبي ابيت : بمعنى، رفض ، امتنع .
قال تعالي : " فانطلقا حتي اذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا ان يضيفوهما  "  - الكهف 77
الملاحظ اننا نستخدم مفردة :رفض ، في لغة الكتابة ، ونهمل لفظ ،أبي الا ما ندر . السبب في رأي ان غيرنا ممن تعلمنا منهم لغة الاعلام والكتابة الحديثة لا يستعملون هذ اللفظ في كلامهم
* نقول: رموم ، وهو فتات الاكل وفتات كل شي ، رموم يرمرم يلتهم فتات الاكل من الجوع . يقولون فلان رمرام : يقضي على كل شيء ولا يبالى . والرمة : البهيمة النافقة ، جثة البهيمة الميتة .   
قال تعالي : " قال من يحي العظام وهي رميم " يس 78
عظام رميم : فتات ، مفتتة . 
وقال : " ما  تذر من شيء أتت عليه الا جعلته كالرميم " يس 42
في اللسان " الرمة بالكسر : العظام البالية . ورم العظم يرم رما ورميما: صار رمة . والرميم ايضا : الهشيم المفتت من النبت . ورمت الشاة الحشيش ترمه رما : أخذته بشفتها وشاة رموم ترم ما مرت به . ورمت البهيمة تناولت العيدان . الازهري : سمعت العرب تقول للذي يقش ما سقط من الطعام وارذله لياكله ولا يتوقى قذره : فلان رمام قشاش . "
 * يقولون الفتق ، للشق في مكان الخياطة في الملابس
قال تعالي : " اولم يروا الي السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما "
اي كانتا شيئا واحد ، فشققناهما عن بعضهما
قال صاحب اللسان : الفتق في الخياطة
* نقول الماعون للاناء والوعاء وجمعه مواعين اي آواني .
قال تعالى : " ويمنعون الماعون " . و الماعون في  المعجم  : متاع البيت
وفي الحديث الماعون : القدر والدلو ما شابه .
* نقول نعليين للحذاء ، و للواحدة، نعال
قال تعالى : " اخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوي _ - طه
* البحر في اللهجة السودانية ، النهر وهو البحر كذلك  .
يقولون بحر أبيض ، بحر ازرق وبحر الجبل ، وأهل البحر الخ .
كانوا يقولون للبحر الاحمر، البحر المالح تمييزا له عن البحر العذب (النيل ). ويقولون للنيل : البحر
والبحر في لغة القرآن تعني النهر ايضا   قال تعالى : " وما يستوي البحران ، هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج " – فاطر 12
وقال : " مرج البحرين يلتقيان ، بينهما برزخ لا يبغيان " الرحمن 19
والمقصود بالبحرين ، البحر  المالح والبحر العذب (النهر) .
* القد : بالفتح في كلامنا ، الثقب والخرق والشق والفتق.
قال تعالى : " و شهد شاهد من أهلها ان كان قميصه قد من قبل .. فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين " – يوسف 25 26 27
جاء في لسان العرب :" القد ، القطع والشق طولا . قطع الجلد وشق الثوب ونحو ذلك "
والقد بالكسر في كلامنا الجلد غير المدبوغ يشقق في شكل سيور ويستخدم في نسج العناقريب والسروج وغيرها .وهي كذلك في المعجم ومنه جاء القديد وهو الشرموط في كلامنا .
  * نقول دس يدس بمعني أخفي يخفي . ومدسوس ومندس .
قال تعالى : " أم يدسه في التراب " . اي يخفيه في التراب
وقال : " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " – الشمس
وفي الحديث " العرق دساس " اي دخال .
قال الشيخ فرح ود تكتوك في حق الضيف : امرق ليه المندس وونسه لمن ينعس وقدمه لمن يقول بس
* وسم البهائم وسما : الوسم هو الامارة توضع بالكي بالنار علي البهيمة للتمييز
 لكل قبيل وسمها المعروف .
قال تعالى : " يمددكم ربكم بخمسة الف من الملائكة موسمين " – آل عمران 125
* نقول بهيمة  وبهائم . والبهم :ضغار الغنم والماعز .
قال تعالي: " ليذكروا اسم الله علي ما رزقهم من بهيمة الانعام "- الحج 28
وقال : " أحلت لكم بهيمة الانعام " – المائدة 1
قال صاحب اللسان " : البهيمة كل ذات أربع قوائم من دواب البر والماء والبهم صغار الغنم والضان والمعز والبقر . "
اما الحيوان فهو الحي من الحياة . قال تعالى : " وان الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون " – العنكبوت 64 اي هي الحياة
قال ابن منظور : " الحيوان اسم يقع علي كل شء حي وجمعه حيوات . "
هذا ، ولا وجود للجمع حيوانات في المعجم
يقول اهلنا يا بهيمة ، ولا يقولون يا حيوان كما نقول نحن
*  الحس في كلام اهل السودان : الصوت
قال تعالى : " لا يسمعون حسيسها " اي حسها وحركة تلهبها .
جاء في معجم الصحاح : الحس والحسيس : الصوت الخفي
وجاء في معجم لسان لعرب : " الحس والحسيس الحركة . وفي الحديث : انه كان في مسجد الخيف فسمع حس حية اي حركتها وصوت مشيتها . الحس الحركة . يصلح للانسان وغيره .
قال عبد مناف بن ربع الهذلي :
وللقسي أزاميل وغمغمة
حس الجنوب تشوق الماء والبردا
والحس : الرنة ."
وفي كلامنا حس ، في صيغة الامر : استيقظ ، اصحي من النوم . وحسسته اي ايقظته من النوم .
قال تعالي : " هل تحس منهم من أحد " قال ابن منظور : " معناه هل تبصر ؟ هل تري ؟
وقال تعالى : " فلما أحس منهم عيسى الكفر " اي رأي .
