الدبلوماسية ومازق الجنائية!! 2-2
28/2/2009
فى الحلقة السابقة صوبنا النظر فى المازق الذى يواجهه الدبلماسيون الاجانب فى مرحلة مابعد الرابع من مارس القادم.الان ننظر لما تواجهة الدبلماسية السودانية والتى لاول مرة فى تاريخها توجهة مازقا خطرا ومن نوع مختلف فكيف ياترى سيكون ادائها وخاصة ان اوضاعها الداخلية مرتبكة؟.الاوضاع الان فى وزراة الخارجية تشوبها الفوضى فالوزراة تعانى من انفصام فى الشخصية بين موقفين موقف يخص السيد وزير الخارجية دينق الور وموقف اخر هو الموقف الحكومى الرسمى او قل موقف المؤتمر الوطنى. واسوء ما يمكن ان تبتلى به الدبلماسية هو ان تتحدث بلسانيين فى قضية مصيرية لاتقبل انصاف المواقف نهيك عن تعارضها.المعركة منذ الرابع من مارس القادم وحتى سنوات قادمة هى معركة دبلماسية صرفة, الدبلماسيون هم الذين سيديرون المعركة وبالتالى هم الذين سيصنعون تاريخ السودان فى المرحلة لسنوات قد تمتد من الان وحتى مرحلة مابعد الاستفتاء على حق تقرير المصير. السيد وزير الخارجية الذى يحمل رايا مخالفا لراى حكومتة من الافضل ان يتنحى , بل اننى اقترح ان تترك هذه الوزارة بالكامل للمؤتمر الوطنى وتعوض الحركة الشعبية بوزارة اخرى حتى لو كانت وزارة الطاقة الذى ولى زمانه بحسب الجاز اوالذى اصبح (ما بجيب تكلفة استخراجوا بحسب الوكيل).هذا افضل للمؤتمر الوطنى وافضل للحركة الشعبية بدلا من التعارك فى ساحة شديدة الحساسية وفى وقت لايجوز فيه التنازع والبلاد مقبلة على امتحان قاسى يهدد وجودها نفسه.لابد للوزارة من لسان واحد.
الدبلماسية السودانية امامها فرص جيدة للعب هادى بعيدا عن التشنجات والقرارات العشوائية.اذا ما استطاعت الدبلماسية ان تبقى الاتحاد الافريقى على موقفة فستسجل انجازا تاريخيا وهى مهمة ليست سهلة اذا ان التجارب اثبتت ان الافارقة يعانون من هشاشة فى عظامهم السياسية التى لاتقوى على الضغوط الاجنبية وحدث لك فى اكثر من مناسبة وخاصة فى الشان السودانى.ابقاء الاتحاد الافريقى على موقفة تجاه المحكمة الدولية سيضعف من فعالية القرار ويعزلة وبل ويمكن ان ترفض افريقيا الاعتراف به او التعامل معه.
هناك فرصة لتحقيق ذلك وخاصة ان الافارقة يشعرون ان دائرة الجنائية لاتعمل ولاتدور الا بينهم بدليل ان كل المطلوبيين الان للجنائية افارقة ( جوزيف كونى- يوغندا, شارلس تايلورليبريا,لوبنغا- الكنغو).ثم انظر كيف برات المحكمة الجنائية بالامس الرئيس الصربى اللاسبق مليوقتش وغسلت يدية من دماء عشرات الالاف من المسلمين فى سربنستا.
من المؤكد ان السودان سيجد تعاطفا عربيا وخاصة بعد ان اهدرت مجزرة غزة اية مصداقية للمحكمة الجنائية او حتى للمجتمع الدولى ثم انكشاف امر الاجندة الاسرائيلية بفضل سياسية عبد الواحد محمد نورالذى زار القدس فنور العرب بحقيقة علاقاتة بالصهاينة.!! . العرب يعانون من هشاشة وضعف بائن تجاه الدول العظمى فيمكن ان يتبدل الموقف العربى بفعل الضغوط التى يمكن ان تمارس عليهم.ولقد نصح الاستاذ عبد البارى عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربى السودان ان الا يعول على العرب ومعه حق ولكن السعى لحشد الدعم العربى ايا كانت نتائجة ضرورى ومهم وبالامكان احداث اختراقات مهمة وخاصة ان للعرب محاور يمكن المناورة فى فضائها بذكاء.المطلوب فقط هو عدم الاعتراف باى قرار صادر عن المحكمة وعدم التعامل معه وخاصة ان دولة عربية وحيدة هى الاردن موقعة على ميثاق روما.اذا نجحت الدبلماسية فى تسويق هذه الفكرة عربيا وافريقيا واسلاميا فستدخل المحكمة الدولية فى مازق تاريخى قد يعجل بنهايتها. لاشى يمكن الوثوق به فى عالم السياسيين واخطر مايمكن ان يصيب الدبلماسية هو ان تركن للوعود دون ان تحصد شئيا على صعيد المواقف العملية.يتطلب حصد النتائج جهود مضنية ودبلماسية متسقة ومثابرة لبلوغ الاهداف ضمن خطة شاملة للتعامل مع تدعيات القرار. اتمنى ان تكون مثل هذه الخطة قد وضعت ليشرع فى انفاذها بعد ليلة الرابع من مارس.لابد ان تكون اهداف الخطة واضحة.مثلا المطلوب بعد هذا التاريخ يختلف عما كان مطلوبا قبله.فمثلا كان المطلوب العمل على تاجيل صدور القرار لمدة عام ولكن بعد ذلك التاريخ ينبغى الا تدخل الدبلماسية فى وهم تاجيل انفاذ القرار فان الضررالذى كان يمكن منعة بعدم صدور القرار قد وقع, فتاجيل انفاذ القرار لن يكون الاسيفا مصلتا على رقبة السودان فالافضل هو السعى لاقناع الاصدقاء ودول الجوار العربى والافريقى بعدم الاعتراف به وهذه مهمة تبدو فى حد ذاتها صعبة ولكنها ليست مستحيلة.