(البقر الرئاسي)

 


 

محمد محمد خير
10 February, 2009

 

أقاصي الدنيا
Suadninexile195@hotmail.com
    خبر طريف اوردته إذاعة ( بي بي سي ) مفاده أن الحكومة اليوغندية قررت بيع العشرات من الماشية التي اهديت الى الرئيس  يوري موسفيني لكن المعارضة أعربت عن قلق من بيع هدايا  قدمت لرئيس الدولة بهذه الطريقة غير أن متحدث رئاسي أفحم المعارضة بتوضيحه أن هذه الأبقار في الأصل مملوكة للحكومة وتحت  رعاية الدولة  والحكومة عي التي تتكفل بإعلافها ومعيشتها وسقيها ويبدو ان المعارضة أذعنت لهذا الرد لأن صمتها إزاء الرد الحكومي  ينبئ بأنهم ( لم يكذبوه ويعقروها )  .
    البقر الرئاسي المزمع بيعه في مزاد علني يوم 19 /فبراير الجاري بقر طاعن في السن أمضى مايزيد عن الست سنوات بمزرعة الرئيس يوري موسفيني الذي يوقر الأبقار ويمنحها محبته الخاصة على خلفية إنتمائه لقبيلة التي تعيش جنوب غرب يوغندا والمعروفة  بتقديسها للأبقار بإعتبار  رمزية للرفاه والجاه  والثروة .
    الحجم الكلي للمزاد من الحيوانات الأليفة يتكون من 117 بقره 26 خروفاً و 10غزلان وهذه التراتبية تعكس المزاج اليوغندي المطبوع على حب الأبقار  حباً  يعليها على الضان  والجداء  رغم أن  لأخيرين  يتمتعان  بلحم  أشهى  من لحم البقر من ناحيتي الطزاجة و(المقرشة )  .
   على خلفية ان هذه الأبقار طاعنه في السن ترى المعارضة أنها لن تحصل على أسعار جيدة غير أن المعارضة فاتها أن الذي يقدم على شراء بقرة من هذا ( البقر الرئاسي ) لا يقصد شراء لحمها بقدر ما بقدر ما يقصد القيمة المعنوية للبقرة ويقصد الإسقاط الباطني لهذه الرمزية فهو لا يشتري  لحماً  بقدر ما يشتري  ( مرسوماً دستورياً ) وتلك هي  تجليات الأنعام  !
لحم البقر المسن والثيران الطاعنة في السن مثار سخرية جزاري ( زنك أم درمان ) ، كان الجزار الذي يقدم على ذبح مثل هذه البهائم يقابل بالسخرية فكلما أقدم زبون  على شراء  لحم منه يقابله صوت الجزار الآخر (  اوعه من الرش )  وهذا التعبير  يعني أن لحم البقر المسن  من شدة تمنعه يستعصي على الأكل  لأنه قوي فكلما يستطيع ذلك اللحم تقديمه لمستهلكه انه ( يرش السليقه ) على وجه المستهلك ويظل محافظاً على بنيته !
    دعا جار جاره ذات مره للعشاء وقدم له مثل هذا النوع  من لحم البقر المسن  ( فعافر ) الجار محاولاً  إصابة مزعة لحم منه غير أن مساعيه جانبها التوفيق  فترك كل اللحم في الصحن ومضى إلى منزله غير أنه تفاجأ بوجود ضيف بعد عودته فصعد من الحائط ( كورك ليهو بالحيطه ) – سقى الله بالندى الهتون تلك الأيام  – ( يا فلان عليك الله أديني من لحمكم دا أعشي الضيف  وأرجوعوا ليكم تاني ) !
    المنعطف الأخير الذي هزمت فيه الحكومة اليوغندية المعارضة هو ردها تساؤلها أين ستذهب ( عائدات الأبقار ) فكان رد الحكومة أنها ستصرف على المشروعات الحكومية – لاحظ ان المعارضة إعترضت على البيع ثم قللت من إمكان أن تحقق هذه الأبقار عائدات راجحة ثم عادت تتساءل عن أوجه الصرف  !
   بدا لي أن رد الحكومة بأن هذه الأموال التي ستعود من بيع الأبقار  ستصرف على المشروعات الحكومية  صائب لأن ذلك لا يعني  جيش الرب والإ لقالت أنها ستوجه للدفاع ، ولو قالت ذلك ربما أصدر ياسر عرمان  بياناً طالب فيه الحكومة اليوغندية بنصيب حكومة الجنوب من ( عائدات الأبقار ) لأنها معنية ، بجيش الرب ولأن الأزمة المالية العالمية  تمددت حتى الجنوب في ظل إنخفاض أسعار البترول وإنحسار نصيب حكومة الجنوب من ( عائدات النفط ) !
*  نشر بصحيفة الأحداث

 

آراء