الكاتب/ خالد عزالدين
Sunday, 15 March 2009
دورس كثيرة قدمها نجوم المريخ من خلال أدائهم المتميز أمام الاتحاد الليبي .. ولكن الذي نحب أن نركز عليه اليوم هو؛ حق اللاعب السوداني بمزيد من الثقة فهذا حقه الذي انتزعه بأدائه طوال السنوات السابقة،
رغم الكتابات عن قوة الخصم والحديث عن نجوم القارة السمراء وتفوقهم على لاعبينا، ورغم الإحساس بالخوف من الأندية الكبيرة التي تدخل به الجماهير للملاعب ..
ركز الإعلام الرياضي على قوة الاتحاد الليبي أكثر من قوة المريخ، وكتب عن غياب نجوم المريخ الكبار؛ العجب ووارغو وسفاري أكثر من كتابته عن قوة النجم الشاب راجي الذي لم يهتم به الإعلام حتى أثبت أنه أفضل من الجميع ..
لقد أعطى صلاح مشكلة الثقة لنجومه بتصريحاته الواضحة والصريحة؛ بأنه لن يشرك لاعباً مصاباً حتى ولو كان في مستوى ماردونا، ووصلت رسالته بوضوح للاحتياطي ليقول له: إنه يعتمد عليه، وإنه أفضل من اللاعب الأساسي إذا كان مصاباً .. فهناك مدربون يرفضون غياب النجوم الكبار حتى ولو كانوا مصابين، ويسعون لإشراكهم بصورة تضعف من معنويات البدلاء ..
أعطى صلاح مشكلة الثقة للاعبيه فنزلوا للملعب، وكلهم ثقة في إمكانياتهم وتفوقوا على الإعلام والجماهير قبل أن يتفوقوا على الاتحاد الليبي ..
لقد كان نجوم الهلال في بداية الألفية الثانية هذه ينهزمون بعدم الثقة هذه .. كنا نخاف من الأندية المصرية والتونسية والجزائرية وأندية أفريقيا السمراء في نيجيريا والكاميرون فنكتب عنها وندخل أنديتنا مهزومة حتى انتفض نجوم الهلال فأكدوا قدرة اللاعب السوداني على هزيمة الجميع، فانتصرواعلى الأهلي والترجي والنجم الساحلي وبترواتلتكو وأورلاندو بايرتس والرجاء والوداد والرينجرز وحرس الحدود والزمالك، وكان الهلال ينتصر في كثير من الأحيان على ملعبه بهذه الثقة حتى ولو كان أسوأ من الفريق الضيف ..
لقد أدى نجوم الهلال والمريخ في أنديتهم؛ وفي المنتخبات مباريات كبيرة، وهزموا الكبار وانتزعوا الثقة انتزاعاً ..
وبهذه الثقة الكبيرة التي يجب أن تبعد تماماً عن(التكبر) ندخل مع لاعبي الهلال للقاء اليوم معتمدين على ثقتهم بأنفسهم؛ فهيثم مصطفى هو قائد منتخب السودان الذي قارع الكبار في بطولة غانا والسودان يلعب في مجموعة البطل ووصيفه .. وعلاء يوسف هو من وقف أمام نجوم أفريقيا المحترفين في البطولات الأوربية، وتصدى لهم .. وعمر بخيت هو من انتزع الإعجاب أمام نجوم الأهلي القاهري؛ بطل القرن ..
لقد قدم نجوم الهلال في المواسم الأخيرة أفضل مستوى للكرة السودانية، وأكدوا أن اللاعب السوداني المظلوم في التدريب في الصغر، والمحروم من الرعاية المبكرة؛ قادر على تجاوز كل الصعاب للوصول للقمة ..
بثقة كبيرة ندخل لملعب الخرطوم دون أن ننسى أن الهلال جديد في تشكيلته، وأنه يفقد أقوى أسلحته الهجومية الجديدة( امبيلي).
بثقة كبيرة ندخل ملعب الخرطوم ونحن نعرف جيداً أن التجانس مازال مفقوداً بين النجوم الجدد والمحاربين القدامى، ولكن ثقتنا في الاسم والتاريخ والخبرات الكبيرة لنجوم الوسط تجعلنا متفائلين ..
جمهور الهلال الذي أنجز مع فريقه الكثير قادر أيضاً على تخطي المرحلة الصعبة التي يمر بها الهلال؛ بمزيد من التشجيع المتواصل وهز ثقة الخصوم في أنفسهم وخلق جو من المؤازرة لنجوم الأزرق يجعل الكرة تستجيب لهم ..
تذكروا أن المباراة 90 دقيقة.. وأن الهلال قلب الموازين في كثير من المباريات في الدقائق الأخيرة، ولا تجعلوا اليأس يتسلل للنفوس حتى ولو تقدم علينا الخصوم؛ لا قدر الله ..
إن الهلال قادر حتى ولو كان مستواه متراجعاً أو فريقه به الكثير من التجديد على الفوز في الأدوار الأولى والوصول لدوري المجموعات، وعندها سيكون لكل حدث حديث ..