* الفرت : ما في كرش البهيمة
 قال تعالى : "  نسقيكم ما في بطونه من ين فرث ودم لبنا خالصا "
– النحل 66
وفي المعجم : الفرث السرجين ما دام في الكرش.
* نقول : فرط في الشيء : قصر فيه وضيعه .
قال تعالى : " وما فرطنا في الكتاب من شيء " الانعام – 38
وقال : " ان تقول نفس يا حسرتا علي ما فرطت في جنب الله "الزمر – 56
وقال : " ومن قبل ما فرطتم في يوسف " - يوسف 80
في لسان العرب : فرط في الشيء ضيعه وقدم العجز فيه
وفي معجم الصحاح : فرط في الأمر : قصر فيه وضيعه حتي فات .
* نقول ، بحت يبحت بمعني يحفر في الارض
وقد وردت في القرآن بالثاء .
قال تعالى : " فبعث الله غرابا يبحث في الارض " – المائدة 31
حرف الثاء ينطق احيانا في لسان أهل السودان تاء كتمن اي ثمن .
جاء في معجم اللسان : البحث : طلبك الشيء في التراب
* نقول ، يرتع : يرعي يمرح ويلعب
قال تعالى : " .. أرسله معنا يرتع ويلعب وانا له لحافظون " يوسف – 11
* نقول قص يقص الدرب : يقتفي الاثر
قال تعالى " وقالت لاخته قصيه فبصرت به عن جنب " القص 16
قال صاحب اللسان : قصصت الشيء اذا تتبعت اثره شيئا بعد شيء .
 * اللبن الشراب المعروف الذي يحلب من الأنعام . الاصل ان تقول لبن ، دون زيادة .
اما اذا شئت التخصيص تقول : لبن حليب ، ولبن رائب ولبن قارص الخ .
اذا الحليب صفة اللبن : اللبن الحليب . ثم اسقط الموصوف واستكفي بالصفة في بعض اللهجات فصارت : الحليب
وردت اللبن في القرآن مرتين ولم ترد الحليب . وفي المرتين جاءت اللبن بمعني اللبن الحليب دون تخصيص اي دون ذكر للصفة حليب
وهذا هو السائد في اللهجة السودانية رغم تاثر البعض باللهجات العربية الاخري .
قال تعالى " نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا " النحل 66
قال تعالى : " فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه " - محمد 15
لاحظ انه قال : " لبن لم يغير طعمه " اي لم يصير الي روب او يتخثر ولم يقل حليبا . هذا هو المعني السائد كلامنا بخلاف ما هو سائد عند غيرنا .
وهو كذلك في المعجم . جاء في لسان العرب : " اللبن : اسم جنس . خلاص الجسد ومستخلصه من بين الفرث والدم وهو كالعرق يجري في العروق والجمع ألبان والطائفة القليلة لبنة . وفي الحديث ان خديجة رضوان الله عليها بكت فقال لها النبي ما يبكيك ؟فقالت درت لبنة القاسم فذكرته .. "
و" الحلب : استخراج ما في الضرع من لبن . حلب يحلب حلبا
والحليب كالحلب ، وقيل الحلب : المحلوب من اللبن والحليب مالم يتغير طعمه ،
قوله انشده ثعلب :
كان ربيب حلب وقارص
قال ابن سيده كانه قال : كان ربيب لبن حليب ، ولبن قارص .
قال الازهري : الحلب : اللبن الحليب ، تقول شربت لبنا حليب "
واللبن الربيب والرائب والروب معروف وهو كذلك في المعجم
ولكن بتاثر من اللهجة المصرية صرنا نقول زبادي
اهل الخليج يقولون لبن للروب .
وحليب للبن
ويقولون الروب ايضا .
 * نقول البنات وردن البير ، اى ذهبن لجلب الماء .
من ورد يرد ورودا فهو وارد ، وهي واردة
والبهائم وردت الحفير وصدرن اي قفلن راجعات بعد ان شربن . من الصدور و الورود
في القرآن جاء لفظ ورد ومشتقاته كما يلي :
قال تعالى : " ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون " – القصص 23
وقال : " وجاءت سيارة فارسلوا واردهم فادلى دلوه " – يوسف 19
والسيارة هم العرب الرحل . في كردفان يقولون عرب سيارة
وقال : " وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا" - مريم 71
وقال : " وبئس الورد المورود " – هود 98
والورد – بالكسر – مكان الورود ما يورد اليه فهو مورود .
يقول المتنبي في وصف الاسد :
ورد اذا ورد البحيرة شاربا * ورد الفرات زئيره والنيلا
ورد الاولي صفة للاسد شبهه بلون الورد لجامع الاحمرار
ورد الثانية من ورد الماء اذا قصده للشرب من ورد يرد ورودا . وأنا وراد اذا وردت
وهي واردة
ويقول الراغب الاصفهاني في معجم غريب القرآن – وغريب هنا ليس بمعني اجنبي او غير عربي يقول :
" ويعبر عن المحموم بالمورود ، وعن اتيان الحمى بالورد . "
وهذا في لسان أهل السودان . يقولون الوردة او الوردي بالامالة للحمي . يقولون فلان الليلة مورود .
كانما ترده الحمي وردا او ورودا . مثل زائرة ابي الطيب التي لا تزوره الا في الظلام ( حمى ليلية )
 .. يتبع
المصادر :
- المصحف الشريف
- المعجم المفهرس لالفاظ القران الكريم
- معجم لسان العرب لابن منظور.
- معجم الصحاح للجوهري
- معجم تهذيب اللغة للازهري
- المفردات في غريب القرآن- الراغب الاصفهاني . 

 

آراء